شريف حافظ
جمهورية مصرستان
http://www.youm7.com/bookmark.php?v=20 http://www.google.com/ig/adde?modul...com/svn/trunk/iGoogle/Gadgets/Youm7/Youm7.xml لا أعرف لماذا تذكرت أبو عبد الله، حاكم الأندلس الأخير وهو يُسلم مفاتيح الأندلس لملوك الفرنجة الأسبان، عندما قرأت باليوم السابع أن وزير صحتنا الفذ، حاتم الجبلى، قال "إن قرار مجلس الشعب ذبح الخنازير لا علاقة له بأى مخاوف حقيقية من انتقال المرض، وأنه جاء نتيجة ضغوط مارسها تيار داخل المجلس ضد تربية الخنازير، وقال إن هذا التيار استغل الأزمة لتمرير القرار". وبالطبع، لا يخفى عن أى متابع، من يقصده الوزير: فهو يقصد الإخوان المسلمين! وهو تصريح، إن دل على شىء، فإنه يدل على أن الدولة، سلمت القرار فى الداخل، إلى يد الإخوان، وإن كان القرار منافياً للعقلانية!
إن مقولة الوزير، تدل على خداعه، للجميع فى الفترة السابقة. فلقد خدع الشعب بتصريحاته، وخدع الرئيس ذات نفسه، عندما تقرر وكما جاء أيضاً فى اليوم السابع بتاريخ 29 أبريل الماضى، "البدء فورا فى ذبح كل قطعان الخنازير الموجودة فى مصر، لتجنب ظهور مرض أنفلونزا الخنازير فى البلاد"! ولنلاحظ التعبير المستخدم: "لتجنب ظهور المرض فى البلاد" بينما تصريح الوزير فى أول الموضوع هنا، يقول: "إن قرار مجلس الشعب ذبح الخنازير لا علاقة له بأى مخاوف حقيقية من انتقال المرض"!!! وطبعا التقرير، الذى أعطاه الدكتور الجبلى للرئيس مبارك، تقرير "فشنك"، بناء على تصريح الوزير الأخير!
وأوافق الإخوان المسلمين فيما هو بديهى، حول أن "أكل" الخنزير حرام، ليس فقط للمسلمين، ولكن لليهود أيضاً، ولكن هذا لا يعنى ذبحه، لتواجده على أرض مصر، رغم عدم وجود أدنى علاقة له بالوباء المنتشر! إن ذبح الخنازير، دون وجه حق، لا يوجد فيه أدنى مرضاة لله عز وجل، لأن وجود الخنازير، يفيد قطاع معين فى البلاد، لن تعوضه الحكومة عما فقد، ولأن الروح لا تُقتل أو تُذبح دون وجه حق! إن الإجراء المذكور، إنما يعنى تخلفا غير مسبوق فى مصر! فهو صراع مُفتعل، يريد به الإخوان المزيد من التغييب للمجتمع، وتوافقهم الحكومة على ذلك، باعترافها، لأن تيار الإخوان الأقوى فى المجلس، وهو اعتراف أخطر من أى تصريح مضى!
ماذا تبقى للإخوان أن يفعلوه؟ لقد خانوا الوطن فى موقعة غزة وخلية حزب الله. فهم لم يقفوا فقط ضد الوطن على مستوى التأييد لمن يريد النيل من أرضه، ولكنهم وقفوا ضد المواطن الفقير، الذى كان يريد منهم العون أكثر من ذاك الذى يساعده الأغلبية فى غزة، وعندما اكتُشف أمرهم، لجأوا إلى التُقية رافيعن شعار "مصر أولاً" رغم عدم إيمانهم بالوطن، من منطلق مُجمل اعترافاتهم السابقة! لقد اختلقوا فكرة التكفير، التى لم يقل بها الرسول عليه الصلاة والسلام، وأشاعوا الفتنة بين عناصر الوطن المختلفة، وتحالفوا مع كل ما هو متطرف على حساب الاعتدال ووسطية كل الرسل، عليهم الصلاة والسلام! لقد سبوا كل من منحهم حقاً فوق حقهم، سواء كان ذلك الملك فاروق أو الرئيس عبد الناصر أو الرئيس السادات أو الرئيس مبارك! وها هم اليوم بين مؤيد ومعارض لجمال مبارك، لكى يجنوا ثماراً جديدة!
واليوم، يعلن وزير صحتنا الفذ، معلومة، تُضاف إلى سجله الحافل، من الإنجازات التى أثلجت صدور المؤمنين بغير الوطن، بأن الإخوان يشكلون تيارا أقوى فى مجلس الشعب، رغم أنهم أقلية فيه! وأذعن الوزير للتيار، دون أن يوضح، أن الإجراء خاطئ، وكأن المجلس يأمر فتطيع الحكومة فى كل ما يقول، وكأن مُجمل تخصص الوزير، هو أن ينفذ دون تفكير، ثم يُفكر لاحقاً، وكأنه "قابيل" مصر الجديد، يقتل الحق، ثم يريد إخفاء سوأته، ولكن لا يجد غرابا، يُمثل له ما يجب القيام به، فيزيد من سوأته!
لقد تاه الوطن بأكمله، وتبرير فعلة ذبح الخنازير، بما لا يُمكن تبريره، وتشريد الناس، من أجل معارك مُفتعلة، ليُعبر عن مأساة فى العقل المصرى المُعاصر. وموافقة الناس على ما حدث، ما هو إلا تعبييراً عن المزيد من التغييب! لقد أعلن الوزير، وهو عضو فى الحكومة والنظام، عن انتصار الإخوان المسلمين فى معركة وطن! فذبح الخنازير، ليس إلا ترميز لما يحدُث اليوم من اقتراب اعتلاء السلطة من قبل الإخوان! وعليه، إما أن نُذعن جميعاً، كما أذعن الوزير الفذ، على الطريق نحو "جمهورية مصرستان" ونُسلم مفاتيح الوطن لمُغيبو العقول أو أن نسترد مصر ممن يريد بها السوء، نحو عقلانية واعتدال ووسطية الرسول محمد بن عبد الله، عليه الصلاة والسلام، والتعايش فى داخل وطن يضم الجميع!
المصدر
جمهورية مصرستان
http://www.youm7.com/bookmark.php?v=20 http://www.google.com/ig/adde?modul...com/svn/trunk/iGoogle/Gadgets/Youm7/Youm7.xml لا أعرف لماذا تذكرت أبو عبد الله، حاكم الأندلس الأخير وهو يُسلم مفاتيح الأندلس لملوك الفرنجة الأسبان، عندما قرأت باليوم السابع أن وزير صحتنا الفذ، حاتم الجبلى، قال "إن قرار مجلس الشعب ذبح الخنازير لا علاقة له بأى مخاوف حقيقية من انتقال المرض، وأنه جاء نتيجة ضغوط مارسها تيار داخل المجلس ضد تربية الخنازير، وقال إن هذا التيار استغل الأزمة لتمرير القرار". وبالطبع، لا يخفى عن أى متابع، من يقصده الوزير: فهو يقصد الإخوان المسلمين! وهو تصريح، إن دل على شىء، فإنه يدل على أن الدولة، سلمت القرار فى الداخل، إلى يد الإخوان، وإن كان القرار منافياً للعقلانية!
إن مقولة الوزير، تدل على خداعه، للجميع فى الفترة السابقة. فلقد خدع الشعب بتصريحاته، وخدع الرئيس ذات نفسه، عندما تقرر وكما جاء أيضاً فى اليوم السابع بتاريخ 29 أبريل الماضى، "البدء فورا فى ذبح كل قطعان الخنازير الموجودة فى مصر، لتجنب ظهور مرض أنفلونزا الخنازير فى البلاد"! ولنلاحظ التعبير المستخدم: "لتجنب ظهور المرض فى البلاد" بينما تصريح الوزير فى أول الموضوع هنا، يقول: "إن قرار مجلس الشعب ذبح الخنازير لا علاقة له بأى مخاوف حقيقية من انتقال المرض"!!! وطبعا التقرير، الذى أعطاه الدكتور الجبلى للرئيس مبارك، تقرير "فشنك"، بناء على تصريح الوزير الأخير!
وأوافق الإخوان المسلمين فيما هو بديهى، حول أن "أكل" الخنزير حرام، ليس فقط للمسلمين، ولكن لليهود أيضاً، ولكن هذا لا يعنى ذبحه، لتواجده على أرض مصر، رغم عدم وجود أدنى علاقة له بالوباء المنتشر! إن ذبح الخنازير، دون وجه حق، لا يوجد فيه أدنى مرضاة لله عز وجل، لأن وجود الخنازير، يفيد قطاع معين فى البلاد، لن تعوضه الحكومة عما فقد، ولأن الروح لا تُقتل أو تُذبح دون وجه حق! إن الإجراء المذكور، إنما يعنى تخلفا غير مسبوق فى مصر! فهو صراع مُفتعل، يريد به الإخوان المزيد من التغييب للمجتمع، وتوافقهم الحكومة على ذلك، باعترافها، لأن تيار الإخوان الأقوى فى المجلس، وهو اعتراف أخطر من أى تصريح مضى!
ماذا تبقى للإخوان أن يفعلوه؟ لقد خانوا الوطن فى موقعة غزة وخلية حزب الله. فهم لم يقفوا فقط ضد الوطن على مستوى التأييد لمن يريد النيل من أرضه، ولكنهم وقفوا ضد المواطن الفقير، الذى كان يريد منهم العون أكثر من ذاك الذى يساعده الأغلبية فى غزة، وعندما اكتُشف أمرهم، لجأوا إلى التُقية رافيعن شعار "مصر أولاً" رغم عدم إيمانهم بالوطن، من منطلق مُجمل اعترافاتهم السابقة! لقد اختلقوا فكرة التكفير، التى لم يقل بها الرسول عليه الصلاة والسلام، وأشاعوا الفتنة بين عناصر الوطن المختلفة، وتحالفوا مع كل ما هو متطرف على حساب الاعتدال ووسطية كل الرسل، عليهم الصلاة والسلام! لقد سبوا كل من منحهم حقاً فوق حقهم، سواء كان ذلك الملك فاروق أو الرئيس عبد الناصر أو الرئيس السادات أو الرئيس مبارك! وها هم اليوم بين مؤيد ومعارض لجمال مبارك، لكى يجنوا ثماراً جديدة!
واليوم، يعلن وزير صحتنا الفذ، معلومة، تُضاف إلى سجله الحافل، من الإنجازات التى أثلجت صدور المؤمنين بغير الوطن، بأن الإخوان يشكلون تيارا أقوى فى مجلس الشعب، رغم أنهم أقلية فيه! وأذعن الوزير للتيار، دون أن يوضح، أن الإجراء خاطئ، وكأن المجلس يأمر فتطيع الحكومة فى كل ما يقول، وكأن مُجمل تخصص الوزير، هو أن ينفذ دون تفكير، ثم يُفكر لاحقاً، وكأنه "قابيل" مصر الجديد، يقتل الحق، ثم يريد إخفاء سوأته، ولكن لا يجد غرابا، يُمثل له ما يجب القيام به، فيزيد من سوأته!
لقد تاه الوطن بأكمله، وتبرير فعلة ذبح الخنازير، بما لا يُمكن تبريره، وتشريد الناس، من أجل معارك مُفتعلة، ليُعبر عن مأساة فى العقل المصرى المُعاصر. وموافقة الناس على ما حدث، ما هو إلا تعبييراً عن المزيد من التغييب! لقد أعلن الوزير، وهو عضو فى الحكومة والنظام، عن انتصار الإخوان المسلمين فى معركة وطن! فذبح الخنازير، ليس إلا ترميز لما يحدُث اليوم من اقتراب اعتلاء السلطة من قبل الإخوان! وعليه، إما أن نُذعن جميعاً، كما أذعن الوزير الفذ، على الطريق نحو "جمهورية مصرستان" ونُسلم مفاتيح الوطن لمُغيبو العقول أو أن نسترد مصر ممن يريد بها السوء، نحو عقلانية واعتدال ووسطية الرسول محمد بن عبد الله، عليه الصلاة والسلام، والتعايش فى داخل وطن يضم الجميع!
المصدر
