- إنضم
- 8 ديسمبر 2006
- المشاركات
- 23,093
- مستوى التفاعل
- 785
- النقاط
- 113
حكايتى مع «كريستين» (١)
بقلم محمد البرغوثى ١٥/ ٩/ ٢٠١٠
كلما قرأت خبراً فى جريدة أو سمعت أحداً يتحدث عن اعتناق فتاة أو سيدة مسيحية للإسلام، تذكرت على الفور حكايتى مع «كريستين».
وقعت الحكاية حوالى عام ١٩٩٣، حين أخبرنى زميل بقسم الحوادث فى جريدة الأهرام المسائى، أن تحت يده «قنبلة صحفية».. «انفراد جامد جداً». كنت مشرفاً آنذاك على قسم الحوادث والقضايا بالجريدة.. وكان الزميل معى فى القسم ذاته، ولهذا السبب كان الزميل مضطراً لإخبارى بمضمون الخبطة الصحفية التى سننفرد بها.
بعد يومين قدم لى الزميل فتاة صغيرة وهو يهمس فى أذنى بالسر الخطير: هذه الآنسة كانت قبل أسابيع «كريستين» المسيحية، ثم هداها الله إلى الإسلام وأصبح اسمها «الأخت فاطمة».
لا أعرف ما الذى ظهر على وجهى حتى يصاب زميلى بكل هذا الإحباط، فأنا لم أستقبل خبطة «كريستين التى أصبحت فاطمة» بالاندهاش الواجب ولا بالفرح اللائق، بل العكس تماماً هو ما حدث، فقد اعتصرنى إحساس رهيب بالحرام، لم يسبق لى أبداً أن شعرت به.
كانت الفتاة فى العشرين من عمرها تقريباً، ترتدى عباءة سوداء وتغطى رأسها بطرحة كانت تنزاح كل دقيقة لتكشف عن شعر مصبوغ بصبغة رديئة، وكان واضحاً أنها تعانى من سوء تغذية ومن أرق مزمن أصاباها بنحول شديد.
طلبت من زميلى أن نؤجل نشر الموضوع قليلاً حتى نجلس سوياً مع «فاطمة التى كانت كريستين» وأقنعت البنت بأن التسرع فى النشر قد يؤدى إلى أخطاء تضرها.
وفى اليوم التالى التقينا لأكتشف أننى أمام أزمة إنسانية متكررة، فهذه فتاة أخرى عجزت تماماً عن التوافق مع أسرتها، ولم تجد أحداً بين أقاربها يحتوى أزمتها الرهيبة مع أب فقير وشديد القسوة، وظلت تنتقل بحكايتها من جار إلى آخر، ومن جارة إلى أخرى، حتى وصلت إلى رجل مسلم استضافها فى بيته - إثر هروبها من بيت أسرتها - وبعد أسبوعين من كرم الضيافة عرض عليها الإسلام فأسلمت وتحولت من كريستين إلى فاطمة.
كانت الأسابيع الأولى التى قضتها كريستين فى بيت الرجل المسلم نعيماً لا يقارن أبداً بجحيم الإقامة مع أب مدمن.. ومع الأيام شعرت زوجة الرجل المسلم بأن زوجها يعامل كريستين ليس بوصفها «فاطمة» التى هداها للإسلام، ولكن بوصفها أولاً أنثى صغيرة أجمل كثيراً من «الزوجة التخينة النكدية» التى كشرت عن أنيابها وأخذت تراقب كل تصرفاته مع البنت.. وإذا بها ذات يوم تفاجئه بقولها: «اسمع يا راجل يا واطى يا طفس.. يا أنا يا البت المقرودة دى فى البيت».
لم يجد «الواطى الطفس» حلاً أفضل من أن يقنع البنت بأن تلجأ إلى الصحافة وتنشر قصتها، والمؤكد أن رجال أعمال «أمة محمد» سيتبرعون لها بشقة وبأثاث فاخر وبأموال كثيرة ووظيفة دائمة. فجاءت البنت إلى «الأهرام المسائى» فالتقطها الزميل واثقاً من أنه وقع على خبطة صحفية.
بعد ساعات من جلوسنا معاً، اتضح لى وللزميل أن «البنت» لا تعرف شيئاً عن الإسلام، ولا تكاد أيضاً تعرف شيئاً عن المسيحية.
كلما قرأت خبراً فى جريدة أو سمعت أحداً يتحدث عن اعتناق فتاة أو سيدة مسيحية للإسلام، تذكرت على الفور حكايتى مع «كريستين».
وقعت الحكاية حوالى عام ١٩٩٣، حين أخبرنى زميل بقسم الحوادث فى جريدة الأهرام المسائى، أن تحت يده «قنبلة صحفية».. «انفراد جامد جداً». كنت مشرفاً آنذاك على قسم الحوادث والقضايا بالجريدة.. وكان الزميل معى فى القسم ذاته، ولهذا السبب كان الزميل مضطراً لإخبارى بمضمون الخبطة الصحفية التى سننفرد بها.
بعد يومين قدم لى الزميل فتاة صغيرة وهو يهمس فى أذنى بالسر الخطير: هذه الآنسة كانت قبل أسابيع «كريستين» المسيحية، ثم هداها الله إلى الإسلام وأصبح اسمها «الأخت فاطمة».
لا أعرف ما الذى ظهر على وجهى حتى يصاب زميلى بكل هذا الإحباط، فأنا لم أستقبل خبطة «كريستين التى أصبحت فاطمة» بالاندهاش الواجب ولا بالفرح اللائق، بل العكس تماماً هو ما حدث، فقد اعتصرنى إحساس رهيب بالحرام، لم يسبق لى أبداً أن شعرت به.
كانت الفتاة فى العشرين من عمرها تقريباً، ترتدى عباءة سوداء وتغطى رأسها بطرحة كانت تنزاح كل دقيقة لتكشف عن شعر مصبوغ بصبغة رديئة، وكان واضحاً أنها تعانى من سوء تغذية ومن أرق مزمن أصاباها بنحول شديد.
طلبت من زميلى أن نؤجل نشر الموضوع قليلاً حتى نجلس سوياً مع «فاطمة التى كانت كريستين» وأقنعت البنت بأن التسرع فى النشر قد يؤدى إلى أخطاء تضرها.
وفى اليوم التالى التقينا لأكتشف أننى أمام أزمة إنسانية متكررة، فهذه فتاة أخرى عجزت تماماً عن التوافق مع أسرتها، ولم تجد أحداً بين أقاربها يحتوى أزمتها الرهيبة مع أب فقير وشديد القسوة، وظلت تنتقل بحكايتها من جار إلى آخر، ومن جارة إلى أخرى، حتى وصلت إلى رجل مسلم استضافها فى بيته - إثر هروبها من بيت أسرتها - وبعد أسبوعين من كرم الضيافة عرض عليها الإسلام فأسلمت وتحولت من كريستين إلى فاطمة.
كانت الأسابيع الأولى التى قضتها كريستين فى بيت الرجل المسلم نعيماً لا يقارن أبداً بجحيم الإقامة مع أب مدمن.. ومع الأيام شعرت زوجة الرجل المسلم بأن زوجها يعامل كريستين ليس بوصفها «فاطمة» التى هداها للإسلام، ولكن بوصفها أولاً أنثى صغيرة أجمل كثيراً من «الزوجة التخينة النكدية» التى كشرت عن أنيابها وأخذت تراقب كل تصرفاته مع البنت.. وإذا بها ذات يوم تفاجئه بقولها: «اسمع يا راجل يا واطى يا طفس.. يا أنا يا البت المقرودة دى فى البيت».
لم يجد «الواطى الطفس» حلاً أفضل من أن يقنع البنت بأن تلجأ إلى الصحافة وتنشر قصتها، والمؤكد أن رجال أعمال «أمة محمد» سيتبرعون لها بشقة وبأثاث فاخر وبأموال كثيرة ووظيفة دائمة. فجاءت البنت إلى «الأهرام المسائى» فالتقطها الزميل واثقاً من أنه وقع على خبطة صحفية.
بعد ساعات من جلوسنا معاً، اتضح لى وللزميل أن «البنت» لا تعرف شيئاً عن الإسلام، ولا تكاد أيضاً تعرف شيئاً عن المسيحية.
المصرى اليوم فى 15 / 9 / 2010
الرابط
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=269678&IssueID=1894
الرابط
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=269678&IssueID=1894
