(دعوة تعارف )

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
لقد وجدنا يسوع ...دعوة تعارف
(للأب متى المسكين) منقـول
"هنذا واقف على الباب و أقرع ، إن سمع أحد صوتى و فتح الباب أدخل اليه و أتعشى معه و هو معى" (رؤ 3: 20)
الأصحاح الأول من أنجيل يوحنا هو أصحاح التعارف .. يبتدىء فيه القديس يوحنا الرسول يعّرف الناس من هو الرب يسوع و كان تعريفه واضحا .. منذ ذلك الزمان و البشريه تعرف الرب أنه ابن الله الكلمه المتجسد ثم على مدى الأصحاح يسرد الرسول كيف تعّرف الناس على يسوع شخصيا : كيف تقابلوا معه و كيف تعرف هو عليهم و قابلهم
لا يكفى أن نعرف من هو يسوع بل يلزم أن نعرف يسوع شخصيا..و نتقابل معه
يسوع هو المحبه فيلزم أن نأخذه و هو الحق و يلزم أن نختبره و هو الحياه و يجب أن نحياه و هو الباب يلزم أن ندخله و هو الطريق و يلزم أن نسلكه

إذن لا يكفى يا إخوه أن نعرف من هو الرب بكثرة المعارف التى فى الكتب بل يلزم أن نعرفه هو شخصيا ، و لا يمكن أن نعرفه شخصيا إلا إذا تقابلنا معه ..
مقابلات مع يسوع
يقص يوحنا الرسول قصة مقابلة المعمدان مع يسوع هكذا .."وفى الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه" (يو 1: 29)
ثم يقص الرسول قصة مقابلة تلميذين كانا مع المعمدان و تركاه ليتبعا يسوع: "وفى الغد أيضا كان يوحنا (المعمدان) واقفا و أثنان من تلاميذه فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع" (يو 1: 35-37) .. لقد صمم التلميذان أن يتبعا يسوع لما سمعا كلامه ، كلامه يبهج النفس و يجذب القلب ، كل من يسمعه يود أن يحياه و يشتاق ألا ينساه ، و كل من يسمع كلام يسوع يترك كل شىء و يصير من التلاميذ ، و لا يستطيع أحد أن يسمع كلام يسوع و يبقى للعالم "فألتفت يسوع و نظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان؟" (يو 1: 38)..
المسيح دائما يسأل الذين يتبعونه عن مطلبهم فيه و قصدهم من اتباعه لأن كثيرين يطلبونه لأجل آيه و كثيرين يتبعونه من أجل الطعام البائد ، هو لا يشاء أن يأتى اليه إلا من يطلبه شخصيا ، الروح يرشدنا أن نطلب شخص يسوع و كل الذين يطلبون يسوع بالروح يطلبونه كرَب
"فقالا : ربى الذى تفسيره يا نعلم أين تمكث؟" (يو 1: 38) لقد ظهر واضحا من كلامهما أنهما مدعوان بالروح لما نطقا بكلمة "ربى" "لأنه ليس أحد يقدر أن يقول ان يسوع رب إلا بالروح" (1كو 12: 3) .. لذلك قال لهما يسوع "تعاليا و انظرا" (يو 1: 39) ، كل من يطلب يسوع بالروح لا بد أن يسمع منه دعوه للمجىء و دعوه للرؤيا ، يقول الكتاب انهما "أتيا و نظرا و مكثا عنده" (يو 1: 39)
ثم يقص يوحنا الرسول قصة مقابله أخرى لعلها تكون معك: "و فى الغد أراد يسوع أن يخرج الى الجليل فوجد فيلبس فقال له أتبعنى" (يو 1: 43) .. هل لم يوجد فى الجليل إلا فيلبس؟؟ إن جليليين كثيرين تقابلوا مع يسوع و لكن الى فيلبس فقط قال أتبعنى .. أنتبه لئلا تكون انت فيلبس و إذ تتشاغل بأسئله كثيره تفوتك الدعوه .. ان كلام يسوع حينما تقرأه تجده يشير نحوك كعين شاخصه اليك .. أنت فيلبس ألا تريد؟ لقد خرج صوت الرب الى كل أقطار المسكونه ليدعو كل واحد .. كل واحد قد صار فيلبس .. لأنه قد مات عن العالم كله ليدعو كل العالم اليه
ثم يقص يوحنا الرسول المقابله الرابعه لعلها تكون دعوتنا " فيلبس وجد نثنائيل و قال له وجدنا (يسوع) الذى كتب عنه موسى فى الناموس و الأنبياء" (يو 1: 45) .. فيلبس لما قبل الدعوه وجد يسوع .. ما أعجبه أكتشاف و ما أثمنه وجود .. متى نجدك يا رب كفيلبس؟ متى نفرح بيقين وجودك يا رب.. فيلبس بعدما تأكد من وجودك حسبما تنبأ الأنبياء صار كارزا و دعا نثنائيل للمجىء الى يسوع و هكذا كل من يجد المسيح يستطيع أن يدعو الناس اليه .. فيلبس يكرز بما وجد ، يبشر بما رأى "تعال و أنظر" .. فيلبس واسطة تعارف ، يدعو كما دُعى ليجد الناس ما وجد و ليرى الناس ما رأى .. هذه هى الكرازه : لا يدعو اليها إلا من وجدها.
"رأى يسوع نثنائيل مقبلا اليه ، فقال عنه هوذا اسرائيلى حقا لا غش فيه ، قال له نثنائيل: من أين تعرفنى؟ أجاب يسوع و قال له : قبل ان دعاك فيلبس و أنت تحت التينه رأيتك" (يو 1: 47-48)، لقد أقبل نثنائيل ليرى يسوع ليتعارف عليه و لم يكن يظن أبدا أن يسوع سبق فعرفه ، سبق فرآه تحت التينه قبل أن يدعوه فيلبس.
كل من لم يجد يسوع بعد يظن أنه غير معروف عند يسوع و لكن حينما نقبل اليه و نعرفه حينئذ نعرف أنه كان يرانا ، كان يتتبعنا ، كان يرصد حركاتنا ، كان يتعقبنا فى كل مكان .. هو يسبقك الى التعارف الى المقابله ، هو يريدك قبل أن تريده و يتمنى أن تحبه كما يحبك
صلوا لاجلى
 
أعلى