مسيحيون عراقيون فروا إلى الأردن: الإقامة في عمان أفضل من انتظار أجلنا

بولا وديع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
6 أغسطس 2009
المشاركات
1,369
مستوى التفاعل
43
النقاط
48
1270823618.jpg


المسيحيون العراقيون...ورحلة اللجوء

عمان - فر عدد كبير من مسيحيي العراق إلى الأردن هربا من العنف يتملكهم الذعر بعد اعتداء دموي استهدف كنيسة في بغداد مؤخرا، على أمل الحصول على تأشيرات دخول للانتقال إلى ملاذ جديد في أميركا أو أوروبا.

وقدر جورج هزو رئيس جمعية السريان الخيرية في الأردن وعضو مجلس كنائس الشرق الأوسط عدد العراقيين الذين قدموا إلى الأردن منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 بنحو 700 ألف شخص منهم نحو 120 ألف مسيحي، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «ما زال هناك ما بين أربعين إلى خمسين ألف مسيحي»، في حين غادر آخرون الأردن إلى أميركا الشمالية أو أستراليا أو أوروبا. ويهاجر المسيحيون على مراحل؛ فبعد مغادرة بغداد إلى شمال البلاد يتوجهون إلى دمشق أو عمان، ثم يغادرون إلى أميركا أو أوروبا.

وكل يوم أحد، يلتقي عشرات المسيحيين العراقيين في كنيسة السريان الأرثوذكس في عمان، للصلاة ولتبادل الأخبار. والبعض قدموا حديثا من العراق بعد وقوع مجزرة كنيسة «سيدة النجاة» في بغداد التي أدت إلى مقتل 46 شخصا في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وتبناها تنظيم القاعدة، في حين جاء آخرون إلى المملكة قبل هذا التاريخ أملا في الحصول على ملاذ آمن.

وأدركت سوزان جيلياني (40 عاما) وزوجها هاني دانيال (28 عاما) أن عليهما الهرب من العراق مع طفلهما الذي يبلغ من العمر سنة واحدة بعد الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد.

وقامت كنيسة السريان في الأردن بتخصيص شقة قريبة من الكنيسة لإقامتهم. ويحلم الزوجان بالرحيل إلى الولايات المتحدة حيث يقيم والد سوزان ووالدتها وشقيقتها التي تتلقى العلاج هناك بعد إصابتها في هجوم أدى إلى وفاة زوجها. وتتساءل سوزان: «هل تعتقدون أنهم سيعطوننا تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة؟».

ويأتيها الجواب سريعا من مؤيد الذي رفض طلبه: «أبدا. فقد تم رفض طلبي لأني خدمت في الجيش خلال حكم صدام» حسين الرئيس العراقي الأسبق. ويقول مؤيد إنه ترك العراق بعد تلقيه تهديدات من قبل جيش المهدي الذي أبلغه بأنه «لا مكان للمسيحيين في العراق» وبعد تفجير استهدف محله التجاري. ونصح مؤيد الزوجين بمحاولة «الحصول على تأشيرة دخول إلى كندا»، موضحا: «هذا ما فعلته أنـــا».

من جهته، لا يعرف عدي حكمت (33 عاما) ما يخبئه له المستقبل. ويقول هذا العامل الذي لم يتردد لحظة واحدة في المجيء إلى عمان بعد ثلاثة أيام من الهجوم على كنيسة «سيدة النجاة» برفقة والديه! إن الإقامة في العاصمة الأردنية «أفضل من انتظار أجلنا».

ويضيف وهو يحتفظ بشهادة المعمودية بعناية إنه يأمل أن يستقبله بلد ما ليبدأ حياته من جديد. وقال له مهند نجم: «أنت محظوظ لأن الكنائس في العراق لم تعد تمنح مثل هذه الشهادات للحد من هرب المسيحيين إلى المنفى».

وأضاف نجم الميكانيكي الذي يبلغ من العمر 38 عاما وفر الشهر الماضي من العراق مع زوجته وأطفاله الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وثماني سنوات بصوت خافت كي لا يسمعه أولاده، أن «جيش المهدي أمرني بأن أدفع ألف دولار شهريا أو يقتلوا أحد أبنائي». وتابع: «غادرنا بعد يومين من ورود هذا التهديد وعشرة أيام قبل وقوع مذبحة كنيسة (سيدة النجاة). كنا سنموت على الأرجح لو بقينا لأننا كنا نذهب إلى هذه الكنيسة كل يوم أحد للصلاة». وأوضح أن ابنة عمه نادية وابنها فادي لم يحظوا بمثل هذه الفرصة لأنهم سقطوا في الهجوم على تلك الكنيسة.

وفي صالة الكنيسة، جلس باسل إبراهيم (45 عاما) الذي يعاني من مرض السرطان، بسكون في حين جلست زوجته آني كريكاريان (41 عاما) طبيبة التخدير وابنتيهما حوله. وتقول آني التي كانت تعمل في مستشفى «ابن الهيثم» في بغداد إنه عندما هدد قس أميركي بإحراق القرآن في الولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي بدأ زملائي في المستشفى يقولون لي: «لماذا لا ترتدين الحجاب فمريم العذراء كانت ترتديه؟». وتشير إلى أنه تم تخفيض راتبها ونقلها إلى الحويجة بالقرب من كركوك و«هي منطقة خطرة بالنسبة للمسيحيين»، على حد قولها.

ويؤكد باسل: «عند ذلك أدركنا أنه حان وقت الرحيل، لكن المشكلة هي أنه لم يتح لنا الوقت الكافي لبيع أغراضنا وحاجياتنا كي نتمكن من العيش». ويضيف: «لم نفكر يوما في ترك العراق حيث عاش آباؤنا وأجدادنا. لكن المشكلة أنه لم يكن أمامنا خيار آخر».

أما حارث صلاح عزيز (32 عاما) فقد جاء إلى عمان من بغداد بعد أربعة أيام من الاعتداء على كنيسة «سيدة النجاة» وذلك بعد مغادرته قسرا السويد لأسباب تتعلق بالإقامة هناك. وهو يأمل في العودة إلى السويد حيث زوجته وطفلته البالغة من العمر ثلاثة أشهر.

وبحسب إحصاءات الكنيسة، تراجعت نسبة كاثوليك العراق من 2.89 في المائة من عدد السكان في 1980 (378 ألف شخص) إلى 0.94 في المائة من عدد السكان في 2008 (301 ألف شخص).

إلى ذلك، تواصل استهداف المسيحيين في العراق أمس؛ فقد قتل شقيقان مسيحيان من طائفة السريان الكاثوليك في هجوم مسلح بالموصل.

وقال الرائد فتحي عبد الرزاق من شرطة الموصل (370 كلم شمال بغداد)، إن «مسلحين مجهولين اغتالوا الشقيقين وعد (40 عاما) وسعد حنا (43 عاما) وهما مسيحيان من السريان الكاثوليك». وأشار إلى أن «الضحيتين قتلا داخل ورشة لتصليح السيارات في الحي الصناعي» غرب الموصل، وهي منطقة مفتوحة حتى الحدود مع سورية تنشط فيها تنظيمات متطرفة دينيا.

وفي أحداث أمنية أخرى، قال ضابط في شرطة الرمادي (100 كلم غرب بغداد) فضل عدم كشف اسمه! إن «انفجار عبوة ناسفة استهدف موكب العقيد كريم حميد خنيفر مدير مكتب جوازات الأنبار! أدى إلى مقتله وإصابة اثنين من حراسه بجروح».

وفي بغداد! قتل أحد عناصر الشرطة وأصيب ثمانية أشخاص بجروح في انفجار عبوتين ناسفتين! وفقا لمصدر في وزارة الداخلية. وأوضح المصدر أن «شرطيا قتل وأصيب خمسة أشخاص بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة في منطقة الكرادة (وسط)»، وأضاف أن «ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح في انفجار عبوة ناسفة في شارع العمل الشعبي في منطقة العامرية (غرب)».
 
أعلى