لهذه الأسباب إيران أصبحت من الدول العظمى
الثلاثاء , 13 اب 2013 - 14:04 الناشر : بانوراما الشرق الاوسط
كفاح نصر ربما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو أول من قال أن إيران دولة عظيمة, ولكن كلام بوتين لم يكن غزل سياسي, بل هو تعبير عن واقع إنتصار إيران في أهم معركة غاز بوجه الولايات المتحدة الأمريكية والناتو في آسيا, حيث أن واشنطن وبعد مفاوضات لست سنوات مع حركة طالبان تلاها حرب لأحد عشر عاماً, وثم مفاوضات في الدوحة, ولكن لم تستطيع أن تنفذ خط غاز من تركمانستان الى أفغانستان وصولا لباكستان والهند, بينما إيران ودون حروب عبثية كحروب واشنطن, ودون أن تسقط النظام الحليف لواشنطن في باكستان بدأت بتنفيذ خط الغاز الإيراني الى باكستان وأمام عيون الأمريكيين وإعتراضاتهم الشفهية, ولكن هذا الإنتصار لم يكن الإنتصار اليتيم لمحور المقاومة, بل سبقه إسقاط أحلام تنفيذ خط نابوكو من تركيا بعد أن تمكنت سورية من الصمود بشكل إسطوري, ولكن السؤال الآن لماذا إيران التي حاربت نابوكو الى جانب روسيا وسورية ودفاعاً عن سورية والعراق تعلن عن نيتها تصدير جزء من غازها عبر تركيا, فهل تفهم النية الإيرانية كتنازلات لوقف القتال في سورية, أم أنه إحتواء لتركيا وتمهيد لخروجها من الناتو مع سقوط أردوغان وتياره الإخواني المرتقب..؟؟؟ كتبت سابقاً أن الحرب على سورية هي حرب بين خط نابوكو التركي القطري الإسرائيلي الذي ترعاه واشنطن ويلزمه تقسيم سورية, وبين خط الغاز الإيراني السوري الذي يحافظ على وحدة العراق وسورية ويكبل كيان الإحتلال الصهيوني ولا تعترض عليه موسكو, ومع سقوط نابوكو أصبح خط الغاز الإيراني السوري ضرورة حيوية للإتحاد الآوروبي وخصوصاً أن السنوات الخمس القادمة ستشهد إرتفاع جنوني في الطلب على الغاز, ولكن إيران لم تعترض على إصرار الآوروبيين على تنويع جغرافيا نقل الطاقة شرط أن لا يستفيد منها الإحتلال الصهيوني من جهة ومن جهة ثانية أن يستخدم في تحجيم كيان الإحتلال, وكما إنقلب حسني مبارك في آخر أيامه ومعه رجل الاعمال المصري مؤسس خط غاز شرق المتوسط حسين سالم على الأمريكيين الذين عاقبوه بيد الإخوان المسلمين, سيتكرر الأمر في تركيا ولكن الجاسوس الأمريكي السابق على حركة طالبان رجب أردوغان ليس هو من سينقلب على الأمريكي, بل سيكون ضحية الرساميل التركية التي سترى لها مصالح جديدة مع إيران بعد أن فقدت الأمل من المشروع الأمريكي نابوكو, وكما قامت رساميل مشابهة في مصر بإسقاط حكم الإخوان المسلمين الذين كانوا الأداة الأمريكية لإسقاط مبارك الذي كان بدوره بصدد الخروج من المشروع الأمريكي, ستكون الرساميل التركية شريك في إسقاط أردوغان لأن مصالحهم تبدلت, حيث أن إيران لا تعارض الشراكة مع الشعب التركي طالما أن كيان الإحتلال الصهيوني سيدفع الثمن. الصبر الإيراني على سياسة أردوغان تجاه سورية وصف بالصبر الجنوني, ولكن إيران كانت منذ البداية تدرك مخاطر أن تخلق نزاع مع الشعب التركي بسبب سياسة أردوغان, حيث أن القيادة الإيرانية تدرك تماماً أن إنتصار سورية من أول نتائجه تحول التحالف التركي الإسرائيلي ضد سورية الى صراع تركي إسرائيلي على الغاز الموجود في المتوسط وبدأ هذا النزاع فعلياً في الكواليس بين الشركات التركية وشركات الكيان الصهيوني, وبالتالي مجرد أن تنتصر سورية سيبدأ تناقض المصالح الإسرائيلية التركية وإيران جاهزة تماماً لدعم تركيا ما بعد أردوغان, وبل أن إعلان إيران نيتها تصدير جزء من غازها عبر الأراضي التركية وبرضى روسي هو بحد ذاته رسالة الى الأتراك تقول أياً كان تحالفكم مع الأمريكيين لن يكون أقوى من تحالف باكستان مع واشنطن فأتعضوا أيها الأتراك لأن حاجة الآوروبيين من الغاز عشرات أضعاف حاجة باكستان, ليصبح السؤال هل سيتم الإطاحة بأردوغان قريباً..؟, وخصوصاً أن إعلان إيران نيتها تصدير جزء من الغاز عبر تركيا ليس سوى تعبير عن الموقف المبدئي لروسيا المتجلي بأن تنتصر سورية تماماً وبأن يسقط المشروع الأمريكي تماماً, فهناك ثقة إيرانية مطلقة بأن سورية إنتصرت في معركتها. نعم من مفارقات السياسة الأمريكية أن لديها ماكينة إعلامية هائلة صورت حروب واشنطن بأنها نهاية الكون, ولكن بعد عقدين على حروب واشنطن وعوضاً عن أن توسع نفوذها فقدت النفوذ في أمريكيا اللاتينية لصالح البرازيل روسيا وكذلك في إفريقيا لصالح جنوب إفريقيا وروسيا والصين وكذلك في آسيا حيث أهم حلفائها شركاء إيران وشرق آوروبا بعد أن إنهارت جميع الثورات الملونة, وكذلك كل العقوبات الأمريكية على الطاقة الإيرانية لم تمنع أكثر حلفاء واشنطن وبل أدواتها من إستيراد الطاقة من إيران بسبب العجز الأمريكي على إيجاد مصادر وطرق للطاقة, والسوق القادم للغاز الإيراني هو الإتحاد الآوروبي شاء من شاء وأبى من أبى, حيث أول نتائج إنتصار سورية القريب جداً هو إطباق كماشة الغاز على كل آوروبا من قبل روسيا وإيران والجزائر, في حين أن النرويج وحين يبدأ تقسيم القطب الشمالي ستكون مصالحها مع موسكو ضد واشنطن وبالتالي لا يجب أن نسغرب من الجنون الأمريكي والتخبط الأمريكي وعرقلة أي حل سياسي في سورية لأن هذا الإنتصار سيكون بداية عودة الجنود الأمريكيين الى ديارهم من كل بقاع العالم وفقدان ما تبقى لهم من نفوذ في آوروبا, وبداية نهاية كيان الإحتلال الصهيوني, فضلاً عن سبب مباشر لخروج تركيا ما بعد أردوغان من الناتو. نعم في العام 2006 قال سيد المقاومة بأن المشروع الأمريكي سقط وإن لم يسقط فقد وجهت له ضربة كبيرة, وصدق تماماً فهو سقط منذ العام 2006, ولكن سيد المقاومة يقدر قوة عدوه ويدرك أن الأمريكي بجعبته الكثير وسيحاول إحياء مشروعه فلم يجزم بسقوط المشروع الأمريكي, لان سقوط مشروع الشرق الأوسط الجديد يعني سقوط الأمريكي, ولكن قريبا سيعلن سيد المقاومة وسيعلن الرئيس السوري بأن المشروع الأمريكي تعفنت جثته تماماً, نعم بالأمس نزف لبنان الدم عن كل شعوب المنطقة والعالم, واليوم سورية تنزف الدم عن شعوب المنطقة والعالم, ولكن كما كانت معركة لبنان معركة وجود فإن معركة سورية هي معركة وجود تستحق كل هذه الدماء الطاهرة, لأن المعركة حين تكون معركة وجود سيكون خيارها إما النصر أو النصر, أو النصر. خاص بانوراما الشرق الاوسط
بانوراما الشرق الاوسط
لهذه الأسباب إيران أصبحت من الدول العظمى
===============================
الثلاثاء , 13 اب 2013 - 14:04 الناشر : بانوراما الشرق الاوسط
كفاح نصر ربما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو أول من قال أن إيران دولة عظيمة, ولكن كلام بوتين لم يكن غزل سياسي, بل هو تعبير عن واقع إنتصار إيران في أهم معركة غاز بوجه الولايات المتحدة الأمريكية والناتو في آسيا, حيث أن واشنطن وبعد مفاوضات لست سنوات مع حركة طالبان تلاها حرب لأحد عشر عاماً, وثم مفاوضات في الدوحة, ولكن لم تستطيع أن تنفذ خط غاز من تركمانستان الى أفغانستان وصولا لباكستان والهند, بينما إيران ودون حروب عبثية كحروب واشنطن, ودون أن تسقط النظام الحليف لواشنطن في باكستان بدأت بتنفيذ خط الغاز الإيراني الى باكستان وأمام عيون الأمريكيين وإعتراضاتهم الشفهية, ولكن هذا الإنتصار لم يكن الإنتصار اليتيم لمحور المقاومة, بل سبقه إسقاط أحلام تنفيذ خط نابوكو من تركيا بعد أن تمكنت سورية من الصمود بشكل إسطوري, ولكن السؤال الآن لماذا إيران التي حاربت نابوكو الى جانب روسيا وسورية ودفاعاً عن سورية والعراق تعلن عن نيتها تصدير جزء من غازها عبر تركيا, فهل تفهم النية الإيرانية كتنازلات لوقف القتال في سورية, أم أنه إحتواء لتركيا وتمهيد لخروجها من الناتو مع سقوط أردوغان وتياره الإخواني المرتقب..؟؟؟ كتبت سابقاً أن الحرب على سورية هي حرب بين خط نابوكو التركي القطري الإسرائيلي الذي ترعاه واشنطن ويلزمه تقسيم سورية, وبين خط الغاز الإيراني السوري الذي يحافظ على وحدة العراق وسورية ويكبل كيان الإحتلال الصهيوني ولا تعترض عليه موسكو, ومع سقوط نابوكو أصبح خط الغاز الإيراني السوري ضرورة حيوية للإتحاد الآوروبي وخصوصاً أن السنوات الخمس القادمة ستشهد إرتفاع جنوني في الطلب على الغاز, ولكن إيران لم تعترض على إصرار الآوروبيين على تنويع جغرافيا نقل الطاقة شرط أن لا يستفيد منها الإحتلال الصهيوني من جهة ومن جهة ثانية أن يستخدم في تحجيم كيان الإحتلال, وكما إنقلب حسني مبارك في آخر أيامه ومعه رجل الاعمال المصري مؤسس خط غاز شرق المتوسط حسين سالم على الأمريكيين الذين عاقبوه بيد الإخوان المسلمين, سيتكرر الأمر في تركيا ولكن الجاسوس الأمريكي السابق على حركة طالبان رجب أردوغان ليس هو من سينقلب على الأمريكي, بل سيكون ضحية الرساميل التركية التي سترى لها مصالح جديدة مع إيران بعد أن فقدت الأمل من المشروع الأمريكي نابوكو, وكما قامت رساميل مشابهة في مصر بإسقاط حكم الإخوان المسلمين الذين كانوا الأداة الأمريكية لإسقاط مبارك الذي كان بدوره بصدد الخروج من المشروع الأمريكي, ستكون الرساميل التركية شريك في إسقاط أردوغان لأن مصالحهم تبدلت, حيث أن إيران لا تعارض الشراكة مع الشعب التركي طالما أن كيان الإحتلال الصهيوني سيدفع الثمن. الصبر الإيراني على سياسة أردوغان تجاه سورية وصف بالصبر الجنوني, ولكن إيران كانت منذ البداية تدرك مخاطر أن تخلق نزاع مع الشعب التركي بسبب سياسة أردوغان, حيث أن القيادة الإيرانية تدرك تماماً أن إنتصار سورية من أول نتائجه تحول التحالف التركي الإسرائيلي ضد سورية الى صراع تركي إسرائيلي على الغاز الموجود في المتوسط وبدأ هذا النزاع فعلياً في الكواليس بين الشركات التركية وشركات الكيان الصهيوني, وبالتالي مجرد أن تنتصر سورية سيبدأ تناقض المصالح الإسرائيلية التركية وإيران جاهزة تماماً لدعم تركيا ما بعد أردوغان, وبل أن إعلان إيران نيتها تصدير جزء من غازها عبر الأراضي التركية وبرضى روسي هو بحد ذاته رسالة الى الأتراك تقول أياً كان تحالفكم مع الأمريكيين لن يكون أقوى من تحالف باكستان مع واشنطن فأتعضوا أيها الأتراك لأن حاجة الآوروبيين من الغاز عشرات أضعاف حاجة باكستان, ليصبح السؤال هل سيتم الإطاحة بأردوغان قريباً..؟, وخصوصاً أن إعلان إيران نيتها تصدير جزء من الغاز عبر تركيا ليس سوى تعبير عن الموقف المبدئي لروسيا المتجلي بأن تنتصر سورية تماماً وبأن يسقط المشروع الأمريكي تماماً, فهناك ثقة إيرانية مطلقة بأن سورية إنتصرت في معركتها. نعم من مفارقات السياسة الأمريكية أن لديها ماكينة إعلامية هائلة صورت حروب واشنطن بأنها نهاية الكون, ولكن بعد عقدين على حروب واشنطن وعوضاً عن أن توسع نفوذها فقدت النفوذ في أمريكيا اللاتينية لصالح البرازيل روسيا وكذلك في إفريقيا لصالح جنوب إفريقيا وروسيا والصين وكذلك في آسيا حيث أهم حلفائها شركاء إيران وشرق آوروبا بعد أن إنهارت جميع الثورات الملونة, وكذلك كل العقوبات الأمريكية على الطاقة الإيرانية لم تمنع أكثر حلفاء واشنطن وبل أدواتها من إستيراد الطاقة من إيران بسبب العجز الأمريكي على إيجاد مصادر وطرق للطاقة, والسوق القادم للغاز الإيراني هو الإتحاد الآوروبي شاء من شاء وأبى من أبى, حيث أول نتائج إنتصار سورية القريب جداً هو إطباق كماشة الغاز على كل آوروبا من قبل روسيا وإيران والجزائر, في حين أن النرويج وحين يبدأ تقسيم القطب الشمالي ستكون مصالحها مع موسكو ضد واشنطن وبالتالي لا يجب أن نسغرب من الجنون الأمريكي والتخبط الأمريكي وعرقلة أي حل سياسي في سورية لأن هذا الإنتصار سيكون بداية عودة الجنود الأمريكيين الى ديارهم من كل بقاع العالم وفقدان ما تبقى لهم من نفوذ في آوروبا, وبداية نهاية كيان الإحتلال الصهيوني, فضلاً عن سبب مباشر لخروج تركيا ما بعد أردوغان من الناتو. نعم في العام 2006 قال سيد المقاومة بأن المشروع الأمريكي سقط وإن لم يسقط فقد وجهت له ضربة كبيرة, وصدق تماماً فهو سقط منذ العام 2006, ولكن سيد المقاومة يقدر قوة عدوه ويدرك أن الأمريكي بجعبته الكثير وسيحاول إحياء مشروعه فلم يجزم بسقوط المشروع الأمريكي, لان سقوط مشروع الشرق الأوسط الجديد يعني سقوط الأمريكي, ولكن قريبا سيعلن سيد المقاومة وسيعلن الرئيس السوري بأن المشروع الأمريكي تعفنت جثته تماماً, نعم بالأمس نزف لبنان الدم عن كل شعوب المنطقة والعالم, واليوم سورية تنزف الدم عن شعوب المنطقة والعالم, ولكن كما كانت معركة لبنان معركة وجود فإن معركة سورية هي معركة وجود تستحق كل هذه الدماء الطاهرة, لأن المعركة حين تكون معركة وجود سيكون خيارها إما النصر أو النصر, أو النصر. خاص بانوراما الشرق الاوسط
بانوراما الشرق الاوسط
لهذه الأسباب إيران أصبحت من الدول العظمى
===============================
