تشتاق نفسى اليك يا الله

nany star

New member
عضو
إنضم
2 ديسمبر 2011
المشاركات
71
مستوى التفاعل
2
النقاط
0

{كما يشتاق الايل الى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي اليك يا الله} (مز 42 : 1)

وسط الصحراء الجرداء، شحيحة المياة ، وتصارع الاقوياء على مصادر المياة ، ومع حرارة الجو وملوحة الاعشاب الصحراوية يشتاق الايل الى جداول المياة العذبة ولكنه يخاف الاقتراب منها لتعرضه لافتراس الاسود او الذئاب . لكن من اجل حب البقاء ومن اجل ان يشفى غليل ظمئه يخاطر بالاقتراب والارتواء. وانا ياربى والهى ومخلصى اشتاق اليك ، لان مياه العالم الآسنة لا تروينى وحب الاشياء لا يستهوينى، ولا متع العالم الزائلة تشبع نفسى أو حتى مقتنياته الثمينة لا تشبع حاجتى أو تملأ عيني . ومهما وجدنا من محبة الاصدقاء فهى الى حين وتفارقنا ومهما راينا فالعين لا تشبع من النظر ولا الاذن من السمع بل تظل قلوبنا تحتاج الى محبة روحية تغمرها بالسعادة التى من فوق وارواحنا تهفو للاتحاد بنبع الرحمة والمحبة والحنان ونفوسنا لن تشعر بالاطمئنان الا فى احضانك الالهية. ولن تشبع ارواحنا المخلوقة على صورتك ومثالك الا محبتك انت يا من تحبنا بلا مقابل وتقدم لنا الرحمة بغير حدود.
طلبتك انت يارب يا نبع المحبة { لك قال قلبي قلت اطلبوا وجهي وجهك يا رب اطلب} (مز27 : 8). ايها الاب القدوس الذى أحبنا حتى قبل ان نوجد ، كنا فى فكرك مسرة كاب صالح يفرح بابناءه . وللان فان ولادة كل طفل جديد تعلن انك انت اله المحبة الذى لم ييأس من العالم والذى يريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون انت الذى اعطيتنا نعمة العقل والتمييز والروح الانسانية التى تسعى الى الكمال والعواطف الجياشة واعطيتنا كل شئ بغني للتمتع وان كنا غير أمناء على الوزنات المعطاة لنا وان زاغ البعض عن الطريق الصالح وعبدوا المخلوق دون الخالق فانت بالرحمة والحنان تشفق علينا وتطيل الروح لانك اله رؤوف ومتحنن ، اشفقت قديما على اهل نينوى الذين لا يعرفون شمالهم من يمينهم وارسلت اليهم يونان النبى مناديا بالتوبة ، وها نحن نطلب منك يا ضابط الكل ان تتأنى على خليقتك وترسل فينا روحك القدوس مرشدا ومعلماً وهادياً اميناً ليشبع ظمأ النفوس العطشى وتجعل كلمتك عاملة فى ارواحنا وقلوبنا لكى نؤمن ونتوب ونأتى بالثمر ويدوم ثمرنا .

ان طلبة قلبى هو الشبع منك يا الله وانت القائل {الى الان لم تطلبوا شيئا باسمي اطلبوا تاخذوا ليكون فرحكم كاملا }(يو 16 : 24). فاطلب وأسال واقرع باب تحننك ان تكون انت نصيبى الصالح الذى لن يستطيع أحد ان ينزعه منى فلا الانسان مهما كان والمكان ولا الزمان يستطيع ان ينزع محبتك من القلب الذى يريدك ولا شئ يستطيع ان يمنع فرحنا الدائم بك وكمريم التى اختارت النصيب الصالح هكذا نختارك انت ايها المحبة الكاملة { وفيما هم سائرون دخل قرية فقبلته امراة اسمها مرثا في بيتها. وكانت لهذه اخت تدعى مريم التي جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه. واما مرثا فكانت مرتبكة في خدمة كثيرة فوقفت وقالت يا رب اما تبالي بان اختي قد تركتني اخدم وحدي فقل لها ان تعينني. فاجاب يسوع وقال لها مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة. ولكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها} لو 38:10-42. فلتشبع يارب اشتياقات قلوبنا لك لانك انت المحبة المعطاءة والجمال الفائق والرحمة الشاملة والعاملة واذ ناتى اليك ونحبك نثبت فى المحبة وتثبت انت فينا وتملك على قلوبنا وارواحنا ونفوسنا التى تنجذب اليك وتسعد بك وبمحبتك نحيا الارتواء والشبع وتمتد حياتنا لتصل الى الخلود والابدية ويبتدى ملكوتك داخل قلوبنا ولن ينتهى . لتشبع نفوسنا ليس بخبز العالم بل بكلام الحياة الابدية وترتوى ارواحنا من ينابيع روحك القدوس واحيا فى عرس دائم معك .
 
أعلى