الدرس الثاني والعشرون في أساسيات الإيمان المسيحي: خضوع المسيح ‏

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
8024736889.jpeg


الدرس الثاني والعشرون: خضوع المسيح

9698517210.jpg




عندما نتحدث عن خضوع المسيح علينا ان نتناول هذا الموضوع بحرص شديد وذلك يرجع الى فهمنا لمصطلح الخضوع بالمعنى البشري وربطه بأن يكون شخص الخاضع أقل من الشخص ذو السلطة. قد يكون هذا هو أغلب الحال في عالمنا ومجتمعنا ان يكون صاحب السلطة أعلى وأكثر نفوذاً من الشخص الخاضع لكن علينا ان ننتبه إن هذا الشئ لا ينطبق على الله فالأقانيم الثلاثة متساوية في الطبيعة والكرامة والمجد. الأقانيم الثلاثة أبدية ذاتية الوجود ومشتركة في كل نواحي الألوهية وصفاتها.

خطة الله للفداء تطوع فيها الأبن بأن يقوم بدور الخاضع للآب لأن الآب أرسل الأبن للعالم والأبن نزل في طاعة إلى الأرض ليعمل مشيئة الآب. لكن علينا أن نلاحظ إنه لا وجود هنا للطاعة المفروضة لأنه كما ان الآب والأبن متساويان في المجد كذلك هما متحدان في المشيئة. فالأبن كان يريد الفداء بنفس القدر الذي كان يريد الآب وكان الأبن تواق للقيام بعمل الخلاص بنفس المقدار الذي كان للآب أن يقوم الأبن بذلك.

خضوع المسيح لمشيئة الآب الكاملة هو عمل غير قادرين نحن على أن نعمله من أجل أنفسنا. فلقد أطاع المسيح الناموس بالكال مُحققاً في ذلك أمرين مهمين: الأول إنه حقق صفات الفادي، الحمل الذي بلا عيب ولا دنس. الثاني هو ربحه للمكافآت التي وعد بها الله كل من يحفظ عهده.


الخلاصة
الأقانيم الثلاثة متساوية من ناحية الطبيعة الإلهية وخضوع الأبن للآب لا يعني عدم المساواة ولا يعني إن الأبن له درجة أدنى عن الآب. خضوع المسيح في دوره في الفداء كان إختياري وليس إجباري فكان للأبن نفس رغبة الآب في تحقيق خطة الخلاص.
طاعة المسيح الكاملة أعطته مميزات الحمل الكامل ليحمل خطايا شعبه ويكسب مكافآت السماء لمن يقبل خلاصه.

شواهد كتابية للتأمل



الدرس القادم سيكون يوم الأربعاء في نفس الوقت وسيكون عن بشرية المسيح.

 
التعديل الأخير:

oesi no

GOGOƸ̵̡Ӝ̵̨̄&#4
مشرف سابق
إنضم
29 مارس 2006
المشاركات
16,962
مستوى التفاعل
1,990
النقاط
113
لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي
مش شايف ان الصيغة دى ممكن توضح ان المشيئة مختلفه بين الاب والابن ؟
هل كان فى المسيح الاحساس بالخوف والالم الداخلى وهو ده اللى خلى الكلام يكون بالشكل ده
كتير اوى بفكر فى الايه دى وكنت منتظرك تيجى عندها علشان نتكلم شوية
 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,782
النقاط
113
الإقامة
مصر
الموضوع من المواضيع الصعبه شويه.....
بس الشرح حلو-- اشكرك--
الرب يبارك و يتمم العمل لمجد إسمه---
 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
ميرسي كتييير استاذ روك
الدرس يعني صعب شويه صغيرين
بس فهمته
ربنا يبارك خدمه حضرتك

الموضوع من المواضيع الصعبه شويه.....
بس الشرح حلو-- اشكرك--
الرب يبارك و يتمم العمل لمجد إسمه---

الموضوع هو بذاته فعلاً من المواضيع الصعبة لكن حاولت تبسيطه بأفضل صورة ممكنة.
إن كان هناك سؤال او إستفسار فانا خدامكم.
 

Jesus is the truth

عبد يهوه
عضو مبارك
إنضم
18 سبتمبر 2012
المشاركات
1,113
مستوى التفاعل
250
النقاط
63
درس جمــيل ورائع لكن يوجد به بعض الاشياء التي تحتاج لشرح مفصل لكن درس اكثر من رائع والخلاصة جعلت الدرس اسهل بجد راااااااائع استاذنا "ماي روك" الرب يبارك تعب محبتك
 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي
مش شايف ان الصيغة دى ممكن توضح ان المشيئة مختلفه بين الاب والابن ؟
هل كان فى المسيح الاحساس بالخوف والالم الداخلى وهو ده اللى خلى الكلام يكون بالشكل ده
كتير اوى بفكر فى الايه دى وكنت منتظرك تيجى عندها علشان نتكلم شوية

أتفق معك أننا لو عزلنا النص النص عن باقي كلام المسيح ممكن أن نفهم أن:

  • له مشيئة مختلفة عن مشيئة الآب
  • مشيئته أن يفعل مشيئة الآب
لكن لو ربطنا كلام المسيح ككل لا يمكن ان نستنتج الإحتمال الأول والأرجح ان نفهم كلام المسيح إنه ليس له مشيئة خاصة منفصلة مختلفة عن مشيئة الآب بل مشيئته هي عمل مشيئة الآب وهذه هي وحدة المشيئة.

لا أرى إن المسيح كان خائف من تحقيق خطة الخلاص لكنه كان واعي لحجم الآلام التي سيتحملها.
 

Jesus is the truth

عبد يهوه
عضو مبارك
إنضم
18 سبتمبر 2012
المشاركات
1,113
مستوى التفاعل
250
النقاط
63
والسيد المسيح قد قال " طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله" يو34:4



وهذا دليل على أن مشيئته هي مشيئة الآب.

وقد قال عن نفسه في ذلك " لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا إلا ما ينظر الآب يعمله. لأنه مهما عمل ذاك، فهذا يعمله الابن كذلك" يو19:5


وهو لا يطلب لنفسه مشيئة خاصة غير مشيئة الآب، لذلك يقول " لأني لا أطلب مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني" يو38:6

واضح أن الآب والابن في الثالوث القدوس لها مشيئة واحدة، لأنه قال " أنا والآب واحد" يو30:10




 

حبيب يسوع

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 مايو 2007
المشاركات
15,458
مستوى التفاعل
1,956
النقاط
0
اسلوب متمز جدا فى الشرح بطريقة سلسة الرب يباركك
 

منتهى ابشارة

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
14 أبريل 2011
المشاركات
438
مستوى التفاعل
36
النقاط
0
موضوع حساس ودقيق جدا لكن مع هذا بقوة الروح القدس وصلت الفكرة ربنا يباركك
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,072
مستوى التفاعل
1,047
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل


سأعلق على هذه الرسالة لأهميتها البالغة، ولارتباطها أيضا بموضوع هذا الدرس، ناهيك عن ارتباطها بأساس الإيمان كله. وليسامحني "روك" لأنني هنا سأخرج عن منهج التبسيط الذي يتبعه وأذهب للعمق قليلا، ذلك حتى تنتفي تماما أية شبهة تتعلق بهذا الدرس. أعتذر أيضا لـ"چو" نفسه لأنني للأسف لن أكون حاضرا خلال اليومين القادمين، إذا كنت ترغب في أي نقاش. أما إذا أردت النصوص الأصلية التي تدعم كل ما بهذه الرسالة فراسلني فضلا على الخاص وسأجمعها لأجلك تباعا بمشيئة الرب خلال أيام.


لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي
مش شايف ان الصيغة دى ممكن توضح ان المشيئة مختلفه بين الاب والابن ؟
هل كان فى المسيح الاحساس بالخوف والالم الداخلى وهو ده اللى خلى الكلام يكون بالشكل ده
كتير اوى بفكر فى الايه دى وكنت منتظرك تيجى عندها علشان نتكلم شوية


ليس فقط هذه الآية أخي الحبيب، وإنما كل الآيات التي يبدو فيها انفصال بين "الآب" و"الابن"، أو بين "الكلمة" و"يسوع"، بما في ذلك حتى الآلام نفسها: كيف نفسرها؟ كيف يتألم حقا "الكلمة المتجسد"؟ كيف يحل عليه الروح القدس وهو أصلا روحه؟ لمن كان يصلي في البستان؟ لمن كان يصرخ: "إلهي إلهي لماذا تركتني"؟ نحن في العادة نشرح كل هذا بالفصل بين اللاهوت والناسوت، لكننا نفعل ذلك لأجل الآخرين، لأجل أن يفهم الآخرون (وليتهم فهموا!). أما بالنسبة لمسيحي فإن هذا الفصل نفسه فكر "نسطوري" بحت، وقد خلق هذا الفكر للأسف ما يمكن وصفه بـ"اللاهوت الشعبي"، ولكن ليس هكذا أبدا كان قول الآباء وتعليم الآباء!


السؤال المركزي في الحقيقة هو: لماذا تجسد الكلمة؟ لقد كانت القضية ابتداء هي "الإنسان" وكان هدف الله هو "خلاص" الإنسان. ولكن حيث لم يكن أي إنسان قادرا على رفع فساد "الخطية" ومن ثم حتمية "الموت" عن نفسه ـ ناهيك عن البشرية كلها ـ فقد قرر الله أن يرفع كل ذلك بذاته. ولكن لأن الله لا يموت فقد اتخذ الكلمة لنفسه ناسوتا، "لبس جسدا" كما يقول الآباء، ذلك كي يحمل في هذا الجسد نفسه الخطية ويقهر في هذا الجسد نفسه الموت. إن الكون كله قائم بكلمة الله، وهو الخالق الحافظ لكل شيء فيه، لكنه ـ دون أن يفارق خليقته، في كل ذرة في الكون ـ اتخذ على الأرض "هيكلا" لأجل خلاص الإنسان، فكان بالأحرى "يستخدم" هذا "الجسد" حسب تعبير العظيم أثناسيوس. "التجسد" إذن هو بالحقيقة جوهر الخلاص وأساس العقيدة كلها.


بعبارة أخرى: لفهم التجسد لا يجب النظر إلى "الإنسان" صعودا: فنقول مثلا إن يسوع الإنسان كان متحدا بالكلمة. إنما يجب النظر بالأحرى إلى "الله" أولا ثم هبوطا: فنقول إن "الله" استخدم لأجل الخلاص جسدا إنسانيا، أرسل روحه يبنيه في الرحم الطاهر واتحد كلمته معه. هذا "الإنسان"، في كل لحظة، هو في الحقيقة الكلمة "مخفيا" تحت الحجاب البشري. وهذا الكلمة هو كلمة "الآب" المتجسد بقوة "الروح": إله واحد وجوهر واحد ومشيئة واحدة.


"الإنسان" إذن ـ الذي بكى وتألم ـ هو ما "يخصنا" نحن، والكلمة ـ الذي أقام لعازر ـ هو ما "يخص الله". بالتالي فإجابة التناقض هي أن كل ما يشير إلى انفصال بين السيد والآب كما في الآية، وبالجملة كل ما نراه "إنسانيا" في هذا المبارك: هذا الذي انحنى أمام المعمدان، هذا المحزون في جسيماني، هذا المصلوب في الجلجثة، هذا هو بالأحرى "نحن" في المسيح. هذا هو "الإنسان" الذي يخصنا، الذي أخذه منا، والذي منه "نولد" مرة أخرى، ومثله نقوم من الموت. هذا هو الإنسان الذي "يمثلنا" والذي "نتمثل" به، الذي من ثم تحل عليه الروح مثلنا ويصلي مثلنا ويتألم مثلنا ويصرخ لله مثلنا، إذ هو "آدم" الثاني و"بكـر" البشرية الجديدة كلها.


الكلمة إذن "لبس طبيعتنا"، لأجل أن يغير هذه الطبيعة نفسها ويقيم "الإنسان الجديد". هذا الذي نراه إنسانيا في المسيح هو إنسانيتنا "نحن"، أو بتعبير أدق هو الممارسة الفعلية للإنسانية الجديدة، وهو التطبيق العملي للبشرية المفارقة، كما في عهد جديد دشنه هذا المبارك نفسه. المسيح إذن لم يخلصنا ولم يحررنا إلا لأنه خلص وحرر "جسده" هو أولا، خلص وحرر "بشريته" هو ذاته، ذلك أن جسده كان بالحقيقة جسدنا نحن وكانت بشريته بشريتنا نحن، فقط بلا خطية، ذبيحة دون عيب. لقد خلص المسيح وحرر هذا "الإنسان" أولا، هذا الذي كان الكلمة "يلبسه" و"يستخدمه" لأجل خلاصنا، والذي بقوة خطايانا "نحن" مات ثم بقوة لاهوته "هو" قام من الموت. بعد ذلك نخلص نحن بهذا "الإنسان الجديد" ونتحرر ونقوم من الموت كما قام. لذلك المسيح هو الباب: "أنا هو الباب" يقول الرب. "أنا هو الباب، إن دخل بي أحد فيخلص..."، و
هو الطريق: "أنا هو الطريق" الوحيد نحو الله، لأنه "ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي"!


ولكن حيث اتحد الكلمة به لم يعد بعد "الناسوت + اللاهوت"، بل صار "الكلمة المتجسد"، في "طبيعة واحدة" لا طبيعتين، وهذا هو الفيصل، على الأقل في الإيمان الأرثوذكسي السليم، والذي بدونه يؤدي بنا كل مسار آخر ـ خاصة الفكر النسطوري ـ إلى التشتت والالتباس والتناقض.


ما الفرق بين السيد المسيح وأي نبي أو قديس، كبولس الرسول مثلا؟ هذا في الحقيقة يقودنا إلى مفهوم "التألـّه" ويخرج بنا قليلا عن موضوعك، لذلك منعا للإطالة سأنتقل إلى رسالة جديدة.


 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,072
مستوى التفاعل
1,047
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل


ما الفرق بين السيد المسيح وأي نبي أو قديس، كبولس الرسول مثلا؟ ربما ظاهريا لا شيء، أما جوهريا فهناك فرق واحد حاسم: السيد المسيح هو "الإله المتأنس"، بولس الرسول هو "الإنسان المتألـّه". السيد المسيح هو الإله الذي "أخلى ذاته، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس"، بينما بولس الرسول هو الإنسان الذي "يحيا، لا هو، بل المسيح يحيا فيه"! لذلك تحديدا "تأنس" اللاهوت: كي "يؤلـّه" الناسوت. أخذ ما لنا وأعطانا ما له. أخذ عبوديتنا وأعطانا تحرره. أخذ ضعفنا لننال قوته. نزل كي نصعد. مات كي نقوم. نحن البشر "نتألـّه" بالسيد المسيح. نعم، "الحق أقول لكم: كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء". نعم، "الحق أقول لكم: إن من قال لهذا الجبل: انتقل وانطرح في البحر، ولا يشك في قلبه، بل يؤمن أن ما يقوله يكون، فمهما قال يكون له". نعم، "الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضا، ويعمل أعظم منها". نعم، "الحق الحق أقول لكم: إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم". نعم، "الحق الحق أقول لكم: إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يرى الموت إلى الأبد"!


لذلك نعم، الحق أقول لك أننا نحن البشر "نتألـّه" به، تبارك اسمه، وإلا فمن أين جاءت كل هذه القوات والعجائب التي تسمع عنها عند القديسين الأوائل؟ أليس بقوة المسيح "الحيّ" العامل فيهم؟ فهل مات المسيح بعد ذلك؟ هل ملّ من خطايا الإنسان فذهب في عطلة؟ هل أصابه اليأس فترك العالم وتخلى عنه؟ إننا حقا نعيش اليوم في "عصور الظلام" تحديدا لهذا السبب: أننا لم نعد نعرف هذه الحقيقة، أننا نتأله به، وحتى إذا عرفناها لا نؤمن بها، ولا حتى مثقال "حبة خردل"! نعم، نحن "نتألـّه" بالمسيح، يقينا لا شك فيه، ولا يفزعك أبدا هذا التعبير كما يفزع بعض آبائنا اليوم، نظرا لـ"تأثيرات الثقافة" المحيطة. "التألـّه" هو تحديدا اللفظ الذي استخدمه حرفيا القديس أثناسيوس ذاته، بل كرره أكثر من مرة دون أية مواربة.


وإلا فماذا تعنيه حقا أيها المسيحي حين تقول أن جسدك صار "هيكل الله" وفيك تحل "روح الله" القدوس؟ هل ندرك حقا خطورة هذه الجملة؟ قف، أعد فضلا قراءة هذه الجملة، وتأمل.. ألا يجب بالحريّ أن نرتعــد أمامها؟


ولا يعني أبدا هذا "التألـّه" أننا نصير "آلهة"، حاشا، حاشا، بل إن العكس تماما هو المقصود: إنه "ينفينا" نحن البشر بالكلية لكي "يثبت" الله بالكلية! أنا "الإنسان" حين صرت "لا شيء" صار الله هو "كل شيء"! أنا الإنسان حين أنكرت نفسي أثبت الله ذاته من خلالي فأشرق نوره في منطقي وفاح عطره في لساني وداوى بنعمته كل مريض تلمسه يدي وفاضت بركته على كل أرض أخطو فيها! أنا الإنسان حين تركت مجد ذاتي "تمجد" الله فيّ! أنا الإنسان الذي بالحريّ مات، الذي "مع المسيح صلبت"، فمن ثم الحيّ الوحيد الباقي هو بالحقيقة "لا أنا، بل المسيح يحيا فيّ"! لذلك فالمسيحية ليست "دينا". المسيحية إعلان واحد مستمر دائم عن الله، وفقط عن الله! "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات"، وفي اليسوعية بترتيب بليغ: "هكذا فليضئ نوركم للناس، ليروا أعمالكم الصالحة، فيمجدوا أباكم الذي في السموات"!


هذا في الختام هو ما يفسر لنا "ولادة" المعمودية التي فيها يزول "العتيق" وننتقل من بنوة آدم إلى بنوة الله، وهذا هو الميرون الذي تحل به روحه، وهذه هي الإفخارستيا التي توحدنا مع هذا "الكلمة المتجسد" وتثبته فينا ونحن فيه، خليقة جديدة لا تموت! وبالجملة هذا هو لاهوت الأسرار الذي حجبه عنا اللاهوت الشعبي حتى صارت الأسرار نفسها عند البعض ـ عمليا ومن ثم روحيا ـ مجرد "إعادة تذكار" لا "إعادة تكوين"، "خمرا جديدة في زقاق جديدة"، مجرد "تكرار" لا "تجديد"، أو مجرد "رمز" تم تفريغه من كل قوته، لا "تألـّه" كما قال حامي الإيمان، ولا "شركة" في "الطبيعة الإلهية" كما قال القديس الرسول، بينما هي مبتدأ كل قوة ومفتتح كل نعمة وبركة ونور، بالكلمة المسيح أبي الأنوار له كل مجد وكرامة، الآن وكل آن وإلى أبد الأبدين.


* * *
 

اليعازر

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
17 أكتوبر 2010
المشاركات
3,407
مستوى التفاعل
709
النقاط
0
شكرا عالدرس الواضح والمختصر

الرب يبارك تعبك.

.
 

zama

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
18 يونيو 2008
المشاركات
5,532
مستوى التفاعل
276
النقاط
83
الإقامة
♥♥ Egypt ♥♥
الموضوع ذو طرح شيق ، مُتشكر ..

==

ما أقدر التعليق حوارياً ، لأن الموضوع _ برأيئ _ فرعي ، خالي من عنصر نجتمع عليه سوياً

بالأتفاق أو نفي ذلك ، لأنه هناك أمور أكثر محورية من تلك الأمر (( الخضوع )) ، لأنني لم اُشكك

بـ تناقض الأقانيم الثلاثة الآن ، بل أتوجه لـ التحقق من إثبات جذور الفكر المتمثل في مجمل

التساؤلات المطروحة مُسبقاً ، بصراحة يروق لي _ جانب نفسي _ يكون هناك إله و راعي ،

أشعر إن في كيان يهمه أمري ، لكن بالمنطق البحت و النقد السليم الأركان يتم إثبات عكس ذلك ،

لا اُنكر الألم الشديد الذي يؤرقني منامي و حُلمي بصدق لكن لا حيلة بالرزق و لا شفاعة بالموت ،

النتيجة صدمة بكل شئ و كافة المعايير تنقلب رأس علي عقب ، التعبير الحرفي رُبما لا يفي

بالصورة ليس لأن طريقي خطأ لكن لأجل أنني أطلب لـ ذاتي بـ التبرأ من كل الجذور ، ذلك ليس

سهل مع الإدراك بـ أبعاد الموقف ، الختام رؤية ليست صافية ، لكن أثق بـ مقدرتي للتعامل و أتمني

التوفيق ، اُجهر بـ ذلك لأجل عدم إحتباس الضيق لئلا اُثقل بـ ذاتي ، ذلك جيد للصحة النفسية و

الأداء العام ..
 
أعلى