صوت صارخ
New member
اليوم يوافق ذكرى نياحة كوكب البرية الانبا انطونيوس ابو الرهبان ومؤسس نظام الرهبنة فى العالم
بركاته تكون معنا ..... آمين
إنه لما توفي والده دخل عليه وتأمله، وتفكَّر كثيرا وقال: تبارك اسم الله، أليست هذه الجثة كاملة ولم يتغير منها شيء البتة إلا توقُّف هذا النَفس الضعيف؟ فأين هي همَّتك وعزيمتك وأمرك وسطوتك العظيمة وجمعك للمال؟ أرى أن الجميع قد بطل وتركته، فيا لهذه الحسرة العظيمة والخسارة الجسيمة. ثم نظر إلى والده وقال: إن كنت أنت قد خرجت من العالم بغير اختيارك فلا أعجبن من ذلك، بل أعجب أنا من نفسي إن عملت كعملك .....ثم إنه بهذه الفكرة الواحدة الصغيرة ترك والده بغير دفنٍ وترك كل ما خّلفه من مال ونعيم وخدم وحشم وخرج تائها هائما على وجهه قائلا: أخرج أنا من الدنيا طائعا ولا يخرجونني مثل أبي كارها.....
وظلَّ سائرا حتى وصل إلى شاطئ النهر فوجد هناك جميزة كبيرة وعندها بربا فسكن هناك ولازم النسك العظيم والصوم الطويل وكان بالقرب من ذلك الموضع عربان فاتفق في يوم من الأيام أن امرأًة جميلة الصورة من العرب نزلت مع جواريها إلى النهر لتغسل رجليها، ورفعت ثيابها وكذلك جواريها، فلما رآهن أنطونيوس حول نظره عنهن وقتا ما ظنا منه أنهن يمضين، لكنهن بدأن في الاستحمام، فقال لها القديس: يا امرأة أما تستحين مني وأنا رجل راهب؟ أما هي فقالت له: اصمت يا إنسان، من أين أنت راهب؟ لو كنت راهبا لسكنت في البرية الداخلية، لأنه ليس ههنا مسكن رهبان, فلما سمع أنطونيوس هذه الكلمة لم يرد عليها جوابا، وكثر تعجبه لأنه لم يكن في ذلك الوقت قد شوهد راهب ولا عرف اسمه، فقال لنفسه: هذه الكلمة ليست من هذه المرأة، بل هذا هو صوت ملاك الرب يوبخني. ولوقته ترك ذلك الموضع وهرب إلى البرية الداخلية وأقام بها متوحدا، لأنه لم يكن في ذلك الموضع أحد غيره في ذلك الوقت، وكانت سكناه في قريةٍ عتيقةٍ مندثرةٍ في جبل العربة، صلاته تكون معنا آمين
من كتاب فردوس الآباء
بركاته تكون معنا ..... آمين
بدء رهبنته
قيل عن القديس أنطونيوس إنه كان من أهل صعيد مصر من جنس الأقباط، وسيرته عجيبة طويلة، فلنذكر اليسير من فضائله:إنه لما توفي والده دخل عليه وتأمله، وتفكَّر كثيرا وقال: تبارك اسم الله، أليست هذه الجثة كاملة ولم يتغير منها شيء البتة إلا توقُّف هذا النَفس الضعيف؟ فأين هي همَّتك وعزيمتك وأمرك وسطوتك العظيمة وجمعك للمال؟ أرى أن الجميع قد بطل وتركته، فيا لهذه الحسرة العظيمة والخسارة الجسيمة. ثم نظر إلى والده وقال: إن كنت أنت قد خرجت من العالم بغير اختيارك فلا أعجبن من ذلك، بل أعجب أنا من نفسي إن عملت كعملك .....ثم إنه بهذه الفكرة الواحدة الصغيرة ترك والده بغير دفنٍ وترك كل ما خّلفه من مال ونعيم وخدم وحشم وخرج تائها هائما على وجهه قائلا: أخرج أنا من الدنيا طائعا ولا يخرجونني مثل أبي كارها.....
وظلَّ سائرا حتى وصل إلى شاطئ النهر فوجد هناك جميزة كبيرة وعندها بربا فسكن هناك ولازم النسك العظيم والصوم الطويل وكان بالقرب من ذلك الموضع عربان فاتفق في يوم من الأيام أن امرأًة جميلة الصورة من العرب نزلت مع جواريها إلى النهر لتغسل رجليها، ورفعت ثيابها وكذلك جواريها، فلما رآهن أنطونيوس حول نظره عنهن وقتا ما ظنا منه أنهن يمضين، لكنهن بدأن في الاستحمام، فقال لها القديس: يا امرأة أما تستحين مني وأنا رجل راهب؟ أما هي فقالت له: اصمت يا إنسان، من أين أنت راهب؟ لو كنت راهبا لسكنت في البرية الداخلية، لأنه ليس ههنا مسكن رهبان, فلما سمع أنطونيوس هذه الكلمة لم يرد عليها جوابا، وكثر تعجبه لأنه لم يكن في ذلك الوقت قد شوهد راهب ولا عرف اسمه، فقال لنفسه: هذه الكلمة ليست من هذه المرأة، بل هذا هو صوت ملاك الرب يوبخني. ولوقته ترك ذلك الموضع وهرب إلى البرية الداخلية وأقام بها متوحدا، لأنه لم يكن في ذلك الموضع أحد غيره في ذلك الوقت، وكانت سكناه في قريةٍ عتيقةٍ مندثرةٍ في جبل العربة، صلاته تكون معنا آمين
من كتاب فردوس الآباء
التعديل الأخير: