كيف ينبغى للأنسان أن يشكر الله كما يجب ؟!
.للقديس برصنوفيوس
إن كان الناس الترابيون إذا هم تركوا شيئاً ما لأحد ، أو خلصوه من حزن ، يعترف بشكرهم ويذكر إحسانهم ، فكيف بالأكتر يجب على الذين ينالون إحسان الله فى كل وقت أن يشكروه ، ومن أين لنا افواه حتى نستيطع أن نشكر كما ينبغى ؟
أول شئ نشكره لأنه خلقنا وبعد ذلك أعطانا معونة على الأعداء ، وأيضا على فهم كلامه ، وصحه البدن ، ونورالعين ، ونسمه الحياة ، موضع للتويه ، أخد جسده ودمه لمغفره الخطايا ، الخبر الذي يشدد القلب .
إن كان الناس من أجل الأمور المحسوسه الباليه يكافئون ويشكرون من يعملها بهم فأي شئ به نستطيع نحن أم نكافئ الله الذي صلب من اجلنا ؟ إن أردنا أن نكافئه لنحتمل الصلب حتى الموت .
فلا تتعب إرادتك لتطلب أن تنال الشكر الواجب لله من الناس ، فإنك ماتبلغ ذلك وخاصة نحن الخطأة ولأنه مات من أجلنا ! فإن كنت فى حبس وأخرجك إنسان وحبس نفسه عنك لحرصت أن تكافئه وتشكره بما يفوق طاقتك ، فكم بالأكثر الذي مات عنك !! واعلم أننا ما نبلغ أبداً إلى شكره كما يستحق . ولكن ذلك بقدر قوتنا ونشكره بالفم والقلب أما هو فلكثره تحننه يحسب لنا ذلك ويقبله مثل فلسي الأرمله !
هذا وعمله من اجلنا نحن الخطاة ، فأما الصديقون فقد أتعبوا أنفسهم وأماتوها من أجل شكره كما قال بولس الرسول "أشكروا فى كل شئ لأن هذه هى مشيئه الله فى المسيح يسوع من جهتكم" (1تس 5:18).
الذي له التسبحه من الآب والروح القدس إلى دهر الداهرين آمين.