الرد على شبهة: منكري شفاعة القديسين للراهب نوح أنبا بيشوي

إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
لجزء الأول من الرد على منكري شفاعة القديسين.. وبركة رفاتهم!
الراهب نوح أنبا بيشوي


بنعمة ربنا وإلهنا ومخلصنا نفند الرد الذي ورد إلينا من منكري شفاعة القديسين.. وبركة رفاتهم التي تقدست بالروح القدس الساكن فيهم.
لاحظت ملاحظتين هامتين في هذا الرد..
الملاحظة الأولى: أن الأخوة الأحباء يحاولون فرض عقيدة غريبة على الكنيسة بالقوة!! ويردون علينا على أساس أن هذه هي عقيدتكم رغما عن أنفكم!!
الملاحظة الثانية: أنهم يخلطون بين الموضوعين.. موضوع شفاعة القديسين من ناحية وموضوع بركة رفات القديسين وآثارهم من ناحية أخرى!!
وسوف أرد على منطقهم بتقسيمه إلى موضوعات بحسب ما إستشهدوا به من نصوص الكتاب المقدس..
الموضوع الأول: هل خدمة القديسين تنتهي بموتهم؟!
1- إستشهادا بقول بولس الرسول {فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاثْنَيْنِ: لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا. وَلكِنْ أَنْ أَبْقَى فِي الْجَسَدِ أَلْزَمُ مِنْ أَجْلِكُمْ}!!!
واعتبر سيادته أن هذا النص هو المدماك الذي يدك معتقد التشفع بالمنتقلين من اساسها!!! على أساس أن بولس يقصد ما يلي حسب قوله: [فبولس الرسول يعلمنا بأوضح الكلمات بأنه اذا ما انتقل الى السماء وغادر الجسد فلن ينفع بعدها المؤمنين في الكنيسة الارضية المجاهدة. فبانتقاله الى المسيح يعلن نهاية خدمته للمؤمنين على الارض وصلته بهم.]!!!
ومعترضا على قولي بأني بولس خدمته على الأرض هي خدمة كرازة وتعليم.. بينما خدمته في السماء ستكون خدمة صلاة ومعونة روحية...
وسؤالي هل يفهم أحد من قول بولس الرسول أن بقاءه في الجسد ألزم من أجلكم أنه ينفي عدم لزوميته للكنيسة حال إنتقاله للسماء نهائيا؟؟!!!
فأي جاهل بقواعد اللغة يفهم أسلوب التفضيل: لازم.. وألزم.. فإستخدام بولس الرسول للفظة ألزم تعني أنه وجوده مع المسيح يكون لازم للكنيسة ولكن وجوده مع الكنيسة ألزم!! أي أن وجوده مع الكنيسة ألزم للكنيسة من وجوده مع المسيح من ناحية الإحتياج للكرازة والتعليم!! لأن الكنيسة في تأسيسها تحتاج للتعليم أكثر من الرعاية.
2- ولجهلهم بما في الكتاب يقولون: [القديس بعد انتقاله يسمع صوت الرب قائل له: {اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ} (متى21:25). فلو كان القديسين في افراح السماء يسمعون ما يحدث لاخوتهم على الارض من آلام وضيقات، فستنقلب افراحهم الى قلق وأحزان وبكاء جراء ما يحدث لاقربائهم والمؤمنين الاحياء على الارض، وحاشا ان تتحول السماء الى مواضع بكاء وحزن وصرير اسنان لأنها فقط مكان ” فرح ” بالمسيح]!
ألم تقرأوا أيها الجهال ما ورد في سفر الرؤيا: {9وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ الْخَامِسَ، رَأَيْتُ تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ، 10وَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ:«حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ وَالْحَقُّ، لاَ تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ؟» 11فَأُعْطُوا كُلُّ وَاحِدٍ ثِيَابًا بِيضًا، وَقِيلَ لَهُمْ أَنْ يَسْتَرِيحُوا زَمَانًا يَسِيرًا أَيْضًا حَتَّى يَكْمَلَ الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُمْ، وَإِخْوَتُهُمْ أَيْضًا، الْعَتِيدُونَ أَنْ يُقْتَلُوا مِثْلَهُمْ.}
أيها الجهال والعميان.. ألم تقرأوا قول المسيح {اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة} (لو15: 7)!!!
ألا تتأثر السماوات بحالتنا الروحية على الأرض؟؟!! ألا يوجد إرتباط بين الإنسان وملاكه السماوي؟!! {انظروا لا تحتقروا احد هؤلاء الصغار لاني اقول لكم ان ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه ابي الذي في السماوات} (مت18: 10).
إن كان بولس الرسول يقول عن القديسين المنتقلين أنهم لن يكملوا بدوننا!! ألا يسعون لمساعدتنا بالأحرى لأن في مساعدتهم لنا مكسب لأنفسهم لأنهم لن يتكملوا بدوننا!!
3- وردا على قصة رسالة إيليا إلى يهورام بعد رفعه إلى السماء يقول: ربما [قد ترك رسالة نبوية مع احد تلاميذه الانبياء، لأن الروح القدس أعلمه بالمستقبل وكشف له بأن هذا الملك سينحرف للشر، فتمت كتابتها فيما بعد وارسلت الى الملك الشرير كحكم الهي في زمانه. والدليل ان الكتاب لم يقل بأن الرسالة اتت من السماء!]
عندما نفشل في التبرير نلجأ إلى التأليف!!! ولذلك فلن أرد على أي تأليف بدون دليل!! يكفيني فقط فشلك في الرد ومحاولاتك الساذجة للتبرير لكي نتأكد من ضلالة الفكرة التي تدعو إليها!
وأما التبرير الآخر بأن إيليا حي ومن حقه أن يبعث برسائل من السماء فيقول: [لا يخبرنا الكتاب المقدس أين ذهب ايليا ولا أين صعد ولكنه يعلمنا أنه لم يمت بصعوده!! عليك أن تثبت أن ايليا قد مات أولا]!
للمرة الثانية.. أيها الجهال والعميان.. ألا تقرأون الكتاب المقدس؟!! {وفيما هما يسيران ويتكلمان اذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة الى السماء} (2مل2: 11)!!!
ألم يخبرنا الكتاب المقدس إلى أين ذهب إيليا ولا إلى أين صعد؟؟!! ألا يكفيك قول الكتاب أنه صعد إلى السماء؟؟!!
ثم نأتي للبرهان الذي تطلبه [عليك أن تثبت أن ايليا قد مات أولا] هل نفهم من كلامك هذا أن إيليا فقط هو الحي في السموات؛ وأن باقي البشر قد ماتوا؟؟!! ألم تقرأ رد الرب يسوع على اليهود الجهال في هذا الأمر:
{انا اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب ليس الله اله اموات بل اله احياء} (مت22: 32)!!
{ليس هو اله اموات بل اله احياء فانتم اذا تضلون كثيرا} (مر12: 27)!!
{وليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء} (لو20: 38)!!
ألستم فعلا تضلون كثيرا!!!
4- في رده على عدد معجزات أليشع وإيليا يقول: [وهذا جهل مدقع في الكتاب المقدس مع احترامي الشديد لحضرتك ..أو هو مجرد تسرع في غمرة دفاعك المحموم عن تقاليد كنسية لا اساس لها في كلمة الله. فالرجاء ان تذهب الى القمص الورع تادرس يعقوب ملطي.. وتسأله وتتعلم منه عن الحساب السليم لمعجزات اليشع النبي التي صنعها اثناء حياته وخدمته..]!!!
ولماذا لا تذهب مباشرة للكتاب المقدس وتحسب منه عدد معجزات ونبوات كلا من النبيين؟؟!! لماذا تريد الآن أن تذهب لأقوال البشر؟؟!! أليس هؤلاء البشر هم اللذين أضلوا الناس بشفاعة القديسين؟؟!!
تعال يا صديقي لنقرأ معا الكتاب لنعرف من فينا صاحب الجهل المدقع بما في الكتاب!!!
معجزات إيليا:
-------------
1- منع المطر (1مل17: 1).
2- مباركة الزيت والدقيق (1مل17: 6).
3- إقامة ابن الأرملة (1مل17: 20).
4- تقديمه الذبيحة ونزول نار من السماء (1مل18: 37).
5- سقوط المطر (1مل18: 42).
6- موت رئيسي الخمسين مع جنودهما (2مل1: 10).
7- شق الأردن برداءه (2مل2: 8).
نبوات إيليا:
----------
1- نبوته لآخاب (1مل21: 19).
2- نبوته لأخزيا (2مل1: 4).
3- بالإضافة إلى أن الغربان كانت تعوله بأمر من الرب (1مل17: 6).
معجزات أليشع:
--------------
1- شق الأردن برداء إيليا (2مل2: 14).
2- إبراء نبع الماء (2مل2: 21).
3- لعن الصبيان ومقتل 42 منهم (2مل2: 24).
4- خروج ماء بدون ريح ولا مطر ليملأ الوادي (2مل3: 17).
5- مباركة زيت الأرملة (2مل4: 4).
6- إعطاء إبن للمرأة الشونمية التي لم تكن تنجب (2مل4: 16).
7- إقامة ابن المرأة الشونمية من الموت (2مل4: 33).
8- إنقاذ الأنبياء من الطعام السام (2مل4: 40).
9- مباركة الخبز (2مل4: 43).
10- شفاء نعمان السرياني من البرص. (2مل5: 8).
11- لعن جحيزي وإصابته بالبرص (2مل5: 27).
12- الحديد يطفو على سطح الماء (2مل6:6).
13- إصابة الآراميين بالعمي (2مل6: 18).
14- إقامة الميت بعظامه (2مل13: 21).
نبوات أليشع:
------------
1- أليشع يخبر ملك إسرائيل بتحركات ملك آرام (2مل6: 12).
2- الرب يفتح عيني الغلام فيرى الجبل مملوء خيل ومركبات من نار (2مل6: 17).
3- نبوته على إنتهاء المجاعة وموت الجندي (2مل7: 1-2).
4- إنباؤه للشونمية بحدوث المجاعة (2مل8: 1).
5- إنباؤه لحزائيل بما سيفعله ببني إسرائيل من الشر (2مل8: 12).
6- نبوته عن ضرب آرام (2مل13: 19).
وهنا نلاحظ الملاحظة الأروع أنه ليست فقط معجزات أليشع كانت ضعف معجزات إيليا!! بل نبوات أليشع كانت ضعف نبوات إيليا!! بمعنى أن كل ماذكر عن أعمال أليشع ونبواته (20) كان ضعف كل ما ذكر عن أعمال إيليا ونبواته (10)!! ألم أقل لكم أنكم عميان قادة عميان!!!
وهكذا نرى أن معجزة أليشع الرابعة عشر والتي صنعها بنفسه رغم أنها حدثت بعظامه الميتة.. كانت تتميما لطلبته بأن يكون له نصيب إثنين من روح إيليا!!
5- في رده على النص التالي من رسالة العبرانيين: {لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا......}
يقول: [أن سحابة الشهود هم مشجعون لنا لكنهم ليسوا الهدف]!!!
وهو مين الجاهل اللي قال لك إنهم هدف!!!! أم كما قال الرب لأيوب تستذنبني لكي تتبرر أنت؟؟!!عاوز تلبسني قضية علشان تتبرر أنت؟؟!!
أيها الجهال والعميان.. ما معنى (مشجعون لنا)؟؟!! ألم تقل حضرتك منذ قليل أن خدمتهم إنتهت بموتهم ودخلوا إلى فرح سيدهم ولا يتأثرون بمن على الأرض لئلا ينقلب فرحهم إلى حزن وغم؟؟!!!
دلوقتي بقت خدمتهم في السماء التشجيع؟؟!!
ثم تستكمل فتقول: [ولأنك كالعادة لا تقرأ النص إلى الآخر ولا تريد أن تسمع أو تقرأ ما يقوله الآخر لقرأت الاية التي تليها مباشرة التي توضح ما هدفهم من التشجيع والتعضيد: {نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ} لو رفعنا عيوننا عن المسيح ووجهنا إلى مشجعي المدرجات سنخسر السباق والمكافأة المعدة لنا...]!!
والآن نسأل حضرتك.. كيف نشعر نحن بهذا التشجيع إن كان هؤلاء قد ماتوا وإنتهت خدمتهم ولا علاقة لهم بنا؟؟!!!
أليس التشجيع في حد ذاته هو خدمة من القديسين المنتقلين لإخوتهم الأحياء!! ألا يؤكد هذا على صحة ما نقوله من أن القديسين المنتقلين يساعدون القديسين المجاهدين على الأرض حتى ولو بالتشجيع كما تقول؟؟!!
مين الجاهل إللي قال إن المطلوب أن نحول عيوننا عن المسيح لكي ننظر للمشجعين!!! ألم أقل أنكم فشلتم في إثبات صحة الشفاعة في الكتاب المقدس فتريدون الآن أن تفرضوا علينا عقيدة لم نقل بها ثم تفندون تلك العقيدة وكأننا أجرمنا في حق المسيح!!!!
ثم تكمل ردك فتقول: [وهذه الاية وضعتها حضرتك يا جناب القس وهي تشرح كيفية التعامل معهم: {انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ}]!!!
ولماذا الآن يا صديقي العزيز نتمثل بإيمانهم؟؟!! ألم تقل منذ قليل أننا يجب علينا ألا ننظر للمشجعين مطلقا وإلا سنخسر الجعالة؟؟!! ألم تقل أن الكتاب يقول: {نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ}؟؟!! لماذا غيرت رأيك الآن في ذلك النص وقلت أننا يجب علينا أن نتمثل بإيمانهم؟!!
والآن الكرة في ملعبك يا صديقي... ممكن تشرح لنا ما هي خدمة التشجيع؟؟!! وكيف نشعر نحن بها؟؟!! ولماذا يقومون بهذه الخدمة إن كانت علاقتهم قد إنته بنا؟؟!!
6- في رده على النص التالي {اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ تَذْكَارًا لَهَا».} يقول: [الم تقرأ النص يا حضرة الراهب؟ {حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ} .. اي كلما قرأت الانجيل وبشرت به للعالم.. فان ذكر هذه المرأة والاكرام الذي قدمته للمسيح سيبقى حاضراً في الاذهان. فأين التشفع والصلاة والتعبد للقديسين كما هو ممارس في الكنائس اليوم؟!]
ألم تقل حضرتك أن خدمتهم قد إنتهت على الأرض ودخلوا إلى الفرح السماوي ولا علاقة لهم بنا؟؟!! فلماذا يأمرنا المسيح بأن نتذكرها؟؟!! ألا يكفي أن نتذكر فقط ما فعله المسيح لأجلنا وكفى؟؟!! لماذا يأمرنا الرسول بأن نذكر مرشدينا؟؟!! ألم تنتهي خدمتهم ولا علاقة لهم بنا ويكفي أن نتذكر ما فعله المسيح لأجلنا فقط؟؟!! لماذا يجب علينا أن نتمثل بإيمانهم؟؟!! ألا يكفي أن ننظر إلى رئيس الإيمان ومكمله فقط ولا علاقة لنا بالقديسين أو إيمانهم فهم لن ينفعوا سوى أنفسهم؟؟!!
7- في رده على ما إقتسبته من سفر الرؤيا {وَلَهُمْ كُلِّ وَاحِدٍ قِيثَارَاتٌ وَجَامَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوَّةٌ بَخُورًا هِيَ صَلَوَاتُ الْقِدِّيسِينَ.} وعلى سؤالي الأصلي في القضية الذي يقول هل تحتاج صلواتنا إلى وسيط لكي تدخل إلى عرش الله؟؟!! لم يستطع سيادته أن يجد إجابة على السؤال فأخذ يلف ويدور ويطالبنا بدليل على أننا قدمنا صلواتنا لهؤلاء الشيوخ لكي يقدمونها هم بدورهم إلى الله؟؟!! وبدليل على وجود الشفاعة وأن هذا يتناقض مع أنه لا يوجد سوى شفيع واحد!!!
عندك إجابة يا صديقي على سؤالي مباشرة؟؟!! هل تحتاج صلواتنا إلى وسيط لكي يرفعها كالبخور أمام عرش الله؟!! وكيف يرفع هؤلاء صلواتنا إلى الله وقد إنتهت خدمتهم على الأرض ولم يعودوا يشعرون بنا وهم في فرحهم السماوي؟؟!!
أما حكاية الشفيع الوحيد.. فسوف نعطيك عنها الرد المناسب لتعلم أن الكنيسة القبطية ليس عندها أي تناقض بين نصوص الكتاب كما تدعي حضرتك!!
نكتفي اليوم بهذه النقطة الأولى من ردنا على مقالة الأخوة الأحباء عن بدعة إنتهاء خدمة القديسين على الأرض بموتهم!!! ونستكمل في الجزء الثاني الرد على باقي إدعاءاتهم وهي:
هل الكنيسة تصلي إلى الموتى أم إلى الله؟!
هل رفات القديسين ليس بها أي قوة؟!
هل المعجزات هي خاصة فقط بغير المؤمنين؟!
هل شفاعة القديسين من الأحياء تنتهي بموتهم؟!
 
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
للراهب نوح أنبا بيشوي

قرأت مناقشة على صفحات الفيس بوك يقودها من ينكرون شفاعة القديسين بدعوى أنها غير موجودة في الكتاب المقدس!!! وهذا للأسف جهل بما هو في الكتاب المقدس.. ويبدو أن هؤلاء إما لا يقرأون الكتاب المقدس!! أو لا يريدون أن يقرأوا ما هو ضد عقيدتهم!!
تعالوا ندرس إعتراضاتهم نقطة نقطة ونرد عليها:
النقطة الأولى:
يقولون أن خدمة القديسين تنتهي بموتهم! مستشهدين في ذلك بقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيلبي (1: 21-23) {21لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ. 22وَلكِنْ إِنْ كَانَتِ الْحَيَاةُ فِي الْجَسَدِ هِيَ لِي ثَمَرُ عَمَلِي، فَمَاذَا أَخْتَارُ؟ لَسْتُ أَدْرِي! 23فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاثْنَيْنِ: لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا. }!! متناسين أن بولس إنما يتكلم عن خدمة الكرازة والتعليم وليس عن خدمة الصلاة والشفاعة!!
وأيضا مستشهدين بقول أليفاز التيماني لأيوب {1«اُدْعُ الآنَ. فَهَلْ لَكَ مِنْ مُجِيبٍ؟ وَإِلَى أَيِّ الْقِدِّيسِينَ تَلْتَفِتُ؟} (أيوب5: 1)!!! متناسين أن الرب قال لأليفاز هذا: {قَدِ احْتَمَى غَضَبِي عَلَيْكَ وَعَلَى كِلاَ صَاحِبَيْكَ، لأَنَّكُمْ لَمْ تَقُولُوا فِيَّ الصَّوَابَ كَعَبْدِي أَيُّوبَ. 8وَالآنَ فَخُذُوا لأَنْفُسِكُمْ سَبْعَةَ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةَ كِبَاشٍ وَاذْهَبُوا إِلَى عَبْدِي أَيُّوبَ، وَأَصْعِدُوا مُحْرَقَةً لأَجْلِ أَنْفُسِكُمْ، وَعَبْدِي أَيُّوبُ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِكُمْ، لأَنِّي أَرْفَعُ وَجْهَهُ لِئَلاَّ أَصْنَعَ مَعَكُمْ حَسَبَ حَمَاقَتِكُمْ، لأَنَّكُمْ لَمْ تَقُولُوا فِيَّ الصَّوَابَ كَعَبْدِي أَيُّوبَ}.!!!
يا للجهل؛ ففيما هم يستشهدون بنص من الكتاب المقدس ليؤيد فكرتهم.. فإذ بهذا النص هو الذي يثبت الشفاعة التي ينكرونها!! فالله بعدما وبخهم من أجل كلامهم وحماقتهم.. طلب منهم أن يذهبوا لأيوب ويطلبوا شفاعته لئلا يصنع معهم حسب حماقتهم!!!!
يستقطعون من سياق القصة ما يخدم أغراضهم بينما الحقيقة تفضحهم!!!
والسؤال الذي سيطرح نفسه الآن.. هل فعلا تنتهي خدمة القديسين بموتهم؟؟!! أنا هنا لن آتي بمثال من العهد الجديد بل سآتي بقصة من العهد القديم تنهي هذا الإدعاء تماما...
في أخبار أيام الثاني الإصحاح21: {12وَأَتَتْ إِلَيْهِ كِتَابَةٌ مِنْ إِيلِيَّا النَّبِيِّ تَقُولُ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ دَاوُدَ أَبِيكَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَسْلُكْ فِي طُرُقِ يَهُوشَافَاطَ أَبِيكَ وَطُرُقِ آسَا مَلِكِ يَهُوذَا، 13بَلْ سَلَكْتَ فِي طُرُقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، وَجَعَلْتَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ يَزْنُونَ كَزِنَا بَيْتِ أَخْآبَ، وَقَتَلْتَ أَيْضًا إِخْوَتَكَ مِنْ بَيْتِ أَبِيكَ الَّذِينَ هُمْ أَفْضَلُ مِنْكَ، 14هُوَذَا يَضْرِبُ الرَّبُّ شَعْبَكَ وَبَنِيكَ وَنِسَاءَكَ وَكُلَّ مَالِكَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. 15وَإِيَّاكَ بِأَمْرَاضٍ كَثِيرَةٍ بِدَاءِ أَمْعَائِكَ حَتَّى تَخْرُجَ أَمْعَاؤُكَ بِسَبَبِ الْمَرَضِ يَوْمًا فَيَوْمًا».}
هل تصدقون أن هذه الرسالة التي أتت من إيليا كانت بعد أن صعد إيليا إلى السماء بعدة سنوات؟؟!!!
فهذه الرسالة جاءت إلى يهورام إبن يهوشافاط ملك يهوذا.. بينما نقرأ في سفر الملوك الثاني الإصحاح الثالث أن إيليا كان قد صعد إلى السماء، وأن أليشع هو الذي كان موجودا في أيام يهوشافاط ملك يهوذا!! {11فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: «أَلَيْسَ هُنَا نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ الرَّبَّ بِهِ؟» فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «هُنَا أَلِيشَعُ بْنُ شَافَاطَ الَّذِي كَانَ يَصُبُّ مَاءً عَلَى يَدَيْ إِيلِيَّا». 12فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: «عِنْدَهُ كَلاَمُ الرَّبِّ». فَنَزَلَ إِلَيْهِ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ وَمَلِكُ أَدُومَ.}
يعني أليشع كان نبيا لإسرائيل في أيام يهوشافاط، والرسالة جاءت من إيليا لإبن يهوشافاط (أي يهورام) بعد صعوده إلى السماء!!! فكيف عرف إيليا كل هذه الأخبار بعد انتقاله من الأرض وكيف أرسل كتابة إلى يهورام ينذره فيها بسبب خطاياه؟!! ثم نتكلم بعد ذلك عن إنتهاء خدمة الأبرار بموتهم؟؟!!
النقطة الثانية:
ثم يهاجمون قصة إقامة الميت الذي سقط على عظام أليشع مدعين أن هذا هو الشاهد الوحيد على شفاعة الأموات وبركة عظام القديسين!!!
طيب يا صديقي هو إنت عندك شاهد آخر ينكر بركة عظام القديسين في الكتاب المقدس؟؟!!! الآية الواحدة لا تصلح كشاهد إن كان هناك ما يعطي رأيا آخر أو فكرا آخر فنلجأ إلى البحث في كل الآيات لنعرف الفكرة العامة التي يتكلم عنها الكتاب!! أما إن كان لا يوجد ما يناقضها فلا عيب في الرجوع إليها كدليل على صحة المعتقد!!
أما الأسباب التي يسقونها لنقض هذه القصة فهي كما يلي:
1- أن هذه المعجزة لم يجريها القديس أليشع!!!! ولا ندري من أين أتيت بهذا المعتقد؟؟!! هل قال الكتاب أن هذه المعجزة لم يجريها القديس أليشع؟؟!! أنا سأثبت لك يا صديقي أن هذه المعجزة قام بها القديس أليشع بنفسه!!
عند رفع إيليا إلى السماء كما ذكر سفر الملوك الثاني الإصحاح الثاني: {9وَلَمَّا عَبَرَا قَالَ إِيلِيَّا لأَلِيشَعَ: «اطْلُبْ: مَاذَا أَفْعَلُ لَكَ قَبْلَ أَنْ أُوخَذَ مِنْكَ؟». فَقَالَ أَلِيشَعُ: «لِيَكُنْ نَصِيبُ اثْنَيْنِ مِنْ رُوحِكَ عَلَيَّ». 10فَقَالَ: «صَعَّبْتَ السُّؤَالَ. فَإِنْ رَأَيْتَنِي أُوخَذُ مِنْكَ يَكُونُ لَكَ كَذلِكَ، وَإِلاَّ فَلاَ يَكُونُ».}!!
وهنا نسأل.. هل أخذ أليشع نصيب إثنين من روح إيليا؟؟!! لو رجعت إلى الكتاب المقدس ستجد أن إيليا صنع سبع معجزات طوال فترة نبوته ووجوده على الأرض! أما أليشع فقد صنع ثلاثة عشر معجزة طوال فترة خدمته ووجوده على الأرض!! وكانت هذه المعجزة التي صنعها بعد موته هي المعجزة رقم أربعة عشر!!!
فهل أخذ أليشع نصيب إثنين من روح إيليا؟! نعم وبكل تأكيد!!
وهل صنع أليشع هذه المعجزة بعد موته؟! نعم وبكل تأكيد.. تأكيدا من الله لطلب أليشع وتحقيقا لشهوة قلبه!
2- يقولون أن الرب هو الذي أجراها بعظام عبده الميتة؟؟!! بصراحة إعتراض ينم عن شدة الغباء!!! وهو مين اللي قال في أي معجزة عملها أي قديس أن الله لم يصنع هذه المعجزة؟؟!!
جميع المعجزات التي يعملها الأنبياء والقديسين هي من صنع الله بكل تأكيد!! حتى وإن عملها بصلاة القديس وشفاعته، أو بعظامه بعد موته!!
أما تبريرهم لماذا إستخدم عظام الميت لإقامة الميت! فهو عذر أقبح من ذنب!! أو تبرير أقبح من نكران!! فيقولون ليعطي إسرائيل الأمل بإنقاذهم من الغزاة الموآبيين!! وأنهم غير متروكين من الرب!!
فهل كان الأمر يحتاج للمس عظام أليشع ليعلموا أن الرب معهم؟!! أليس مجرد إقامة ميت خير دليل على أن الرب معهم حتى ولو لم يكن بأي سبب؟؟؟!!!
3- يقولون أن أصحاب الميت وأقرباؤه لم يكونوا يقصدون طلب معجزة من أليشع!! لأن هذا الأمر لا يفعله اليهود.. إذ أن اليهود لايطلبون ولا يتشفعون بالموتى حتى ولو كانوا من كبار القديسين إذ حرمت الشريعة ذلك: {10لاَ يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ، وَلاَ مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلاَ عَائِفٌ وَلاَ مُتَفَائِلٌ وَلاَ سَاحِرٌ، 11وَلاَ مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلاَ مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا أَوْ تَابِعَةً، وَلاَ مَنْ يَسْتَشِيرُ الْمَوْتَى}!!
وطبعا هذا نوع من الخداع لأن الجميع يعلمون أن هذه الأمور لم تكن صلوات إلى إله إسرائيل بل هي من أجل الأوثان والشياطين!!
الشريعة كانت تقول أن عظام الأموات نجسة.. ولكن هذا لم يمنع من أن يكون قبر داود وقبر إبراهيم موجودا عندهم حتى الآن!! بل حتى يوسف أمرهم أن يأخذوا معهم عظامه عند خروجهم من أرض مصر!! فهل رفضوا ذلك بحجة أن العظام نجسة؟؟!!
نرجع إلى قصة أليشع ونسأل فلماذا صنع إذن الله هذه المعجزة بعظام أليشع؟! لماذا لم يُقمه الله مباشرة دون أن يلمس عظام أليشع؟!! ما المغزى من هذه القصة النبوية التي ذكرها الوحي بروح النبوة؟!
كما قلنا أن هذه المعجزة كانت تكميل لرغبة أليشع النبي في أن يكون له نصيب إثنين من روح إيليا عليه!! فنعلم من الشريعة أن البكر له نصيب إثنين: {إِذَا كَانَ لِرَجُل امْرَأَتَانِ، إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ، فَوَلَدَتَا لَهُ بَنِينَ، الْمَحْبُوبَةُ وَالْمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الابْنُ الْبِكْرُ لِلْمَكْرُوهَةِ، فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لَهُ، لاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ الْمَحْبُوبَةِ بِكْرًا عَلَى ابْنِ الْمَكْرُوهَةِ الْبِكْرِ، بَلْ يَعْرِفُ ابْنَ الْمَكْرُوهَةِ بِكْرًا لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ، لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لَهُ حَقُّ الْبَكُورِيَّةِ} (تث21: 17).
فأليشع إعتبر نفسه الإبن البكر لإيليا. وإيليا كان يعتبر هو أب جميع الأنبياء، وإليشع بسؤاله هذا؛ يريد أن يكون البكر.. وهو طامع ليس فى ميراث أرضى أو زمنى، بل يطلب نعمة روحية. ولذلك فهو يطلب من إيليا أن يتشفع له عند الله.
ولأن إيليا النبي يدرك تماما أن ذلك ليس في سلطانه، إنما هو حق إلهي، يقدمه اللَّه الفاحص القلوب لمحبوبيه الأمناء.. أعطاه إيليا علامة ليعرف إن كان الله سيحقق له طلبه أم لا؛ فهو لا يعرف قامة تلميذه الروحية! ولا يعرف هل هو مؤهل لرؤية المناظر الروحية أم لا! ففي (2مل17:6) نرى تلميذ إليشع بصلوات إليشع تنفتح عينيه فيرى المركبات النارية.. لأن هذه رؤية روحية وهى ليست لكل إنسان؛ وإيليا يعلم أن إنتقاله سيكون فى منظر روحاني!! وهذا ليس شيئا مرئيا لكل إنسان. فكانت العلامة التى أعطاها إيليا لأليشع أنه لو سمح الله له برؤية هذا المنظر الروحاني فهذا يعني أن الله قد وافق على طلبه ويكون قد قبله خليفة لمعلمه إيليا.
كان الغزاة الموآبيون يهاجمون بلاد إسرائيل في كل موسم حصاد - كانوا يجيئون كل سنة، بسبب ضعف الحالة الحربية والسياسية في دولة إسرائيل، ليستولوا على المحصول الذي تعب الفلاحون فيه السنة بطولها. وكان أليشع قد مات لتوه!! وبالتالي فقد إسرائيل العون الذي كانوا يترجونه من وجود النبي في وسطهم!! فكم من مرة أنقذهم من ملوك آرام!! وعلى الرغم من أنه تنبأ أن ليوآش بأنه سيضرب آرام ثلاث مرات؛ إلا أنهم كانوا يخافون منهم جدا!! وها قد صعد الموآبيون أيضا عليهم! فكانت هذه المعجزة تأكيد من الله أن أليشع لايزال يقودهم ويشفع فيهم حتى على الرغم من عدم وجوده في وسطهم!!
النقطة الثالثة:
أحبائنا لا ينكرون وجود الشفاعة بين الأحياء في العهد القديم.. بمعنى هي شفاعة من حي بار إلى حي خاطئ!! أما المنتقلين فليس لهم حق الشفاعة!!!
وهذا كلام يفتقر إلى المنطق والعقل تماما!!! فكيف يكون من حق البار أن يشفع للناس في الأرض ويفقد هذا الحق في السماء بعد دخوله إلى المجد؟؟!!
على أية الحالات سوف ندرس معا الكتاب المقدس ونرى ماذا يقول بخصوص هذا الأمر...
أولا في العهد القديم:
1- شفاعة إبراهيم في أبيمالك تكوين20: {7فَالآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا. وَإِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا، فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَوْتًا تَمُوتُ، أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ لَكَ».}
2- شفاعة إبراهيم في سدوم وعمورة تكوين18: {23فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ 24عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارًّا فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارًّا الَّذِينَ فِيهِ؟ 25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ، أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ، فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟»}.
3- هارون يطلب من موسى أن يشفع في مريم: {11فَقَالَ هَارُونُ لِمُوسَى: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، لاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا الْخَطِيَّةَ الَّتِي حَمِقْنَا وَأَخْطَأْنَا بِهَا. 12فَلاَ تَكُنْ كَالْمَيْتِ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ قَدْ أُكِلَ نِصْفُ لَحْمِهِ». 13فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: «اللّهُمَّ اشْفِهَا». }
4- شفاعة أيوب في أصحابه كما ذكرنا سابقا.
نكتفي بهذا القدر لأننا نعلم أنه لا خلاف على قبولهم لشفاعة الأحياء الأبرار... والآن نأتي للنقطة الثانية.. هل كان الناس في العهد القديم يتشفعون بالأنبياء والأبرار الذين ماتوا؟؟!!
1- تشفع موسى بإبراهيم واسحق ويعقوب في خروج32: {11فَتَضَرَّعَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَقَالَ: «لِمَاذَا يَا رَبُّ يَحْمَى غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ؟ 12لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ الْمِصْرِيُّونَ قَائِلِينَ: أَخْرَجَهُمْ بِخُبْثٍ لِيَقْتُلَهُمْ فِي الْجِبَالِ، وَيُفْنِيَهُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ؟ اِرْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ، وَانْدَمْ عَلَى الشَّرِّ بِشَعْبِكَ. 13اُذْكُرْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ عَبِيدَكَ الَّذِينَ حَلَفْتَ لَهُمْ بِنَفْسِكَ وَقُلْتَ لَهُمْ: أُكَثِّرُ نَسْلَكُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكُمْ كُلَّ هذِهِ الأَرْضِ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَنْهَا فَيَمْلِكُونَهَا إِلَى الأَبَدِ». 14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.}
2- تشفع سليمان بداود أبيه2أخ6: {41وَالآنَ قُمْ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ إِلَى رَاحَتِكَ أَنْتَ وَتَابُوتُ عِزِّكَ. كَهَنَتُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ يَلْبِسُونَ الْخَلاَصَ، وَأَتْقِيَاؤُكَ يَبْتَهِجُونَ بِالْخَيْرِ. 42أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ، لاَ تَرُدَّ وَجْهَ مَسِيحِكَ. اذْكُرْ مَرَاحِمَ دَاوُدَ عَبْدِكَ}.
3- الملائكة تشفع من أجل إسرائيل: {12فَأَجَابَ مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَالَ: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِلَى مَتَى أَنْتَ لاَ تَرْحَمُ أُورُشَلِيمَ وَمُدُنَ يَهُوذَا الَّتِي غَضِبْتَ عَلَيْهَا هذِهِ السَّبْعِينَ سَنَةً؟» 13فَأَجَابَ الرَّبُّ الْمَلاَكَ الَّذِي كَلَّمَنِي بِكَلاَمٍ طَيِّبٍ وَكَلاَمِ تَعْزِيَةٍ.}
4- لماذا كان اليهود يحتفظون بقبور الأنبياء ويحافظون عليها على الرغم من أنهم لا يتبركون بها كما يدعي هؤلاء؟!
يقول الكتاب عن قبر داود أنه كان موجودا حتى أيام الرسل {29أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَارًا عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هذَا الْيَوْمِ.} فلماذا إحتفظ اليهود به كل هذه السنين حتى مع السبي والتشتت في كل بقاع الأرض؟؟!!
الخلاصة:
1- إكتشفنا أنه في العهد القديم.. كان الأبرار الأحياء يتشفعون عن الآخرين وقبل الله شفاعتهم
2- إكتشفنا أن الأبرار لا تنتهي خدمتهم بموتهم بل هي مستمرة حتى بعد موتهم (إيليا النبي وأليشع النبي).
3- إكتشفنا أن اليهود كانوا يحتفظون بقبور الأنبياء، ونقلوا عظام يوسف معهم من مصر.. على الرغم من نجاسة عظام الأموات حسب الشريعة.
4- إكتشفنا أن اليهود كانوا يتشفعون بإبراهيم واسحق ويعقوب وداود.. بل الملائكة أيضا كانت تشفع في إسرائيل دون أن يطلب منهم أحد ذلك..
ثانيا: الشفاعة في العهد الجديد...
بكل تأكيد أن مبدأ شفاعة الأحياء في الأحياء لم ينتهي.. بل ظل مستمرا كما كان في العهد القديم، ولذلك لن نتكلم كثيرا في هذه النقطة.. ولكن سنركز على شفاعة الراقدين في الأحياء.. وعلى بركة القديسين الراقدين منهم والأحياء..
بعدما تكلم بولس الرسول عن أبطال الإيمان في العهد القديم قال عنهم ما يلي:
{1لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا}...
والسؤال الآن ماذا تفعل هذه السحابة من الشهود التي تحيط بنا إن كانت رسالتها قد إنتهت بموتها؟؟!! ولماذا هي محيطة بنا؟؟!!
وأيضا: {7اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ.} والسؤال هنا: كيف سنذكر مرشدينا الذين إنتقلوا؟؟!! إن كنا لا نطلب صلواتهم عنا فلماذا نذكرهم؟!
السيد المسيح نفسه قال: {13اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ تَذْكَارًا لَهَا».} ومنه أخذت الكنيسة القبطية مقدمة مجمع القديسين في القداس.. [لأن هذا يارب هو أمر إبنك الوحيد أن نشترك في تذكار قديسيك].
في سفر الرؤيا: {8وَلَمَّا أَخَذَ السِّفْرَ خَرَّتِ الأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا أَمَامَ الْخَروفِ، وَلَهُمْ كُلِّ وَاحِدٍ قِيثَارَاتٌ وَجَامَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوَّةٌ بَخُورًا هِيَ صَلَوَاتُ الْقِدِّيسِينَ. 9وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ:«مُسْتَحِق أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ، 10وَجَعَلْتَنَا لإِلهِنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً، فَسَنَمْلِكُ عَلَى الأَرْضِ».}
وفي هذا النص نجد أن الأربعة والعشرون شيخا هم من القديسين الذين إنتقلوا لأنهم يقولون للرب أنك ذبحت واشتريتنا لله.. ويقدمون صلوات القديسين إلى الله.. فلماذا يقدمون هذا الصلوات إلى الله؟! هل تحتاج صلواتنا إلى وسيط لكي تدخل إلى عرش الله؟؟!! ولماذا سيملكون على الأرض إن كانت خدمتهم قد إنتهت بموتهم؟؟!!
والسؤال الثاني.. هل توجد دلائل على التبرك برفات القديسين في العهد الجديد؟؟!!
طبعا أكبر مثل على ذلك هو مناديل وعصائب بولس الرسول!! التي كانت تشفي المرضى وتخرج الأرواح الشريرة.. {12حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ أَوْ مَآزِرَ إِلَى الْمَرْضَى، فَتَزُولُ عَنْهُمُ الأَمْرَاضُ، وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ.}!!
أما الرد المضحك الذي فعلا يوضح كم الغيبوبة التي يعيش فيها إخواننا هؤلاء... فهو الرد على هذا النص إذ يقولون أن الناس الذين كانوا يُشفون بهذه المناديل أو المآزركانوا غير مؤمنين بالمسيح!!! لأنهم لو كانوا مؤمنين بالمسيح عمرهم ما كانوا هايروحوا لبولس ولا لمناديله!! ولكن المسيح يسمح بوسيلة مؤقته ليعرفوا الإيمان ويجدوا المسيح!!!!!!!!!!!!!!
طيب يا صديقي.. المسيح ضحك على المرضى وشفاهم بمناديل بولس علشان يعرفوا أن بولس ده قديس فيسألوه إنت بقيت قديس إزاي يقولهم أنا بقيت قديس لما آمنت بالمسيح!! فيآمنوا بالمسيح علشان يبقوا قديسين هما كمان!!! ما علينا هانفوتلك دي!!!
طيب الشياطين اللي كانت بتترعب من مناديل بولس وبتخرج من الناس!! كانت بتترعب ليه؟؟!!!
كانت هي كمان مش عارفه المسيح؟؟!! والمسيح سمح لهم إنهم يترعبوا من بولس علشان يعرفهم بنفسه!!!!!
فعلا عذر أقبح من ذنب!!!!
هل لو ظلت هذه المناديل بعد موت بولس كانت ستفقد قوتها المرعبة للشياطين؟؟!! هل كانت تستمد قوتها من حياة بولس الأرضية أم من قداسة بولس؟؟!!!
ألا يقول الرب إني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون؟!
فكيف يتم إكرامهم؟؟!! وهو هنا يتكلم عن إكرامهم على الأرض وليس إكرامهم في الأبدية....
ثالثا: الشفاعة في التقليد الكنسي..
الشئ المضحك في هذه القصة هو قول أحدهم أن بدعة التشفع بالقديسين لم تعرفها الكنيسة في عصر الرسل أو القرن الأول!!!ولكن عرفت بعد ذلك!!! وهذا دليل على أنها بدعة!!!!
أمال نقول إيه على الكنيسة التي إبتُدعت في القرن السادس عشر؟؟!! إن كان القرن الثاني بدعة.. يبقى القرن السادس عشر إيه؟؟؟!! هم يضحك وهم يبكي!!!
عقيدة الشفاعة ثابتة في جميع الكنائس الرسولية.. الأرثوذكسية بعائلتيها الخلقدونية (اليونانية والروسية...) وغير الخلقدونية (القبطية والسريانية والحبشية..) والكاثوليكية..
وبالتالي لا نحتاج لدليل على وجودها في التقليد الرسولي.. لأنها لم تكن يوما موضع خلاف بين الكنائس الأصيلة... ولكنها من البدع التي إبتدعتها الكنائس الحديثة التي لا أصل لها بسبب واحد وظاهر.. أنهم ليس لديهم قديسين ولا معجزات ليثبتوا بهم صحة عقيدتهم!!! فالحل الوحيد أمامهم للمداراة على هذه الكارثة التي تطعن في مصداقية كنيستهم هو نفي هذه العقيدة!!! لا لعدم صحتها أو توافقها مع الكتاب المقدس؛ ولكن لأنهم لا يملكون قديسين ومعجزات وظهورات سماوية في كنائسهم!
وتوجد في جميع الكنائس رفات لقديسين من القرن الأول والثاني الميلادي.. ويكفي أننا لدينا رفات مار مرقس الرسول!! فكيف تكون هذه بدعة إن كانت الكنيسة الأولى إحتفظت برفات أحد الرسل!!! بل واليهود أنفسهم إحتفظوا بقبور أنبياؤهم وحافظوا عليها؟؟!!
وإن كنا نوافقهم في وجود بعض التجاوزات من المسيحيين في هذا الأمر.. فهذا لا يعني مطلقا أن ننفيها أو نلغيها! فقط نصحح المفاهيم التي دخلت إلينا من الأمم التي نعيش وسطها.. أما إلغاؤها فهو يعني أننا كنيسة بلا رجاء وكنيسة تنتهي بموت قديسيها!!
فلا تتذرعوا بتصرفات الجهلاء لتلتمسوا الأعذار لأنفسكم حتى تثبتوا صحة ما إبتدعتموه!
روحانية التشفع بالقديسين:
أ- الشفاعة بالقديسين تحمل معنى الإيمان بالحياة الأخرى.
ب- الشفاعة هي شركة حب بين أعضاء الجسد الواحد وهو الكنيسة (المجاهدة والمنتصرة)...
ج- الشفاعة تحمل في طياتها تواضع القلب... فالذي يطلب الشفاعة هو إنسان متضع، غير مغرور بصلته الشخصية بالله، يأخذ موقف الخاطئ الضعيف الذي يطلب شفاعة غيره فيه، يشعر بضآلة نفسه وثقل خطاياه.
د - الشفاعة دليل على عدل الله في مبدأ تكافؤ الفرص... فكما سمح الله للشيطان بمحاربة أولاده فسمح أيضاً للملائكة وأرواح القديسين أن يساعدوا أولاده على الأرض.
الرب يغفر لنا جهالتنا وضعفنا بشفاعة العذراء أم النور مريم وجميع قديسيه آمين.
 
أعلى