القمص باخوميوس السريانى المرشح البابوى لـ"اليوم السابع"

سمعان الاخميمى

صحفى المنتدى
إنضم
4 أغسطس 2009
المشاركات
12,695
مستوى التفاعل
1,087
النقاط
0
القمص باخوميوس السريانى المرشح البابوى لـ"اليوم السابع": حزنت لدى سماعى خبر تزكيتى للترشح.. ولا نخاف من صعود التيارات الإسلامية لسدة الحكم فى مصر.. وتوطيد العلاقة بين المسلمين والأقباط تأتى بالمحبة


الأحد، 28 أكتوبر 2012 - 18:22
s10201228181844.jpg
القمص باخوميوس السريانى المرشح البابوى مع محرر اليوم السابع
حوار مايكل فارس
igoogle.gif

الهدوء والصمت والعين المرتفعة إلى أعلى، شكلت ملامح وجهه، عيناه تتحدث قبيل فمه، يتوارى صوته الخافت خلف ابتسامته، راهب الصحراء القمص باخوميوس السريانى، المرشح للكرسى البطريركى، تمنى وهو صغير أن يصبح راهبا بعد صلاة تسبحة فى دير الأنبا باخوميوس بإدفو فى أسوان، عندما بلغ من العمر 14 عاما فى رحلة مدرسية للدير، واختير اسم الأنبا باخوميوس ليكون لقبه فى الدير، فتحول ماجد كرم صالح بوندى أستاذ الرياضيات الحاصل على بكالريوس علوم وتربية إلى القمص باخوميوس السريانى، إبان دخوله الدير فى أبريل 1989 ليترهبن فى مارس 1991.

ظل عشرون عاما، فى زى الرهبنة، خدم بالدير سنوات طوالا ليذهب عام 1997 ليخدم فى إيطاليا، " أتمنى أرجع لقلايتى- صومعة الصلاة- عشت أجمل خمس سنوات فى عمرى عندما كنت أعمل فى القربان"، قالها ودموع كادت تنطق من عينيه.

السريانى الذى حزن عندما سمع خبر تزكية الأساقفة له للترشح لمنصب البطريرك، يرى أنها مسئولية والله سيحاسبه على كل نفس.. "كل الآباء المشرحين أفضل منى، أتمنى أن لا أكون البطريرك".

راهب الصحراء المرشح لمنصب البطريرك، الروحانيات تطغى على حديثه، فيلقى كل أمور الدنيا فى أيدى الله الذى سيعمل فى اختيار البطريرك 118 أو عمل الكنيسة بوجه العموم، يؤكد أن الكنيسة لا تخشى من صعود التيارات الإسلامية إلى سدة الحكم، مستشهدا بآية من الإنجيل: "أبواب الجحيم لن تقوى عليكِ".

انتزاع قليل من كلمات الراهب تم بعد مشقة، ذهبت إليه فى كنيسة مارمرقس بدمنهور، ليتم جزء من الحوار، ولاستكمال الحوار سافرت له بدير السيدة العذراء بالسريان، فطبيعة الرهبان هى الصمت والعزوف عن العالم، والإعلام بالنسبة لهم أمر غير مرغوب فيه، فحياة الدير بالنسبة لهم هى السماء على الأرض، هكذا قال السريانى، الذى يرى أن" المحبة" هى الحل الوحيد لتوطيد العلاقة بين الأقباط والمسلمين فى مصر.

بداية .. ماذا فعلت عندما سمعت خبر تزكيتك للترشيح للبابوية؟
حزنت لأنه أمر لا أستحقه، ومسئولية على الأرض وحساب فى السماء، فسوف يدخل البطريرك على المذبح ويقال له: "ادخل استلم عصا الرعايا من يد رئيس الكهنة الأعظم"، والبابا سيطالب بدم كل أحد من يستطيع أن يقدم حساب عن كل أحد، إن كان غيرى يستطيع فأنا لا أستطيع فمهما عملت وخدمت، فلا بد أن يحدث تقصير وسأحاسب عليه، حتى الآن أتمنى أن لا أكون "بطريرك" وكل الآباء أفضل منى.

هل يحتاج الهيكل الإدارى داخل الكنيسة إلى تطوير، خاصة بعد انتشار الكنيسة القبطية فى العالم؟
الكنيسة تعمل بعمل الروح القدس، ونستخدم وسائل كل عصر للخدمة، وعندما ظهر النسخ استخدمت الكنيسة النسخ، وعندما ظهرت الطباعة قام الأنبا كيرلس الملقب بأبو الإصلاح بجلب مطبعة ونسخ الكتب، وفتح مدارس وأول من أدخل البنات للدراسة فى المدارس، والإنجيل يقول: "كل شئ ليكن بتريتب ونظام".

هل ترى وجود ضرورة لإعادة صياغة اللجان داخل الكنيسة أو إضافة لجان جديدة؟
المجمع المقدس هو من يحدد ذلك حسب رؤيتة، فى حال رؤية ضرورة لذلك لزيادة الخدمة.
الأنبا باخوميوس القائمقام البطريركى أكد أن المرشحين للبابوية سيتعهدون بتعديل لائحة انتخاب البطريرك خلال عام فى حال فوز أى منهم بالمنصب؟ ففى حال فوزك بالمنصب هل ستعدلها؟

التعديلات سوف يدرسها المجمع المقدس والآباء جميعا، وكل شخص يقدم اقتراحاته من الداخل والخارج، ويقوم المجمع المقدس باختيار الأفضل للعمل به ونحن كنيسة مجمعية، وكما قال الكتاب المقدس: "إذا اجتمع اثنان وثلاثة باسمى هناك أكون فى وسطهم".

هناك مطالب للعلمانيين باستحداث منصب "نائب البطريرك".. كيف ترى ذلك؟
لم أسمع بذلك، وما أسمع به من كلام المجمع المقدس والآباء، وإذا كان لهم مطالب فالمتخصصون يدرسونها.

هناك متقرح للعلمانيين أيضا بتوثيق قوانين الكنيسة فى مجموعة قانونية واحدة، فهناك بعض القوانين غير مترجمة حتى الآن.

لا يوجد مشكلة فى الرجوع للنصوص الأصلية، والمتخصصون يترجمونها.

هل تعتقد أن البابا القادم سيعيد هيكلة المناصب والسكرتارية أو المستشارين للبابا؟
البابا القادم سيعمل على ذلك بإرشاد الله، وأتمنى يكون البابا هو أحد الآباء المرشحين، وإذا تم اختيارى، فالله سيعمل.

فى حال صعود بطريرك من الرهبان، هل رهبان الصحراء المنعزلين عن العالم يستطيعون مواجه العمل الإدارى، أم سيعتمدون على المستشارين؟
الكنيسة مقادة بالروح القدس، والله قال لو اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى فهناك أكون فى وسطهم، لذا الله سيعمل فى الكنيسة، ويعطى حكمة لمن يعمل.

هناك آراء ترفض القرعة الهيكلية فى اختيار البطريرك، فما رأيك فى تلك الآراء؟
القرعة الهيكلية هى التى أتت بالبابا شنودة الثالث والبابا كيرلس السادس.

هل ترى تخوفا من أن يأتى البابا القادم فى ظل صعود التيارات الإسلامية على سدة الحكم.. وسيطرتهم كذلك على الدستور؟
نحن لا نخاف.."ما بنخفش من حد"، ونحب كل الناس ونصلى من أجل كل المسئولين، وفى الدستور ممثلون للكنيسة لبحث مواده.

هناك مشكلات يعانى منها الأقباط، سواء اعتداءات على كنائس أو أقباط، كيف تصلكم؟
نسمع عنها، وزوار الدير يسردون لنا ما يحدث.

ماهى ردود أفعالكم؟
نصلى إلى الله، ونقول مثلما قال البابا شنودة "ربنا يهدى الناس ويهديهم".

كيف ترى آلية توطيد العلاقة بين الأقباط والمسلمين فى مصر؟
بالمحبة، ويجب ألا نقول لهم ماذا يفعلون، ولكننا نقول لأنفسنا ماذا نفعل نحن، وإن لم تكن هناك محبة بين كل الناس "البلد كلها هتخسر"، لذا على كل فرد أن يعمل بأمانة فى كل مكان يعمل به لتقدم وخير البلد.

هل تخشى من صعود التيارات الإسلامية إلى سدة الحكم؟
عمرنا ما نخاف، المسيح كلامة صريح: " أبواب الجحيم لن تقوى عليك"، ولو مش مصدق اقرأ التاريخ، وكلام الإنجيل واضح وصريح: "فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا غلبت العالم".

متى بدأت التفكير فى الرهبنة؟
بدأت التفكير فى الرهبنة عندما كنت فى الرابعة عشر من عمرى، حيث ذهبت لدير الأنبا باخوميوس بإدفو فى أسوان فى رحلة مدرسية عام 1977 مع خادم بالكنيسة، والذى أصبح كاهنا بعد ذلك باسم القمص توما السريانى، وكان الأنبا هدرا أسقف أسوان بدأ فى تعمير الدير، وعندما حضرت صلاة نصف الليل ورأيت الصلاة بالشموع والتسبحة، طلبت من الله أن أعيش تلك الحياة وقلت: "يارب خلينى أعيش مثلهم"، وكل الإجازات الدراسية كنت أقضيها بالأديرة، وبعدما أنهيت دراستى بالجامعة، دخلت الجيش كضابط احتياطى، وبعدها عملت لمدة عام، ثم ذهبت لأكثر من دير لقضاء خلوات روحية، وبعدها ترهبنت فى دير السريان كراهب.

من اختار اسمك فى الرهبنة "باخوميوس"؟
عندما قام البابا برسامتنا، طلب من كل شخص اختيار اسم، واخترت باخوميوس لحبى للأنبا باخوميوس فهو "شفيعى"، وأول دير ذهبت له هو ديره.

ما هو الفرق بين الحياة فى الدير والحياة خارجه؟
هو الفرق بين السماء والأرض، فحياة الدير أشبه بحياة السماء على الأرض، كما أن الحياة فى الدير العنصر الرئيسى فيها الصلاة وقراءة الكتاب المقدس، إضافة إلى الأعمال التى نقوم بها فى الدير، وفكرة الأعمال فى حياة الرهبنة جاءت من الأنبا أنطونيوس، حيث علمه الملاك أن يصلى ويعمل، ونحن كذلك نصلى ونعمل.

صف لنا حياة الراهب اليومية؟
يبدأ الراهب يومه بصلاة نصف الليل، وبعدها التسبحة فى الرابعة فجرا، عدا الأحد تكون التسبحة الثالثة فجرا، وبعدها رفع بخور وقداس، وبعدها كل راهب لديه عمل يذهب له، فنحن نعمل بأنفسنا.. هناك من يعمل فى الزراعة، وآخر يطبخ أو يستقبل الضيوف، وهناك من يعمل فى القربان، أو يقوم بإطعام العمال.

متى ذهبت للخدمة فى إيطاليا؟ ما الذى وجدته لدى الشعب الإيطالى ولم تجده فى مصر؟
ذهبت للخدمة فى إيطاليا منذ 13 ديسمبر سنة 1997، الكنيسة فى إيطاليا تتمتع بنظام فى المواعيد، وفى ترتيب الخدام والموظفين، فإيطاليا تتمتع بالنظام، مثلا أركب الأتوبيس أعرف متى سأصل إلى محطة القطار، ومنذ أن ذهبت للخدمة فى إيطاليا وحتى الآن أتمنى أن أرجع لقلايتى- صومعة الصلاة- فى الدير فكانت أفضل خمس سنوات فى حياتى، حينما كنت أيضا أعمل فى صناعة القربان.

خلال خدمتك بإيطاليا.. إلى أى مدى أقباط المهجر مرتبطون بالكنيسة خاصة الجيل الثانى والثالث الذين ولدوا فى الخارج؟
من كان لا يذهب إلى الكنيسة فى مصر وهاجر فإنه يذهب إليها فى الخارج، وأبناء الجيل الثانى مرتبطون بنسبة 80% بالكنيسة، وهناك بالفعل من يعطى أبناءه دروسا لتعلم العربية، ولكن ارتباطهم بالكنيسة قوى جدا، والأغلبية منهم يتحدث العربية حتى إن لم يجد كتابتها.

هل تتواصل الكنيسة القبطية مع الكنائس الأخرى بإيطاليا؟
نعم فى الأعياد نهنئهم والعكس، إضافة إلى الحوار بين الكنائس عندما يأتى الأنبا بيشوى- سكرتير المجمع المقدس- والأنبا برنانا، وفى إيطاليا لدينا كنائس وأسر متفرقة فى أنحاء إيطاليا والمسافات كبيرة، فطول الإبراشية 200 كيلو، وتجد 10 أسر فى منطقة، و20 أسرة فى منطقة أخرى وهكذا.


اليوم السابع
 
أعلى