- إنضم
- 1 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 28,051
- مستوى التفاعل
- 394
- النقاط
- 0
جبالها شامخة، بحرها مياهه شديدة الزرقة، طبيعتها خلابة، شعبها ودود للغاية.. كل هذه السمات تتمتع بها جزيرة "لورد هاو" الأسترالية، فهي أجمل جزيرة في المحيط الهادي يقصدها السياح لكي ينعموا بجمال الطبيعة في هذا المكان الساحر.
وللجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 350 نسمة قواعد صارمة، فلا يسمح بأن يتجاوز عدد السياح الموجودين فيها 400 سائح في آن واحد، وهو ما يجعل المكان مقصدا لعشاق الاسترخاء والاستجمام.
شرطي واحد في الجزيرة
وتتميز الجزيرة بالأمن فتبقى أبواب البيوت مفتوحة، وحتى أصحاب الدراجات لا يضطرون إلى قفلها بعد صفها، لذا لا يوجد سوى شرطي وحيد في هذه الجزيرة الساحرة والآمنة تنحصر مهمته فقط في التأكد من ارتداء راكب الدراجة خوذته أثناء قيادة الدراجة في الطرقات.
وفي استطلاع عام للرأي، رفض 70% من سكان "لورد هاو" إنشاء شبكة للهواتف الجوالة بجزيرتهم، رغبة منهم في الحفاظ على الطبيعة وتفادي المخاطر التي يمكن أن تنجم عن
هذه الشبكة.
اكتشاف لورا هاو
ويبدو أن الكثير من الصفات التي تشكل ملامح أستراليا لا تنطبق على الجزيرة، فحيوان الكانغارو الشهير الذي تتخذ منه أستراليا شعارا لها لا يعيش في الجزيرة، ولا توجد آثار تدل على "الأبورجيين" سكان أستراليا الأصليين، حيث لم تطأ أقدامهم المكان، فالجزيرة اكتشفها بحارة بريطانيون بطريق المصادفة عام 1788، وأطلقوا عليها هذا الاسم تكريما وتخليدا لذكرى قائدهم وقتها الأميرال لورد هاو.
ومثل باقي الجزر المنتشرة في هذه المنطقة تعد جزيرة لورد هاو جزيرة بركانية تكونت من بقايا بركان أخذ يتآكل شيئًا فشيئًا، ولم يتبق من هذا البركان سوى 2% عبر 7 ملايين سنة.
تسلق جبل جوير
ويعد جبل "جوير" أعلى قمة جبلية في الجزيرة، حيث يصل ارتفاعه إلى 875 مترا، ولا يسمح للسياح بتسلقه إلا بمرافقة دليل جبال مرخص له بذلك.
ويدرك جيدًا من سبق له أن تسلق هذا الجبل، لماذا تشترط هيئة السياحة في الجزيرة هذا الأمر، فها هو دليل الجبال جاك شيك يصطحب في الصباح الباكر مجموعة من السياح يصل عددهم إلى 16 سائحًا بينهم أطفال في عمر 8 سنوات، وبعض المتقاعدين، حيث تبدأ رحلة التسلق الساعة 7.40 صباحًا.
وقد اعتاد جاك على هذه الرحلات، فهذه الرحلة هي الرحلة رقم 1187 له، ويقول جاك: "إن تسلق جبل جوير لم يعد اليوم أمرًا شاقًا، فالرحلة تستغرق تسع ساعات صعودًا وهبوطًا، وهي فترة تقل بكثير عن الفترة التي استغرقتها أول رحلة تسلق لهذا الجبل عام 1869م، والتي بلغت يومين كاملين.
ويبدأ الطريق السياحي من الضفة الغربية للجبل الثاني بالجزيرة، ألا وهو جبل "ليدجبيرد" الذي يصل ارتفاعه إلى 777 مترًا، وبعد ذلك يمر السياح بصخرة منحدرة وبعمق 100 متر، عندئذ يتفرع الطريق إلى الغابة الموحشة التي تقع في قلب الجزيرة، وهنا يبدأ السياح في الإمساك بالحبل بكلتا اليدين.
وفي هذه اللحظة يتمنى كثير من السياح لو كانوا أقل وزنًا بمقدار عشر كيلو جرامات كي يتمكنوا من التشبث بالحبل أثناء تسلق الجبل، غير أن عزيمة السياح ورغبتهم العارمة في التمتع برؤية هذه الجنة الخضراء، والمحيط الهادي مترامي الأطراف من فوق قمة الجبل تدفعهم للتغلب على الصعاب التي تواجههم من أجل مواصلة التسلق.
السمك من حولك
ومن لا يقوى على مثل هذا المجهود البدني الشاق في تسلق الجبال، يمكنه القيام بجولات سياحية أخرى أقل مشقة، فعلى سبيل المثال يمكن للسياح أن يسلكوا الطريق الدائري الجميل الذي يبدأ من شاطئ "نيد" شمالي الجزيرة، والذي اختير عامي 2004 و2005 أنظف شاطئ في جميع أنحاء أستراليا، وهنا يمكن مشاهدة منظر رائع فريد من نوعه، فها هم السياح يسيرون في المياه الكريستالية، التي تصل إلى منتصف أجسادهم وأيديهم ممتلئة بالشطائر فتأتي أسماك "الكينج فيش" التي يصل طولها إلى متر واحد لتداعب أقدام السياح وتلتقط أية كسرة خبز يقدمها لها السياح.
من الجدير بالذكر أن أحفاد أول ثلاثة أسر استوطنت هذه الجزيرة في القرن التاسع عشر، وكذلك الأشخاص المقيمين في المكان منذ عشر سنوات على الأقل، هم فقط الذين يسمح لهم القانون بامتلاك أراض وعقارات بالجزيرة، وليس من المخطط بناء فنادق جديدة في الفترة المقبلة، وذلك من أجل الحفاظ على الجزيرة بجمالها الطبيعي الخلاب.
اسيبكم مع الصور
