تفسير سفر أخبار الأيام الأول - الأصحاح 29 | تفسير تادرس يعقوب


العدد 1- 30:
لقد قال داود لسليمان ما أراد أن يقوله، والآن في أصحاح 29 نجد التأكيد ينتقل من الهيكل إلى المملكة على أنه كان في فكره إلى يوم وفاته إن مركز المملكة هو الهيكل، وهذه آخر رسالة من داود إلى شعبه، ونذكر أن يعقوب عند وفاته استدعى ابناءه، وموسى عندما دنا من انتقاله أُعطى رسالة للأسباط الاثنا عشر، والآن داود له رسالة حينما قربت أواخر أيامه:

1. حثهم على العطاء قدر طاقتهم لبناء وتأسيس الهيكل (عدد 1- 5).

2. لقد قدموا هداياهم طبقًا لذلك وبكرم جزيل (عدد6- 9).

3. قدّم داود صلوات وتسبيحات مهيبة لله في تلك المناسبة (عدد 10- 20)، مع ذبائح (عدد 21، 22).

4. تُوّج سليمان بفرح وفخامة (عدد 23- 25).

5. بعد ذلك بقليل انتهت أيام داود على الأرض (عدد 26- 30)، ومن الصعب الحكم بما هو أبرع جماًلا أهو سطوع الشمس أم غروبها.

v "وقال داود الملك لكل المجمع أن سليمان ابني الذي وحده اختاره الله انما هو صغير وغض والعمل عظيم لأن الهيكل ليس لإنسان بل للرب الإله..."(1أيام 29: 1، 9).

وهنا نلاحظ:

أ. كيف تكلم داود ببراعة مع عظماء إسرائيل ليحثهم على المشاركة في بناء الهيكل، فمن واجبنا أن نحض بعضنا البعض على عمل الخير ليس فقط بأن نعمل الخير بأنفسنا بل نجذب على قدر إمكاننا الآخرين ليعملوا الخير أيضًا، فقد كان هناك أغنياء كثيرون في إسرائيل وكان لهم الفرصة للاستفادة من الاشتراك في بناء الهيكل في أيام السلام التي صاحبت هذا العمل، وداود لم يفرض عليهم هذا العطاء كضريبة ولكنه نصحهم بتقديم هدية كفرصة للعطاء بحرية إرادة، فما يُعمل من أعمال بر وخير يجب أن يكون برضا وبغير اضطرار، فالمعطي المسرور يحبه الرب:

1. جعلهم أن يأخذوا في الاعتبار أن سليمان صغير وغض ويحتاج للمساعدة، فهو الشخص الذي اختاره الله ليقوم بالعمل ولذلك فهو جدير بتقديم مساعدتهم له، فهذه خدمة حسنة أن نُشّجع الصغار والضعفاء الذين يعملون في خدمة الله.

2. أن العمل كان عظيمًا ويجب أن تتقدم كل الأيادي لتنفيذه، فالهيكل الذي سيْبنى ليس لإنسان بل للرب الإله، فكلما كثرت العطايا للبناء كلما زاد بهاؤه وبذلك سيكون في أحسن حالة مرغوبة.

3. اخبرهم عن الترتيبات العظيمة التي أُعّدت لهذا العمل، وهو لم يكن ينوي أن يلقي على كاهلهم كل الحمل، ولا أن يكون البناء كله حموًلا بالعطاء ولكن أعطاهم الفرصة أن يظهروا حسن نيتهم بالإضافة إلى ما عُمل (عدد 2): "أنا بكل قوتي هيأت" أيّ "أنا جعلت هذا شغلي الشاغل"، فعمل الله يجب أن نعمله بكل قوتنا.

4. وضع أمامهم مثاًلا حسنًا، فبجانب ما خصّصه لهذه الخدمة من غنائم وهدايا الدول المجاورة التي كانت لبناءالبيت (1أصحاح 22: 14)، فإنه قدم من ناحيته هو الكثير لتجميل وزخرفة البناء، ثلاثة آلاف وزنه ذهب وسبعة آلاف وزنة فضة (عدد4- 5)، وهذا لأنه كرّس وجدانه لبيت الرب، وقد أعطى كل هذا ليس كما يعطي الفريس الزكاة لكي يراه الناس، ولكن فقط لأنه يُحب الجلوس في بيت الله كما تنبأ في (مز 36: 8) وهنا أثبت ذلك، فهؤلاء الذين يكرّسون وجدانهم لخدمة الله لا يفكرون في الآلام أو النفقات التي تنتج عن ذلك، فعطايانا تسرّ الله عندما تنبع من المحبة، فأولئك الذين يوجهون أنفسهم للسمائيات فإنهم يكرسون وجدانهم لبيت الله الذي خلاله نجد طريقنا إلى السماء، وداود سرد لهم ما أعطى لكي يعملوا مثله، فهؤلاء الذين يودون أن يجذبوا الآخرين ليعملوا مثلهم يجب أن يكونوا مثاًلا لهم، وأوولئك الذين وصلوا إلى درجة عالية من الكرامة يجب أن يظهر نورهم قدام الناس لأن تأثيرهم يكون أكثر قوة واتساعًا عن الآخرين.

5. حرّك مشاعرهم ليعملوا مثله (عدد 5): "فمن ينتدب اليوم لملء يده للرب":

1. يجب علينا جميعًا كلُّ في قطاعه الخاص أن نخدم الرب وتكرس خدمتنا له وأن نفصلها عن أيّ شيء غريب يتداخل معها وأن نوجهها لكرامة ومجد الله.

2. ويجب أن تكون خدمة الله هي شغلنا الشاغل بأن نملأ أيدينا للرب كما ذُكر في شريعة موسى، فهؤلاء الذين يشغلون أنفسهم بخدمة الله يكونون مشغولين لأبعد حدٍّ، وهناك عمل كاف لكل إنسان في هذا المجال، وملء اليد بخدمة الله تعني خدمته وحده وأن نخدمه بحرية وبقوة النعمة المستقاة منه.

3. يجب أن نعمل ذلك برغبة وسماحة وبسرعة أيّ نعمل اليوم ونحن في عقل كامل، فمن يرغب فعليه أن يتقدم.

ب. كيف أنهم جميعًا كانوا أسخياء في العطاء عندما حُثّوا على ذلك، فبالرغم من أنهم حُثوا فقد قيل "أنهم قدموا برغبتهم" (عدد 6)، فقد قال هذا الذي يعرف قلوبهم بقلب كامل من مبدأ حسن واحترم خالص لمجد الله (عدد 9)، ويظهر مقدار كرمهم من الكميات التي قدموها (عدد 7- 8)، أعطوا كقادة وأمراء إسرائيل، وكانت عطية يوم سرور لأن:

1. الشعب فرح، وربما هذا يعني أفراد الشعب الذين قدّموا عطايا فرحوا لفرصة تكريم الله من أموالهم وسُرّوا لامكانية يكمل هذا العمل الحسن، أو يعني أن عامة الشعب سُرّوا لكرم قادتهم وأن عليهم حكام يُقّدرون هذا العمل العظيم، فكل إسرائيلي يُسر بأن يرى عمل الهيكل يُنفذ بنشاط وهكذا انطلق عليهم قول الكتاب "المعطي المسرور بحبه الرب".

2. داود تهلل بسرور عظيم بأن يرى نتائج التأثير الحسن لمزميره والمساعدات التَقَوُية التي زوّدهم بها، وسٌرّ بأن يرى ابنه وخليفة عرشه محاطًا بأناس أولوا حُبّهم لبيت الله، وأن هذا العمل الذي وضع قلبه عليه كثيرًا أصبح في الأمكان أن يتقدم، فإنه لنهضة عظيمة للناس الأبرار أن يعلموا قبل وفاتهم أنهم تاركين بعدهم أناسًا غيورين للعبادة للعبادة واستمرارها "الآن يا سيد تطلق عبدك بسلام"

v "وبارك داود الرب أمام كل الجماعة وقال داود مبارك أنت أيها الرب إله إسرائيل أبينا من الأزل وإلى الأبد ..."(1أيام 29: 10، 22).

وهنا نرى:

أ. الصلاة المهيبة التي قدمها داود لله بمناسبة اشتراك القادة لأجل بناء الهيكل (عدد 10)، لذلك فإن داود بارك الرب ليس فقط في مخدعه بل أيضًا أمام الجمع، وهذا نتوقعه عندما نقرأ في عدد (9) من الأصحاح أن "داود الملك أيضًا فرحًا عظيمًا جدًا" لأن رجًلا تقيًا مثل هذا بدون شك يجعل تلك المناسبة موضوع شكره الذي هو بالاكثر موضوع فرحه، فهو عندما ينظر حوله بارتياح بالتأكيد يرفع نفسه بالتسبيح إلى فوق، وداود الأن أصبح مُسنًا ونظر إلى نهاية حياته على الأرض، فإنه يليق بالشيوخ القديسين، وهم على فراش لموت أن يمتليء قلبهم بالتسبيح والشكر، فهنا يخمد أنّات عجزهم الجسدي ويجعل توقع الموت نفسه أقل كآية، ومزامير داود في أواخر سفر المزامير معظمها مزامير تسبيح، فكلما دنونا من عالم التسبيح الدائم نجد أننا نتكلم ونعمل بلغة ذلك العالم، ونرى في خطاب داود:

1. أنه يهيم بالله ويعزو له المجد كإله إسرائيل"مبارك من الأزل وإلى الأبد". والصلاة الربانية تُختم بتسبحة مثل هذه التي بدأ بها داود هنا –لأن لك الملك والقوة والمجد، فهذا تسبيح يليق بالله في خشية مقدسة وورع وتبجيل وعاطفة مرضية معترفة:

أ. بأن كماله غير محدود، ليس فقط لأنه عظيم وقوي وبهي...

ولكن لأن له القوة والبركة والمجد أيّ أن هذه الصفات منه وفيه (عدد 11) وهو مركز وينبوع كل شيء بهي ومبارك، فهو مستحق كل ما نستطيع أن نعزو إليه من تسابيح المجد، وله العظمة: فعظمته هائلة وغير مدركة، والجميع صغار ولا شيء بالنسبة له، وله القوة: وهي قوة كلية وغير محددة ولا تقام، والقوة له وكل قوة في جميع مخلوقاته هي مستمدة منه وتعتمد عليه، وله المجد، وكل المجد الذي نقدمه له من قلوبنا وشفاهنا وحياتنا يعجز للنهاية أن يوفيه حقه، وله النصرة، فهو يتجاوز ويفوق الكل ويستطيع أن يهزم ويخضع كل شيء له، وانتصاراته مخففة، وله العزة، شخصية وحقيقية، فمعه عزة مهيبة لا يُعبّر عنها ولا يمكن تصورها.

ب. بأن سلطانه غير مُقيّد، كالمالك الحقيقي للكل: "لأن كل ما في السماء والأرض لك"(عدد 11) وتحت يدك بحق الخلقة الذي لا يُنازع وكحاكم وقائد الكل، ولك الملك، فأنت ملك الملوك ورأس الجميع ويجب لك التمجيد والعبادة لأنك فوق الكل.

ج. بأن له السلطة والتأثير الشامل، فكل من هو غنّى أو ذو كرامة من بني البشر يستمدا لغنى والكرامة من الله، وهذا الاعتراف أراد داود أن يعترف به ويشترك فيه قادة إسرائيل لئلا يفتكروا أنهم بكرمهم يستحقون المكافأة من الله، لأنهم استمدوا غناهم وكرامتهم من الله وما قدّموه له ما هو إلا قليل من الكثير الذي أجزله عليهم، فمن هو عظيم بين الناس فيد الله هي التي جعلته هكذا، وأية قوة لدينا فهي معطاة لنا من الله "لأن لإله إسرائيل وأبينا"(عدد 10، مز 68: 35).

2. أن كلمات الصلاة الربانية مألوفة لنا، فعندما طلب التلاميذ من الرب يسوع أن يعلّمهم الصلاة أعطاهم صلاة نموذجية، وارجعهم إلى صلاة داود، "ليأت ملكوتك" كانت في قلب داود، وهذه الكلمات المختصرة والبسيطة تجمع مطامح وآمال أجيال وقرون، وهي من أعظم الصلوات المذكورة في العهد القديم، فهي شاملة، ملوكية وممتلئة بالتوقير والسبح والشكر، تجحد أيّ استحقاق للإنسان وتُعلن اعتماد الإنسان على الله، تظهر إذلال النفس واعترافها وتكريسها، وتعترف أن الكل لله، فداود أقر أن الُملك لله. والمفهوم الكتابي للمُلْك هو أنه مُلك أبدي ومُلك زمني، هو مُلك شامل ومُلك محلي، مُلك حاضر ومُلك ممتد، وعلى العموم هو ملكوت السموات على الأرض، وعندما خلق الله آدم أعطاه السلطان فماذا يعني الآن بالمُلْك؟ أنه حكم الله على الأرض، فهي صلاة لتجديد الأرض واعادتها تحت حكم الله.

3. إنه يعترف بالشكر على نعمة الله التي مكنتهم من العطاء بسرور لبناء الهيكل (عدد 13- 14): "والآن يا إلهنا نحمدك"، فكلما تخدم الله فبالأكثر نكون مديونين لأنه شرفنا بالسماح أن نكون في خدمته، فهل لذلك العبد فضل لأنه فعل ما أُمر به"(لو 17: 9) لا! بل إن هذا العبد عليه أن يشكر الله كثيرًا، فداود يشكر الرب أنهم استطاعوا أن يُنْتَدبوا، ونلاحظ:

أ. إنها لحظة لاظهار القوة لنعمة الله فينا حينما يمكننا خدمة الله برضا فهو يود أن نريد وأن نعمل، فإنه في يوم قوته حينما يُنْتَدب شعبه (مز 110: 3).

ب. يجب أن نُعطي المجد لله على كل شيء حسن نعمله نحن أو غيرنا، فأعمالنا الخيّرة يجب أن لا تكون موضع فخرنا، وأعمال الخير من الآخرين لا يجب أن تكون موضع مدحنا، ولكن الكل يجب أن يكون موضع حمدنا، لأنه أعظم شرف وسرور في العالم أن نخدم الله بأمانة.

4. أنه يتكلم بتواضع عن نفسه وعن شعبه والتقدمات التي قدموها الآن لله:

أ. فعن نفسه وعن الذين اشتركوا معه تساءل داود كيف أن الله ينظر إليهم ويعمل هكذا لهم (عدد 14): "من أنا ومن هو شعبي؟" فداود كان أكثر الناس كرامة وإسرائيل أكثر الشعوب كرامة في ذاك الوقت، ولكنه يتكلم هكذا عن نفسه عنهم كغير مستحقين للاعتراف والمعروف الإلهي، فداود يظهر الآن عظيمًا وهو يرأس مجمعًا مهيبًا ، مُعيّنًا خليفة له، ومقدمًا عطية فخمة كرامة للرب، ومع ذلك يظهر صغيرًا ووضيعًا في عيني نفسه، "من انا يارب؟"(عدد 15)، فإننا غرباء ونزلاء أمامك ومخلوقات فقيرة وحقيرة، فالملائكة هم في بيتهم في السماء والقديسون غرباء هنا على الأرض: "فأيامنا هي كظل على الأرض"، وأيام داود كان لها وزنها كأغلبية الناس لأنه كان رجًلا عظيمًا، رجًلا طيبًا، رجًلا نافعًا، والآن رجًلا كهًلا عاش طويًلا ولغرض حسن، ومع ذلك يضع نفسه ليس فقط بين بل أول الذين يجب أن يعترفوا أن أيامهم على الأرض هي كالظل، وهذا يعني أن حياتنا زائلة ومؤقتة وستنتهي إما في النور الكامل، فليس هنا دوام أو تَرقُّب، فلا نتوقع أشياءًا عظيمة منها ولا نتوقع ديمومتها ، وهذا ذُكر هنا لأنه الوازع لعدم افتخارنا لخدمة الله، واحسرتاه! فهي محصورة في جزء ضئيل من الزمن، فهي خدمة الحياة الراهنة والقصيرة ولذلك ماذا نزعم أن نستحقه منها.

ب. وعن عطاياهم يقول "لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك"(عدد 14) وأيضًا يقول "إنما هي من يدك ولك الكل"(عدد 16)، فنحن أخذناها منك كهبة ولذلك فنحن مدينون أن نستخدمها لك، وما نقدمه لك ما هو إلاَّ حصة أو ريع ممالك.

والشيء المهم هو أننا لا نستطيع أن نعطي الله شيئًا لأن الكل له من البداية، ولكنه يستطيع أن يباركنا عندما نعطي وسيباركنا، والسبب أن بعضنا فقراء وصغار وضيّقي الفهم هو أننا لسنا كرماء مع الله، فالله يمكنه أن يبارك فقط عندما نفتح قلوبنا له، فيجب أن نعترف بالله في كل روحياتنا ونُرجع كل فكر صالح وهدف صالح وعمل صالح إلى عمل نعمته التي يفيض بها علينا، "وأما من يفتخر فليفتخر بالرب".

5.إنه بحتكم إلى الله بخصوص إخلاصه فيما فعل (عدد 17)، وإنه لرضا عظيم لرجل صالح أن يَعْلم أن الله "يمتحن القلوب" و "يُسّر بالاستقامة" ويعرف الذي يسيء فهمها أو يزدرى بها ويستحسن "طريق البار"، ومما طيّب قلب داود أن الله يعلم كيف أنه أعطى مما له وأيضًا رأى شعبه يعطي بسرور، فلم يكن فخور بعمله الصالح ولا حسدوا على فعل الخير من الآخرين.

6. صلىّ إلى الله من أجل شعبه ومن أجل سليمان لكي يستمروا كما ابتدأوا، وفي هذه الصلاة خاطب الله كإله ابراهيم واسحق ويعقوب، إله العهد معهم ومعنا من أجلهم، يارب امنحنا النعمة لنكمل التزامنا بالعهد لئلا تخسر فائدته، أنهم حُفظوا في كمالهم بنعمة الله التي آزرت طريقهم، فياليت نفس النعمة التي كانت كفايتهم تكون لنا أيضًا:

أ. صلّى لأجل الشعب (عدد 18) أن الخير الذي وضعه الله في أفكارهم يحفظه فيهم إلى الأبد، أن لا ينخفضوا عما هم عليه الآن، أن لا يفقدوا إيمانهم الذي هم فيه ثابتين، أن لا يفتروا في محبتهم لبيت الله، بل يكون لهم دائمًا نفس الفكر الذي في قلوبهم الآن، فالعواقب العظيمة تعتمد على ما هو في الأعماق الداخلية والسامية في اعماق قلوبنا وأفكارنا وعلى ما نسعى إليه ونحب أن نفكر فيه، فأيّ صلاح يملك على قلوبنا وقلوب أحبائنا يجب أن نستودعه إلى نعمة الله بالصلاة: "يارب احفظ هذه إلى الأبد، فداود أعد المواد اللازمة للهيكل، ولكن يارب أعد أنت قلوبهم لمثل هذا الامتياز"، "وطّد عزمهم فأنهم في فكر صالح فبعد خروجي من الجسد احفظهم وذويهم هكذا".

ب. صلى لأجل سليمان (عدد 19)، "أعطه قلبًا كامًلا"، لقد أوصاه (أصحاح 28: 9) ليخدم الله بقلب كامل، والآن يصلي إلى الله أن يعطيه هذا القلب، لم يصلي ليجعله الله ثريًا أو عظيمًا أو عالمًا ولكن ليجعله رجًلا أمينًا لأن هذا أفضل من كل شيء، "يارب أُعطه قلبًا كامًلا، ليس فقط ليحفظ وصاياك عامة ولكن بالأخص ليبني الهيكل ولكي يركز عينه على هذه الخدمة"، ومع هذا فإن بناءه للهيكل لا يُثْبت كمال قلبه إن لم يكن يقظًا لحفظ وصايا الله، فليس بناء الكنائس هو الذي يخلصنا إذا كنا نعيش غير مطيعين لوصايا الرب.

ب. التوافق الحسن لحدوث هذا المجمع بمهابة عظيمة:

1. لقد اشتركوا مع داود في عبادة الله، فعندما أتم صلاته طلب منهم الموافقة (الآن باركوا الرب إلهكم عدد 20) الشيء الذي فعلوه بخرورهم وبسجودهم علامة على العبادة، أن من يتبع من يقود الجماعة ليس الذي يشترك بأن يخرّ بالسجود بالجسد بمقدار ما يرفع نفسه إلى أعلى.

2. لقد قدموا احترامهم للملك ناظرين إليه على أنه أداة في يد الله لخيرهم وأنهم بتكريمه يكرّمون الله.

3. في غد ذلك اليوم قدّموا للرب ذبائح كثيرة (عدد 21)، ذبائح محرقة التي التهمت بالنار كاملة، وذبائح سلامة التي اشترك مقدّموها في أكبر جزء منها، وبذلك اعترفوا بمجد جزيل لله على أحوالهم الحسنة بالرغم من ذهاب داود في طريق الأرض كلها.

4. لقد عيدوا وفرحوا أمام الرب (عدد 22)، فعلامة على فرحهم في الرب وشركتهم معه أكلوا من ذبائح السلامة في احتفال ديني أمام الرب، فما قد قُدّم للرب احتفلوا به وفي هذا تلميح لهم أنهم سوف لا يفتقرون شيئًا بسبب تقدماتهم السخية لخدمة الهيكل، فهم أنفسهم سيعيدّوُن في راحته.

5. ملّكوا سليمان ثانية، فقد اعتبر ملائمًا أن يُعاد الاحتفال لمنفعة الشعب لأن سليمان قد مُسح سابقًا في عجلة بسبب عصيان أدونيا، "مسحوه للرب"، فالحكام يجب أن ينظروا إلى أنفسهم على أنهم مفرزين لله ليكونوا خدامه ويحكموا على هذا النمط في خوف الله، وصادوق أيضًا مُسِح كاهنًا مكان أبياثار الذي خسر هذه الكرامة، فيالسعادة إسرائيل بهذا الملك وهذا الكاهن.

v "وجلس سليمان على كرس الرب ملكًا مكان داود ابيه ونجح وأطاعه كل إسرائيل..."(1أيام 29: 23، 30).

هذه الآيات ترفع الملك سليمان إلى عرشه والملك داود تحضره إلى راحته في القبر، وبذلك يأتي الجيل الجديد ليحل مكان سابقه ويقول "افسح لنا مكانًا" فكل له يومه:

أ. هنا ارتفع سليمان (عدد 23): "جلس سليمان على كرس الرب"، فليس عرش الرب الذي أعده في السماء، ولكن عرش إسرائيل يُدعى عرش الرب ليس فقط لأنه ملك جميع الأمم وكل الملوك تخضع له ولكن لأنه كان بضفة خاصة ملك إسرائيل (1صم 12: 12)، فهو الذي أسس وهو الذي يملأ عرشهم بأمره مباشرة، فالقوانين المدنية لمملكتهم كانت إلهية، الأوريم والأنبياء كانوا المشيرين الخاصين بحكامهم، ولذلك فعرشهم يدعى عرش الرب، والذي يدعوه الله لها العرش ينجح، فالذين يتبعون المشورة الإلهية يتوقعون النجاح ببركة الرب، فسليمان نجح لأن:

1. شعبه قدّم له الكرامة كمن له الكرامة: "أطاعه كل إسرائيل" أيّ أنهم كانوا مستعدين ليقدموا له فروض الطاعة (عدد 23)، كذلك جميع الرؤساء والأبطال وجميع أولاد الملك داود (بالرغم من أنه بسبب تقدمهم في السن عنه كان لهم أحقية في تبوء العرش وربما ظنوا أنهم قد ظُلموا لتقدمه عليهم)، الله افتكر أن يجعله ملكًا وجعله أهًلا لذلك ولذلك فجميعهم خضعوا له، فالله أمال قلوبهم ليفعلوا هذا حتى يكون مُلكه في سلام. إن ابيه كان أفضل منه ولكنه ارتقى العرش بصعوبة بالغة بعد وقت طويل وبعد وقت طويل وبعد خطوات كثيرة وبطيئة، فداود كان إيمانه أكبر ولذلك كانت تجربته أكبر، "اخضعوا أنفسهم" وهذا في التقليد العبراني يعني "وضعوا اليد تحته"، أيّ ارتبطوا بقسم أن يكونوا أمناء له، فوضع اليد تحت الفخذ كانت تستخدم للقسم، أو بمعنى آخر إنهم اخلصوا له لدرجة أنهم وضعوا يدهم تحت أقدامه ليخدموه.

2. الله شَرّفه، لأن الذين يكرمونه يكرمهم: "عظم الرب سليمان جدًا"(عدد 25)، فربما هيأته وحضوره كانتا ذات مهابة عظيمة، وكل ما فعل أو قال استحق الاحترام، فليس أحد ممن سبقوه من قضاة أو ملوك إسرائيل كان له هذه الهيأة كما كان له ولم يعش في أبهة مثله.

ب. هنا مشهد داود الرجل العظيم ذاهبًا خارج المسرح، فكاتب السفر يأتي به هنا إلى آخر أيامه، يتركه نائمًا، ويسدل الستار عليه:

1. يعطي ملخصًا لأعوام مُلْكِه (عدد 26- 27)، فقد ملك أربعون سنة كسابقيه مثل موسى وأثنائيل ودبورة وجدعون وعالي وصموئيل وشاول، وكذلك سليمان بعده.

2. ويُسرّد باختصار وفاته (عدد 28)، بأنه مات شبعانًا أيامًا وغنى وكرامة، أيّ:

أ. محمًلا منهم، فقد كان حسنًا، وغنيًا جدًا، ومكرمًا جدًا من الله والناس، وقد كان رجل حرب منذ صباه وبذلك كانت نفسه في يده، ومع ذلك فلم يُقطع في منتصف أيامه ولكنه حُفظ خلال كل حياته الحربية، وقد مات بشيبة صالحة في سريره ومكرمًا.

ب. شبعانًا أيامًا وغنى وكرامة، أيّ كان عنده الكفاية من غنى هذه الدنيا وكرامتها، وقد عرف كفايته لأنه كان مستعدًا أن يموت ويتركها كما قال في (مز 49: 15 ) "لأنه يأخذني" وفي (مز 23: 4) "لأنك أنت معي"، فالرجل الصالح قد يشبع أيام وغنى وكرامة ولكنه لن يسر بها أبدًا لأنه ليس مسرة إلاَّ في حنان الله المحب.

3. لسرد مُفصّل عن حياة داود ومُلْكه يشير إلى أمور داود الملك الأولى والأخيرة المكتوبة في أخبار صموئيل الرائي عندما كان عائشًا واستمرت بعد موته في أخبار ناثان النبي وجاء الرائي (عدد 29)، ففيها مسرود ما لوحظ عن حكمة في داخل مملكته وحروبه خارجها، الأوقات (أيّ حوادث الأيام) التي عبرت عليه (عدد 29، 30)، وهذه التسجيلات كانت موجودة ولكنها فُقدت، فيمكن الانتفاع من مستندات الكنيسة الموثوق فيها حتى وإن لم تُعتبر من الوحي الإلهي.

وهذا ما سجلّه الله عن حياة داود، فهو يريدنا أن نعرف شعوره نحو داود، فالرب أحب داود وتعامل معه كما رأينا لأن داود كان إنسانًا وكان قلبه حسب قلب الله، وهذا يُشجّعنا، فالله سيتعامل معنا بنفس الحنان والشدة التي تعامل بها مع داود لأن الله صالح وعجيب، فنحن لا يمكننا أن نبني له هيكًلا ولكن يمكننا أن نقدم هياكل أجسادنا له، فهو لا ينتفع منا ولكنه يملكنا، فياله من فرح أن نُودع أنفسنا بين يديه ونعيش له!
اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ

وَقَالَ دَاوُدُ الْمَلِكُ لِكُلِّ الْمَجْمَعِ:

«إِنَّ سُلَيْمَانَ ابْنِي الَّذِي وَحْدَهُ اخْتَارَهُ اللَّهُ إِنَّمَا هُوَ صَغِيرٌ وَغَضٌّ،

وَالْعَمَلُ عَظِيمٌ

لأَنَّ الْهَيْكَلَ لَيْسَ لإِنْسَانٍ بَلْ لِلرَّبِّ الإِلَهِ. [1]

وَأَنَا بِكُلِّ قُوَّتِي هَيَّأْتُ لِبَيْتِ إِلَهِيَ الذَّهَبَ لِمَا هُوَ مِنْ ذَهَبٍ،

وَالْفِضَّةَ لِمَا هُوَ مِنْ فِضَّةٍ،

وَالنُّحَاسَ لِمَا هُوَ مِنْ نُحَاسٍ،

وَالْحَدِيدَ لِمَا هُوَ مِنْ حَدِيدٍ،

وَالْخَشَبَ لِمَا هُوَ مِنْ خَشَبٍ،

وَحِجَارَةَ الْجَزَعِ وَحِجَارَةً لِلتَّرْصِيعِ وَحِجَارَةً كَحْلاَءَ وَرَقْمَاءَ،

وَكُلَّ حِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ وَحِجَارَةَ الرُّخَامِ بِكَثْرَةٍ. [2]

وَأَيْضاً لأَنِّي قَدْ سُرِرْتُ بِبَيْتِ إِلَهِي،

لِي خَاصَّةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ قَدْ دَفَعْتُهَا لِبَيْتِ إِلَهِي

فَوْقَ جَمِيعِ مَا هَيَّأْتُهُ لِبَيْتِ الْقُدْسِ: [3]

ثَلاَثَةَ آلاَفِ وَزْنَةِ ذَهَبٍ مِنْ ذَهَبِ أُوفِيرَ،

وَسَبْعَةَ آلاَفِ وَزْنَةِ فِضَّةٍ مُصَفَّاةٍ،

لأَجْلِ تَغْشِيَةِ حِيطَانِ الْبُيُوتِ. [4]

الذَّهَبُ لِلذَّهَبِ وَالْفِضَّةُ لِلْفِضَّةِ

وَلِكُلِّ عَمَلٍ بِيَدِ أَرْبَابِ الصَّنَائِعِ.

فَمَنْ يَنْتَدِبُ الْيَوْمَ لِمِلْءِ يَدِهِ لِلرَّبِّ؟» [5]

فَانْتَدَبَ رُؤَسَاءُ الآبَاءِ وَرُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ

وَرُؤَسَاءُ الأُلُوفِ وَالْمِئَاتِ وَرُؤَسَاءُ أَشْغَالِ الْمَلِكِ، [6]

وَأَعْطُوا لِخِدْمَةِ بَيْتِ اللَّهِ خَمْسَةَ آلاَفِ وَزْنَةٍ

وَعَشَرَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ مِنَ الذَّهَبِ،

وَعَشَرَةَ آلاَفِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ

وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ وَزْنَةٍ مِنَ النُّحَاسِ،

وَمِئَةَ أَلْفِ وَزْنَةٍ مِنَ الْحَدِيدِ. [7]

وَمَنْ وُجِدَ عِنْدَهُ حِجَارَةٌ أَعْطَاهَا لِخَزِينَةِ بَيْتِ الرَّبِّ

عَنْ يَدِ يَحِيئِيلَ الْجَرْشُونِيِّ. [8]

وَفَرِحَ الشَّعْبُ بِانْتِدَابِهِمْ،

لأَنَّهُمْ بِقَلْبٍ كَامِلٍ انْتَدَبُوا لِلرَّبِّ.

وَدَاوُدُ الْمَلِكُ أَيْضاً فَرِحَ فَرَحاً عَظِيماً. [9]

وَبَارَكَ دَاوُدُ الرَّبَّ أَمَامَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ،

وَقَالَ: «مُبَارَكٌ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ أَبِينَا مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. [10]

لَكَ يَا رَبُّ الْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ وَالْمَجْدُ،

لأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.

لَكَ يَا رَبُّ الْمُلْكُ، وَقَدِ ارْتَفَعْتَ رَأْساً عَلَى الْجَمِيعِ. [11]

وَالْغِنَى وَالْكَرَامَةُ مِنْ لَدُنْكَ،

وَأَنْتَ تَتَسَلَّطُ عَلَى الْجَمِيعِ،

وَبِيَدِكَ الْقُوَّةُ وَالْجَبَرُوتُ،

وَبِيَدِكَ تَعْظِيمُ وَتَشْدِيدُ الْجَمِيعِ. [12]

وَالآنَ يَا إِلَهَنَا نَحْمَدُكَ وَنُسَبِّحُ اسْمَكَ الْجَلِيلَ. [13]

وَلَكِنْ مَنْ أَنَا وَمَنْ هُوَ شَعْبِي حَتَّى نَسْتَطِيعُ أَنْ نَتَبَرَّعَ هَكَذَا،

لأَنَّ مِنْكَ الْجَمِيعَ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ! [14]

لأَنَّنَا نَحْنُ غُرَبَاءُ أَمَامَكَ،

وَنُزَلاَءُ مِثْلُ كُلِّ آبَائِنَا.

أَيَّامُنَا كَالظِّلِّ عَلَى الأَرْضِ وَلَيْسَ رَجَاءٌ. [15]

أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا،

كُلُّ هَذِهِ الثَّرْوَةِ الَّتِي هَيَّأْنَاهَا لِنَبْنِيَ لَكَ بَيْتاً لاِسْمِ قُدْسِكَ

إِنَّمَا هِيَ مِنْ يَدِكَ، وَلَكَ الْكُلُّ. [16]

وَقَدْ عَلِمْتُ يَا إِلَهِي أَنَّكَ أَنْتَ تَمْتَحِنُ الْقُلُوبَ وَتُسَرُّ بِالاِسْتِقَامَةِ.

أَنَا بِاسْتِقَامَةِ قَلْبِي تَبَرَّعْتُ بِكُلِّ هَذِهِ،

وَالآنَ شَعْبُكَ الْمَوْجُودُ هُنَا رَأَيْتُهُ بِفَرَحٍ يَتَبَرَّعُ لَكَ. [17]

يَا رَبُّ إِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ آبَائِنَا،

احْفَظْ هَذِهِ إِلَى الأَبَدِ فِي تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قُلُوبِ شَعْبِكَ،

وَأَعِدَّ قُلُوبَهُمْ نَحْوَكَ. [18]

وَأَمَّا سُلَيْمَانُ ابْنِي فَأَعْطِهِ قَلْباً كَامِلاً لِيَحْفَظَ وَصَايَاكَ، شَهَادَاتِكَ وَفَرَائِضَكَ،

وَلِيَعْمَلَ الْجَمِيعَ،

وَلِيَبْنِيَ الْهَيْكَلَ الَّذِي هَيَّأْتُ لَهُ». [19]

ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ لِكُلِّ الْجَمَاعَةِ: «بَارِكُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ».

فَبَارَكَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِهِمْ،

وَخَرُّوا وَسَجَدُوا لِلرَّبِّ وَلِلْمَلِكِ. [20]

وَذَبَحُوا لِلرَّبِّ ذَبَائِحَ

وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ فِي غَدِ ذَلِكَ الْيَوْمِ:

أَلْفَ ثَوْرٍ وَأَلْفَ كَبْشٍ وَأَلْفَ خَرُوفٍ مَعَ سَكَائِبِهَا،

وَذَبَائِحَ كَثِيرَةً لِكُلِّ إِسْرَائِيلَ. [21]

وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا أَمَامَ الرَّبِّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ.

وَمَلَّكُوا ثَانِيَةً سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ،

وَمَسَحُوهُ لِلرَّبِّ رَئِيساً،

وَصَادُوقَ كَاهِناً. [22]

وَجَلَسَ سُلَيْمَانُ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ مَلِكاً مَكَانَ دَاوُدَ أَبِيهِ،

وَنَجَحَ وَأَطَاعَهُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ. [23]

وَجَمِيعُ الرُّؤَسَاءِ وَالأَبْطَالِ وَجَمِيعُ أَوْلاَدِ الْمَلِكِ دَاوُدَ أَيْضاً

خَضَعُوا لِسُلَيْمَانَ الْمَلِكِ. [24]

وَعَظَّمَ الرَّبُّ سُلَيْمَانَ جِدّاً فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ،

وَجَعَلَ عَلَيْهِ جَلاَلاً مَلِكِيّاً لَمْ يَكُنْ عَلَى مَلِكٍ قَبْلَهُ فِي إِسْرَائِيلَ. [25]

وَدَاوُدُ بْنُ يَسَّى مَلَكَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ. [26]

وَالزَّمَانُ الَّذِي مَلَكَ فِيهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ أَرْبَعُونَ سَنَةً.

مَلَكَ سَبْعَ سِنِينَ فِي حَبْرُونَ،

وَمَلَكَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. [27]

وَمَاتَ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ وَقَدْ شَبِعَ أَيَّاماً وَغِنىً وَكَرَامَةً.

وَمَلَكَ سُلَيْمَانُ ابْنُهُ مَكَانَهُ. [28]

وَأُمُورُ دَاوُدَ الْمَلِكِ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ

مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ صَمُوئِيلَ الرَّائِي،

وَأَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ، وَأَخْبَارِ جَادَ الرَّائِي، [29]

مَعَ كُلِّ مُلْكِهِ وَجَبَرُوتِهِ

وَالأَوْقَاتِ الَّتِي عَبَرَتْ عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى كُلِّ مَمَالِكِ الْبِلاَدِ. [30]


أسفار الكتاب المقدس
أعلى