التوربينى .. و الواقع المرير
+
و أنت تسير على أرصفة الشوارع .. فى أى محافظة من محافظات مصر .. تطالعك الصفحات الاولى من الجرائد و المجلات التى يُطلق عليها لقب (( الصفراء )) .. و تجد من خلال الصور والمانشتات الموجوده .. واقعنا المرير .. الذى نحيا فيه .. و نتجاهله .. فصور عاريه .. و عناوين رئيسيه تثير المشاعر والغرائز .. و كل هذه تنم على إنحدار ثقافتنا و فكرنا .. و أصبحنا بفعل هذه الثقافة الغريبه و التى كل حديثها عن الجان و الجنس - و نحن فى القرن الواحد والعشرون - لا نمت بصلة إلى أولئك الفراعنه الذين تركوا لنا أثار و حفريات تدل على مدى ثقافتهم و علمهم و رغبتهم فى الرقى والتحضر .. فنجد كم من الاقاويل و الخزعبلات التى لا ترتقى حتى إلى مستوى المناقشه أو حتى المطالعه هى السائده على مؤسسه إعلاميه مقروئه .. كالصحافه
و ما أخطرها ..
ففى غياب أبسط مقومات الحياة و سيطرت (( الفقر المشين )) كما وصفته الصحفيه الكبيره مها عبد الفتاح على أغلب سكان حضارة الفراعنه .. صارت الجريمه هى اللغة التى يُعّبر بها الناس عن مكنوناتهم .. و صارت تلك الصحف (( الصفراء )) هى الوقود الذى يغذى هذه النوازع الاجراميه
و تظهر قضية التوربينى ...
و التوربينى لمن لا يعرفه هو شاب فى أواخر العقد الثالث من عمره تشف ملامحه عن نوازع إجراميه و تعابير أقل ما يقال عنها أنها لسفاح متمرس فى فنون الاجرام و القتل .. و عصابته .. و مبادئها هى إغتصاب أطفال الشوارع و إلقائهم تحت عجلات القطارات .. أو قتلهم بأية وسيله و دفنهم فى الشوارع .. أو بجوار أقسام الشرطة !! .. أو إلقائهم طعام للكلاب الضاله .. و كأنهم يخرجون ألسنتهم للجميع و يعلنون للرأى العام كله .. هل هناك من يستطيع محاسبتنا ؟!
و القضية أيها المثقفون لها أبعاد أخرى بخلاف البُعد الاجتماعى و النفسى و الدينى .. فالقضية هى قضية إنفصال .. إنفصال بين الدولة بكل أجهزتها و سلطاتها و بين المجتمع بكل آلامه و متاعبه .. فبالاضافه إلى أنه من واجب الدولة توفير الحمايه و الأمان و حياة مستقره لكل مواطنيها .. هناك أيضاً واجب على هؤلاء المواطنين من العمل بإيجابيه للمصلحة العامه و حماية الاخرين بكل الطرق المشروعه ..
و من هنا أيضاً يتجلى واقعنا المرير ..
فأى إيجابيه نبتغيها من شعب تلوثت أفكاره و صار بلا ثقافة أو حتى رغبه للتحضر .. فها أنت ترى تلك الفئة الكادحه التى تنهض قبل شروق الشمس و تعود إلى مأواها بعد المغيب محمله ببضعة جنيهات لا تكاد تسد جوع أصغر أفرادها .. و بدلا من السعى فى محاولة لتحسين الدخل فى عصر أصبح فيه العلم و الثقافه هما مصدر رزق الفرد .. يسعون إلى تحسين أوضاعهم بالخروج على القانون و إرتكاب أبشع الجرائم فى سبيل قروش قليله لا تكاد تكفى نهارهم .. أو من أجل لذة عابره لا تنتهى ..
و تاه شعب وسط دوامة مريره من البلبله وتخبط الافكار .. فصار الخير مبهم و غامض له .. و صار طلب العلم هو مضيعة للوقت فى ظل سرعة الحياه و مطالبها التى لا تنتهى .. و وجدوا أنفسهم بين المطرقه والسندان كما يقولون .. فهم لا يستطيعوا توفير حياة كريمة لهم ولابنائهم بتلك القروش القليله التى يكسبونها من يوم شاق حتى المغيب .. و لا يستطيعوا أيضاً ان يعيدوا ترتيب أوراقهم و النظر إلى حياتهم بنظرة واقعيه مواكبه للعصر ..
انتظر تعليقاتكم أيها الساده .. انتظر ارائكم ربما على الاقل تُنير أذهاننا إلى حقيقه نجهلها فى ..
و افعنا المرير ..
تحياتى
+
و أنت تسير على أرصفة الشوارع .. فى أى محافظة من محافظات مصر .. تطالعك الصفحات الاولى من الجرائد و المجلات التى يُطلق عليها لقب (( الصفراء )) .. و تجد من خلال الصور والمانشتات الموجوده .. واقعنا المرير .. الذى نحيا فيه .. و نتجاهله .. فصور عاريه .. و عناوين رئيسيه تثير المشاعر والغرائز .. و كل هذه تنم على إنحدار ثقافتنا و فكرنا .. و أصبحنا بفعل هذه الثقافة الغريبه و التى كل حديثها عن الجان و الجنس - و نحن فى القرن الواحد والعشرون - لا نمت بصلة إلى أولئك الفراعنه الذين تركوا لنا أثار و حفريات تدل على مدى ثقافتهم و علمهم و رغبتهم فى الرقى والتحضر .. فنجد كم من الاقاويل و الخزعبلات التى لا ترتقى حتى إلى مستوى المناقشه أو حتى المطالعه هى السائده على مؤسسه إعلاميه مقروئه .. كالصحافه
و ما أخطرها ..
ففى غياب أبسط مقومات الحياة و سيطرت (( الفقر المشين )) كما وصفته الصحفيه الكبيره مها عبد الفتاح على أغلب سكان حضارة الفراعنه .. صارت الجريمه هى اللغة التى يُعّبر بها الناس عن مكنوناتهم .. و صارت تلك الصحف (( الصفراء )) هى الوقود الذى يغذى هذه النوازع الاجراميه
و تظهر قضية التوربينى ...
و التوربينى لمن لا يعرفه هو شاب فى أواخر العقد الثالث من عمره تشف ملامحه عن نوازع إجراميه و تعابير أقل ما يقال عنها أنها لسفاح متمرس فى فنون الاجرام و القتل .. و عصابته .. و مبادئها هى إغتصاب أطفال الشوارع و إلقائهم تحت عجلات القطارات .. أو قتلهم بأية وسيله و دفنهم فى الشوارع .. أو بجوار أقسام الشرطة !! .. أو إلقائهم طعام للكلاب الضاله .. و كأنهم يخرجون ألسنتهم للجميع و يعلنون للرأى العام كله .. هل هناك من يستطيع محاسبتنا ؟!
و القضية أيها المثقفون لها أبعاد أخرى بخلاف البُعد الاجتماعى و النفسى و الدينى .. فالقضية هى قضية إنفصال .. إنفصال بين الدولة بكل أجهزتها و سلطاتها و بين المجتمع بكل آلامه و متاعبه .. فبالاضافه إلى أنه من واجب الدولة توفير الحمايه و الأمان و حياة مستقره لكل مواطنيها .. هناك أيضاً واجب على هؤلاء المواطنين من العمل بإيجابيه للمصلحة العامه و حماية الاخرين بكل الطرق المشروعه ..
و من هنا أيضاً يتجلى واقعنا المرير ..
فأى إيجابيه نبتغيها من شعب تلوثت أفكاره و صار بلا ثقافة أو حتى رغبه للتحضر .. فها أنت ترى تلك الفئة الكادحه التى تنهض قبل شروق الشمس و تعود إلى مأواها بعد المغيب محمله ببضعة جنيهات لا تكاد تسد جوع أصغر أفرادها .. و بدلا من السعى فى محاولة لتحسين الدخل فى عصر أصبح فيه العلم و الثقافه هما مصدر رزق الفرد .. يسعون إلى تحسين أوضاعهم بالخروج على القانون و إرتكاب أبشع الجرائم فى سبيل قروش قليله لا تكاد تكفى نهارهم .. أو من أجل لذة عابره لا تنتهى ..
و تاه شعب وسط دوامة مريره من البلبله وتخبط الافكار .. فصار الخير مبهم و غامض له .. و صار طلب العلم هو مضيعة للوقت فى ظل سرعة الحياه و مطالبها التى لا تنتهى .. و وجدوا أنفسهم بين المطرقه والسندان كما يقولون .. فهم لا يستطيعوا توفير حياة كريمة لهم ولابنائهم بتلك القروش القليله التى يكسبونها من يوم شاق حتى المغيب .. و لا يستطيعوا أيضاً ان يعيدوا ترتيب أوراقهم و النظر إلى حياتهم بنظرة واقعيه مواكبه للعصر ..
انتظر تعليقاتكم أيها الساده .. انتظر ارائكم ربما على الاقل تُنير أذهاننا إلى حقيقه نجهلها فى ..
و افعنا المرير ..
تحياتى