الإبن الضال( 1)

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113

الإبن الضال( 1 )
قصة الابن الضال في الكتاب المقدس تروي ان إنسان كان له إبنان، قال أصغرهما لأبيه يا أبي أعطني القسم الذي يصيني من المال.
هذا الالتماس أظهر عدم اقتناعه بحالته. ورغبة الإنسان في أن يكون سيد نفسه دون الله هي بداءة كل الخطايا.
لم يعمل الأب شيئاً يؤنب به إبنه أو يصده. لقد تركه فقط يزرع، ثم بعد ذلك يحصد.وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كورة بعيدة .

هنا نرى الابن الضال وقد صار غنياً. لقد تحول إلى ضال من اللحظة التي أعطى فيها قفاه لأبيه إلى أن صار كما تقول القصة يطعم الخنازير.

إن الإنسان يصل إلى عمق البعد عن الله تدريجياً. هي رحلة، ولكن البعض يسرع فيها ويسبق غيره. وعلى أي حال لا بد أن يصل الجميع إلى النهاية المظلمة.

سافر الى كورة بعيدة .بعيدة عن أبيه، وبعيدة عن قيود البيت، ولكنها أيضاً بعيدة عن التأثيرات الطيبة. لقد ذهب قلبه أولاً إلى هناك، ثم بعد ذلك جسده. والطريق إلى تلك الكورة دائماً في إنحدار. التشرد والبعد عن الله هو حال الإنسان هناك. إن البعد لا يقاس بالخطوات، بل بمقدار البعد عن المحبة والشوق إلى الله.

ويتابع الكتاب المقدس عن هذا الابن الضال قائلا وهناك بذر ماله {بعيش مسرف}{ولما أنفق كل شيء}{حدث جوع شديد في تلك الكورة}

كانت لديه ثروة. وكانت الثروة في يده، ولم تكن في عقله أو في قلبه، والغبي هو الذي يتكل على الأولى فقط.كثيراً ما تتكرر هذه القصة حرفياً في حياة الناس . فالأكثر حدوثاً هو أن يترك الناس إلههم متجهين إلى الشهوات الحسية التي لا تضبطها أفكار الله، بل يوجهها الاضطراب المادي فقط. العيش المسرف هو الطريق المميت لإجهاد النفس، وإنهاك العقل، وتحطيم الثروة، وإهلاك الإنسان. مثل هؤلاء الأشخاص يساعدون على حدوث المجاعات، أولئك الذين ينفقون ويسرفون باستمرار ولا ينتجون. إن الجوع هو السبب الظاهر لرجوع الإبن الضال. قد يسمح الله للظروف التي يمر بها البشر أن تعترض طريق الخطية. فالمجاعات، والكوارث الأخرى، هي رسل إلهنا وراء أولاده الضالين. وأشد أنواع الجوع ألماً وأسى ليس جوع الجسد، بل جوع النفس. حيث يقول الكتاب فابتدأ يحتاج أي أبتدأ يتحقق أن مسرات الخطية هي إلى لحظة.

لقد كان له كل شيء، وتمتع بكل ما يمكن أن يقدمه العالم لإنسان، ولكن بعد ذلك وجد نفسه يحتاج!. وعندما يشعر الضال بالحاجة لا بد أن يحدث له أمر من إثنين:
إما أن ييأس، أو أن يتوب.لم يرد أن يحيا مع أبيه، فاضطر أن يعيش مع الخنازير! وابتدأ بسبب الجوع يأكل من طعامها .
{وقال هذا الابن الضال في نفسه: كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعاً! أقوم واذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطات إلى السماء وقدامك}
ربما كانت المعدة هي التي حثته على الرجوع وليس الضمير، ولكن مهما كانت الدوافع وضيعة فقد تكون كافية. وطالما كان الدافع يسير بنا إلى بيت الآب والإيمان بالمسيح يسوع، فهو دافع مقدس.
إرادته طوحت به بعيداً، وحاجته حملته واقتربت به ثانية.
أدرك أنه بلا عذر، ولم تكن له كلمة يقولها بخصوص خطأه وحالته الروحية. لذلك دعا هذه التصرفات بإسمها: {الخطية}، إذ قال {أخطأت}. لقد أدرك طبيعة الخطية إدراكاً أفضل، فعلم أنها ضد الله وضد أبيه.

{ولست مستحقاً أن أدعى لك إبناً، إجعلني كأحد أجراك}.
ذهب كإبن، وفضل بكل سرور أن يعود كأجير. وفي كلمة الله نعلم أن الله لا يرذل الضال الذي يعود إليه بقلب كسير متواضع.
فقام وجاء إلى أبيه بعد أن شعر بانحطاطه صمم أن يعمل. وهنا تحولت التوبة إلى إيمان وعمل.
ما معنى هذا؟.

كانت الرحلة أمامه طويلة ومتعبة، وكان لا مفر من أن يقوم بها وهو الإبن المدلل الذي نشأ في رفاهية. كان عليه أن ينكسر، ويعترف بخطأه، ويطلب مركز الخادم. أمور صعبة على النفس، ولكن التوبة الحقيقية لا بد وأن تشتمل على كل هذه الأمور. إن الإبتعاد عن الله هو خطية الخطايا، والرجوع إليه هو أساس التوبة الحقيقية.

{وإذ كان لم يزل بعيداً رآه أبوه} قبل أن يراه هو!. إن للحب نظر حاد، وعين الرحمة أسرع من عين التوبة. وحتى عين الإيمان تعتبر معتمة إذا قورنت بعين محبة الله، الله الذي يحب الخطأ الراجع قبل أن يراه.فتحنن وركض! ووقع على عنقه وقبله!.

إن الله يتعجل حين يرحب بالضال العائد!.
ما أبطأ خطوات التوبة، ولكن ما أسرع أقدام الغفران!.
لم يتأخر لحظة، ومع أن أنفاسه كانت تلهث إلا أن محبته لم تجهد.
{فقال له الإبن: يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً أن أدعى لك إبناً}
لم يأبه والده بالكلام، بل قال لعبيده: أخرجوا الحلة الأولى وألبسوه، وضعوا خاتماً في يده، وحذاءً في رجليه، وقدموا العجل المسمن واذبحوه، فنأكل، ونفرح، لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد.

إن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب ويرجع إلى الآب.
فابتدأوا يفرحون، ولم يحدثنا الكتاب أن هذا الفرح الذي ابتدأ قد انتهى.
إن تغيير النفس كاف لأن يحدث فرحاً أبدياً في قلوب الأبرار.
أشكرك أحبك كثيراً
أنت محبوب في المسيح
يسوع بحبك


الكرمه...
 

mary naeem

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 فبراير 2010
المشاركات
9,021
مستوى التفاعل
1,236
النقاط
113
شكرا على المشاركة الرائعة
 

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
شكرا على المشاركة الرائعة


تواجدك أسعدني شكراً
وهو أسناد لكلمة الله الحيه
شكراً جزيلاً أختي العزيزة لمرورك وتقيم الجميل هنا.
تحياتي وأحترامي والرب يباركك ويبارك في أعمالك المثمر
دائماً وخدمتك المباركة الجميلة والرب بنعمته وسلامه

ويفرح قلبك والمجد للمسيح دائماً وأبداً...آمين
 

sherihan81

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
20 مارس 2008
المشاركات
817
مستوى التفاعل
445
النقاط
0
موضوعك رائع جداً ...اتمنى ان يلمس قلوب الابناء الضالين... ليعودا لاحضان الاب الحنين
سلام المسيح يكون معك​
 

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
موضوعك رائع جداً ...اتمنى ان يلمس قلوب الابناء الضالين... ليعودا لاحضان الاب الحنين


سلام المسيح يكون معك
شكراً جزيلاً على المرور الجميل جداً
تحياتي وأحترامي والرب يباركك ويبارك
أعمالك وخدمتك المباركة
ربنا يفرح قلبك على طول
والمجد للمسيح دائماً...آمين
 
أعلى