قراءة صادقة فى أوراق ثورة الشباب الشعبية التلقائية (9) .. صدمات متتالية

!! Coptic Lion !!

★ ℳя.αyαd ★
مشرف سابق
إنضم
24 ديسمبر 2008
المشاركات
21,377
مستوى التفاعل
3,541
النقاط
113
قراءة صادقة فى أوراق ثورة الشباب الشعبية التلقائية (9) .. صدمات متتالية

شيخ الأزهر يهدد بالإستقالة لو تعرض أحداً من متظاهرى قنا للملاحقة الأمنية

***

كثيرة هى الصدمات التى تعرض لها – ولا يزال – الشعب القبطى منذ قيام ثورة الشباب فى 25 يناير 2011 م لخلع الرئيس مبارك ونظامه الفاسد بما خالف مبادئ تلك الثورة الديمقراطية وطموحاتها للتحول الى الأفضل .

ما بين كنيسة صول بأطفيح وقد كشف من خلالها عن كيفية إلقاء مقدرات الشعب القبطى فى أيدى مشايخ السلفية ليقرروا فيها أمراً وحلولاً لمشاكل ، المتسبب فيها تابعيهم والمنتمين اليهم . الى قتل شبابنا بمنشية ناصروإطلاق يد الإرهاب والمتطرفين لتلحق الأذى والقتل بشعبنا القبطى الوديع المسالم يعقبها قهر الضحايا ليتنازلوا عن حقوقهم من خلال جلسات مصاطب الصلح العرفى التى يغيب فيها القانون ودولة المؤسسات بفعل فاعل ليكون العود القهقرى لزمان الرجعية والتخلف بالقرون الوسطى بما يجعل هناك إحساساً لدى المرء أن أحمد مثل الحاج أحمد ، وإن وجد هناك ثمة فروق فللأسوأ حيث صار الآن تطبيق للحدود وهو ما لم يحدث بالعهد البائد .

أيضاً تظاهرات العار التى يساء فيها الى الكنيسة وقداسة البابا بغية تحرير إخواتهن المسلمات الأسيرات من قبضة وبراثن الكنيسة القبطية . !!! الأمر الذى يبدو واضحاً وجلياً أن الحاصل ما هو إلا إستعراض للقوة وإستقواء بالأكثرية العددية بما يختزل المشهد فى عبارة أقل ما يقال عنها " قلة أدب وسوء أخلاق " . !!! وغير ذلك من التجاوزات وأفعال اللامعقول .

المؤسف أن يجرى ذلك كله أمام بصر رجال المجلس الأعلى للقوات المسلحة دون ثمة إجراء من جانبهم يردع هؤلاء أو تفعيل للقانون بما يحمل معه من دلالات سلبية ، وياليت أن يتسم ما أعلن عنه مؤخراً بالجدية وإحساس المسئولية ولا يصير بمثل وعود وتهديدات المخلوع فى خطبه ولا أكثر من ذلك ، حيث حملت لنا الأنباء خبر : حذر المجلس الأعلى للقوات المسلحة من أنه سيتخذ جميع الإجراءات الرادعة ، مهما كانت للحفاظ على النسيج الوطنى المصرى وعلى إستقرار البلاد . كما أشار فى بيان له على صفحته بالفيس بوك أنه يبذل كافة الجهود اللازمة لإنهاء كافة الخلافات الطائفية التى تتردد فى الشارع المصرى الآن حفاظا على هذا الوطن .

أحدث الصدمات أحبائى أتت هذه المرة من جانب الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر حين صرح فضيلته : أنا أضمن لكل مواطن شارك في مظاهرات قنا عدم ملاحقته أمنيا ، وإذا حدث ذلك فإستقالتي في جيبي ولن تجرؤ الدولة علي قبول إستقالة شيخ الأزهر . ( الأهرام 28/4/2011 )

.

لقد دفعنى هذا التصريح الى حالة من الحيرة والإرتباك مع تساؤل عن سبب ومبعث هذا التصريح .

تراءى لى إنه ربما جاء إنحيازاً من جانب فضيلته الى أهالى قنا على سند من إنهم أهله وناسه وعشيرته ، حيث قنا هى مسقط رأسه ليكون بهذا التصريح وقد نم عن إيمانه بالمثل العامى " أنا وأخويا على إبن عمى ، وأنا وإبن عمى على الغريب " . أخويا هنا هم أهالى قنا ، وإبن عمى هم الحكومة والدولة . أما الغريب فهم الأقباط . فى ذات الإتجاه المبدأ الإسلامى " أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " .

.

أو ربما مادفعه الى هذا التصريح أن الحكمة والمنصب قد إقتضتا من فضيلته أن يركب الموجة ولا يقف أمام التيار الإسلامى الذى إنطلق من قمقمه أو جحور أهل الكهف بكل قوة وعنفوان حتى لا تكون هناك هزة أو رجة تطيح بالكرسى والجالس عليه ، وإنه يتعين أن يكسبهم فى صفه ، عندئذ تتبخر أمامى كل الصفات التى إنفرد بها عمن شغل المنصب من قبله .

.

أو ربما كان مؤمناً بنظرية " الأعلون " والناس مقامات ، وهنا تكون صدمتى شديدة فى فضيلته حيث أرى أن سنوات دراسته وإقامته بباريس عاصمة النور حيث الحرية والتنوير وحقوق الإنسان لم تكن لتؤثر أو تنال من الفكر الإقصائى الذى إذا ما تمكن من إنسان فعلى العدالة والحقوق والمساواة .. السلام ، بما يكون لعبارة " عليه العوض ومنه العوض " من معنى .

.

الواقع أحبائى ورغم ماجرى ، فإننى أرى فى فضيلة الشيخ الطيب شيخ الجامع الأزهر أنه إنسان فاضل وشخصية جديرة بالتقدير والإحترام ، ولاينال من ذلك سابق رأيه وأحاديثه بقناة النيل للأخبار عن تحريف الإنجيل قبل إعتلائه لمنصبه الحالى ، أو أحاديثه عن المادة الثانية ، مادة الشريعة الإسلامية . فالرأى لدى أن يمدح ويشعر فى تلك المادة ويسبغ عليها ماشاء من الحكمة والإقتدار وصلاحها لكل زمان ومكان . فليتحدث كيفما إتفقت رؤاه ورغب ، فلا أتوقف كثيراً أمام ذلك ، بل وأعتقد أن هذا حقه ومن واجبه .

.

عند إعتلائه لمنصب رئاسة مشيخة الأزهر وكلامه الجميل عن قداسة البابا ومشاعره النبيلة تجاه شركاء بنى وطنه ، كان مقالى " فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الجديد " ، فأشيد بخصال فضيلته وأبدى خشيتى من قيام خفافيش الظلام – فى قادم الأيام - بالتأثير على فضيلته بما يؤثر بالسلب على مواقفه الإيجابية الكبيرة ، وهو ما خشيت منه وتحقق بالفعل .

.

عند صدور تقرير الحريات الإمريكى بالعام الماضى الذى أدان فيه سلبية الدولة والنظام أزاء إضطهاد الأقليات غير المسلمة بمصر ، فكان أن سارع فضيلته وأخذ على عاتقه التصدى والرد على هذا التقرير مع أنه لم يكن منوطاً به القيام بهذا الدور حيث هو من مهام وعمل الخارجية المصرية . ومع ذلك فليتصدى فضيلته كيفما شاء له التصدى وليتقرب من خلاله الى رجال النظام السابق , والله يسعد سعيد بسعيدة ، غير أن الصدمة الشديدة قد كانت حين طالب الكنيسة القبطية بالتوقيع على البيان الذى ينفى فيه الإضطهاد جملة وتفصيلاً بما يتنافى مع واقع ما هو جلى أمام العالم أجمع ويعلمه القاصى والدانى من إضطهاد الأقباط فى وطنهم مصر ، فكان مقالى " لماذا يستمر الضغط من أجل الكذب والضلال ؟ !!! .

.

يبدو أن فضيلته قد تصور أن توقيع الكنيسة على البيان من شأنه أن يسبغ عليه صك الحقيقة أمام الأمريكان والعالم أجمع ، وقد غاب عن سيادته على أنه الدلالة والعلامة البارزة على القهر الذى مورس على الكنيسة فدفعها للتوقيع عليه ، مع أنه يتنافى تماماً مع ما رآه القاصى والدانى والعالم أجمع من إضطهاد للأقباط وجرائم إرهابية أرتكبت بحقهم دفعت رؤساء دول العالم الحر الى مطالبة الرئيس السابق بالعمل على حماية الأقباط وتفعيل القانون بالقبض على المتطرفين المجرمين ومحاكمتهم ، ما دفعه فى أكثر من مناسبة الى التهديد فى خطبه كل من يمس الوحدة الوطنية ونسيجها بالويل والثبور وعظائم الأمور .

.

على أنه ولكى لا أكون متجنياً على فضيلة الإمام الأكبر ، أجد من المقبول والمناسب أن نضع مافعله أهالى قنا على بساط البحث والتقييم لنقف على صحة فعلتهم من عدمه دون أن ينال ذلك بالطبع من حق الإنسان الأصيل فى التظاهر السلمى دون ضرر بالاخر ، وفى هذا أجدنى فى مقارنة وإشارة ضرورية وواجبة على ما قام به شباب ثورة 25 يناير فى تظاهراتهم السلمية أيام الأجازات وتنظيف الميدان ، وتظاهرات أهالى قنا وما ألحقوه من أضرار بالدولة والعباد ، وفى ذلك أشير الى :

.

** قام أهالى قنا بقطع طرق المواصلات والسكك الحديدية من والى محافظتى قنا وأسوان ، بل وقاموا بالتهديد بقطع خط المياه وشبكة الكهرباء الموصلة لمحافظة البحرالأحمر حيث أن قنا هي البوابة الشمالية لمرافقها وأي خلل فيها سوف يؤثر بدوره علي الحركة السياحية المحدودة بالمحافظة والتي تمثل أحد أهم مواردها المادية . لقد تعدت فترة قطع الطرق والسكك الحديدية الإسبوع وإقتربت من الإسبوعين ، فكان لذلك أضراره بما تنافى مع المبدأ الإسلامى " لا ضرر ولا ضرار " .

.

** إن كانت التظاهرات قد إستهدفت تغيير المحافظ الجديد لسبب أو لآخر ، فلماذا إقحام الدين ؟ من خلال شعارات : إسلامية إسلامية قنا إسلامية - قنا قنا إسلامية – ثم رفع العلم السعودى والمناداة بإمارة إسلامية .

** أفصحت الشعارات عن عنصرية مقيتة من خلال دعوة منظمو الإعتصام من السلفيين والمتشددين لمليونية أخري ، الأحد ( عيد القيامة ) – أيضاً الدعوة لمليونية أخرى جديدة ، الجمعة ( 29/4 ) تحمل إسم التحدى في حالة عدم الإستجابة لمطلبهم بإقالة المحافظ القبطى الجديد وتعيين محافظ مُسلم بدلاً منه .

.

وعلى الرغم من أن المحافظ الجديد لم يتم رفضه لسوء أداء أو أخلاق أو سمعة ليست على مايرام ، وإنما جاء الرفض لكونه قبطياً . رغم ذلك فقد أشار المعتصمون الى أن إعتصامهم لازال قائماً حتى إقالة المحافظ القبطى ميخائيل ( بعد تجميده لثلاث شهور ) وتعيين آخر مسلم مدنى !!! .

هذا الوضع غير السوى يدفع بتساؤل منطقى يطرح نفسه ، أين هو المبدأ الإسلامى " لهم مالنا وعليهم ما علينا " فى الوضع الماثل وماهو جار على الساحة المصرية ؟

.

المحافظ الجديد هو المحافظ القبطى الوحيد ، ولو أنصفوا لوصل عدد المحافظين الأقباط من 6:3 محافظين . حتى المحافظ اليتيم قد إستكثروه على الأقباط بما يشير الى أن هذا المبدأ ماهو إلا شعار ليس له على أرض الواقع من وجود ليغدو فى نهاية الأمر مجرد شعار لخداع البسطاء والسذج ، بل والعالم أجمع سواء بالداخل أو الخارج .

.

** المحافظ الجديد يعد ممثلاً لرأس النظام والحكومة فى محافظة قنا ، وإهانته ورفضه على هذا النحو لا يعد إهانة لشخصه فقط وإنما للدولة والنظام .

من شعارات الإهانة : " لا لا لميخائيل " - بالطول بالعرض هنجيب ميخائيل الارض .

.

** لم تتوقف الإهانات عند شخص المحافظ وإنما تخطته فطالت رءوس النظام الجديد . ففى شخص المشير الممثل لسلطة رأس النظام رفع شعار : " لا لا للمشير" .

وفى قبالة رأس السلطة التنفيذية ويمثلها د. عصام شرف شعارات " يا عصام ساكت ليه من الوزارة هنشيل رجليك - والأيام بينا وبينك بكرة وبعده مش عاوزينك .

حتى كبر السن لم يكن له من الإحترام الواجب عند هؤلاء ، حيث وصل سوء الأخلاق بأحد المحامين أن قال لإسم الفاضل د. يحيى الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء قال : نخ ياجمل .

.

كل تلك الأخطاء وغيرها ولا ترون سيدى فى أياً منها ما يستوجب المساءلة ؟ بل وعبارة فضيلتكم " .. وإذا حدث ذلك فاستقالتي في جيبي ولن تجرؤ الدولة علي قبول إستقالة شيخ الأزهر " .

عبارة تحمل شبهة تهديد وضغط على الدولة والنظام للحيلولة دون تفعيل القانون ضد مجموعة أخطأت وأساءت التعبير عن حقوقها بطرق غير مشروعة ، فكان من تداعياتها السلبية أن أسقطت هيبة الدولة ومسحت بسمعتها التراب . !!!

.

فهل ترى فضيلتكم أن تصريحكم ذاك قد جانبه الصواب أم فى محله ؟

.

ذكرتم فضيلتكم فيما بعد ( 4/5/2011 ) أن حل مشكلات العالم يتمثل فى إقامة العدل وإلتزام الغرب بالحياد . أراه كلام عاقل وحكيم ، لكنى فى المقابل أتساءل : هل الحاصل سيدى مع الأقباط فى وطنهم مصر يعد من العدل فى شئ ؟ !!!

وهلماورد فى تصريح فضيلتكم لأهالى قنا يمكن إدراجه أيضاً تحت باب العدل وتفعيل القانون ؟ !!!

.

فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر

أعتبر ( أنا ) ما صدر من جانب فضيلتكم زلة لسان وضعف بشرى تجاه صلة الرحم والدم بما يعدو خطأ غير مقصود ، وياليتك سيدى أن تتنبه فى قادم الأيام من مثل تلك الأخطاء غير المقصودة حيث من شأن وقوعها أن تكون لها من التداعيات السلبية التى تلحق بالوطن ما هو فى غنى عنها ، خاصة بوقتنا الحاضر .

لك سيدى فى قلوبنا كل محبة وتقدير وإحترام ، ودمتم .

.
 
أعلى