تفاصيل «عمليات تهريب الأسلحة» بين سيناء وطرابلس

mary naeem

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 فبراير 2010
المشاركات
9,021
مستوى التفاعل
1,236
النقاط
113
تفاصيل «عمليات تهريب الأسلحة» بين سيناء وطرابلس شبكة «أبو أحمد»: «الكاشف» هرب من سجن العقرب بعد «25 يناير».. وأسس أخطر شبكة إرهابية لاستهداف سفن قناة السويس والأقباط
234221_Large_20140523093747_11.jpg



فى الصحراء الغربية الشاسعة، حيث الحدود «الليبية المصرية» مترامية الأطراف وبقايا ألغام زرعها الإنجليز تحسباً لاقتحام قوات «روميل» البوابة الغربية للمحروسة.. كانت الجمال تروح عابرة للحدود الليبية وتغدو محملة بأسلحة وصواريخ، قاصدة شبه جزيرة سيناء، حيث تنيخ بأحمالها فى الصحراء الشرقية لتتلقفها أيادى التنظيمات التكفيرية المسلحة.
شبكة محكمة أعدها تكفيرى ما زال خارجاً لتوه من تحت قبة سجن العقرب، بعد أحداث 25 يناير 2011 فى موجة إطلاق سراح السجناء التى أعقبت الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، إنه محمد جمال الكاشف «أبوأحمد».. فى تلك الأثناء ظن المراقبون أن معركة التكفيريين مع الدولة المصرية انتهت بلا رجعة، بعدما أخرجتهم الدولة أفواجاً من سجونها وباتوا ضيوفاً على وسائل الإعلام، وفتحت لهم الأبواب للتعبير عن أفكارهم وأطروحاتهم الراديكالية، لكن ثمة ما كان يُدبر تحت أعين وبصر مسئولى جهاز مخابرات تنظيم الإخوان، حيث عملت المجموعات التكفيرية على إعداد عدتها لتقويض أركان الدولة المصرية للأبد، وصمت قادة الإخوان لاستخدام هؤلاء التكفيريين مخلب قط فى وجه الجيش والشعب المصرى إذا حانت لحظة المواجهة.
بدأت بذرة التنظيمات التكفيرية فى النمو بعدما أرسلوا لخبير فى تصنيع المفرقعات، هو التونسى على سعيد ميرغنى، لجلبه إلى مصر وتخزين الأسلحة القادمة من ليبيا بشقة فى برج العرب بالإسكندرية. عندما بدأ الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى، كان أحد ضباط جهاز الأمن الوطنى الذين جرى تسريحهم من أعمالهم بعد ثورة 25 يناير يشاهد التلفاز، فرأى أحد أوجه المهاجمين الذى استشعر للوهلة الأولى أنه وجه لم يكن غريباً عليه، وكان صاحب الوجه محمد جمال الكاشف «أبوأحمد»، فأبلغ الضابط بدوره المسئولين الحاليين فى الجهاز، وبدأت مراقبة «أبوأحمد» وكان اكتشاف الصيد الثمين «خلية مدينة نصر». غير أن شخصاً آخر جرى رصده وهو يراقب منازل ضباط الأمن السابقين والحاليين، كريم أحمد عبدالسلام صاحب شقة مدينة نصر، التى آوى فيها أخطر العناصر التكفيرية، كان منهم خبير المفرقعات «سعيد ميرغنى». قبلها كانت أجهزة الأمن قد رصدت «عادل عوض شحتو» يلتقى بأحد العناصر التكفيرية يدعى «بسام» قرب الحدود المصرية الليبية، فاتضحت معالم الخلية كاملة بعد ثبوت ارتباطها بالعناصر التكفيرية فى أنصار الشريعة الليبية. سألت نيابة أمن الدولة فى تحقيقاتها مع التونسى المنتمى لـ«حزب النهضة» وخبير المتفجرات على سعيد ميرغنى: لماذا ذهبت إلى ليبيا قبيل الهجوم على القنصلية الليبية بيومين ثم عدت إلى مصر بعدها بيومين؟ فارتبك ثم أجاب: ذهبت للسياحة.. أى سياحة فى ليبيا فى عصر الحرب الأهلية هناك؟
نجح محمد جمال الكاشف -فى وقت قصير- فى تأسيس أخطر شبكة إرهابية خططت لاستهداف السفن المارة فى قناة السويس بالزوارق الحربية، واستهداف المواطنين الأقباط ودور عبادتهم لإحداث فوضى عارمة فى البلاد. لم يكن عنصراً هيناً كما حاول بعض إخوانه من التكفيريين أن يثبت، فقد تلقى محمد جمال التدريب على صناعة القنابل فى معسكرات القاعدة فى أفغانستان فى الثمانينات، وعاد إلى مصر فى التسعينات وأصبح القائد العسكرى لجماعة الجهاد الإسلامى المصرية التى كان يقودها فى ذلك الوقت أيمن الظواهرى. ومنذ خروجه من السجن، شكل أبوأحمد شبكة باسم «الجمال»، تدرب أفرادها فى ليبيا ومصر بتمويل من فرع تنظيم القاعدة فى اليمن، ووقتها نقل عن إخصائيين فى مكافحة الإرهاب قولهم إن «أجهزة المخابرات الغربية المكلفة بمكافحة الإرهاب، تعتبر أبوأحمد أحد الأشخاص الأكثر خطورة فى المنطقة منذ الربيع العربى».
وأفادت تحريات بأن أبوأحمد على علاقة وثيقة بزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، الذى كلفه بقيادة بعض المنتمين فكرياً إلى التنظيم فى مصر وليبيا، وأنه حصل على الضوء الأخضر منه للقيام بعمليات «جهادية» فى البلدين. وذكرت عناصر بجماعات «تكفيرية» أن «أبوأحمد» هو من كان يقود بالفعل تحركات تنظيم القاعدة فى القاهرة والمدن القريبة منها.
وأكدت المعلومات المتوفرة أن «أبوأحمد» كان العقل المدبر للعديد من العمليات التى نفذها تنظيم القاعدة خلال الفترة الماضية، سواء فى باكستان أو اليمن أوليبيا. وكانت تقارير استخباراتية أمريكية أكدت أن أحد المسئولين عن الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى، التى راح ضحيتها السفير الأمريكى بليبيا، إلى جانب 3 دبلوماسيين آخرين احتجاجاً على الفيلم الأمريكى المسىء للإسلام، وأنه قام بتدريب منفذى الهجوم فى معسكرات بصحراء ليبيا. كما أكدت مصادر أمنية أن التحقيقات الأولية فى قضية الخلية الإرهابية التى نفذت تفجير عقار بمدينة نصر تشير إلى أن المتهمين الخمسة المقبوض عليهم كانوا يرتدون الزى العسكرى ويتلقون تعليمات من القاعدة فى ليبيا.

Elwatan.jpg

 
أعلى