نرصد حقيقة ما يجري على الحدود الشرقية
بالصور..سيناء تضيع من مصر
هدوء حذر على الحدود المصرية الاسرائيلية
منذ 3 ساعة 9 دقيقة
لو قلنا إن حدودنا الشرقية في خطر، فإننا نهون كثيراً مما يحدث بطول بوابة مصر الشرقية، فالخطر كلمة متواضعة وضئيلة أمام ما يجري بطول حدود سيناء. على حافة تلك الحدود تحشد اسرائيل قواتها،
بينما يتبارى أكثر من لاعب لتكون له الغلبة على أرض الفيروز والمفاجأة أن مصر دخلت عصر التيه في سيناء فهى اللاعب السادس في أرض القمر، فيسبقها هناك لاعبون أكثر مهارة وسطوة وسلطة ونفوذاً وفي مقدمتهم اسرائيل وحماس وايران والسعودية وحزب الله واسرائيل هى الأولى بلا منازع.
فهى تخترق اجواء سيناء بالطائرات وتجوب أراضيها بالجنود، والعملاء والجواسيس، ووصل الامر بالجيش الاسرائيلي الى مطاردتنا بسيارات حربية لبضعة كيلومترات داخل الاراضي المصرية لمجرد أننا اقتربنا من الحدود والتقطنا عدة صور لأبراج المراقبة ولخط الحدود الفاصل بين مصر واسرائيل!
وما إن اقتربنا من منطقة البرث حتى فوجئنا بسيارتين عسكريتين تسيران بسرعة كبيرة على الطريق الفاصل بين مصر واسرائيل، تصورنا في البداية أنهما من سيارات حرس الحدود الا أننا فوجئنا بهما تنحرفان نحونا مباشرة وبسرعة كبيرة وفي تلك اللحظة كنا قد استدرنا عائدين باتجاه الاراضي المصرية، وأردت أن أبلغ رسالة للسيارتين اللتين تتعقبانا، ولهذا طلبت من زميلنا السائق ألا يزيد سرعته حتى لا نبدو أننا نفر خائفين.
ولما اقتربت السيارتان ولم يعد يفصلهما عنا سوى 150 متراً تقريباً، وبشكل عفوي رفع الزميل «محمد فوزي» الكاميرا والتقط للسيارتين عدة صور، وعندما دقق فيها صرخ طالباً من زميلنا السائق أن نسير بأقصى سرعة عندما أدرك أنهم غير مصريين، وهنا أخذت الكاميرا لأرى الصورة وفوجئت بأن احداها مدون على بابها حرفان عبريان! وقبل أن تلحق بنا ظهرت سيارتا نقل كبيرتان تسيران في ذات الطريق ولكن عكس اتجاهنا وما إن وصلت احداهما بمحاذاتنا لم نجد أي صعوبة في تجاوزها بذات السرعة التي كنا نسير بها، ونفس الأمر تكرر مع السيارة الثانية، تباعدت المسافة بيننا وبين سيارتي الجيش الاسرائيلي اللتين ظلتا تلاحقانا لأكثر من 5 كيلومترات داخل الأراضي المصرية! وبعدها توقفتا عن ملاحقتنا وعادتا الى الطريق الحدودي مرة أخرى!
ولم يكن ما رأيناه بأعيننا من اختراق اسرائيل للأراضي المصرية هو الأول من نوعه.. فحسب معلومات رواها لنا شهود عيان فإن الطائرات الاسرائيلية تخترق بين الحين والآخر أراضي سيناء، وتصل حتى 17 كيلومترا في عمق الأراضي المصرية وآخر هذه الاختراقات قامت به خمس طائرات حربية اسرائيلية منذ أيام قليلة ووصلت حتى 17 كيلومترا داخل سيناء ثم عادت دون أن يعترضها أو يعترض عليها أحد! وخلال الأسابيع الأخيرة، حدثت واقعتان تؤكدان أن تل أبيب متغلغلة بقوة في سيناء.. «الأولى» خاصة بأحد رجال حماس كان في زيارة للقاهرة فاستدرجه أحد البدو الى منطقة «وادي العمرو» - منطقة مصرية على الشريط الحدودي - وعندها فوجئ بطائرتين عسكريتين اسرائيليتين احداهما حلقت فوق رأس رجل حماس والثانية هبطت بجواره على الأرض المصرية وخرج منها عدد من الجنود الصهاينة الذين طاردوا «الحمساوي» حتى تمكنوا منه فقيدوه ووضعوه داخل الطائرة وعادوا به الى اسرائيل بعد أن قدموا للبدوي مكافأة استدراجه لرجل حماس، وبلغت مليونا و500 الف جنيه.
وتكررت ذات الواقعة مع رجل لبناني اختطفته اسرائيل من قلب سيناء قبل اسابيع قليلة بدعوى أنه كان يسعى لتشكيل خلية تابعة لحزب الله في سيناء.
والغريب أن اسرائيل اعترفت صراحة باختراقها لسيناء وقالت إنها أحبطت 10 محاولات لاطلاق صواريخ من سيناء على الأراضي الاسرائيلية، وهذا القول اعتراف رسمي منها بتواجدها القوي في أرض الفيروز فلولا هذا الوجود ما كان لها أن تحبط المحاولات العشر لاطلاق الصواريخ.
ويؤكد السيناوية أن اختراق الطيران الاسرائيلي لسماء سيناء بدا بشكل فج في السنوات الثلاث الأخيرة من حكم مبارك، ويدللون علي ما يقولون بواقعة عجيبة بطلها جمال مبارك ففي عام 2009 زار جمال سيناء، ووصل الى مطار العريش بالطائرات واراد المسئولون نقله بالطائرة من العريش الى رفح حرصاً على راحته وتأمينه فاستأذنوا حكومة تل أبيب في هذا الامر فرفضت وقالت «اذا أراد جمال مبارك أن يذهب من العريش الى رفح فليس أمامه الا السفر بسيارته» ورضخت مصر، وسافر جمال بالسيارة من العريش لرفح والمفاجأة يومها أن طائرة عسكرية اسرائيلية اخترقت سماء سيناء وطارت فوق موكب جمال منذ خروجه من العريش وحتى وصوله لرفح! وفي ذلك اليوم لم يجرؤ جمال ولا مبارك نفسه أن يعلن غضبه من هذه الاهانة للسيادة المصرية على سيناء.
ولم تكتف تل ابيب باختراق سيناء بشكل مباشر وفج ولكنها سعت وبقوة لاستمالة بعض السنياوية مقابل إغداق المال عليهم وذلك بالسماح لهم بتهريب الأفارقة الى اسرائيل أو تهريب البانجو والمعسل والسجائر الى غزة!
وتهريب الأفارقة يحقق ثروة خيالية لمن يعمل فيه فالمهرب يحصل على 10 آلاف دولار عن كل شخص يتم تهريبه.. فكل أثيوبي أو اريتري أو سوداني يتم نقله الى سيناء مقبل 3500 دولار، وعندما يصل لسيناء يبيعه الذي نقله لأحد المهربين مقابل 10 آلاف دولار، وبدوره يبيعه الأخير الى مهرب آخر أكثر قربا من اسرائيل مقابل 20 ألف دولار حتى يتلقفه مهرب ثالث وثيق الصلة باسرائيل يبيع الافريقي بـ 30 الف دولار، والغريب هنا أن من يشتري الافريقي بهذا المبلغ الضخم يشترط عليه سداد 33 ألف دولار لتهريبه الى اسرائيل والا يتم ذبحه وبيع أعضائه لمافيا الأعضاء البشرية بمبلغ 250 ألف جنيه.
وعلى عكس ما تصرح به اسرائيل تبين لنا أن الموساد هو المخطط والمنفذ والممول الرئيسي لتهريب الافارقة الى اسرائيل وهو أيضاً الذي يطلب من المهربين ابتزاز من يريد الهروب لإسرائيل، وذلك حتى يضطر هؤلاء لبيع ممتلكاتهم في بلادهم سواء كانت اثيوبيا أو اريتريا أو السودان، فدائما وأبداً يكون من يشتري هذه الممتلكات هو أحد الصهاينة وهكذا يزداد تغلغل اسرائيل في دول حوض النيل. كما أنهم في ذات الوقت يحققون ثروة كبيرة لعملاء تل أبيب في سيناء ويحققون أيضاً ما هو أخطر من ذلك بكثير.
فتعذيب الأفارقة في سيناء أدى الى خلق حالة عداء وتار بين الافارقة والسيناوية جميعاً وهذا العداء استفادت منه اسرائيل حتى الآن أفضل استفادة، إذ إن 70 ألفاً من بين 90 ألف إفريقي تم تهريبهم الى اسرائيل منذ عام 2005 حتي الآن جندتهم تل أبيب بالجيش الاسرائيلي وأقامت لهم مدينة خاصة في النقب ودربتهم على عمليات القتال ليكونوا هم مقدمة الجيش الاسرائيلي في حالة نشوب حرب مع مصر.
وحتى ندرك حالة العداء التي يكنها الأفارقة في اسرائيل للمصريين عموماً وللسيناوية على وجه الخصوص نكتفي بواقعة واحدة.. حدث أن اجتمع ضابط اسرائيلي كبير بالافارقة الهاربين الى سيناء وسألهم سؤالاً واحداً وقال: من منكم على استعداد لأن يحصل على ثلاثة آلاف دولار وسلاح آلي ويذهب سيناء ليقتل شاباً سيناوياً.. وكانت اجابة الحاضرين مفاجأة سعيدة للضابط الاسرائيلي، فلقد أكد اغلب الافارقة الهاربين استعدادهم لدخول سيناء وقتل كل من يصلون اليه من أطفال ورجال ونساء بدون مقابل.. وقالوا لنا ثأرنا مع السيناوية وسنأخذه يوما ما؟!!
وحتى تحقق اسرائيل أقصى استفادة من حالة العداء تلك استعانت بعدد كبير من الافارقة في بناء السور الذي بدأت تل أبيب في بنائه بطول الحدود مع مصر لمسافة 200 كيلو متر وهو جدار اسمنتي بارتفاع سبعة أمتار وعمق ثلاثة أمتار وسيصل عمقه في باطن الأرض حتى 3 أمتار كاملة.
واذا كان البعض يعتبر أن مواصلة اسرائيل لحشد قواتها على طول الحدود مع مصر يمثل قمة الاثارة فيما يجري بالمنطقة الحدودية، فان الاكثر اثارة من هذا الحشد هو أن تل ابيب انشأت في اليومين الماضيين مكتباً متخصصاً لمراقبة كل ما يجري في سيناء وتم تزويد هذا المكتب بطائرتين بدون طيار لقصف أية منطقة أو اغتيال أي شخص في سيناء ترى اسرائيل أنه يمثل خطراً عليها!
بالصور..سيناء تضيع من مصر
هدوء حذر على الحدود المصرية الاسرائيلية
منذ 3 ساعة 9 دقيقة
لو قلنا إن حدودنا الشرقية في خطر، فإننا نهون كثيراً مما يحدث بطول بوابة مصر الشرقية، فالخطر كلمة متواضعة وضئيلة أمام ما يجري بطول حدود سيناء. على حافة تلك الحدود تحشد اسرائيل قواتها،
بينما يتبارى أكثر من لاعب لتكون له الغلبة على أرض الفيروز والمفاجأة أن مصر دخلت عصر التيه في سيناء فهى اللاعب السادس في أرض القمر، فيسبقها هناك لاعبون أكثر مهارة وسطوة وسلطة ونفوذاً وفي مقدمتهم اسرائيل وحماس وايران والسعودية وحزب الله واسرائيل هى الأولى بلا منازع.
الطيران الإسرائيلى يخترق 17 كيلو متراً فى الأراضى المصرية
فهى تخترق اجواء سيناء بالطائرات وتجوب أراضيها بالجنود، والعملاء والجواسيس، ووصل الامر بالجيش الاسرائيلي الى مطاردتنا بسيارات حربية لبضعة كيلومترات داخل الاراضي المصرية لمجرد أننا اقتربنا من الحدود والتقطنا عدة صور لأبراج المراقبة ولخط الحدود الفاصل بين مصر واسرائيل!
وما إن اقتربنا من منطقة البرث حتى فوجئنا بسيارتين عسكريتين تسيران بسرعة كبيرة على الطريق الفاصل بين مصر واسرائيل، تصورنا في البداية أنهما من سيارات حرس الحدود الا أننا فوجئنا بهما تنحرفان نحونا مباشرة وبسرعة كبيرة وفي تلك اللحظة كنا قد استدرنا عائدين باتجاه الاراضي المصرية، وأردت أن أبلغ رسالة للسيارتين اللتين تتعقبانا، ولهذا طلبت من زميلنا السائق ألا يزيد سرعته حتى لا نبدو أننا نفر خائفين.
ولما اقتربت السيارتان ولم يعد يفصلهما عنا سوى 150 متراً تقريباً، وبشكل عفوي رفع الزميل «محمد فوزي» الكاميرا والتقط للسيارتين عدة صور، وعندما دقق فيها صرخ طالباً من زميلنا السائق أن نسير بأقصى سرعة عندما أدرك أنهم غير مصريين، وهنا أخذت الكاميرا لأرى الصورة وفوجئت بأن احداها مدون على بابها حرفان عبريان! وقبل أن تلحق بنا ظهرت سيارتا نقل كبيرتان تسيران في ذات الطريق ولكن عكس اتجاهنا وما إن وصلت احداهما بمحاذاتنا لم نجد أي صعوبة في تجاوزها بذات السرعة التي كنا نسير بها، ونفس الأمر تكرر مع السيارة الثانية، تباعدت المسافة بيننا وبين سيارتي الجيش الاسرائيلي اللتين ظلتا تلاحقانا لأكثر من 5 كيلومترات داخل الأراضي المصرية! وبعدها توقفتا عن ملاحقتنا وعادتا الى الطريق الحدودي مرة أخرى!
ولم يكن ما رأيناه بأعيننا من اختراق اسرائيل للأراضي المصرية هو الأول من نوعه.. فحسب معلومات رواها لنا شهود عيان فإن الطائرات الاسرائيلية تخترق بين الحين والآخر أراضي سيناء، وتصل حتى 17 كيلومترا في عمق الأراضي المصرية وآخر هذه الاختراقات قامت به خمس طائرات حربية اسرائيلية منذ أيام قليلة ووصلت حتى 17 كيلومترا داخل سيناء ثم عادت دون أن يعترضها أو يعترض عليها أحد! وخلال الأسابيع الأخيرة، حدثت واقعتان تؤكدان أن تل أبيب متغلغلة بقوة في سيناء.. «الأولى» خاصة بأحد رجال حماس كان في زيارة للقاهرة فاستدرجه أحد البدو الى منطقة «وادي العمرو» - منطقة مصرية على الشريط الحدودي - وعندها فوجئ بطائرتين عسكريتين اسرائيليتين احداهما حلقت فوق رأس رجل حماس والثانية هبطت بجواره على الأرض المصرية وخرج منها عدد من الجنود الصهاينة الذين طاردوا «الحمساوي» حتى تمكنوا منه فقيدوه ووضعوه داخل الطائرة وعادوا به الى اسرائيل بعد أن قدموا للبدوي مكافأة استدراجه لرجل حماس، وبلغت مليونا و500 الف جنيه.
وتكررت ذات الواقعة مع رجل لبناني اختطفته اسرائيل من قلب سيناء قبل اسابيع قليلة بدعوى أنه كان يسعى لتشكيل خلية تابعة لحزب الله في سيناء.
والغريب أن اسرائيل اعترفت صراحة باختراقها لسيناء وقالت إنها أحبطت 10 محاولات لاطلاق صواريخ من سيناء على الأراضي الاسرائيلية، وهذا القول اعتراف رسمي منها بتواجدها القوي في أرض الفيروز فلولا هذا الوجود ما كان لها أن تحبط المحاولات العشر لاطلاق الصواريخ.
ويؤكد السيناوية أن اختراق الطيران الاسرائيلي لسماء سيناء بدا بشكل فج في السنوات الثلاث الأخيرة من حكم مبارك، ويدللون علي ما يقولون بواقعة عجيبة بطلها جمال مبارك ففي عام 2009 زار جمال سيناء، ووصل الى مطار العريش بالطائرات واراد المسئولون نقله بالطائرة من العريش الى رفح حرصاً على راحته وتأمينه فاستأذنوا حكومة تل أبيب في هذا الامر فرفضت وقالت «اذا أراد جمال مبارك أن يذهب من العريش الى رفح فليس أمامه الا السفر بسيارته» ورضخت مصر، وسافر جمال بالسيارة من العريش لرفح والمفاجأة يومها أن طائرة عسكرية اسرائيلية اخترقت سماء سيناء وطارت فوق موكب جمال منذ خروجه من العريش وحتى وصوله لرفح! وفي ذلك اليوم لم يجرؤ جمال ولا مبارك نفسه أن يعلن غضبه من هذه الاهانة للسيادة المصرية على سيناء.
ولم تكتف تل ابيب باختراق سيناء بشكل مباشر وفج ولكنها سعت وبقوة لاستمالة بعض السنياوية مقابل إغداق المال عليهم وذلك بالسماح لهم بتهريب الأفارقة الى اسرائيل أو تهريب البانجو والمعسل والسجائر الى غزة!
وتهريب الأفارقة يحقق ثروة خيالية لمن يعمل فيه فالمهرب يحصل على 10 آلاف دولار عن كل شخص يتم تهريبه.. فكل أثيوبي أو اريتري أو سوداني يتم نقله الى سيناء مقبل 3500 دولار، وعندما يصل لسيناء يبيعه الذي نقله لأحد المهربين مقابل 10 آلاف دولار، وبدوره يبيعه الأخير الى مهرب آخر أكثر قربا من اسرائيل مقابل 20 ألف دولار حتى يتلقفه مهرب ثالث وثيق الصلة باسرائيل يبيع الافريقي بـ 30 الف دولار، والغريب هنا أن من يشتري الافريقي بهذا المبلغ الضخم يشترط عليه سداد 33 ألف دولار لتهريبه الى اسرائيل والا يتم ذبحه وبيع أعضائه لمافيا الأعضاء البشرية بمبلغ 250 ألف جنيه.
وعلى عكس ما تصرح به اسرائيل تبين لنا أن الموساد هو المخطط والمنفذ والممول الرئيسي لتهريب الافارقة الى اسرائيل وهو أيضاً الذي يطلب من المهربين ابتزاز من يريد الهروب لإسرائيل، وذلك حتى يضطر هؤلاء لبيع ممتلكاتهم في بلادهم سواء كانت اثيوبيا أو اريتريا أو السودان، فدائما وأبداً يكون من يشتري هذه الممتلكات هو أحد الصهاينة وهكذا يزداد تغلغل اسرائيل في دول حوض النيل. كما أنهم في ذات الوقت يحققون ثروة كبيرة لعملاء تل أبيب في سيناء ويحققون أيضاً ما هو أخطر من ذلك بكثير.
فتعذيب الأفارقة في سيناء أدى الى خلق حالة عداء وتار بين الافارقة والسيناوية جميعاً وهذا العداء استفادت منه اسرائيل حتى الآن أفضل استفادة، إذ إن 70 ألفاً من بين 90 ألف إفريقي تم تهريبهم الى اسرائيل منذ عام 2005 حتي الآن جندتهم تل أبيب بالجيش الاسرائيلي وأقامت لهم مدينة خاصة في النقب ودربتهم على عمليات القتال ليكونوا هم مقدمة الجيش الاسرائيلي في حالة نشوب حرب مع مصر.
وحتى ندرك حالة العداء التي يكنها الأفارقة في اسرائيل للمصريين عموماً وللسيناوية على وجه الخصوص نكتفي بواقعة واحدة.. حدث أن اجتمع ضابط اسرائيلي كبير بالافارقة الهاربين الى سيناء وسألهم سؤالاً واحداً وقال: من منكم على استعداد لأن يحصل على ثلاثة آلاف دولار وسلاح آلي ويذهب سيناء ليقتل شاباً سيناوياً.. وكانت اجابة الحاضرين مفاجأة سعيدة للضابط الاسرائيلي، فلقد أكد اغلب الافارقة الهاربين استعدادهم لدخول سيناء وقتل كل من يصلون اليه من أطفال ورجال ونساء بدون مقابل.. وقالوا لنا ثأرنا مع السيناوية وسنأخذه يوما ما؟!!
وحتى تحقق اسرائيل أقصى استفادة من حالة العداء تلك استعانت بعدد كبير من الافارقة في بناء السور الذي بدأت تل أبيب في بنائه بطول الحدود مع مصر لمسافة 200 كيلو متر وهو جدار اسمنتي بارتفاع سبعة أمتار وعمق ثلاثة أمتار وسيصل عمقه في باطن الأرض حتى 3 أمتار كاملة.
واذا كان البعض يعتبر أن مواصلة اسرائيل لحشد قواتها على طول الحدود مع مصر يمثل قمة الاثارة فيما يجري بالمنطقة الحدودية، فان الاكثر اثارة من هذا الحشد هو أن تل ابيب انشأت في اليومين الماضيين مكتباً متخصصاً لمراقبة كل ما يجري في سيناء وتم تزويد هذا المكتب بطائرتين بدون طيار لقصف أية منطقة أو اغتيال أي شخص في سيناء ترى اسرائيل أنه يمثل خطراً عليها!
يتبع .............