افرحوا في الرب اخوتي في المسيح يسوع (فيلبي 1:3)

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,273
مستوى التفاعل
1,723
النقاط
76
عجز العالم عن جلب الفرح والسعادة لكل واحد منا مهما حصل على امنياته وشهواته فما زال قلبه ينقصه شبع الفرح وحب المسيح الرب وعندما نصل لان نفرح في الرب يسوع المسيح وحده وليس سواه تبلغ حياتنا الروحية اسماها وهي حب وفرح في العيش مع الرب يسوع المسيح فتلاقي الواحد منا مليان قلبه بسلام المسيح يسوع ما بعده سلام الذي لا كما يعطيه العالم لنا يعطيه هو لنا

"أخيرًا يا إخوتي افرحوا في الرب،
كتابة هذه الأمور إليكم ليست عليّ ثقيلة،
وأمّا لكم فهي مؤمنة" [1].
الآن يكتب الرسول بولس إلى محبوبيه شعب الكنيسة التي في فيلبي مطالبًا إياهم بالفرح في الخدمة. والعجيب أن الكاتب يبعث رسالته وهو مقيد بالسلاسل، ويرسلها إلى كنيسة مع كونها أمينة (مؤمنة) ومنتعشة لكن المتهودين يزعجونها. فالمتاعب سواء من الخارج أو من الداخل لا تقدر أن تفقد المؤمن أو الخادم فرحه في الرب. وقدر ما نتهلل داخليًا نكون بالأكثر مستعدين لقبول الألم من أجله، ولا تقدر قوة ما أن تعزلنا عنه.
"أخيرًا": يقصد بها الرسول إنه سيبدأ استكمال رسالته.
لقد هدأ بولس أهل فيلبي الذين كانوا في حالة كآبة شديدة. كانوا في قنوط، إذ لم يكونوا يعرفون كيف سارت الأمور مع بولس. كانوا في كآبة إذ ظنوا أنها قد تفاقمت جدًا بالنسبة له، وبالنسبة للكرازة ولأبفرودتس. لقد أكد لهم وطمأنهم من جهة كل هذه النقاط، وقال:" أخيرًا يا إخوتي افرحوا". يقول لهم: ليس لكم بعد علة للكآبة معكم أبفرودتس الذي حزنتم من أجله، ومعكم تيموثاوس، وأنا نفسي سآتي إليكم، والإنجيل في حالة تقدم. ماذا يعوزكم بعد؟ افرحوا![146]
القديس يوحنا الذهبي الفم
"يا إخوتي" يستخدم هذا اللفظ للتعبير عن شدة الحب والاعتزاز والأخوة والمشاركة لأهل فيلبي. لقد دعا الغلاطيين "أولادي" (غل 19:4)، أما هؤلاء فدعاهم "إخوتي"، فعندما يهدف نحو تصحيح أمرٍ ما أو إظهار حنوه يدعوهم أولاده، وعندما يخاطبهم بكرامةٍ عظيمةٍ يلقبهم إخوته.
"افرحوا في الرب": الفرح هو الخيط الذهبي الذي يمر بين طيات هذه الرسالة. أما مصدر الفرح فليس النجاح الظاهر، ولا الإمكانيات الخارجية، إنما "في الرب". ليس من حصنٍ آمنٍ للنفس البشرية أكثر من الفرح في الرب "وأما لكم فهي مؤمنة". ما أروع أن يكتب الرسول لهم عن الفرح وهو في شدة الضيق والألم, فالألم يلازمه الحزن، ولكن اجتماع الألم مع الفرح لا يتحقق إلا في الرب.
افرحوا في الرب... لماذا؟
أ- لأن الرب هو ضابط الكل، وهو محب البشر.
ب- لأن الرب هو الذي يهتم بكل أمورنا، ويهبنا كل شيء.
ج- لأننا نطرح تحت أقدام صليبه خطايانا وآثامنا وهمومنا، فيحملها عنا المصلوب برضا ولطفٍ.
د- لأنه ينقذنا من أعدائنا الخفيين والظاهرين، ويحول الشر إلى خير، والضيقات إلى بركات.
و- لأن الفرح بالرب يهبنا القوة في جهادنا الروحي.
هـ- لأنه هو الذي ينير ظلمتنا.
"أخيرًا يا إخوتي افرحوا في الرب" يقول بحق "في الرب"، وليس "حسب العالم"، فإن هذا ليس بفرحٍ. يقول أن هذه المتاعب التي بحسب المسيح تجلب فرحًا[147].
 
أعلى