- إنضم
- 8 ديسمبر 2006
- المشاركات
- 23,093
- مستوى التفاعل
- 785
- النقاط
- 113
حاملة طائرات في كاتدرائية العباسية!
جمال فهمي
الحمد لله .. لم أشاهد حوار الدكتور سليم العوا مع الزميل أحمد منصور (بعض الناس يستبدلون «مهزوما» بـ«منصور» لأسباب غير مفهومة) الذي بثته قناة الجزيرة مرات عدة الأسبوع الماضي، لكني سمعت من أصدقاء متنوعين وثقات تعليقات حزينة وملتاعة علي ما قاله وما تفوه به الدكتور في هذا الحوار، حتي إن العديدين اعتبروا بعض تفوهاته ربما تكون من أسوأ الإسهامات في ظاهرة تأجيج روح العداء والكراهية (وليس التعصب والطائفية المذمومتين فحسب) بين أهل هذا الوطن مسلمين ومسيحيين.
وكانت حجة كل الذين روعتهم المواقف والآراء التي أفصح عنها الرجل وألقاها في وجوه وعقول ملايين مشاهديه، أنها صدرت عن شخص علم يتمتع ـ صدقًا وحقًا ـ بسمعة وطنية ممتازة تضعه في مكانة عالية وموضع بارز ضمن نخبة المثقفين المستنيرين أصحاب العقول الراجحة والضمائر اليقظة، ما يجعل رصانته ورهافة إحساسه بالمسئولية أمرًا مفترضًا وميزة تحميه وتعصمه ـ وهو يتحدث علنًا في موضوع شائك ومعقد وملغوم ـ من الزلل والتوسل بالخفة لحد التورط في اعتماد الأساطير الطائفية المبتذلة والحكايات الخرافية المتداولة بين بسطاء الناس ونقلها «بعبلها» من علي الأرصفة، ووضعها في مستوي الحقائق اليقينية دون حذر أو توجس من الأثر الخطير الذي قد ينجم عن التفوه بهذه الحكايات والخرافات وبثها في عقول جمهور أغلبيته الساحقة ضحية لعدوان وحشي يستهدف يوميًا وعلي مدار الساعة تخريب وعيه وتشويه روحه وإفساد فطرته السليمة التي فطر الله عباده عليها.الحمد لله .. لم أشاهد حوار الدكتور سليم العوا مع الزميل أحمد منصور (بعض الناس يستبدلون «مهزوما» بـ«منصور» لأسباب غير مفهومة) الذي بثته قناة الجزيرة مرات عدة الأسبوع الماضي، لكني سمعت من أصدقاء متنوعين وثقات تعليقات حزينة وملتاعة علي ما قاله وما تفوه به الدكتور في هذا الحوار، حتي إن العديدين اعتبروا بعض تفوهاته ربما تكون من أسوأ الإسهامات في ظاهرة تأجيج روح العداء والكراهية (وليس التعصب والطائفية المذمومتين فحسب) بين أهل هذا الوطن مسلمين ومسيحيين.
كل هذا الكلام وأكثر منه قسوة وإيلاما سمعته ممن شاهدوا حوار الدكتور العوا مع الزميل منصور، وقد كنت موجوعًا ومندهشًا لدرجة أنني أهدرت، قاصدا متعمدا، فرصة مشاهدة هذا الحوار في مواعيد إعادته، لكني اضطررت أخيرًا (وأنا أحتشد لكتابة هذه السطور) إلي البحث عن نصه المكتوب الموجود علي موقع قناة الجزيرة، فقط لأتأكد من موضع واحد، ذلك الذي ادعي كثيرون أن الدكتور تحدث فيه عن فرية «الدولة المستقلة» التي يسعي المواطنون المسيحين لإقامتها خصما من وطننا المشترك وعلي حساب تماسكه ووحدة ترابه، ويكدسون من أجلها الأسلحة في الكنائس!!!
أقول الحق .. لم يستطع عقلي وقلبي تصديق أن سليم العوا أقر بهذه الخرافة المؤذية الدامية وأنها جرت علي لسانه بوصفها شيئًا حقيقيًا يستند إلي أدلة وقرائن، غير أنني ـ للأسف ـ لما قرأت نص الحوار اكتشفت أن هذا الكلام المنقوع في التهور والتبسيط والسطحية قيل فعلا، وأن الدكتور نقب وبحث عن شواهد وبراهين لإثبات معقوليته فلم يجد غير «أخبار مباحثية» مبهمة سربتها «مصادر أمنية» مجهولة فوجئت مفاجأة تامة ومذهلة بأن الرجل المحترم يثق فيها إلي هذا الحد .. إلا إذا كانت تلك الثقة مقصورة علي ما يخص مواطنينا المسيحيين فحسب!!
الآن ـ عزيزي القارئ ـ ليس أمامي سوي خيار من اثنين، فإما أن أتوقف هنا متذرعا بتآكل المساحة تجنبًا للمزيد من دواعي الحزن واليأس والاكتئاب، أو أواصل وأحاول ـ كالعادة ـ أن أصنع من المأساة طرفة تضحكنا وتضحك الناس علينا وعلي خيبتنا .
كان بودي ـ والله ـ أن أجرب الخيار الثاني غير أن المجال ضاق فعلا، وقد أعود للموضوع مرة أخري وقد لا أعود أبدا .. وفي كل حال، لا حول ولا قوة إلا بالله.