التجارب

مورا مارون

يسوع فرحي
عضو مبارك
إنضم
6 يونيو 2008
المشاركات
6,766
مستوى التفاعل
106
النقاط
0
الإقامة
بيروت
ان حياة الانسان لا تخلو من التجارب
قال الروح القدس: يا بني ان لصقت بخدمة الله فقم بالبر والخشية وابذل نفسك للتجربة .(ابن سيراخ)
قال القديس ايرونيموس :مفسراً قول الحكيم للحرب وقت وللصلح وقت ,وأنه طالما نحن في هذا العالم فالوقت وقت الحرب ,ومتى جزنا الى العالم الآخر السعيد فيكون الوقت وقت الصلح والسلام حسب قول المرتل (فصار موضعه بسلام مزمور 75).
ولهذا تدعى مدينتنا السماوية أوراشليم ,أي رؤياالسلام ثم يستتلي القديس قائلا فلايحتسب اذن أحد ذاته أنه في سلام وطمئنية اذا هو حاصل على وقت الحرب والكفاح حيث ينبغي ان نصارع ونلاكم ونجاهد بالاسلحة الرسولية لكي نظفر بلغلبة .
وعلى هذا النحو نفوز أخيرا بسلام الدائم الذي لا يشوبه خوف او قلق (قال القديس أغسطينوس في تفسيره قول الرسول :لست أعمل الخير الذي أريده .ان حياة الانسان قتال لا انتصار ولهذا نسمع قعقعة السلاح وسليل السيوف واصوات المعركة تشبه صوت الرسول المنتحب من جري تضاد طبيعتنا الخيرة وميلها نحو الشر قائلاً:لست أعمل الخير الذي اريده بل الشر الذي ابغضه أياه أعمل .
أما انا فأرى في أعضائي سنة أخرى تضاد ضميري وتسبيني لسنة الخطيئة التي في أعضائي (رومية 7 15 \23)
وأما اذا ما لبسنا عدم الموت فحينئذن نسمع اصوات الفرح والانتصارات أصوات الرسول القائل :أين غلبتك يا موت وأين شوكتك يا موت وهذه الحقيقة اوردها ايوب ايراداً حسناً بقوله :ان حياة الانسان على الارض محاربة وايامه كأيام الاجير (ايوب 7\1)
لانه كما ان الاجير يشتغل و يتعب النهار كله وبعد تعبه يأخد أجرته ويستريح هكذا حالنا فان يومنا مملؤ اتعابا وتجارب فاذا ما انقضا فاننا نقبض اجرتنا الراحة حسب تعبنا .
فهات الان لنبحث عن سبب هذه الحرب متواصلة فقد فسر ذلك يعقوب الرسول في قوله من اين الحروب والمخاصمات فيكم اليست هي من شهواتكم التي تتنازع في أعضائكم على ان اصل هذه الحروب وسببها موجود فينا ومن هذا السبب هو تضاد الخير والميل الردي للشر الذي استمر فينا بعد الخطيئة الجسدية لكون اللعنة نزلت على ارض اجسادنا ايضا , ومن ثم نبتت شوكاًوقرطباً كثيراً,وهما يشكاننا ويعذباننا ابداً.
وقد شبهنا القديسون بتلك السفينة المذكورة في الانجيل المقدس التي حينما اقلعت وسارت في البحر هاجت عليها الامواج لاننا نرى نفوسنا في اجسادنا كأنها في سفينا يدخلها الماء من كل جانب .وامواج الشهوات الرديئة طلتمنا وتحاول اغراقنا فان سبب التجارب طبيعتنا المفسدة
لان الجسد البالي يفسد النفس ويراد بذلك هيجيان الخطيئة والميل المنحرف والمستنر فينا بعد سقوطنا على ان عدونا الاعظم موجود فينا وهو يقاتلنا قتال متواصل وليس للانسان ان يتعجب من التجارب التي تضايقه فكل انسان بلأ ثم حبل به (مزمور 50)ولهذا قال القديس ايرونيموس في بحث الصلوات الربانية التي علمنا اياها رب المجد ان الرب لم يقل لنا لنطلب أن لا نجرب لانه من المحال ان يكون هذا بل لا يسمح ان نسقط فيها وهذا هو حقيقة ما قاله للتلاميذ اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في التجارب (متى 26) فان الدخول في التجارب ليس هو التجربة بل الانفلات من التجربة وقد جرب يوسف بلزنا الا انه قاوم التجربة ومثله جربت سوسنة الا انها بنعمة الله قاومت اي ان الرب نيعطينا نعمة ويمنحنا قوة لئلا نتغلب ولا نسقط بلتجربة وحين تظن ان الشيطان لا يقاتلك فحينئد يكون يقاتلك اشد قتال فات تحسب ان حياة الانسان المسيحي المؤمن تخلو من التجارب فالشيطان خصماً يتمشى ويزئر كالاسد ويلتمس من يبتلعه (بطر س5) فانت تظن انك في صلح وسلام ولكن هذا هو الشيطان يجلس في الكمين مع الاغنياء في الخفا ليقتل الزكي عيناء تنظران الفقير يكمن متخفيا كالاسد في صيرته (مزمور 9)ان هذا هو خداع عظيم ان يظن الانسان انه يمكن ان يعيش على الارض بسلام لان وقت حياتنا وقت حرب والذي يتعجب من ضجيج المدافع ولخوفه من ذلك يحاول الفرار من الحرب لاجل ادنى وجع أدركه هيجان الامواج وقال القديس غريغوريوس أنه يضل كثيرون لظنهم وقت التجربة ان الله تركهم واهملهم وقد هلكوا ان هذا الخداع يدرك الجميع وغالباً يدرك المجتهدين في الكمال حسب قول الرسول كل الذين يحبون ان يحيوا في التقوى بيسوع المسيح يضطهدون (تيموتاوس ثانية )فكل من يحب أن ينمو في الفضيلة تصيبه التجارب اما الآخرون فتراهم مرات كثيرة لا يعرفون ما هي التجربة ولا يشعرون بلمعصية والقتال الذي يحدثه الجسد مع الروح ,بل انهم يتبجحون به مفتخرين وقال القديس أغوستينوس في تفسيره قول الرسول الجسد يشتهي ما يضاد الروح (غلاطيه )أن الجسد في الصالحين يضاد الروح أما الطالحون لا يشعرون بهذا ,لانه لايوجد فيهم ما يضاد الجسد حيث ان الجسد لا يضاد الا حيث توجد الروح أعني حيث توجد الرغبة الحقيقية لاكتساب الفضيلة فذلك ان كان ليس في الطالحين الروح التي تضاد الجسد ولا يشعرون بنفوسهم بهذا التضاد فلانهم مستعبدون لابليس ويخضعون له بغير مانع ,أن متعة الصيادون في مضيَ نحو صيد الوحوش الضارية والحيوانات السريعة الهرب والشيطان كذلك يحاول صيد أولئك الذين يسيرون بسرعة الايل ويحبون تسلق القمم نحو الفضيلة والكمال أما اولئك الذين يشبهون الحيوانات الانيسة فلا حاجة ليخرج ورائهم لكونهم في حورزته مؤانسين له .
فمن هذا يجب أن لا نتعجب أو نجبن أن طرقتنا التجربة بل نعدها علامة جيدة كما قال القديس يوحنا أكليمكوس لا توجد علامة أيمن وأحق تدلنا على أننا غلبنا الشيطان الا اذا رأيناه يحاربنا محاربة شديدة لاننا تمردنا عليه وألقينا نيره عنا فلهذا يبغضك الشيطان ويضطهدك هو وأعوانه ولو لم يكن ذلك لكان تركك مستريحا من التجارب لانك في قبضته.
 
التعديل الأخير:

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
413
النقاط
0
الإقامة
ALEX
موضوع رااااااااائع
ميررررررسى على الموضوع
ربنا يبارك حياتك
 

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,887
مستوى التفاعل
1,787
النقاط
113
الإقامة
LEBANON


شكراااااااا جزيلا

سلام المسيح معك


 

مورا مارون

يسوع فرحي
عضو مبارك
إنضم
6 يونيو 2008
المشاركات
6,766
مستوى التفاعل
106
النقاط
0
الإقامة
بيروت
708718jtpif35jly.gif
 
أعلى