بين البساطة الحقيقة و بساطة السزج

Fady Elmasry

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
28 يناير 2012
المشاركات
263
مستوى التفاعل
25
النقاط
0
الإقامة
مصر ام الدنيا
https://www.facebook.com/photo.php?...58.1073741874.100004400460448&type=3&theater#



1544348_269956299827717_137670767_n.jpg


البساطة الحقيقة تلك التى قال عنها الرب :


«هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ ،
فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَ ( بُسَطَاءَ كَالْحَمَام ) ..


( متى 10 : 16 )


تمثل بالحمامة وأنت مطمئن. انظر كيف تبتهج الحمامة بوجودها وسط الجماعة. فالحمام يبقى دومًا كجماعات، أينما طاروا أو أكلوا، ولا يحبّون الانفراد. إنهم يبتهجون معًا في وحدة، يحتفظون بالمحبّة ، فهديلهم ما هو إلا صرخات حب واضحة، وبقبلات ينجبون أطفالهم نعم ، حتى عندما يتنازع الحمام على عشّه – كما نلاحظ ذلك غالبًا – إنّما يكون أشبه بنزاع سلمي. هل ينقسمون على أنفسهم أثناء نزاعهم؟ كلاّ، بل يطيرون معًا ويقتاتون معًا، ويبقى نزاعهم ودّيًا. تأمّل نزاع الحمام الذي يتحدّث عنه الرسول ، قائلاً : “وإن كان أحد لا يطيع كلامنا بالرسالة فسِموا هذا ولا تخالطوه لكي يخجل“ أي أقيموا المعركة، لكن فلتكن معركة حمام لا ذئاب، لهذا أردف يقول: “ولكن لا تحسبوه كعدوّ بل اِنذروه كأخ“ (2 ت 3: 14-15) إن الحمامة تحب الآخرين ولو في نزاعها، أمّا الذئب فيبغض الآخرين ولو تلّطف


( القديس أغسطينوس - Ser. on N. T. , hom 14 )


و من المعروف عن الحمام هو ضيق الرؤيا ، فبساطة الحمام فى رؤيته ، بالحقيقة اذا كانت عيوننا بسيطة ، لا تنظر الى اليمين و الى اليسار بعيداً عن الرب ، فنصل الى غاية الرب و نكون بالحق غنمه و رعيته ..


كما ان أى بساطة بدون حكمة هى جهل و ليست بساطة كما يدعى البعض ..


فالمقصود ببساطة الحمام هو العين البسيطة التى أكدها الرب فى :


سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ ،
فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً ،
فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا .. !!


( متى 6 : 22 )


فإن العين البسيطة إنّما هي التي لا تنظر في اتّجاهيّن ، و لا يكون لها أهداف متضاربة بل لها اتّجاه واحد وهدف واحد…


و كما يقول مار فيلوكسينوس :


لقد أعطانا ربّنا مبدأ سهلاً في بشارته ألا وهو الإيمان الحق البسيط، فالبساطة ليست هي المعروفة في العالم بالبلادة والخرافة بل هي فكر واحد بسيط فريد


( مار فيلوكسينوس - Cassian: Conf 2:2 )


اما بساطة السزج ( البساطة بدون حكمة ) هى ليست بساطة بل جهل ..


يقول الكتاب عن هذه ايضاً :


اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ ،
أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ ،
شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ .. !!


( أشعياء 1 : 3 )


يقول ايضاً :


قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ ،
لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي ،
وَ لأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضًا بَنِيكَ .. !!


( هوشع 4 : 6 )


يقول عن الجاهل ايضاً :


جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ ،
لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ .. !!


( أمثال 26 : 5 )


لا يليق بنا أن نجاوب الجاهل أو الأحمق حسب حماقته، أي بنقاش وحوار فيه روح السخرية والاستخفاف، أي حسب أسلوبه، فنكون بهذا قد انحدرنا نحن إلى مستواه الرديء بدلاً من أن ننتشله. فلا نقابل تهكمه بالتهكم، ولا نمتثل بما يحمله من روح الاستهتار. إنما لنجاوبه بروح الحزم والجدية لأجل بنياننا وبنيانه.


( أبونا تادرس يعقوب ملطى – تفسير سفر الامثال الاصحاح 26 عدد 5 )


يليق بنا أن نتعلم حسنًا في معرفة إيماننا ، حتى متى سألنا أحد عنه نكون قادرين أن نقدم إجابة لائقة ، و أن نفعل ذلك بوداعة وفي مخافة الرب. فإن من يفعل هذا كأن الله نفسه حاضر يسمعه


( القديس ديديموس الضرير - Catena )


هنا يجب ان نقف للحظية ،
فيجب ان لا تترك الجاهل يتكلم بجهله امام الناس ،
بل بالاحرى ان كان لديك معرفة و تتبع المسيح بالحق ،
فأعلن له حق المسيح ،
و من حقه ان يقبل او يرفض ..


و الرد ايضاً يكون تتميم للوصية التى تقول :


ذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ : مَوْتًا تَمُوتُ، وَمَا أَنْذَرْتَهُ أَنْتَ وَلاَ تَكَلَّمْتَ إِنْذَارًا لِلشِّرِّيرِ مِنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ لإِحْيَائِهِ، فَذلِكَ الشِّرِّيرُ يَمُوتْ بِإِثْمِهِ، أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ.
19 وَإِنْ أَنْذَرْتَ أَنْتَ الشِّرِّيرَ وَلَمْ يَرْجعْ عَنْ شَرِّهِ وَلاَ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ، فَإِنَّهُ يَمُوتُ بِإِثْمِهِ، أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ نَجَّيْتَ نَفْسَكَ.


( حزقيال 3 : 18 – 19 )


هل أستطيع أن أصمت ؟! فإن ضميري يصير مقيدًا ، ونطقي ينزع عني ، وأصير في أبأس حال يمكن أن أكون عليه!… إن كان الكاهن لا يتكلم مع من يخطئ… يموت الخاطئ في خطيته، ويخضع الكاهن نفسه للعقوبة لأنه لم يحذر من الخطأ




( القديس أمبروسيوس – Epistle 51:3 )
 
أعلى