†لماذا كان صمته العجيب وقت الصليب؟

طالب الشفاعه

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 يناير 2007
المشاركات
277
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
†لماذا كان صمته العجيب وقت الصليب؟

"وتعرفون الحق والحق يحرركم"

† لماذا كان صمته العجيب وقت الصليب؟

كان ولايزال شخص ربنا يسوع المسيح عجيبا ومستحقا للتأمل والفهم العميق، فمنذ ألفي سنة جاء ليشاركنا انسانيتنا وحياتنا البشرية ، وكل فعل أو قول صدر عنه وقتها ولايزال انما نجده موجها نحونا بالأساس(سرا وعلانية)، مقدما في أقواله وأفعاله حبا وعطاءا وتفهما ليس له مثيل بين البشر.

"لأنه يولد لنا ولد ونعطي ابنا، وتكون الرياسة علي كتفه، ويدعي اسمه عجيبا مشيرا، الها قديرا، أبا أبديا، رئيس السلام" أش9 : 6

وجدناه ولازلنا ابا.. أخا.. صديقا.. مدافعا.. منقذا.. بارا.. قديسا.. يتكلم بقوة وحكمة شهد لها الجميع.. صانعا عجائب بسلطان علي الطبيعة وجسد بشريتنا، بل وقوات الشر الروحية. "العمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون، والصم يسمعون، والموتي يقومون، والمساكين يبشرون. وطوبي لمن لا يعثر في" مت116:
الا أننا وجدناه أيضا ومعنا كثيرين صامتا وقت الصليب، هذا القوي خاضعا تحت يد محاكميه محتملا كل ما جاء عليه من مذلة وهوان، المدافع عن المسكين والبائس والخاطيء والمظلوم مستسلما دون شكوي كما لو كان خاطيء معترف بعظم أثامه، وهو الذي قال وشهد له كثيرين أنه لم يوجد فيه اثم أو أحد يبكته علي خطية .

"من منكم يبكتني علي خطية واحدة" يو 8: 46

اذا لماذا كان صمته العجيب هذا؟ صمت أمام محاكميه من رؤساء اليهود، والشعب الذي سمع تعاليمه وشاهد أعماله المعجزية، والوالي بيلاطس الروماني وجنده، وأقاربه في الجسد وتلاميذه، والمجدفين عند الصليب، واللص المصلوب علي يصاره، بل والسماء نفسها شاركت في هذا الصمت وقد أغلقت أمام صرخات ألامه البشرية، كما لوكان أمام أخطي الخطاة. كــــــيف كــــــان هــــــذا...؟؟؟

"وكعرق من أرض يابسة، لا صورة له ولاجمال فننظر اليه، ولامنظر فنشتهيه. محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن، وكمستر عنه وجوهنا، محتقر فلم نعتد به، لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها، ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا، وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل أثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره (جلاداته: ألاماته) شفينا...والرب وضع عليه اثم جميعنا. ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاة تساق الي الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه..." أش 53

"الهي الهي لماذا تركتني" مت 27: 46
مثلما كان الصمت عجيبا كان السبب والهدف من وراء ذلك أعجب، انه انتظار كل الأرض، عمل الله الأب المحب من نحو خليقته، حتي أن كل انسان... كل خاطيء...كل من يقبل ويصدق... يصيح بكل مافيه من قوة معلنا أنه حر من قيود خطاياه وسلطانها المذل... يمكنه أن يحي في كرامة ومجد كالابن العائد الي أبيه، مجد ليس من نسب بشري أو مال أو جمال خارجي أو تعليم أو مركز...ألخ، وانما لنسب البنوة التي صارت لنا بالمسيح ربنا في الصليب من نحو الله الأب المحب لنا، انه الفداء العجيب الذي أتمه ربنا يسوع في صمته عند الصليب حاملا كل خطايانا مقتبلا كل دينونتها.

"قد شمر الرب عن ذراع قدسه أمام عيون كل الأمم، فتري كل أطراف الأرض خلاص الهنا" أش52 :10

"هكذا أحب الله العلم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به" يو3: 16

شكرا لك وفرحا لكنيستك التي كرستها (دشنتها: قدستها) بدمائك مؤسسا اياها علي صخرة ايماننا العامل بروح الحق، أيها القادر علي كل شيء.​
 
أعلى