حقلى ...... الصغير

منذ مولدى اقتنيت لى حقلا ....
فلحته بيداى ...
وبيداى فقط ...
اخترت كل مزروعاته ...
وتخيرت كافة ثماره .....
كان حجمه بحجم المسافة بين قلبى ....
واضلعى ...
شغل حقلى كل ذلك الفراغ ....
واخفيته ....
عن الكافة اخفيته ....
عن الأقرباء والغرباء ....
اخفيته ....

حقلى كان لى وحدى ....
ثمارة كانت لى وحدى ....
بذارة كانت أحلامى وحدى ...
كان سرى ... وحدى ...
كان ملجئا لى فى زمن الحرب ...
كان أملا فى زمن اليأس ....
كان آمناً فى زمن الغدر ....
كان .....
كان دفئاً فى زمن البرد ...
كان طعاماً فى زمن القحط ...
كان حضناً فى زمن الغربة ....

وكانت حياتى حربا بلا توقف ....
يأسا يطاردنى بل توقف ...
غدرا يلاحقنى بلا توقف ...
بردا يخترقنى بلا توقف ....
جوعا يبكينى بل توقف ....
غربة تدمينى بلا توقف .....
لذا كان حقلى ... حياتى ...
فبدونه أكون موتا ...
بلا توقف ....

وطالت أيام زمانى ....
وحقلى لا يتسع مع اتساع ايامى ....
وكان على أن اقلل من مطالباتى ...
فالحصاد قليل ...
المتاح ضئيل ....
والعمر يطول ...
والأحتياج يجتاح كيانى ....
وكان لابد أن ارضى ....
بما هو موجود

ربى .....
هلا وسعت لى قدر حقلى ....؟؟؟
هلا وسعت صدرى ...... ...؟؟؟
فاضم لحقلى أميال وأميال ....
لأضم له اشجارا جديدة ...
أزهاراً جديدة .....
فأن حبى لك يا إلهى ...
لم يعد بحجم حقلى ...
فهلا وسعت لى ....
حقلى ......​