حلمي النمنم ... العودة إلى السفور

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
hlm_lnmnm.jpg

المصرى اليوم
■ قبل أكثر من خمس سنوات نشبت فى مجلس الشعب معركة حول الحجاب، خاض هذه المعركة نواب الحزب الوطنى ضد وزير الثقافة آنذاك - فاروق حسنى، وقادها كل من كمال الشاذلى ود. زكريا عزمى، فى مشهد عبثى تماماً من مشاهد التاريخ، سر تلك المعركة أن زميلة صحفية بجريدة الأهرام قررت ارتداء الحجاب، وكانت مندوبة الأهرام بوزارة الثقافة، وما إن رآها الوزير فاروق حسنى، أول مرة، بالحجاب، حتى بادر معلقاً بكلمات نقلتها «المصرى اليوم»، ولما قامت الدنيا تمسك الوزير بكلماته ولم يتراجع عنها، وانتفض الشاذلى وعزمى دفاعاً عن «الحجاب»، فى معركة يمكن أن أروى بعض تفاصيلها لاحقاً.
زميلتنا العزيزة والمتميزة فى تخصصها خلعت الحجاب قبل شهور، وعادت سافرة مجدداً، حين رأيتها أول مرة بعد السفور، قالت لى «دلوقتى.. ما عدش ينفع، مع الإخوان ما ينفعش الحجاب»، وقالت كلاماً كثيراً، حتى هذه اللحظة هى متمسكة بموقفها وباختيارها، هى ليست حالة وحيدة ولا استثنائية الآن، هناك عشرات وربما المئات من الفتيات والسيدات يخلعن غطاء الشعر، الطرحة المصرية التى ارتدتها أمهاتنا وجداتنا وصار اسمها الحجاب، ويعدن ثانية إلى السفور، غضباً واحتجاجاً وربما يأساً من حكم الإخوان المسلمين.
هناك من يقول - مثل زميلنا الفاضل محمد عبدالقدوس - بأن من ارتدت الحجاب عن اقتناع دينى تام وبالنموذج الإسلامى فلن تخلعه، وهذا التفسير سهل ومريح يطلقه البعض من الذين لا يرون فى سلوك الإنسان إلا أن يكون تطبيقاً لنص دينى.. والإنسان أعقد من ذلك بكثير وكذلك المجتمع، فليس كل ما يقول به الدين يأخذ به الإنسان حرفياً وكذلك المجتمع، هناك بعض الظواهر تأخذ طابعاً رمزياً، سواء فى الالتزام بها أو تجنبها، بغض النظر عن التحليل والتحريم، المزاج العام والخاص يلعب دوراً مهماً فى هذا الصدد، وحالة «الحجاب» أو غطاء الشعر للسيدات والفتيات أخذ هذا الطابع، سواء فى الإقبال عليه أو الإدبار عنه، كما نلاحظ الآن.
■ ترتبط بهذه الظاهرة، ظاهرة أخرى، لم نتوقف عندها بالاهتمام الكافى، وهى انتشار مجموعات تعرف نفسها بالملحدين، يعلنون ذلك صراحة، وقد تناقشت مع بعضهم، الحق أن الأمر أيضاً له طابع رمزى فى المقام الأول، وهو الاحتجاج والغضب مما يفعله الإخوان، ومن حالة التأخون التى تتم بغلظة وقهر غير مسبوقين، لم أجد لدى من تناقشت معهم موقفاً عقائدياً صلباً رافضاً للإسلام، بل مشاعر إحباط حقيقى مما يقوم به حكامنا الجدد، فاختلط لديهم الإسلام بالإخوان، لأن الإخوان كذبوا ودلسوا بزعمهم للمصريين أنهم الإسلام والإسلام هم.
تلك خطورة أن يأتى حكم متسربلاً بالدين، ويصدقه الناس، وهذا ما حدث، قال المصريون إن الإخوان «ناس بتوع ربنا» وإن رئيس الجمهورية سوف «يتقى الله فينا»، هو نفسه قال «لن أغضب الله فيكم، وصدقه الناس».. وعند المصريين وغيرهم «الدين المعاملة» وأن ربك رب قلوب، فإذا جاء حكم وحاكم متسربل بالدين فسوف يحاسبه الناس بقيم الدين، لا بمظهره، فالمظهر إذا لم ينبئ عن مخبر كان قرينة ضده وليست معه، وهذا ما نراه الآن، حيث ازداد معدل الفساد عن ذى قبل، أقصد الفساد الصغير، وهناك أجواء تشير بوجود فساد كبير، وازدادت ميزانية رئاسة الجمهورية ولا نعرف لماذا.. وينافس د. مرسى الرئيس السابق مبارك فى رحلاته الخارجية، دون عائد حقيقى على المواطن، وازداد انتشار أهل الثقة وأهل النفاق.
■ الدين يفرض الصدق وحكامنا يكذبون كما يتنفسون، والدين يطالب المؤمن بالوفاء بالعهد والسياسى شيمته الغدر، وجد المصريون أن حكامهم يكذبون مثل مسيلمة، ومنافقون كما ابن سبأ ومتغطرسون كأبى جهل، يتمتعون بصفاقة زوجة أبى لهب وهطل أبى لهب نفسه، وانعكس ذلك كله على رؤية بعضهم الدين ذاته.
قبل ربع قرن حذر الراحل فرج فودة، مما نحن فيه اليوم، وطالب بأن يبقى الدين فى أعلى عليين بعيداً عن وسخ السياسة ودنس السياسيين، فاتهم فى دينه، وحينما كرر ذلك فى معرض الكتاب سنة 1992 هدده مأمون الهضيبى، علناً وأمام الجميع، وبعد شهور تم اغتيال فرج فودة، لم يكن ملحداً ولا كافراً، فقط حذر ونبه، لكن سدنة الحكم وعبيد السلطة والمناصب باسم الدين أطاحوا به، وبعده حوكم ونفى من مصر نصر حامد أبوزيد بسبب جملة اعتراضية فى أحد كتبه، لكننا اليوم بإزاء آلاف الشباب يعلنون أنهم ملحدون، البعض يقول إنهم 2 مليون شاب ولا أثق فى هذا الرقم، ولن يحاسبهم أحد، انتهى الزمن الذى كان يفتش فيه سدنة العقيدة لا فى جملة هنا أو كلمة هناك، لكن موجة الإلحاد سوف تتسع وتزداد مع ازدياد الأخونة.
■ أطماع الإخوان وجهلهم الفاضح واستقواؤهم بإدارة أوباما خارجياً وبأصحاب الرايات السوداء داخلياً أضرت بمصر وتضر بالإسلام كثيراً.
منكم لله.​

 
أعلى