حاسب نفسك، فالله رحيم وعادلٌ أيضاً

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
حاسب نفسك، فالله رحيم وعادلٌ أيضاً

من
كتاب لماذا القيامة - البابا شنودة الثالث


على الإنسان أن يحاسب نفسه بكل دقة، قبل أن يدركه يوم الحساب وهو غافل عن نفسه...

وصدق ذلك القديس الذي قال لأحد الخطاة: "احكم يا أخى على نفسك، قبل أن يُحْكَم عليك"

ينبغى إن أن يتدرب كل إنسان على محاسبة النفس، وأن يدين نفسه، على أخطائها، ويحاول أن يصلح ذاته. فالفرصة لا تزال قائمة، والتوبة بإمكانه، قبل أن يغلق باب التوبة بالموت، ويقف في ذلك اليوم الرهيب مداناً أمام الله. وصدق ذلك الشاعر الذي قال:

قبورنا تبنى ونحن ما تبنا


وفى محاسبة الإنسان لنفسه، عليه أن يلتفت إلى الخطايا المركبة والخطايا الأصلية.
وأعنى بالخطايا المركبة، تلك التي تحوى مجموعة كبيرة من الخطايا، بينما نلقى عليها إسماً واحداً.. كما توجد أيضاً خطايا أمهات، تلد كل منها عدداً كبيراً من الخطايا.

فلا نستهن بالمرة، ونظن أننا قد ارتكبنا شيئاً بسيطاً!!

كذلك لا ننسى الخطايا الأصلية. فغالبية خطايا اللسان وخطايا الحواس، يكون سببها خطية أصلية موجودة في القلب..

فالذى ينظر نظرة حسد، أو نظرة شهوة، أو نظرة حقد، وما أشبه، ليست كل هذه مجرد خطية نظر، وإنما الحسد والشهوة والحقد وغير ذلك، موجود كله في القلب قبل أن يظهر في العين. فخطية القلب هي الخطيئة الأصلية. وخطيئة النظر هي الخطية اللاحقة، أو الثانية في الترتيب. وهكذا عليه أن يطهر قلبه أولاً، فتتطهر حواسه تلقائياً..

كذلك الذي يوجه إلى غيره كلمة قاسية، القسوة موجودة في قلبه أصلاً، قبل أن تكون خطية لسان، عليه أن يتوب عن كلتيهما..



الإنسان الدقيق في محاسبة نفسه، يمكنه التخلص من نقائصه وخطاياه. وهكذا يقف أمام الله طاهراً في يوم القيامة، لا يبكته ضميره على شئ.. والإنسان الروحى لا يتساهل مع نفسه، ولا يغطى خطاياه بالتبريرات والأعذار. لأن الذي يبرر نفسه على الأرض، سيكون مكشوفاً تماماً أمام الله في يوم الحساب، حيث يستند كل فم، ولا تنفع الأعذار..


تقول عن الله رحيم، فأقول لك وهو أيضاً عادل.

رحمة الله سوف تدرك التائبين فيغفر لهم. وعدل الله لابد أن يلاحق المستهترين، الذي يستغلون رحمة الله ومغفرته، للتمادى في خطاياهم وشرورهم، وعصيانهم لله أولئك الذين لم يجعلوا الله أمامهم!


يوم الحساب إذن هو يوم العدل الإلهى، الذي فيه سيجازى كل واحد بحسب اعماله مكافأتهم على برهم وحرصهم وطاعتهم.

هؤلاء الأبرار سيكافئهم الله على كل شئ، ليس فقط عن الأعمال العظيمة التي عملوها، بل حتى لى خير مهما بدا أمامهم ضئيلاً...

يكافئهم ليس فقط على أعمال الرحمة الكبيرة، وأنقاذ غيرهم من المشاكل والورطات، إنما ينالون ثواباً حتى على كلمة التشجيع ليائس، وبسمة الحنان الصغار النفوس، وزيارة لمريض، ونظرة حب لطفل.


وسوف يعوضهم الله عن كل خير عملوه، ولم ينالوا عنه جزاء على الأرض.

إما بسبب ظلم أو جاهل أو إهمال، أو بسبب أنهم أخفوا فضائلهم عن الناس، حتى لا يستوفوا خيراتهم على الأرض، بل نالوا جزاءهم كاملاً من يد الله يعرف الخفيات..

بل إنهم ينالون مكافأة عن الخير الذين أرادوا أن يفعلوه، ولم يستطيعوا لأسباب خارجة عن إرادتهم.


وكل تعب احتملوه على الأرض، من أجل محبتهم لله ومحبتهم للناس، سيكون سبب راحة أبدية لهم

ستتبعهم في يوم الحساب أعمال برهم، وتكون شاهدة لهم أمام الله فطوبى لمن يتعب الآن في عمل الخير، وفى خدمة الغير، لكى يستريح في ذلك اليوم، وينال أجره بحسب تعبه (1كو 3: 8) في النعيم الأبدى..


ليتنا نضع يوم القيامة والحساب أمام أعيننا باستمرار، حتى نسلك بحرص أمام الله، وحتى نقف أمامه في يوم الدين، دون أن تبكتنا ضمائرنا.

وليتنا نبذل كل جهد وتعب من أجل راحة الآخرين، سواء في محيط الأسرة أو المجتمع أو الوطن أو البشرية جمعاء، حباً للكل، وليس لمجرد الجزاء. وهذا الحب سيقف إلى جوارنا في اليوم الأخير.

ولن يدخل ملكوت الله في ذلك اليوم، إلا القلوب العامرة بالحب، لن يدخله إلا الذين أحبوا الله، وأحبوا الخير، وأحبوا الغير..

بهذا الحب نصلى جميعاً من أجل بلادنا، ومن أجل أمنها وسلامتها، ومن أجل البلاد التي تسودها الحروب أو النزاعات الداخلية، لكى يمنح الرب سلاماً للعالم. ولكى يعطى الرب الغذاء للبلاد التي تسودها المجاعات، ويمنح النقاوة والتوبة للمجتمعات التي يسودها الفساد. ونطلب أن يبارك الرب كل من يعمل خيراً فيعم الخير كل مكان.
 

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,887
مستوى التفاعل
1,787
النقاط
113
الإقامة
LEBANON



النهيسى

شكراااااا على الكتاب

ربنا يبارك حياتك
 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
413
النقاط
0
الإقامة
ALEX
جميل جدا
ميرررررسى ليك
ربنا يبارك حياتك
 

Bnota_Zr†a

يسوع مُخلصي
عضو مبارك
إنضم
23 مايو 2008
المشاركات
5,310
مستوى التفاعل
43
النقاط
0
رحمة الله سوف تدرك التائبين فيغفر لهم. وعدل الله لابد أن يلاحق المستهترين، الذي يستغلون رحمة الله ومغفرته، للتمادى في خطاياهم وشرورهم، وعصيانهم لله أولئك الذين لم يجعلوا الله أمامهم!

موضوع مفيد ومرشد
شكرا لك اخي الغالي
تحيتي

 
أعلى