أتعاب الجسد - إرشاد للحفاظ على النعمة

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
جيد لك أن تُقدم كل تعب الجسد من أجل أن لا تُهمل الأعمال الموكلة إليك كأمانة موضوعه عليك من قِبل الله وحسب ما أعطاك من نعمة، لأن الراحة تضرك وتُفرح أعداءك وتجعلك تسقط سريعاً أمام أصغر خطية، لأن الراحة الزائدة عن حاجة الجسد تُفسد النفس وتجعلها كسولة متراخية فتنسحب النعمة منها وتُصبح فارغة من قوة الله ولا يبقى لها سوى الأحاديث والكلمات المعسولة التي تبقى في الذاكرة بسبب عمل النعمة فيها، ومع الوقت حتى هذه الكلمات ستفقدها وتنغرس في الشهوة ورغبات الجسد تتحكم فيها، وهكذا تستمر إلى أن تُسيطر عليها الظلمة فتسقط من النعمة، لذلك لا تسمح لنفسك أن تخضع لروح الكسل، لأنه عدو عمل النعمة الأول.

  • كما أيضاً الإفراط في التعب فوق إمكانياتك وفوق طاقة جسدك، يجعلك تنهار وتسقط تحت ثقل الأعمال المفرطة التي لا تتناسب مع قوى جسدك، لأن جسدك ليس ملكك لكي تمزقه من الإفراط في التعب المبالغ فيه وفوق الحاجة حتى ينهار ولا تستطيع أن تقوم بالأعمال الروحية بسلامة، لأنه لا ينبغي أن ترتأي فوق ما ينبغي بل إلى التعقل، والرجل الحكيم يعرف ما له من الله ويسير وفق التدبير الخاص به حسب ما نال من نعمة بدون إفراط أو تفريط، هكذا علمنا الآباء بروح إنجيل ربنا يسوع، وذلك لكي نسلك بحكمة لا كجهلاء ونترك أبواب النفس مفتوحة للتجارب، لئلا نسقط ولا ندري أننا نحن المسئولين عن سقوطنا بسبب عدم التمييز والإفراز والمحافظة على الجسد بتعقل والخضوع للتدبير الذي يتناسب مع كل واحد فينا، لذلك علينا أن نحذر ونتمسك بالحكمة التي لنا من عند أبي الأنوار ونسلك بلياقة وتدبير حسن بإفراز وتدقيق وليس كجهلاء.
 
أعلى