أعطني قوة لأجري... بل تقول: اجذبني. حين يجذب الرب القلب... تتحرك الحياة كلها ... ولم تقل فأجري. لأن الجري هو جري شركة... جري علاقة... جري انسجام. قلبان ينبضان بنفس السرعة. ليس هو أمامها وهي خلفه... بل كلاهما في حركة واحدة... بنفس النبض... بنفس الاتجاه. العروس في حضوره... في قربه... في يده. تكشف بداية الجري: الجذب الإلهي... الجري يبدأ من قلب منجذب... وينتهي في حضن الرب ... المليء بالشبع والفرح والمسحة... لا يصنع شخصاً يركض وحده... بل يخلق حركةً مشتركةً.. وشركةً حيّةً. لأن الحب نفسه يصير المحرك. عندما تجذبني إليك... لا أتحرك وحدي.. بل ندخل معاً في نفس الإيقاع.. ونسير في اتجاهٍ واحدٍ. ولا واجباً ثقيلاً... بل انسياباً. استجابةً طبيعيةً للحب. بين الجري من أجل الإله القدوس.. والجري مع الإله القدوس ... الجري من أجله يتحول إلى جهدٍ.. أما الجري معه فيصير حياةً ومجداً.. لكن بتجري بمجهودها الشخصي ... وبتجري وتلهث خلف العربس .. مش معه.. لأن الحضور أقوى من أي قوةً. طلبت فقط أن تنجذب، لأن من ينجذب...يتحرك بلا مقاومةً. حين يجذبنا العريس إلى قربه.. لا نعود نسير وحدنا.. ولا نتحرك بدافع خوفاً أو واجباً.. بل ندخل في علاقةً.. وفي العلاقة تتحول المسيرة إلى جرياً.. والجري إلى فرحاً.. والفرح إلى حياةً مليئةً بالمجد.. لم تطلب الجري.. بل طلبت الجاذبية... طلبت الحضور. لأنها أدركت أن الجري بدون جذب... يتحول إلى تعب.. وأن الخدمة بدون عشق تصير حملاً.. وأن الطاعة بدون حضور تصير واجباً بارداً. بل تقول: اجذبني إلى دائرة قربك.. إلى مجال حضورك.. إلى مجال رؤيتك.. وحينها لن أحتاج أن أركض وحدي.. بل سنجري معاً. هي لغة الملكوت. الملك لا يسير وحده... ولا يسمح لعروسه أن تتخلف... هو يتقدم بالجذب.. وهي تستجيب بالشوق... بل إعلان اكتشاف: حين يجذبني الملك.. لا أعود أسير وحدي.. بل أدخل معه في اندفاع مجد... حيث لا يقودني من الأمام فقط.. بل يحملني في حضوره... فنجري سوياً .. أشكرك لأنك لا تطلب مني أن أركض بقوتي بل تجذبني بقربك.. أشكرك لأنك لا تقودني من بعيد بل تسير معي.. أشكرك لأنك تكشف لي جمالك فينجذب قلبي.. أشكرك لأنك تجعل خطواتي منسجمة معك.. أشكرك لأنك تجعل الجري معك فرحاً.. قد قلبي إلى عمق الجذب الحقيقي.. حررني من الجري بدافع الواجب. علمني السير في إيقاع السماء.. أوقد في داخلي شوقاً دائماً للحضور.. اكشف لي جمال العريس... اجعل حركتي نابعة من علاقة حيّة.. آمين هللويااااا |