في أي صحراء أنت؟

طالب الشفاعه

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 يناير 2007
المشاركات
277
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
في أي صحراء أنت؟

أولاً: صحراء البادية المقفرة حيث الكثبان الرملية المتحركة والشمس المحرقة، وهي تشير رمزياً للمؤمن وهو يسير في برية هذا العالم الموحش، بلقع التجارب القاسية حيث عقارب العالم العمياء التي لا تحب الرب وتحاول أن تلذغ بسمومها الكفرية من يؤمن بالرب يسوع، وأفاعي الشيطان التي تغري المؤمن بسراب العالم، لكن المؤمن الذي له شركة مع المسيح لا ينخدع، إذ أنه يلهث إلى الله المروي فيجد واحته بالقرب من الرب يسوع فيشبعه من مَن كلمة الله ويجعله يزهو كنخلة في الصحراء ولسان حاله "يا الله إلهي أنت إليك أبكّر عطشت إليك نفسي يشتاق إليك جسدي في أرضِ ناشفة ويابسة بلا ماءٍ" ( مزمور1:63) والسائح المسيحي وهو يمشي في صحراء البائيسن يثق أن الشمس لا تضربه كما العالم المضروب بمصائبه، لأن الرب ظل له، وإن من يتابعه في الطريق هو صخر الدهور الي يفجر ينابيع غزيرة "لأنهم كانوا يشربون من صخرةٍ روحيةٍ تابعتهم والصخرة كانت المسيح" ( 1 كورنثوس4:10) وعندما يكّل الرحالة ويعيى من المسير يستند على الصديق الألزق من الأخ وإن تعثر أو غاصت رجليه في الرمال، فرئيس الكهنة العظيم يسوع المسيح يرفعه إذ يشفع فيه ويرثي لضعفاته إلى أن تنتهي الرحلة في البيت السعيد في بيت الآب.

ثانياً: صحراء التندرا وهي السهول الجرداء المستوية أو المتموجة تموجات خفيفة في المناطق القطبية الشمالية أو شبه الشمالية، وتشير رمزياً للمؤمن الذي ابتعد عن المراعي الخضراء بسبب إسراعه وإنجذابه لغزال الرنة، فتغزّل بالعالم فغزله العالم بمبادئه، وهو قد ظن أنه وصل لقمة القطب، لكن الحقيقة المريرة أنه وصل لحياة البلادة والخمول الروحي وانعدام الثمار الروحية وبرودة أجواء محبته وصلت للصفر المئوي!! إذ تأقلم على أجواء التندرا!! وابتدأت الثعالب القطبية الماكرة- ثعالب الناس الاردياء الذين يسرّون بكلمة الله وبنفس الوقت يسلكون في الشرّـ يلتفون حوله !! ورياح العالم الهائجة تجمد حركته وتخفق شهادته للمسيح، فيصبح تمثالاً ثلجياً!!! وفي الليل الطويل لا يرى إلا بومة الثلج التي تنبئ بالقدر المشؤوم والرعب الذي سيحل بالعالم، فيظن أن مصيره سيكون مثلهم، لكن الراعي الصالح لن يتركه بل يبحث عنه ويجده فيحمله على منكبيه ويدفئه بصدر محبته ويداوي ضرباته التي أصابته من قضمة الصقيع، فيرجع إلى القطيع وهو يقول" الرب راعي فلا يعوزني شيء" ( مزمور 1:23)​
 
أعلى