العدد 1- 16: الأيات 1-16 :- اسمعوا الكلمة التي تكلم بها الرب عليكم يا بيت اسرائيل. هكذا قال الرب لا تتعلموا طريق الامم و من ايات السماوات لا ترتعبوا لان الامم ترتعب منها. لان فرائض الامم باطلة لانها شجرة يقطعونها من الوعر صنعة يدي نجار بالقدوم. بالفضة و الذهب يزينونها و بالمسامير و المطارق يشددونها فلا تتحرك. هي كاللعين في مقثاة فلا تتكلم تحمل حملا لانها لا تمشي لا تخافوها لانها لا تضر و لا فيها ان تصنع خيرا. لا مثل لك يا رب عظيم انت و عظيم اسمك في الجبروت. من لا يخافك يا ملك الشعوب لانه بك يليق لانه في جميع حكماء الشعوب و في كل ممالكهم ليس مثلك. بلدوا و حمقوا معا ادب اباطيل هو الخشب. فضة مطرقة تجلب من ترشيش و ذهب من اوفاز صنعة صانع و يدي صائغ اسمانجوني و ارجوان لباسها كلها صنعة حكماء. اما الرب الاله فحق هو اله حي و ملك ابدي من سخطه ترتعد الارض و لا تطيق الامم غضبه. هكذا تقولون لهم الالهة التي لم تصنع السماوات و الارض تبيد من الارض و من تحت هذه السماوات. صانع الارض بقوته مؤسس المسكونة بحكمته و بفهمه بسط السماوات. اذا اعطى قولا تكون كثرة مياه في السماوات و يصعد السحاب من اقاصي الارض صنع بروقا للمطر و اخرج الريح من خزائنه. بلد كل انسان من معرفته خزي كل صائغ من التمثال لان مسبوكه كذب و لا روح فيه. هي باطلة صنعة الاضاليل في وقت عقابها تبيد. ليس كهذه نصيب يعقوب لانه مصور الجميع و اسرائيل قضيب ميراثه رب الجنود اسمه.
دليل أن هذه الأيات مكتوبة لمن هم فى السبى الأية (11) فهى مكتوبة بلغة أرامية يفهمها الكلدانيين وذلك ليُعلمها المسبيين لأولادهم فحين يكلمهم البابليين ويدعونهم لعبادة أوثانهم يردون عليهم بلغة يفهمونها أن هذه الأوثان تبيد وأما إلهنا خلق السماء والأرض وقد خلقنا نحن. لذلك نحن نعبده. وفى هذا الفصل وصف لعظمة الله وقدرته على كل شىء وعجز الأصنام والتماثيل. وغباء الذين يدَعون الحكمة بهذه الوسائل. ففى الإصحاح السابق تكلم عن الحكمة السياسية وهنا يتكلم عن نوع أخر من الحكمة المزيفة وهذه وتلك سيبطلون. وفى (2) الأمم الذين لا يعرفون الله وقوته يرتعبون من علامات السماء مثل الخسوف والكسوف والأبراج والشهب والمذنبات، وهم يتفائلون ويتشائمون منها ومن كل العلامات الفلكية ويقدسونها وعلى أولاد الله أن لا يخافوا هذه الأشياء فالنجوم فى مساراتها لا تستطيع أن تحارب أولاد الله. وما هى الأوثان خشب مقطوع من شجرة وزينوه بالفضة والذهب (4،3) وهكذا كل خطية فالرشوة تسمى هدية والزنا يسمى حب فالإنسان يحب أن يزين خطيته. ولكنها تستمر باطلة وفى (5) هى كاللعين فى مقثأة = اللعين هو خيال المأتة، وهو خشبة طويلة، قد تكون جذع نخلة توضع فى الحقل لتخيف العصافير فلا تلتهم المحاصيل، هى لا تتحرك ولا تنفع ولا تضر، هكذا الشياطين والأوثان التى يستعملونها، شكلهم يبدو أقوى من الناس لكنهم لا حول ولا قوة لهم أمام أولاد الله ولا سلطان لهم أن يؤذونهم أو يكافئونهم. المقثأة = حقل به ثمار القثاء (وهى قصيرة جدا بجانب خيال المأتة) ولكن علينا أن نعرف أن الشياطين أقوياء فهم كنخلة وسط مقثأة ومثال لذلك فالسحرة أيام موسى صنعوا بسحرهم أشياء عجيبة ولكن أولاد الله الذين يحميهم الله لهم سلطان على الحيات والعقارب وكل قوة العدو وتكون هذه القوى الشيطانية كنخلة نعم ولكنها غير قادرة على الحركة من مكانها وغير قادرة أن تؤذى أحد. وكل الأيات هنا لتعنى طمأنينة لشعب الله ضد هذه القوى الشيطانية. والله جبار وليس مثله (7،6) أما الأوثان فبلدوا وحمقوا (8) (أدب أباطيل = تترجم تمثال خشب، تعليم لا قيمة له).
وفى (9) نرى كيف يهتم صانعو الأوثان بأن يزينوها بكل فخامة وحكمة فهم يزينون ويجملون ألهتهم وإلهنا يجملنا بأن يجعلنا على صورته. وفى (12)، (13) نرى عظمة الله وفى (14) من يسير وراء صنم يصبح مثله بليد خامل فالوثن كاذب وليس إله.
العدد 17- 25: الأيات 17-25 :- اجمعي من الارض حزمك ايتها الساكنة في الحصار. لانه هكذا قال الرب هانذا رام من مقلاع سكان الارض هذه المرة و اضيق عليهم لكي يشعروا. ويل لي من اجل سحقي ضربتي عديمة الشفاء فقلت انما هذه مصيبة فاحتملها. خيمتي خربت و كل اطنابي قطعت بني خرجوا عني و ليسوا ليس من يبسط بعد خيمتي و يقيم شققي. لان الرعاة بلدوا و الرب لم يطلبوا من اجل ذلك لم ينجحوا و كل رعيتهم تبددت. هوذا صوت خبر جاء و اضطراب عظيم من ارض الشمال لجعل مدن يهوذا خرابا ماوى بنات اوى. عرفت يا رب انه ليس للانسان طريقه ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته. ادبني يا رب و لكن بالحق لا بغضبك لئلا تفنيني. اسكب غضبك على الامم التي لم تعرفك و على العشائر التي لم تدع باسمك لانهم اكلوا يعقوب اكلوه و افنوه و اخربوا مسكنه.
هذه الأيات لمن بقى فى يهوذا وهنا تهديد بضربة قادمة وفى (17) الأفضل لهم أن يهربوا من أورشليم ويجمعوا حزمهم = أى ممتلكاتهم فلا أمان داخل أسوار أورشليم وقت الحصار وفى (18) وحتى لو هربوا فالله سيضيق عليهم لكى يشعروا = بغضبى على خطيتهم. رامٍ من مقلاع السكان = أى أن الله سيطردهم من الأرض ويقذفهم منها كما من مقلاع فهم قد نجسوها.
أية (19) هذه مرثاة للنبى ولكن كلمة مصيبة فأحتملها أنه يحتمل لكن عن غير إقتناع ثم فى (20) تُصوَر أورشليم القوية كخيمة (الخيمة تشير لأجسادنا (2كو1:5) فهل نفسد خيمتنا بخطايانا) قُلِعَتْ من مكانها فالكل زال، شعب ومساكن وقصور وكلْ أطنابى = أى الحبال التى تثبت الخيمة وهذه تشير لملكها وجيشها ورؤسائها وهيكلها وثروتها وشعبها فمن يقيم شققى = الشقق تعنى الستائر أى زينتها من يعيدها وهى لا شعب لها وإلهها قد غادرها. وفى (21) يذكر السبب الأولَى، خطية القادة = الرعاة بلدوا والسبب عبادتهم للأوثان (مثل أية 14) والرب لم يطلبوا = فمن يتبع الأوثان البليدة يصير مثلها بليداً أى غبياً، والبشر ينقسمون قسمين إما قديسين لأنهم يتبعون الله أو شهوانيين يتبعون الشيطان والذين لا يتبعون الله يفشلون وفى (23) ليس للإنسان طريقه = الله ضابط الكل وحتى نبوخذ نصر ما هو إلا أداة فى يد الله لتأديب هذا الشعب. وهذا الشعب الخاطىء ليس حراً بل هو كإبن عليه أن يخضع ليد الله التى تؤدبه. والخطية عقابها فى ذاتها فبعد اللذة الوقتية يجىء الغم. هذا نتيجة طبيعية لوجود الشيطان فى هذا المكان. أما لو وُجد الله يأتى معه السلام والفرح. وهذا الشعب نتيجة خطيته إزداد غماً وأحسَ بالفشل وأدرك الخراب فقال فى (19) ويل لى من اجل سحقى ضربتى عديمة الشفاء. ولكن بعد ذلك عرف النبى أن هذه الضربات التى قال عنها أنها مصيبة وعليه أن يحتملها دون إقتناع أن فيها شفاؤه وخلاصه وأن الإنسان لا يختار طريقة شفائه = ليس للإنسان طريقه (23) فهذا العدو القادم من الشمال (22) إنما هو فى يد الرب لشفاء مرض الشعب. حينئذ تغير كلام النبى وإستحسن تأديبات الله مهما كانت قاسية = أدبنى يا رب بالحق = فكل ما تعمله هو حق وعدل وحب. ولكن لا تؤدبنى بغضبك فأنا لا أحتمل غضبك بل سأحتمل عصا التأديب التى فى محبة " فكل من يحبه الرب يؤدبه.
أما هؤلاء الذين ظلمونى وضربونى فلتسكب غضبك عليهم (سواء البابليين أو من يرمزون إليهم أى الشياطين) فنحن حين نقرأ طلب اللعنات على أعداء الله وأعداء الشعب فلنفهم أنهم رمز للشياطين. وتعتبر كلمات النبى هنا نبوة عن ما سيحدث للبابليين أيضاً. (أية 25).
وبنهاية الإصحاح العاشر ينتهى العتاب العلنى فى الهيكل.