محمد البرغوثي يؤكد أن الإخوان يعرفون أبطال مجزرة بورسعيد

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
فى شهر أبريل عام 2011 شهد استاد مدينة بورسعيد مباراتين كبيرتين، الأولى مباراة المصرى والأهلى، والثانية مباراة المصرى والزمالك، وانتهى اللقاءان دون مجازر، رغم أن الثورة كانت فى قمة عنفوانها والأمن كان فى حضيض ضعفه، وآنذاك كانت الشرطة العسكرية وتشكيلات الصاعقة هى المسؤولة عن تأمين الاستاد وتنظيم الدخول والخروج والإشراف على تأمين جماهير الأهلى والزمالك التى ذهبت إلى بورسعيد وعادت منها فى أمان تام.

بعد ذلك شهدت مصر أحداثاً مدبرة، يقف وراءها علناً ودون مواربة أشخاص معروفون للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولجهاز الأمن الوطنى، وللأمن العام، وللمباحث الجنائية، كلهم من قيادات الحزب الوطنى المنحل، ومن رجال أعماله اللصوص، نجحوا فى تجنيد البلطجية وأرباب السوابق واستخدموهم فى أعمال تخريب واعتداء، ووفروا لهم الحماية اللازمة، وعقدوا بينهم وبين ضباط شرطة فاسدين اتفاقاً يقوم على أن يفعل البلطجية ما يشاءون مقابل تنفيذ بعض المهام المطلوبة منهم فى ميادين الثورة.

وقد نجح البلطجية فعلاً فى تخريب العديد من الوقفات الاحتجاجية وتحويلها إلى فوضى رهيبة سالت فيها دماء الشرفاء، وبات معلوماً لكل أجهزة الدولة أن هؤلاء البلطجية المأجورين هم الذين اعتدوا على الثوار أمام ماسبيرو، وهم الذين اعتدوا على مصابى الثورة فى ميدان التحرير، وهم الذين تسببوا فى أحداث شارع محمد محمود وشارع مجلس الوزراء، وهم الذين ورطوا القوات المسلحة فى خطايا مفجعة وفى عداء واضح مع قوى الثورة، ولم يعد خافياً على أحد أن تنظيم ضباط الشرطة الفاسدين كان الأكثر ابتهاجاً بهذا العداء بين الجيش والشعب، بعد أن كان العداء الأصيل محصوراً فقط بين الشرطة والشعب.

ومنذ عشرة أيام فقط كنت فى قريتى بمحافظة الدقهلية، فإذا بى أفاجأ بأن المواطنين البعيدين عن السياسة والثورة يتحدثون علانية عن عضو مجلس شعب سابق ينتمى إلى الحزب الوطنى المنحل، يقوم بتأجير البلطجية وينقلهم بنفسه إلى مواقع الأحداث فى القاهرة، وأن بعض ضباط المباحث يساعدونه فى فرز البلطجية وتحديد مهمة كل بلطجى والأجر الذى يناسبه، وذكر لى أكثر من شخص أن بلطجية قرى الدقهلية، وتحديداً إحدى قرى مركز المنزلة، كانوا الأبطال الحقيقيين لأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء.

وعندما وقعت مجزرة استاد بورسعيد اتصلت بعدد من معارفى فى محيط مركز المنزلة فإذا بهم يؤكدون أن عضو مجلس الشعب نفسه أرسل العشرات من بلطجية قرية «الشبول» ذاتها إلى مباراة المصرى والأهلى، وأن ضباط شرطة كانوا على علم بكل إجراءات تجهيز البلطجية، والدفع بهم إلى بورسعيد لارتكاب هذه المجزرة الوحشية.

المجرمون إذن معروفون، والمؤامرة شديدة الوضوح، باستثناء شىء واحد هو موقف الإخوان المسلمين من هذه الأحداث، فهم على علاقة وطيدة بنائب الحزب الوطنى المنحل، وسبق لهم التحالف معه فى انتخابات 2005 وانتخابات 2010، وقد ساعدهم هذا النائب فى افتتاح مقر لحزب «الحرية والعدالة» فى قرية الشبول، وضباط الشرطة الفاسدون تحولوا من مساندة مرشحى الحزب الوطنى فى الانتخابات الأخيرة إلى مساندة مرشحى الإخوان، ولهذا أتوقع أن تسير لجنة تقصى حقائق مجزرة بورسعيد فى اتجاهات تدور حول الجريمة، دون أن تقترب أبداً من مركزها المخيف الذى يكتنز حقائق مروعة حول تحالفات من نوع مفجع بين أعداء الأمس!
 
أعلى