تصدعات هضبة المقطم.. إنذار بالخطر
"صخرة تزن 100 طن تقريبًا، تقتل 119 شخصًا، وتشرد 250 أسرة، وتغلق 35 منزلاً، وتصيب العشرات.. مأساة طالت أهالي الدويقة منذ سنوات قليلة وليست ببعيدة عنا اليوم، فها هو نفس الكابوس أوشك أن يتكرر مرة أخرى في أي لحظة، قد نستيقظ يومًا عليه أو قد لا نتمكن من النوم والراحة بسببه.
فنحن إزاء توقعات العلماء بحدوث انهيار مماثل يقضي على منطقة (الزرايب) بمدخل المقطم، ويقطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى المنطقة بالكامل، وهي تشبه تلك الدراسات التي حذرت من كارثة الدويقة قبل سنوات، ولم يلتفت إليها المسئولون حول صخرة الدويقة حتى انهارت على رءوس أهاليها، فالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أعد عدة دراسات منذ سنوات، تؤكد أن صخور هضبة المقطم تنذر بالانهيار في أي وقت، وتحذر من وجود تجمعات سكانية حول الهضبة؛ ولكن لم يستجب أحد لهذه الدراسات.
حذَّر خبير باللجنة المختصة بالكشف على هضبة المقطم، من وقوع انهيار ضخم بالهضبة، على جانبي طريق المقطم ومنطقة الزرايب، يعيد إلى الأذهان كارثة الدويقة في 2008م؛ بسبب ما كشفه عن وجود انشقاقات بالمغارات الجبلية على يمين الطريق الصاعد، إضافة إلى وجود كتل صخرية ضخمة مشيد فوقها أبراج الإذاعة، وأن انهيارها، بحسب قوله، يهدد حياة أهالي منطقة الزرايب وقائدي السيارات على الطريق.
في بداية الطريق تبدو أغلب المنازل حديثة البناء، بينما مع استمرارنا في السير إلى وسط المنطقة- حسب وصف الأهالي- للوصول إلى المنازل القريبة من الجبل، ظهرت المنازل القديمة، فالطريق مليء بالقمامة في كل مكان، والمنازل تحولت إلى مخازن لتجميع القمامة وفصلها وتوزيعها، ووصلنا إلى المطلع على يمين الطريق ثم انحرفنا يسارًا إلى البيوت المطلة على الجبل؛ وعند إحدى الحواري المسدودة بحافة الجبل، فضلاً عن القمامة، سألنا إحدى السيدات تُدعَى أم بولس "35 سنة" التي تعمل في فصل القمامة، فأكدت أن هناك انهيارات صغيرة تحدث كل فترة وأخرى؛ حيث تسقط مجموعة من الصخور بشكل مفاجئ، وكان آخرها منذ قرابة الشهر، بعد الحريق الضخم الذي أصاب أكبر مخزن للقمامة في المنطقة ووصل إلى مستوى أعلى من الجبل، ثم تبعه سقوط بعض الصخور داخل المخزن.
فابتعدنا عنهم قليلاً ثم قررنا أن نعيد المحاولة مرة أخرى، وحاولنا أن نسير هذه المرة دون أن نسأل الأهالي حتى لا يمنعونا مرة أخرى، لكنهم استوقفونا هذه المرة، ودلنا البعض على الطريق المؤدي للمساكن المجاورة للهضبة، وما إن وصلنا إلى الجبل وجدناه كأنه هو السقف الذي يغطي المنازل.
أم عمرو سيدة في الـ55 سنة أدخلتنا إلى منزلها، وأكدت لنا أن الصخور تسقط بشكل مستمر على منزلها.
وتقول: لا أعلم ماذا أفعل، فأنا أعيش هنا منذ 30 سنةً، ولا أعرف منزلاً غيره، فأثناء عملية تنظيف الصخور سقط الونش على الجزء الخلفي من المنزل، ما أدى إلى هدمه، وتكفل الدير بإصلاحه.
وفي طريق خروجنا شاهدنا منزلاً صغيرًا مقامًا به مصنع، فطرقنا الباب وفتح لنا أحد العمال الذي أكد أنه يسمع عن بعض الانهيارات البسيطة في الهضبة ما بين الفترة والأخرى، آخرها منذ حوالي شهر تقريبًا في أول الجبل المطل على الطريق، وكان انهيارًا أكبر من المعتاد سقطت خلاله صخرة كبيرة وتفتَّت؛ ما أثار الرعب في المكان لفترة، ولكن المصنع لم يتأثر بالصخرة؛ لأنه بعيد عن الجبل.
فذهبنا إلى مكان الصخرة التي سقطت مؤخرًا، وأكد العاملون في الكافيتريا الوحيدة التي تقع بجانب الهضبة مباشرة، أنهم يسمعون الأخبار عن سقوطات مستمرة لصخور من الجبل، آخرها كان بالقرب منهم وتفتَّت فيه كتلة صخرية كبيرة، نافين أن يكونوا سمعوا أي أخبار عن التوقعات بانهيار الهضبة على منطقة الزرايب من قبل، وهو ما أكده جميع الأهالي الذين تحدثنا إليهم.
ويقول سليم راضي "عامل" إنهم يشعرون دائمًا بحدوث هزات أرضية متتالية في أوقات محددة، حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل والسابعة صباحًا من كلِّ يوم، ويعقب هذه الهزات نتيجة سقوط بعض الصخور الكبيرة، موضحًا أنهم تقدموا بعدة شكاوى؛ ولكن لم يحدث شيء، ولم ينتبه أحد لها حتى تتكرر مأساة الدويقة، ويموت منا العشرات أو المئات.
"صخرة تزن 100 طن تقريبًا، تقتل 119 شخصًا، وتشرد 250 أسرة، وتغلق 35 منزلاً، وتصيب العشرات.. مأساة طالت أهالي الدويقة منذ سنوات قليلة وليست ببعيدة عنا اليوم، فها هو نفس الكابوس أوشك أن يتكرر مرة أخرى في أي لحظة، قد نستيقظ يومًا عليه أو قد لا نتمكن من النوم والراحة بسببه.
فنحن إزاء توقعات العلماء بحدوث انهيار مماثل يقضي على منطقة (الزرايب) بمدخل المقطم، ويقطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى المنطقة بالكامل، وهي تشبه تلك الدراسات التي حذرت من كارثة الدويقة قبل سنوات، ولم يلتفت إليها المسئولون حول صخرة الدويقة حتى انهارت على رءوس أهاليها، فالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أعد عدة دراسات منذ سنوات، تؤكد أن صخور هضبة المقطم تنذر بالانهيار في أي وقت، وتحذر من وجود تجمعات سكانية حول الهضبة؛ ولكن لم يستجب أحد لهذه الدراسات.
حذَّر خبير باللجنة المختصة بالكشف على هضبة المقطم، من وقوع انهيار ضخم بالهضبة، على جانبي طريق المقطم ومنطقة الزرايب، يعيد إلى الأذهان كارثة الدويقة في 2008م؛ بسبب ما كشفه عن وجود انشقاقات بالمغارات الجبلية على يمين الطريق الصاعد، إضافة إلى وجود كتل صخرية ضخمة مشيد فوقها أبراج الإذاعة، وأن انهيارها، بحسب قوله، يهدد حياة أهالي منطقة الزرايب وقائدي السيارات على الطريق.
تشققات ومياه
وصلنا إلى طريق المقطم قبل الظهر مباشرة في أصعب أوقات حرارة الشمس، ونظرنا إلى الهضبة ونحن نبحث عن منطقة (الزرايب) التي تنتظر أن تتكرر بها كارثة جديدة مثل الدويقة، حتى دلَّنا الأهالي عليها، فنزلنا في طريق وسط الجبال على الجانبين من اليمين واليسار، وما إن عبرنا الطريق ووصلنا إلى مدخل المنطقة حتى صدمنا المشهد؛ فالقمامة تملأ المكان على جانبي الطريق، وتنبعث منها رائحة كريهة، والشوارع تغمرها مياه الصرف الصحي ولا أحد يستطيع العبور منها، وبعناء شديد سلكنا الشارع الطويل الوحيد الذي يؤدي إلى داخل المنطقة.
في بداية الطريق تبدو أغلب المنازل حديثة البناء، بينما مع استمرارنا في السير إلى وسط المنطقة- حسب وصف الأهالي- للوصول إلى المنازل القريبة من الجبل، ظهرت المنازل القديمة، فالطريق مليء بالقمامة في كل مكان، والمنازل تحولت إلى مخازن لتجميع القمامة وفصلها وتوزيعها، ووصلنا إلى المطلع على يمين الطريق ثم انحرفنا يسارًا إلى البيوت المطلة على الجبل؛ وعند إحدى الحواري المسدودة بحافة الجبل، فضلاً عن القمامة، سألنا إحدى السيدات تُدعَى أم بولس "35 سنة" التي تعمل في فصل القمامة، فأكدت أن هناك انهيارات صغيرة تحدث كل فترة وأخرى؛ حيث تسقط مجموعة من الصخور بشكل مفاجئ، وكان آخرها منذ قرابة الشهر، بعد الحريق الضخم الذي أصاب أكبر مخزن للقمامة في المنطقة ووصل إلى مستوى أعلى من الجبل، ثم تبعه سقوط بعض الصخور داخل المخزن.
بين السراب والحقيقة
وفي محاولة للتستر على الحريق الضخم الذي شبَّ في البلاستيك المستخرج من القمامة الذي نقف أمامه تقاطعها سيدة أخرى تقف بجانبها منكرة كل ما قالته، نافية بشكل قاطع كل محاولات تذكيرها من صديقتها لبعض الأحداث كالشهر الماضي، والحريق الهائل.
فابتعدنا عنهم قليلاً ثم قررنا أن نعيد المحاولة مرة أخرى، وحاولنا أن نسير هذه المرة دون أن نسأل الأهالي حتى لا يمنعونا مرة أخرى، لكنهم استوقفونا هذه المرة، ودلنا البعض على الطريق المؤدي للمساكن المجاورة للهضبة، وما إن وصلنا إلى الجبل وجدناه كأنه هو السقف الذي يغطي المنازل.
أم عمرو سيدة في الـ55 سنة أدخلتنا إلى منزلها، وأكدت لنا أن الصخور تسقط بشكل مستمر على منزلها.
الحجرة الخلفية لمنزل (أم عمرو) تطل على الهضبة مباشرة وتعلوها مبان أخرى
وتضيف: "قبل الثورة مباشرة قام العمال المكلفون من قِبَل (دير سمعان) الموجود فوق الهضبة بتنظيف الصخور الزائدة وحقن الهضبة بالخرسانة حتى يقف التساقط، وبالتالي لا يأتي قرار بإزالة المنطقة، ومن ثَمَّ إزالة الدير؛ لكن هذا لم يمنع الصخور من التشقق مرة أخرى. وتقول: لا أعلم ماذا أفعل، فأنا أعيش هنا منذ 30 سنةً، ولا أعرف منزلاً غيره، فأثناء عملية تنظيف الصخور سقط الونش على الجزء الخلفي من المنزل، ما أدى إلى هدمه، وتكفل الدير بإصلاحه.
وفي طريق خروجنا شاهدنا منزلاً صغيرًا مقامًا به مصنع، فطرقنا الباب وفتح لنا أحد العمال الذي أكد أنه يسمع عن بعض الانهيارات البسيطة في الهضبة ما بين الفترة والأخرى، آخرها منذ حوالي شهر تقريبًا في أول الجبل المطل على الطريق، وكان انهيارًا أكبر من المعتاد سقطت خلاله صخرة كبيرة وتفتَّت؛ ما أثار الرعب في المكان لفترة، ولكن المصنع لم يتأثر بالصخرة؛ لأنه بعيد عن الجبل.
فذهبنا إلى مكان الصخرة التي سقطت مؤخرًا، وأكد العاملون في الكافيتريا الوحيدة التي تقع بجانب الهضبة مباشرة، أنهم يسمعون الأخبار عن سقوطات مستمرة لصخور من الجبل، آخرها كان بالقرب منهم وتفتَّت فيه كتلة صخرية كبيرة، نافين أن يكونوا سمعوا أي أخبار عن التوقعات بانهيار الهضبة على منطقة الزرايب من قبل، وهو ما أكده جميع الأهالي الذين تحدثنا إليهم.
ويقول سليم راضي "عامل" إنهم يشعرون دائمًا بحدوث هزات أرضية متتالية في أوقات محددة، حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل والسابعة صباحًا من كلِّ يوم، ويعقب هذه الهزات نتيجة سقوط بعض الصخور الكبيرة، موضحًا أنهم تقدموا بعدة شكاوى؛ ولكن لم يحدث شيء، ولم ينتبه أحد لها حتى تتكرر مأساة الدويقة، ويموت منا العشرات أو المئات.