الراعي الصالح ..

n880

New member
عضو
إنضم
24 مارس 2007
المشاركات
128
مستوى التفاعل
6
النقاط
0
الإقامة
فلسطين
أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف. وأما الذي هو أجير، وليس راعيًا .. فيرى الذئب مُقبلاً ويترك الخراف ويهرب ( يو 10: 11 ، 12)
.


تعترض الطريق أخطار كثيرة: اللص، والأجير، ثم الذئب بنوع خاص. فاللص يحاول أن يُفسد المرعى، فيأخذ كلمة الله من النفوس المحتاجة إليها، والذئب يحاول أن يُخيف الغنم، ولكن الراعي يحميها لأنه لكي يدوس كل قوة العدو، لم يحاربه فقط، بل بذل نفسه (ع11).

والخراف إذ يُمتحن إيمانها وتختبر أمانة راعيها، تعرفه معرفة شخصية أفضل من ذي قبل (ع14)، معرفة وثيقة عميقة كما يعرف هو الآب، وتحصل على الإدراك بأنه يعرفها كما يعرفه الآب (ع14، 15). ونحن لا نستطيع أن ندرك تمامًا تلك العلاقة الوثيقة التي بين الآب والابن، ولكنها مقدمة لنا كقياس للعلاقة الوثيقة التي بين الراعي وخرافه.

ولا تختبر الخراف صلاح الراعي اختبارًا شخصيًا وفرديًا فقط، ولكن هناك خراف أُخر تعرفه، فالخراف كلما دَنَت منه تمتعت بالشركة مع شعبه أيضًا، فتكون «رعية واحدة (وليس حظيرة واحدة) وراعٍ واحد» (ع16). وما أجمل أن نعلم أن كل الخراف التي يقودها الرب يسوع هي رعية واحدة. ويمكنها أن تتمتع بهذه الوحدة، بقدر ما تدنو من شخصه أكثر. فهو المركز، وكلما اقتربنا إليه أكثر، كلما زاد قُربنا إلى بعضنا البعض. ونحن نعلم أن العدو قد بذل أقصى جهوده ليمنع من إظهار هذه الوحدة والتمتع بها، ولكنه لن يستطيع أن يُفسد الرابطة الأبدية التي تربط كل أولاد الله، كل خراف الراعي الصالح. وكلما وثقنا في راعينا وأطعنا صوته وكلمته، كلما تذوقنا شيئًا من حلاوة هذه الشركة التي تجمعنا إلى اسمه على أساس هذه الوحدة.

والراعي يبقى أمينًا إلى النهاية. عندما يبدأ الإنسان في طريق الإيمان، قد يخالجه الفكر عما إذا كان يستطيع أن يستمر ويثبت إلى النهاية أم لا، وعما إذا كان لا يهلك في الطريق ولا يخطفه العدو من يد الراعي، ولكن الراعي نفسه يعطينا الجواب: «ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي» (ع28). فالذين خلَّصهم حقًا، الذين وضعوا ثقتهم فيه بالإيمان حقًا، لن يتخلى عنهم، بل هم آمنون في يده. قد يضلون وقد يتشتتون ولكن من يده لا يُخطفون، بل هم آمنون إلى الأبد لأن عمله لأجلهم على الصليب عمل كامل.

أحبائي .. أَ ليس لنا حقًا راعٍ أمين ؟؟
 
أعلى