Rosetta
Proud Christian
القذافي يتوعّد المتظاهرين بالقتال حتى «آخر قطرة دم» ويأمر الضباط بالقضاء على «الجرذان»
ليبيا تشهد «جرائم ضدّ الإنسانية»
التاريخ: 23 فبراير 2011
واصل مئات الآلاف من الليبيين انتفاضتهم، أمس، في مختلف أنحاء البلاد ضد النظام الذي يتزعمه معمر القذافي، فيما تواصل الغضب الدولي والعربي ضد قصف المتظاهرين بالطائرات، أول من أمس، في «مذابح» أسفرت عن مئات القتلى وآلاف الجرحى، ووصفتها واشنطن بأنها «حمّام دم»، في حين اعتبرت الأمم المتحدة أنها «جرائم ضد الإنسانية». فيما أعلن القذافي في خطاب ألقاه أمس، أنه أعطى أوامره إلى «الضباط الأحرار للقضاء على الجرذان» في إشارة إلى المتظاهرين الذين سيطروا على عدد من المدن الليبية، مؤكداً أنه لن يتنحى وسيقاتل حتى «آخر قطرة دم».
وندّد ليبيون مقيمون في الإمارات بما وصفوه بـ«مجازر يرتكبها النظام الليبي ضد أهلهم»، وطالبوا الدول العربية والإسلامية بـ«التدخل لإنقاذ الشعب الليبي من قصف الطائرات وجرائم المرتزقة». وقال رمضان علي، الذي يقيم في الدولة منذ سنوات، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الشعب الليبي يعيش مجازر حقيقية وجرائم حرب».
تزامناً مع ذلك، صعّد المجتمع الدولي من لهجته ضد النظام الليبي، إذ طالبت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بوقف «حمّام الدم غير المقبول» في ليبيا، بينما توالت الإدانات العربية والدولية الأخرى.
فقد أعلنت الجامعة العربية، مساء أمس، عن تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها احتجاجاً على استخدام العنف ضد المتظاهرين الليبيين.
وقالت كلينتون، في بيان، إن «العالم يتابع الأخبار الواردة من ليبيا بارتياع، والولايات المتحدة تشارك الأسرة الدولية في إدانتها الحازمة للعنف».
وحذّرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، أمس، من أن ما ترتكبه السلطات الليبية من «هجمات منظمة ضد السكان المدنيين يمكن اعتباره جرائم ضد الإنسانية»، مطالبة بفتح «تحقيق دولي مستقل» حول هذه الارتكابات. وقالت في بيان: «على السلطات أن توقف فوراً أعمال العنف غير المشروعة التي ترتكبها ضد المتظاهرين»، مؤكدة أن «الاعتداءات المنظمة ضد السكان المدنيين يمكن اعتبارها جرائم ضد الإنسانية». وأضافت أن «الوحشية التي تطلق فيها السلطات الليبية ومرتزقتها الرصاص الحي على متظاهرين سلميين غير مقبولة».
إزاء ذلك، قالت مصادر حقوقية إن مئات القتلى وآلاف الجرحى سقطوا جراء استعمال السلطات الليبية العنف في قمع التظاهرات التي يشهدها مختلف مناطق البلاد للمطالبة برحيل القذافي، وأكدت مصادر عدة أن السلطات الليبية استعملت الطائرات في مناطق عدة من العاصمة طرابلس، في محاولة وُصفت باليائسة لمواجهة الاحتجاجات المتواصلة في البلاد، للمطالبة بتنحي القذافي.
وذكر المدير التنفيذي للتحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب، الدكتور لؤي ديب، أن عدد القتلى في ليبيا حتى أول من أمس بلغ أكثر من ،519 إضافة إلى أكثر من 3000 جريح ومئات المفقودين.
وقال الطبيب والناشط عادل محمد صالح من طرابلس لقناة «الجزيرة» القطرية، إن القذافي يمارس سياسة الأرض المحروقة، وينفذ ما هدد به نجله سيف الإسلام القذافي في خطابه، الأحد الماضي، الذي قال فيه إنه سيقاتل حتى آخر رجل، وخيّر فيه الليبيين بين القبول بالنظام أو مواجهة الحرب.
وقالت جهات حقوقية عدة إن «ما أقدم عليه النظام الليبي، من قصف وتقتيل ضد الشعب، يعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».
من جهته، أعلن الزعيم الليبي في خطاب ألقاه أمام منزله في باب العزيزية بطرابلس أمس، أنه أعطى أوامره إلى «الضباط الأحرار، للقضاء على الجرذان»، في إشارة إلى المتظاهرين الذين سيطروا على عدد من المدن الليبية، مؤكداً أنه لن يتنحى، وسيقاتل حتى «آخر قطرة دم».
وأكد أنه ليس رئيساً ليتنحى عن الحكم، مهدداً الليبيين باستخدام القوة التي قال إنه لم يستخدمها بعد.
ودعا إلى تشكيل «شعبيات وبلديات جديدة» في جميع المدن والبلدات الليبية، بينما أعطى أوامره للجيش بالقضاء على الحركة الاحتجاجية، واتهم «أجهزة عربية شقيقة» بالوقوف وراء الاضطرابات، كما اتهم المتظاهرين بـ«الهلوسة» والانقياد وراء أجندات خارجية.
وعرضت قناة «الجزيرة»، صباح أمس، صوراً لضحايا القصف الجوي، أظهرت أجساداً محترقة بالكامل، وأطرافاً بشرية مقطعة، ووجوهاً وأعضاءً مشوهة، كما ظهرت أكوام من اللحم البشري المحترق. ووفق شهود عيان في طرابلس، فإنه تم اللجوء إلى الطائرات لقمع المتظاهرين في مناطق عدة من العاصمة، وأشاروا إلى أن مرتزقة أجانب يواصلون إطلاق النار على المدنيين في المدينة، وأفاد أحدهم بأن طرابلس محاصرة حالياً، وهناك من يوصفون بأنهم مرتزقة أفارقة يجوبون الشوارع في سيارات مصفحة، ويطلقون النار عشوائياً على المدنيين، وحتى على طواقم الإسعاف.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود قولهم إن مذبحة وقعت في حيّيْ فَشلوم وتاجوراء. وقال شهود من تاجوراء بمنطقة شرق طرابلس لـ«الجزيرة»، إن جثث القتلى منتشرة في الشوارع، إضافة إلى الجرحى، وقال شاهد عيان من طرابلس لـ«الجزيرة»، إن أكثر من 250 مدنياً قتلوا في قصف شنه الطيران الحربي على أحياء سكنية ومشيّعين في المدينة.
المصدر: وكالات - ليبيا
ليبيا تشهد «جرائم ضدّ الإنسانية»
التاريخ: 23 فبراير 2011
واصل مئات الآلاف من الليبيين انتفاضتهم، أمس، في مختلف أنحاء البلاد ضد النظام الذي يتزعمه معمر القذافي، فيما تواصل الغضب الدولي والعربي ضد قصف المتظاهرين بالطائرات، أول من أمس، في «مذابح» أسفرت عن مئات القتلى وآلاف الجرحى، ووصفتها واشنطن بأنها «حمّام دم»، في حين اعتبرت الأمم المتحدة أنها «جرائم ضد الإنسانية». فيما أعلن القذافي في خطاب ألقاه أمس، أنه أعطى أوامره إلى «الضباط الأحرار للقضاء على الجرذان» في إشارة إلى المتظاهرين الذين سيطروا على عدد من المدن الليبية، مؤكداً أنه لن يتنحى وسيقاتل حتى «آخر قطرة دم».
وندّد ليبيون مقيمون في الإمارات بما وصفوه بـ«مجازر يرتكبها النظام الليبي ضد أهلهم»، وطالبوا الدول العربية والإسلامية بـ«التدخل لإنقاذ الشعب الليبي من قصف الطائرات وجرائم المرتزقة». وقال رمضان علي، الذي يقيم في الدولة منذ سنوات، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الشعب الليبي يعيش مجازر حقيقية وجرائم حرب».
تزامناً مع ذلك، صعّد المجتمع الدولي من لهجته ضد النظام الليبي، إذ طالبت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بوقف «حمّام الدم غير المقبول» في ليبيا، بينما توالت الإدانات العربية والدولية الأخرى.
فقد أعلنت الجامعة العربية، مساء أمس، عن تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها احتجاجاً على استخدام العنف ضد المتظاهرين الليبيين.
وقالت كلينتون، في بيان، إن «العالم يتابع الأخبار الواردة من ليبيا بارتياع، والولايات المتحدة تشارك الأسرة الدولية في إدانتها الحازمة للعنف».
وحذّرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، أمس، من أن ما ترتكبه السلطات الليبية من «هجمات منظمة ضد السكان المدنيين يمكن اعتباره جرائم ضد الإنسانية»، مطالبة بفتح «تحقيق دولي مستقل» حول هذه الارتكابات. وقالت في بيان: «على السلطات أن توقف فوراً أعمال العنف غير المشروعة التي ترتكبها ضد المتظاهرين»، مؤكدة أن «الاعتداءات المنظمة ضد السكان المدنيين يمكن اعتبارها جرائم ضد الإنسانية». وأضافت أن «الوحشية التي تطلق فيها السلطات الليبية ومرتزقتها الرصاص الحي على متظاهرين سلميين غير مقبولة».
إزاء ذلك، قالت مصادر حقوقية إن مئات القتلى وآلاف الجرحى سقطوا جراء استعمال السلطات الليبية العنف في قمع التظاهرات التي يشهدها مختلف مناطق البلاد للمطالبة برحيل القذافي، وأكدت مصادر عدة أن السلطات الليبية استعملت الطائرات في مناطق عدة من العاصمة طرابلس، في محاولة وُصفت باليائسة لمواجهة الاحتجاجات المتواصلة في البلاد، للمطالبة بتنحي القذافي.
وذكر المدير التنفيذي للتحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب، الدكتور لؤي ديب، أن عدد القتلى في ليبيا حتى أول من أمس بلغ أكثر من ،519 إضافة إلى أكثر من 3000 جريح ومئات المفقودين.
وقال الطبيب والناشط عادل محمد صالح من طرابلس لقناة «الجزيرة» القطرية، إن القذافي يمارس سياسة الأرض المحروقة، وينفذ ما هدد به نجله سيف الإسلام القذافي في خطابه، الأحد الماضي، الذي قال فيه إنه سيقاتل حتى آخر رجل، وخيّر فيه الليبيين بين القبول بالنظام أو مواجهة الحرب.
وقالت جهات حقوقية عدة إن «ما أقدم عليه النظام الليبي، من قصف وتقتيل ضد الشعب، يعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».
من جهته، أعلن الزعيم الليبي في خطاب ألقاه أمام منزله في باب العزيزية بطرابلس أمس، أنه أعطى أوامره إلى «الضباط الأحرار، للقضاء على الجرذان»، في إشارة إلى المتظاهرين الذين سيطروا على عدد من المدن الليبية، مؤكداً أنه لن يتنحى، وسيقاتل حتى «آخر قطرة دم».
وأكد أنه ليس رئيساً ليتنحى عن الحكم، مهدداً الليبيين باستخدام القوة التي قال إنه لم يستخدمها بعد.
ودعا إلى تشكيل «شعبيات وبلديات جديدة» في جميع المدن والبلدات الليبية، بينما أعطى أوامره للجيش بالقضاء على الحركة الاحتجاجية، واتهم «أجهزة عربية شقيقة» بالوقوف وراء الاضطرابات، كما اتهم المتظاهرين بـ«الهلوسة» والانقياد وراء أجندات خارجية.
وعرضت قناة «الجزيرة»، صباح أمس، صوراً لضحايا القصف الجوي، أظهرت أجساداً محترقة بالكامل، وأطرافاً بشرية مقطعة، ووجوهاً وأعضاءً مشوهة، كما ظهرت أكوام من اللحم البشري المحترق. ووفق شهود عيان في طرابلس، فإنه تم اللجوء إلى الطائرات لقمع المتظاهرين في مناطق عدة من العاصمة، وأشاروا إلى أن مرتزقة أجانب يواصلون إطلاق النار على المدنيين في المدينة، وأفاد أحدهم بأن طرابلس محاصرة حالياً، وهناك من يوصفون بأنهم مرتزقة أفارقة يجوبون الشوارع في سيارات مصفحة، ويطلقون النار عشوائياً على المدنيين، وحتى على طواقم الإسعاف.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود قولهم إن مذبحة وقعت في حيّيْ فَشلوم وتاجوراء. وقال شهود من تاجوراء بمنطقة شرق طرابلس لـ«الجزيرة»، إن جثث القتلى منتشرة في الشوارع، إضافة إلى الجرحى، وقال شاهد عيان من طرابلس لـ«الجزيرة»، إن أكثر من 250 مدنياً قتلوا في قصف شنه الطيران الحربي على أحياء سكنية ومشيّعين في المدينة.
المصدر: وكالات - ليبيا
التعديل الأخير: