تحقيق: لبنان- الإنجيليون في لبنان جماعة فاعلة «بهدوء»

thunder

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
3 أكتوبر 2010
المشاركات
513
مستوى التفاعل
14
النقاط
0

LoA3ocK.jpg


الرئيس اللبناني الأسبق فؤاد شهاب رئيس لبنان ما بين 1958 - 1964

ربّما كانت الطائفة الإنجيليّة هي الوحيدة «الفاعلة» والمندفعة للخدمة العامّة، رغم قلّة عددها مقارنة بالطوائف الأخرى، باعترافٍ رسميّ من رئيس الجمهوريّة الراحل فؤاد شهاب الذي بادر بعض أبناء الطائفة، حين زاروه ليعرضوا خدماتهم، بالقول: «كلّ الطوائف الكبيرة تأتيني بمجموعة مطالب، وأنتم الطائفة الصغيرة قَدِمتم لتخدموا».


عدد أبناء الطائفة الإنجيلية في المتن الشمالي قليل نسبياً، ويبلغ تعداد الناخبين 800 بحسب لوائح الشطب، لكنّ فاعليّتها تتخطى السجلات الانتخابية لتجعل من الإنجيليين جماعة فاعلة «بهدوء» في لبنان عموماً، وخصوصاً في المتن الذي يُعَدُّ المركز الأساسي لها ولمؤسّساتها الروحية والتربوية والاجتماعية. والسبب الذي يجعل من المتن مركز استقطاب الطائفة الإنجيليّة هو أنّه الجوار الأقرب جغرافياً إلى بيروت، ومع الوقت، تحوّل متن لبنان إلى ملجأ قصده الأرمن المضطهدون من الأتراك، وهم بغالبيتهم إنجيليون، والمهجّرون الداخليون من الشوف وعاليه وحاصبيا والجنوب والبقاع الغربي وبيروت.
غير أنّ الإنجيليين كانوا الأكثر انخراطاً في المتن، فحملوا معهم إرسالياتهم وأولاها كنيسة «الكويكرز» في عام 1873. وكرّت السبحة ليصل عدد كنائسهم على خريطة المتن إلى 24 كنيسة منظّمة، أكبرها قابعة في «الرابية هاي سكول» حيث مكتب الرئاسة أو المجمّع الأعلى للطائفة الإنجيلية في لبنان وسوريا.
ويتولّى إدارة كلّ منها راعٍ، خلافاً للأقضية الأخرى التي يتولّى فيها الراعي إدارة كنيستين أو أكثر.

وعن اختيار راعي الكنيسة، يقول راعي كنيسة لبنان المعمدانيّة الإنجيليّة في عين سعادة، القسيس إدغار طرابلسي، إنّ الاختيار يكون بالانتخاب المباشر. ولذلك درجت تسميتهم في المجتمع الإنجيلي بـ«آباء الديموقراطية».
وبعيداً عن المؤسسات الروحيّة، تملك الطائفة عشر مدارس تعتمد جميعها اللغة الإنكليزية، ويبلغ عدد تلامذتها من إنجيليين وغير إنجيليين 3836، وأربعة معاهد للاهوت وجامعة «الشرق الأوسط» التي نُقلت من المصيطبة إلى سد البوشرية في عام 1939 وأعطت اسمها للجبل المعروف اليوم بـ«السبتية».
ويعرب طرابلسي عن الأسف لكون عدد طلّاب هذه الجامعة ضئيلاً مقارنة بالجامعات الأخرى، غير أنّه يحصر الأسباب بمحدوديّة اختصاصاتها، لافتاً إلى «أنّنا في صدد مشروع إنشاء جامعة جديدة ستبصر النور في المتن ويُعلن عنها لاحقاً».
يملك الإنجيليّون مؤسسة «الرؤية العالمية» التي تهتم بالتنمية الاجتماعية والتربوية من خلال إعطاء منح مدرسيّة وتأهيل المدارس المهنية والمركز الأرمني للعمل الاجتماعي والمركز اللوثري ومأوى العجزة الأرمني والمرشدية الإنجيلية لخدمة السجون ومركز القديس لوقا للأولاد ذوي الحاجات الخاصة وميتَمَين. وتُضاف إلى هذه المؤسّسات جمعيات كشفية ومراكز إعلامية ومجلّة «رسالة الكلمة» والمكتبة المسيحية العامة، ودور نشر كدار «منهل الحياة» و«جمعية الكتاب المقدس»، وثلاثة مراكز للمؤتمرات والمخيمات.
وينتمي أبناء الطائفة الإنجيلية، غالباً، إلى الطبقة الوسطى ، وقدّموا في ايام العدوان الاسرائيلي للبنان عام 2006 خدمات طبية لأكثر من 1550 شخصاً، بالتعاون مع الصليب الأحمر ومؤسّسات أخرى في المنطقة.
لكن في مقابل هذا التفاني المطلق مع القضيّة والإنسان والوطن التي حرص الإنجيليّون على تكريسها ضمن مبادئهم، لم يجدوا من الوطن ما يفيهم الحقّ، فخرجوا من عالمهم الخاصّ رافعين الصوت أسفاً على «وطنٍ قدّمنا له الكثير، فلم يقدّم إلا القليل القليل».

المتن- رندلى جبور
 
التعديل الأخير:
أعلى