كلمات ليست من الروح

النورس جوناثان

New member
عضو
إنضم
21 أغسطس 2011
المشاركات
175
مستوى التفاعل
28
النقاط
0
الإقامة
في اي مكان تقودني اليه رياح الملكوت
كلمات ليست من الروح
لا أعرف لماذا يحدث كل ما يحدث....لا أعرف كيف تنقض الظروف من المكان والزمان لتحدث أمرأ..أكون انا جزءا او فاعلا او متأثرا به...الى الحد الذي تتغير فيه مشاعري وأفكاري ..وحتى حياتي.
أنا لا أعرف متى كنت صغيرا...لكني أذكر...ولا أعرف أيضا...متى كبرت...لكني أمضي...مندهشا ...منذهلا...وروحي متخمة بالغرابة...من كل ما جرى ويجري...لاأجد معادلة بسيطة ألملم بها صورتي المتشضية ما بين مكان وزمان...وما بين انسان وانسان...ومابين انفعال وتمرد..وما بين جبن وخوف...انا لا ادري ان كانت طبيعة الحياة هي هكذا...او ان لها مسارات أخرى....لست حزينا ولافرحا من كل ماكان...لانني لا أعرف مكاني ولازماني...كي افرح او احزن على ضوئهما.
كثيرة هي الاشياء والافكار والقيم التي تلقيتها في صغري...كثيرة هي الانفعالات والمشاعر والاحاسيس التي فرضت نفسها علي في فترات من عمري...لم يكن لي دور ابدا في نشأتها او ازالتها...أين أنا ياترى من كل ذلك؟
كلما اقتربت من فك شيفرة خيط صغير من حبل حياتي المتين...ضاعت علي كل الخيوط الاخرى...حتى اكتشف انني امسك بيدي ظل خيط.
وكلما ابتعدت عن تدويخ رأسي في نبش الماضي وتفكيك الحاضر من أجل استطلاع خرائطه....أجدني احمل معولا بيد وخريطة كنز في يد اخرى..جاثما في حفرة مضى على حفرها بساعدي بقدر عمري كله.
كأن كل الاماكن والازمان والاحداث والاشخاص يتناوبون علي أنا المصلوب على وتد لطيف...والكل يدور حولي مكتضا كالدائرة.
ما يرعبني حقا...أن اغادر لعبة الحياة دون ان أعرف قوانينها...وما يؤلمني حقا...ان لا ارى مسار العمر بأنارات ابدية...تكون عونا لي كلما داهمتي الغفلة او استولت على روحي .روح العتمة.
ما أنا بباحث...لكني ابدا لم اكن غير ذلك...اضع السؤال أمام السؤال...ليتفتح السؤال ذاته عن اجابته المسكوكة بين أحرفه.
حتى الاجابة لن تعني لي أكثر من نقطة شروع لدروب الاستفهام المولد في كل خطوة منها مئات الاسئلة.
انا لست محتار..لان الحياة التي اعرفها ليست من الامور التي يستطيع ان يروضها اي منطق في العالم...ولست مهتديا...لان الهداية التي ارجوها...لاتستتبع أسئلة لانهائية...ولا تعني صمت العقل ..أبدا.
أحب كل أنسان...لانني لا أقوى ألا على أن أحب نفسي....لذلك اراني مرسوما في حياة الاخرين فأحبهم حبا في ذاتي...واعطيهم من روحي...لانني متيقن من أنني من والى روحي آخذ وأعطي.
لا أكره احدا ابدا....لانني لا أجد في ذاتي شيء يدعو للكراهية...ولا ألوم احدا على شيء...بل انني غالبا ما اتفهم المجرم أكثر من الضحية...لان للضحية في تضحيته عزاء...فما عزاء المجرم المسكين؟
لا أجد نفسي مع أحد من العالمين...لذلك أتوق الى المطلق الذي أجهل مكانه وزمانه...والذي يحيلني مرة أخرى الى البحث عن نفسي في كل آخر.
الناس تقول انني اعطي دون مقابل وللكل....وحقيقة الامر أنني لا أجدني ألآ آخذا دون مقابل مثل ثقب اسود...او حفرة في صحراء.
اعرف ان هنالك الكثير من الناس لم اعرفهم حق معرفتهم...اما لقلة حيلة تعبيرهم عن ذواتهم...او لانانيتي المفرطة التي تفهت الاصغاء اليهم.
وأعرف ان هنالك الكثير من الناس لم يعرفوني...ليس لسبب الا لانني خائف من ان يعرفني احد..ولا أعرف لماذا...والى الان.
وأعرف ان هنالك الكثير من الناس...لم اعرفهم ولم يعرفوني...لانهم ليسوا في مكاني او زماني...آه ...كم اود التعرف اليهم.
أسوأ ما رأيته في حياتي..هي انصاف الحلول...انصاف المعرفة..انصاف القراءة ...انصاف الكتابة...انصاف الفهم...انصاف الحياة...
وأجمل ما رأيته في حياتي...هو أمرين...أما معرفة شمولية دون موقف مسبق...او جهل أصيل يحيل حتى الكبير...بريئا.
كثير من الاحيان أكتب...وانا انظر اليكم..الى اعينكم..الى اصغائكم لي...الى افكاركم ومشاعركم التي ترتد من وقع الكلمة.
كثير من الاحيان...اراني وحيدا...أخاطب البحر والشجر والقمر....وانا أكتب...مثل عازف للناي على مرتفع شاهق في جبال نائية بلا كوخ او قطيع.
وما بين كثير وكثير...وما بين قليل وقليل....تتموج حياتي...صعودا نحو الاسفل....غوص في أعماق الحياة...ونزولا...نحو الاعلى...العيش على هامش الوجود.
تلك حياتي...هذا أنا....الذي فيك ومنك ولك منه الكثير والقليل....
وعلى هذا الاساس...اجد ان انعدام الحياة ولانه مجهول تماما لاكثر العالمين بالمعاني الكبرى...أجده غير جاذب لي وغير مشوق ...فروعة ما انا فيه...لاتكمن في ذاتي أنا...أنما في ذاتي التي نسجت من كل انسان عرفته وكل كلمة سمعتها وكل شعور ساهم في وجوده احدا من الناس.
ألان فهمت أنني ابدا لست وحيدا بوجودكم في حياتي ..جزءأ من ذاكرة...او حركة في حاضر..أو تأملا في المستقبل.
أهنيء نفسي على توصيفها لما أنا فيه....وأهنيء نفسي على وجودكم في حياتي الذي جعل الموصوف مرئيا وملموسا...ورأئعا كأعينكم الجميلة..شكرا لكم.
 
أعلى