التمرد على الاكفان

إنضم
2 أبريل 2007
المشاركات
4
مستوى التفاعل
0
النقاط
0



التمرد على الاكفان

قيثارة الروح



ما أعظم القيامة التي جعلت القبور تتخلى قسرا يوما عن ضيافتها وتصبح مفتوحة وفارغة !
ما أعظم القيامة التي جعلت الصليب يصبح بابا يدخل منه البشر ليقتنصوا الحياة ، كل الحياة من الموت ، وبه نتحسس وبصدق كلمتي المسيح للعازر " هلم خارجا "( يو43:11 ) .
ما أعظم القيامة التي بها تختم " سبوت " العهد القديم ويبدأ الجديد من العهد مع أول الفجر ، مع بشارة الملائكة للقادمات الى القبر بحب ، بالحنوط للجسد (مت 5:28 ) .
ما أعظم القيامة التي جعلتنا نعطي ظهورنا لعمواس ( لو 13:24) ، متجهين بقلبنا وفكرنا وروحنا نحو "الألف والياء" (رؤ 22 : 13 ) ومعه فوق حدود القبر في حياة تعلو على حدود الزمان والمكان الماديين.
ما أعظم القيامة التي بزلزلة الحجر المختوم على القبر ، زلزلت إنساننا العتيق المختوم بآدم ، داخل نهر المعمودية وجعلتنا نفهم العطسات السبعة لابن الشونمية ( 2 مل 35:4) كرمز للأسرار السبعة ، يطرد كل سر الخطية عنا لتعود البصيرة الروحية بكل انتعاش ، جعلتنا نلتقي المسيح من خلال المرأة السامرية (يو 7:4 ) ليدخلنا الى البئر الحقيقية ، نلتقي طبيبنا سرا وسط زحام هذا الألف الغريب ، فنلمس ثيابه فيتوقف نزفنا ( مت 9: 20) ونستريح عند قدميه نسجد له ونقبل ما تمكننا محبته من لمسه (مت 6:26) فنملأ اثني عشرة قفة مملوءة " من محبته الفائقة (مت 20: 14) ، فتحاصرنا بدايته ونهايته (رؤ 22 : 13) فتبني من حولنا أسوارا عالية من الحب الجميل ، نقبلها سجنا ونرتضيها حصارا ( 2 كو (14:5 ..
ما أعظم القيامة عندما نعيشها و نغوص في أعماقها من حيث واقعها ، ومن حيث بركاتها ألـ" سبعين مرة سبع مرات " (مت22:18 ) ، فتنتهي بها كل الصراعات وتملأ الشباك بالسمك الكثير، فتتخرق شباكنا الزمنية (يو 4:21 ) رغم الأعاصير وقلة الصيد !! نقف مندهشين أمام الطبيعة ، التي عرفت خالقها ، مبدعها ، عندما نطقت الصامتات ، الشمس من فوقه بالظلام ، والأرض من تحته بالارتجاف ( مت 45:27 ) ، نقف مندهشين أمام الحضور الإلهي لعالم الموت ، ومندهشين اكثر عن السبب الذي منع المسيح من أن يصعد مباشرة الى السماء ، من جبل التجلي (لو 28:9 ) ، واختار الصليب طريقا لذلك ، ليفدي طواعية البشرية التي ارتوت من دم هابيل ، وربطت الموت بالموت ، عندما أكلت من الشجرة المنهى عنها قديما (تك 17:2 ) ، وبدأت العصيان المستمر والثورة ضد أوامر الله ، فقاد المسيح معركة جنة عدن الثانية ، في جثسيماني ، ضد ابليس "عماليق أول الشعوب " (عد 20:24 ) في ليلة آلامه المرة ، وجاع وهو الذي يشبعنا من دسم نعمته ، ودخل الى ضباب الصليب ، وظلمة القبر ، فرقد حجر الزاوية (اف 2 : 20 ) قليلا خلف الحجر ، نقضوا له الهيكل ، ولكنه بناه في ثلاثة ايام (مت 61:26 ) حيث لم يقدر الموت ان يمسك به ، ولا القبر ان يغلق عليه ، محولا خشبة الصليب من حطبة يابسة إلى شجرة عظيمة تأوي إليها كل الطيور وان كان ثمنها فلساً (مت 29:10 )…فأعاد رسم الخريطة الروحية لشؤون هذا الكوكب ، وأعطى للبشرية لحظات حاسمة جعلتها تتمرد على الأكفان فتمزقها ، اذا ارتضت أن تدفن كل شيء عند الصليب وليس خلف أوراق التوت ، فتتمرد على القبر وتحطم قيوده ، وأعطيت لها الضمان الأكيد بان الملائكة وبفرح ستقول عن قبر أصحاب الدينارين (لو 25:10 ) ، قبر كل مؤمن " انه ليس هنا " (مر 6:16 ) فيتحول يوم الرب "( 1تس 5 : 2) من فخ نسقط فيه ، الى طوق نجاة وغصن زيتون (تك 11:8 ) يأتينا هذه المرة مع حمامة أخرى هي الروح (مر 10:1 (أعطته الفرصة بأن يصحح تجارته الخاسرة التي استمرت قرونا عدة ، في تمرد القلوب على الله مثل قايين (تك 3:4 ) فيبدأ سفر التكوين الجديد .
ما أعظم القيامة التي آمن اللص بها وفشل المعلمون ، فصار اللص معلما لنا ذاك الذي لم يخجل منه المسيح بل ادخله الفردوس قبل الجميع ( لو 43:23 ) وأعلن لنا أن نجاتنا على مستوى ابدي بدأ يقترب كلص في الليل (2بط 3 : 10) ويعلن أيضا أن الذي التجته نار موت الصليب لا يمكن لنار أخرى أن تحرقه بعد ذلك ، ومهما اتسع أتونها ، لأن جراحاته تشفي جراحاتنا ويثمر دمه وجسده فينا ، ثلاثين ، ستين ، ومائة (مت 8:13 ) ، ولان الزيت يطفو فوق كل السوائل الأرضية ، فانه لا يمكن لاحد أن يستعير زيتا من آخر (مت 8:25 ) لا يمكن لآبار مشققة أن تضبط الماء (ار 2 : 13) ، فليس غيابه عنا بغياب ، فلا زال هو معنا ، يأكل معنا ، حتى نثق بحقيقته ( لو 30:24 ) ، لا يزال يخرجنا الى بيت عنيا ليرفع عينيه ويباركنا (لو50:24 ) ، لازال الملاكان يعاتبان بلطف لمن يتوقع وجود الحي الغالب للموت في القبر ( لو 5:24 ) .
فلتوقظ البحارة يونان من جديد (يون 6:1 ) ، لان آيته الوحيدة ( مت 39:12 ) في اللوحة الرائعة التي أبدع نسيجها الأنبياء ،جاء من يكمل موضوعها ، ولننجز أعمالنا بالوزنات ( لو 11:19 ) ، ولا نكون كـ" واحد من الاثنى عشر" (لو ( 3:22 الذي استبدال الفضة الإلهية المصفاة سبع مرات بالفضة الغاشة ، ننجز أعمالنا ما دام اليوم يدعى خميسا قبل جمعة الصلب بمسائه المر والمؤلم ، بكل ثوانيه ، لأنه لم يتبقى لنا نحن أبناء الساعة الحادية عشرة (مت 6:20 (سوى يوم واحد ويصلب المسيح !!…وفي لحظة من الزمن نكون في غير ما كنا ! فما أحلى المكان الذي أعده المسيح لنا بقيامته وصعوده إلى الأب (لو 24 (51: وما اجف المكان وما أجدبه خلوا من الرب يسوع المسيح !! فما أعظم قيامة المسيح ،وان أعظم ما يمكن أن يقال عنها ، انه لا يمكن التعبير عنها !!.
 
أعلى