يستشهد العلامة أوريجانوس بهذه العبارة وهو يتحدث عن الذين يخدمون خلاص البشر في كل موضع، ويعلمون بإنجيل يسوع في كل البلاد بتعليم صحيح وحياة مستقيمة يدعون "مسحاء"[1].
v كان الرب متجسدًا بين اليهود وحدهم، فلم يولد من عذراء من شعوب الأمم ولا عاش بينهم... ومع هذا فقد تحقق ما قيل عنه: " شعب لم أعرفه يتعبد لي" (مز 18: 43)؛ ولكن كيف يتعبد له دون أن يعرفه؟ "من سماع الأذن يسمعون لي" (مز 18: 44). عرفه اليهود فصلبوه، وأما العالم كله فسمع عنه وآمن به[2]. القديس أغسطينوس
كما رأينا فإن الأصحاحات من 13- 16 خصصت لداود والتابوت، أيّ احضاره التابوت إلى أورشليم، المكان الذي اختاره، وفي هذا درس نافع لنا، فإنه من النافع ان ندرك الأشياء الهامة في نظر الله، فبالتأكيد ليست هي الأشياء الفانية التي كثيرًا ما نهتم بها، فمن الاهتمام الذي أعطى لنقل التابوت نتعلم ان الله يهمه العبادة من شعبه، فقد كان التابوت هو قلب العبادة في إسرائيل حيث يضع الله التركيز، وكان للتابوت اهمية خاصة لأنه كان متوَّجًا بكرس الرحمة حيث الموضع الذي يتقابل الله مع شعبه، والمهم لنا هو أن يكون لنا موضع حيث تستقبل الرحمة من قبل الله، والله مستعد أن يعطي رحمة لأنه عنده كرس رحمة لنا. "يا اولادي اكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا. وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضًا"(1يو 2: 1- 2). فكلمة "كفارة" تعني "كرس الرحمة"، والمسيح له المجد هو كرس الرحمة لخطايانا. وللمزيد عن رموز تابوت العهد وكرس الرحمة الرجاء الرجوع إلى قطع ثيئوطوكية الأحد في كتاب الأبصلمودية.