+¥ بمناسبة مرور ١٩ عام عن انتقال ابونا متي المسكين تجميع لاقوال ابونا يوضح منهج الحياة الحقيقية ¥+.( الجزء الاول )
لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله١ كو ٢ :١٠
+!+!+!+!+!+!+!+!+ !+!+!+!+!+!+!+!+!+!+!+!+
ابونا الحبيب متي المسكين الذي عاد الي منهج الحياة بايمانه الراسخ بشخص المسيح فعاد منهج الحياة في الظهور منجديد بعد ان طمسه الشيطان عن عيون اولاد الله فتغرب الكثيرين عن الكنيسة الحية والتي هي جسد المسيح تغربوا بمناهجانسانية لا تبني النفس علي اساس الرسل والمسيح الذي هو حجر الزاوية مبنيين على اساس الرسل والانبياء، ويسوع المسيحنفسه حجر الزاوية،اف ٢ : ٢٠ وعندما اشتعل نار الروح القدس في كيانه وقلبه وانسكبت محبة الله في قلبه اختفت ذاته وظهرالمسيح فيه بقوة لم يستطيع كل قوة الشيطان وحيله العديدة جدا ان تطمس نور الحياة التي تشع منه فصار نور الروح القدسالمشرق من داخله نبراس وفنار لكل النفوس التي تحركت محبة الله فيها واشتهت الالتصاق بالمسيح وعشرته .
وهذا بحث بسيط يكشف منهج الحياة الحقيقية التي سارا عليه ابونا الحبيب متي المسكين بعد ان كشفه له المسيح ولكنباتعاب واوجاع لا تحتمل قد سبق المسيح واعلن له هذا في بداية الطريق انه سوف يقابل اتعاب فوق التصور ولكنه قبل فباركهالمسيح بيده المباركه فعاش وبالروح القدس الذي هو نوره ومعلمه ومرشده فحص اعماق الله فلم ياخذ هو لنفسه فقط ولكنكعمل المسيح علي مر العصور صارت عطية الله فيه للجميع وهذا بعض عطايا روح الله له لتكشف منهج الحياة الذي عاشت بهالكنيسة الحية وافرزت قديسين وشهداء علي مر العصور؛-
اولا :- عن اساس ودستور الطريق والحياة بالمسيح
___________________________________
قال:-إن الحب الإلهي إذا دخل في قلب إنسان غيَّره وحوَّله، وهذا هو سر الطريق, وسر النصرة لكم, وسرالغلبة, وسر وحدتكم, وسر العزاء الذي لا يفرغ أبداً“!ابونا : متي المسكين
نحن نسير وراء المسيح ؛
في طريق أمَّنَ عليه بحياته ،
فإن داهمك الخطر أبرز الأسم."

"الأب متي المسكين"

لقد دعاني السيد القدوس أول ما دعاني لا برؤيا ولا بصوت ولا بعلامة ما، ولا أنا طلبت شيئاً من هذا.
ولكني كنت أحمل بين ضلوعي منذ فجر شبابي قلباً حساساً يستطيع أن يميز حركات الروح وينتبه بسرعةلمسارات النعمة وتيارات الأعماق!
ولم أكن معانداً قط، بل كنت أترك قلبي تجرفه تيارات النعمة كيفما شاءت في هوادة وخضوع لذيذ، ولم تكنأهم مشاغل الحياة قادرة أن تصدَّني عن ذلك. فتعرَّفت شيئاً فشيئاً على أغوار المشيئة المقدسة التي يشتاقإليها كثيرون ولا يأخذها إلا الذي يرتمي في تيارها بلا مانع.
وفي خضوعي كنتُ توَّاقاً دائماً أن أدخل إلى الأعماق، ولست أدري أهي أعماقي أم أعماق الروح! ولكن هناكتطلَّعتُ خلسةً إلى منابع الإرادة العليا ووعَيْتُها أحياناً، وأحياناً أخرى ما وعيت منها شيئاً؛ بل كنتُ أرتدُّسريعاً حينما أنتبه إلى نفسي أو تنتبه إرادتي فيَّ، فأواصل مسيري في عالم الناس كواحد مـن هذه الملايينالذين تغمرهم اهتمامات هذا الدهر.
وصرتُ كما صار الناس جميعاً أشتري من بضاعات العالم الكثيرة، الخسيس منها والشريف، غير مميزٍبينها كثيراً، وتقلَّبتُ أيضاً على درجات الوضاعة والكرامة وتلوثت منها جميعاً.ولكن كانت تعاودني من حينلآخر موجة من أحاسيس الروح لا أعرف من أين كانت تأتي، ولا علمت أبداً كيف أو لماذا كانت تذهب؟ غير أنيكنت أتلقاها بلهفة شديدة وضيق كثير، وأُلقي بنفسي في أعماقها فأستريح وأنسى هذا العالم ببضاعاتهالشريفة والخسيسة، ودرجاته الكريمة والوضيعة.ولكن كان جذب العالم لي شديداً، فهذا دأْبُه دائماً تجاهالذين يحاولون الارتداد عنه. وكان جذبه لي يزداد في كل مرة عن سابقتها بقدر ما كانت تزداد تيارات النعمةتدافُعاً في قلبي، أو على الأصح كلما ازددتُ أنا قبولاً
+. وخضوعاً. ابونا الحبيب متي المسكين. +
إذا انت أهملت الحب الالهي لا يبقي لك غير الموت
+ ما أجمل الله في شخص يسوع ، وما أبدع العالم معه.+ شخص المسيح اولا ، ثم كل ما للمسيح
ابونا القديس متي المسكين
+ يسوع هو المحبة ويلزم أن نأخذه ،وهو الحق ويلزم أن نختبره ، وهو الحياة ويلزم أن نحياه
+ احبنا فخلصنا ،احبنا فجنسنا بجنسه ، وتبنانا فإن أحببناه كبنين ، فلانه غمرنا حب ابوته
+ حالمسيح دخل العالم ومعه كل حب الاب ، وهذا التصور حقيقي وهو كفيل بحد ذاته ان يشعلنا نارا ابونا الحبيب : متيالمسكين
الحاجة ماسة جدا أن نتوجه الى شخص المسيح مرة أخرى ليظهر فى حياتنا، فتخرج نهضة صادقة تتلاشى فيها أعمالناالمزيفة وتظهر أعمال المسيح الحقيقية التى تستطيع أن تشهد له بدون تدخل من عبقرياتنا الميتة !! لأن الناس يريدون أن يأتواإلى المسيح نفسه وليس لأشخاصنا الترابية.
إن المشكلة العظمى التى تعترض طريقنا الى المسيح هى أننا نمسك بذواتنا ولا نمسك بالمسيح. ان المحبة الشخصية للمسيحاذا كانت عنيفة وصادقة ترفع الايمان لتصديق المستحيل
الأب متي المسكين 
قد خسر الكثيرون الجعالة إذ حسبوا أنفسهم غير مدعوين، مع أن الروح يقول: «لأن الموعد هو لكم ولأولادكمولكل الذين على بُعد» (أع 2: 39).
وظن البعض ظنّاً خاطئاً أن الدعوة هي حالة احتياج الله لنا، فقالوا في أنفسهم وقالوا لله إن كنتَ محتاجاًإلينا فادعُنا. تمنيتُ لو عَلِمَ الجميع أن الدعوة عكس هذا،
فهي حالة احتياج منا لله، وكلما اشتدت وطأة الحاجة الإلهية في قلوبنا كلما ازدادت الدعوة وضوحاً، وكلماأفصحنا عن حبنا لله كلما سمعنا كلماته كالرعد في آذاننا.
إنها لمسات روحية متدفقة في القلب تحمل صاحبها حملاً لتُلقيه على عتبة بيت الله، هناك على قمة جبلالتجلِّي، لتُحدره مرة أخرى نحو السفح في وسط الأسواق. إنها نخسات واضحة يصعب رفسها، ولُجُم عنيفةتمنعنا من الجموح وتصدُّنا عن التقهقر لو أطعناها.
ولكن هذه اللمسات وهذه التيارات القلبية ليست شيئاً في ذاتها، ولكنها تعمل وتُفْصِح عن إمكانيات المسيحالتي وُهبت لنا. إذن،
فهي ليست علامة على الدعوة فحسب؛ بل هي إمكانية تهيِّئ للدعوة وتعمل لحسابها.
وغاية النعمة التي تتحرك في قلوبنا هي أن تجعل الرب يسوع حقيقة حية فاعلة فينا تدفعنا بقوة غيرمحصورة لخدمة المسيح لو أطعناها في القلب. ابونا الحبيب متي المسكين
+ بدأ الأب متى المسكين حديثه(1) بكلمة رحَّب فيها بضيوفه قائلاً:
إنه لمن دواعي سروري أن ألتقي بكم اليوم في ديرنـا. والواقع أنـه منذ العصر الرسولي وحتى وقتنا الحاضر ونحن (جميعاً) لانَكُفُّ عن الصلاة، لكي يعود المسيحيون ويتلاقوا من جديد مع بعضهم البعض، وتصير الكنيسة واحدة مقدَّسة جامعةرسولية.إنَّ مشواري الشخصي على طريق الشركة مع الكنيسة في العالم أجمع، لهُو أمرٌ يطول شرحه. فمنذ بكور حياتيالرهبانية عام 1948، تملَّكني إحساس داخلي بضرورة أن أحيا في شركة مع الكنيسة بأسرها؛ وقد استجاب الله لي بطريقةٍمُدهشة. فبعد دخولي الدير بأيامٍ قليلة، أرسل الرب صديقاً قديماً من أورشليم حاملاً هدية لي من طرف راهب إنجليزي ينتميإلى الكنيسة الروسية. وكـانت الهديـة عبارة عـن مجموعة كتابات لقدِّيسين روس غير معروفين لنا في ذلك الحين (في الكنيسةالقبطية)، وكان الأب الراهب يمتلك عدَّة نُسَخ منها وأرسل لي نسخة كهدية.
بدأتُ أُترجم هذه الكتابات شيئاً فشيئاً إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى أقوال آبـاء البرية وبعض آباء الكنيسة. كنتُ في ذلكالوقت أعيش مُنفرداً وحدي مع المسيح، وكانت عادتي أن أقضي الليل بطوله ساهـراً في الصلاة. فكنتُ أُتـرجم فقرة مـن هـذهالكتابات، ثم أقف منتصباً لأُصلِّي بما ترجمتُ. وفي نفس الوقت الذي كنتُ أُترجم فيه هـذه النصوص، كنتُ أجمع أيضاً آيـاتٍمـن الإنجيل تتكلَّم عن نفس المعنى.فكانت النتيجة النهائية لهذا العمل، إصدار مُجلَّد باللغة العربية تبلغ صفحاته حوالي 800 صفحـة (يُسمَّى: ”حياة الصلاة الأرثوذكسية“)، تُرجم فيما بعد إلى اللغة الإنجليزية
الحزء الاول ( يتبع )
لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله١ كو ٢ :١٠
+!+!+!+!+!+!+!+!+ !+!+!+!+!+!+!+!+!+!+!+!+
ابونا الحبيب متي المسكين الذي عاد الي منهج الحياة بايمانه الراسخ بشخص المسيح فعاد منهج الحياة في الظهور منجديد بعد ان طمسه الشيطان عن عيون اولاد الله فتغرب الكثيرين عن الكنيسة الحية والتي هي جسد المسيح تغربوا بمناهجانسانية لا تبني النفس علي اساس الرسل والمسيح الذي هو حجر الزاوية مبنيين على اساس الرسل والانبياء، ويسوع المسيحنفسه حجر الزاوية،اف ٢ : ٢٠ وعندما اشتعل نار الروح القدس في كيانه وقلبه وانسكبت محبة الله في قلبه اختفت ذاته وظهرالمسيح فيه بقوة لم يستطيع كل قوة الشيطان وحيله العديدة جدا ان تطمس نور الحياة التي تشع منه فصار نور الروح القدسالمشرق من داخله نبراس وفنار لكل النفوس التي تحركت محبة الله فيها واشتهت الالتصاق بالمسيح وعشرته .
وهذا بحث بسيط يكشف منهج الحياة الحقيقية التي سارا عليه ابونا الحبيب متي المسكين بعد ان كشفه له المسيح ولكنباتعاب واوجاع لا تحتمل قد سبق المسيح واعلن له هذا في بداية الطريق انه سوف يقابل اتعاب فوق التصور ولكنه قبل فباركهالمسيح بيده المباركه فعاش وبالروح القدس الذي هو نوره ومعلمه ومرشده فحص اعماق الله فلم ياخذ هو لنفسه فقط ولكنكعمل المسيح علي مر العصور صارت عطية الله فيه للجميع وهذا بعض عطايا روح الله له لتكشف منهج الحياة الذي عاشت بهالكنيسة الحية وافرزت قديسين وشهداء علي مر العصور؛-
اولا :- عن اساس ودستور الطريق والحياة بالمسيح
___________________________________
قال:-إن الحب الإلهي إذا دخل في قلب إنسان غيَّره وحوَّله، وهذا هو سر الطريق, وسر النصرة لكم, وسرالغلبة, وسر وحدتكم, وسر العزاء الذي لا يفرغ أبداً“!ابونا : متي المسكين
نحن نسير وراء المسيح ؛
في طريق أمَّنَ عليه بحياته ،
فإن داهمك الخطر أبرز الأسم."




لقد دعاني السيد القدوس أول ما دعاني لا برؤيا ولا بصوت ولا بعلامة ما، ولا أنا طلبت شيئاً من هذا.
ولكني كنت أحمل بين ضلوعي منذ فجر شبابي قلباً حساساً يستطيع أن يميز حركات الروح وينتبه بسرعةلمسارات النعمة وتيارات الأعماق!
ولم أكن معانداً قط، بل كنت أترك قلبي تجرفه تيارات النعمة كيفما شاءت في هوادة وخضوع لذيذ، ولم تكنأهم مشاغل الحياة قادرة أن تصدَّني عن ذلك. فتعرَّفت شيئاً فشيئاً على أغوار المشيئة المقدسة التي يشتاقإليها كثيرون ولا يأخذها إلا الذي يرتمي في تيارها بلا مانع.
وفي خضوعي كنتُ توَّاقاً دائماً أن أدخل إلى الأعماق، ولست أدري أهي أعماقي أم أعماق الروح! ولكن هناكتطلَّعتُ خلسةً إلى منابع الإرادة العليا ووعَيْتُها أحياناً، وأحياناً أخرى ما وعيت منها شيئاً؛ بل كنتُ أرتدُّسريعاً حينما أنتبه إلى نفسي أو تنتبه إرادتي فيَّ، فأواصل مسيري في عالم الناس كواحد مـن هذه الملايينالذين تغمرهم اهتمامات هذا الدهر.
وصرتُ كما صار الناس جميعاً أشتري من بضاعات العالم الكثيرة، الخسيس منها والشريف، غير مميزٍبينها كثيراً، وتقلَّبتُ أيضاً على درجات الوضاعة والكرامة وتلوثت منها جميعاً.ولكن كانت تعاودني من حينلآخر موجة من أحاسيس الروح لا أعرف من أين كانت تأتي، ولا علمت أبداً كيف أو لماذا كانت تذهب؟ غير أنيكنت أتلقاها بلهفة شديدة وضيق كثير، وأُلقي بنفسي في أعماقها فأستريح وأنسى هذا العالم ببضاعاتهالشريفة والخسيسة، ودرجاته الكريمة والوضيعة.ولكن كان جذب العالم لي شديداً، فهذا دأْبُه دائماً تجاهالذين يحاولون الارتداد عنه. وكان جذبه لي يزداد في كل مرة عن سابقتها بقدر ما كانت تزداد تيارات النعمةتدافُعاً في قلبي، أو على الأصح كلما ازددتُ أنا قبولاً
+. وخضوعاً. ابونا الحبيب متي المسكين. +
إذا انت أهملت الحب الالهي لا يبقي لك غير الموت
+ ما أجمل الله في شخص يسوع ، وما أبدع العالم معه.+ شخص المسيح اولا ، ثم كل ما للمسيح
ابونا القديس متي المسكين
+ يسوع هو المحبة ويلزم أن نأخذه ،وهو الحق ويلزم أن نختبره ، وهو الحياة ويلزم أن نحياه
+ احبنا فخلصنا ،احبنا فجنسنا بجنسه ، وتبنانا فإن أحببناه كبنين ، فلانه غمرنا حب ابوته
+ حالمسيح دخل العالم ومعه كل حب الاب ، وهذا التصور حقيقي وهو كفيل بحد ذاته ان يشعلنا نارا ابونا الحبيب : متيالمسكين
الحاجة ماسة جدا أن نتوجه الى شخص المسيح مرة أخرى ليظهر فى حياتنا، فتخرج نهضة صادقة تتلاشى فيها أعمالناالمزيفة وتظهر أعمال المسيح الحقيقية التى تستطيع أن تشهد له بدون تدخل من عبقرياتنا الميتة !! لأن الناس يريدون أن يأتواإلى المسيح نفسه وليس لأشخاصنا الترابية.
إن المشكلة العظمى التى تعترض طريقنا الى المسيح هى أننا نمسك بذواتنا ولا نمسك بالمسيح. ان المحبة الشخصية للمسيحاذا كانت عنيفة وصادقة ترفع الايمان لتصديق المستحيل


قد خسر الكثيرون الجعالة إذ حسبوا أنفسهم غير مدعوين، مع أن الروح يقول: «لأن الموعد هو لكم ولأولادكمولكل الذين على بُعد» (أع 2: 39).
وظن البعض ظنّاً خاطئاً أن الدعوة هي حالة احتياج الله لنا، فقالوا في أنفسهم وقالوا لله إن كنتَ محتاجاًإلينا فادعُنا. تمنيتُ لو عَلِمَ الجميع أن الدعوة عكس هذا،
فهي حالة احتياج منا لله، وكلما اشتدت وطأة الحاجة الإلهية في قلوبنا كلما ازدادت الدعوة وضوحاً، وكلماأفصحنا عن حبنا لله كلما سمعنا كلماته كالرعد في آذاننا.
إنها لمسات روحية متدفقة في القلب تحمل صاحبها حملاً لتُلقيه على عتبة بيت الله، هناك على قمة جبلالتجلِّي، لتُحدره مرة أخرى نحو السفح في وسط الأسواق. إنها نخسات واضحة يصعب رفسها، ولُجُم عنيفةتمنعنا من الجموح وتصدُّنا عن التقهقر لو أطعناها.
ولكن هذه اللمسات وهذه التيارات القلبية ليست شيئاً في ذاتها، ولكنها تعمل وتُفْصِح عن إمكانيات المسيحالتي وُهبت لنا. إذن،
فهي ليست علامة على الدعوة فحسب؛ بل هي إمكانية تهيِّئ للدعوة وتعمل لحسابها.
وغاية النعمة التي تتحرك في قلوبنا هي أن تجعل الرب يسوع حقيقة حية فاعلة فينا تدفعنا بقوة غيرمحصورة لخدمة المسيح لو أطعناها في القلب. ابونا الحبيب متي المسكين
+ بدأ الأب متى المسكين حديثه(1) بكلمة رحَّب فيها بضيوفه قائلاً:
إنه لمن دواعي سروري أن ألتقي بكم اليوم في ديرنـا. والواقع أنـه منذ العصر الرسولي وحتى وقتنا الحاضر ونحن (جميعاً) لانَكُفُّ عن الصلاة، لكي يعود المسيحيون ويتلاقوا من جديد مع بعضهم البعض، وتصير الكنيسة واحدة مقدَّسة جامعةرسولية.إنَّ مشواري الشخصي على طريق الشركة مع الكنيسة في العالم أجمع، لهُو أمرٌ يطول شرحه. فمنذ بكور حياتيالرهبانية عام 1948، تملَّكني إحساس داخلي بضرورة أن أحيا في شركة مع الكنيسة بأسرها؛ وقد استجاب الله لي بطريقةٍمُدهشة. فبعد دخولي الدير بأيامٍ قليلة، أرسل الرب صديقاً قديماً من أورشليم حاملاً هدية لي من طرف راهب إنجليزي ينتميإلى الكنيسة الروسية. وكـانت الهديـة عبارة عـن مجموعة كتابات لقدِّيسين روس غير معروفين لنا في ذلك الحين (في الكنيسةالقبطية)، وكان الأب الراهب يمتلك عدَّة نُسَخ منها وأرسل لي نسخة كهدية.
بدأتُ أُترجم هذه الكتابات شيئاً فشيئاً إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى أقوال آبـاء البرية وبعض آباء الكنيسة. كنتُ في ذلكالوقت أعيش مُنفرداً وحدي مع المسيح، وكانت عادتي أن أقضي الليل بطوله ساهـراً في الصلاة. فكنتُ أُتـرجم فقرة مـن هـذهالكتابات، ثم أقف منتصباً لأُصلِّي بما ترجمتُ. وفي نفس الوقت الذي كنتُ أُترجم فيه هـذه النصوص، كنتُ أجمع أيضاً آيـاتٍمـن الإنجيل تتكلَّم عن نفس المعنى.فكانت النتيجة النهائية لهذا العمل، إصدار مُجلَّد باللغة العربية تبلغ صفحاته حوالي 800 صفحـة (يُسمَّى: ”حياة الصلاة الأرثوذكسية“)، تُرجم فيما بعد إلى اللغة الإنجليزية
الحزء الاول ( يتبع )