أن أراد أحد أن يشرح كلمة الله حسب القصد المعلن فيها

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
حينما يُريد أحد أن يسبح في البحر ويغوص في أعماقه، عليه أن يتدرب على أصول العوم والغوص بطاعة وثقة تامه واستسلام لمدربه، لأنه أن لم يصغي جيداً ويستسلم بثقة ليد مُدربه وغاص بنفسه بدون أن يكون عنده المبادئ التطبيقية والأصول الصحيحة للعوم وكيف يغوص وبأية طريقة يتنفس ويملأ رئتيه بالأكسجين اللازم وكيف يحتبس أنفاسه بطريقة صحيحة وبوقت مُعين حسب قدراته الجسدية، فأنه يغرق حتماً وبسهولة يفقد حياته.
وبالمثل أيضاً حينما يسير أحد في وسط الغابة كثيفة الأشجار وهو لا يعرف الطريق الذي ينبغي أن يسير فيه، فأنه يضل ويتوه وسطها ولا يعرف بداية الطريق من نهايته، بل ربما يسير في دوائر مستمرة ويعود مكان ما بدأ في المسير بعد تعب شديد وإرهاق...

هكذا كل من يدخل في الكتاب المقدس كلمة الله النابضة بالحياة، وهو غير مفتوح الذهن باستنارة وله البصيرة الداخلية المفتوحة على الحق والحواس الروحية المُدربة وموهبة مقارنة الروحيات بالروحيات، فأنه يتوه فيها ليتفرع لأشياء ثانوية ليست بذات قيمة بعيدة تماماً عن القصد الإلهي، تجعله يغفل عن الكنز الثمين المذخر فيها لخلاص النفس والدخول في شركة مع الله الحي المُشرق بمجده الخاص على كل من يقترب إليه، لأنه مكتوب: [ لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ] (2كورنثوس 4: 6)


فهذا هو التعريف اللائق الحقيقي بالكتاب المقدس:

  • هو إشراقة نور الحياة في القلب بمعرفة مجد الله في وجه يسوع، لأن كل من لم يرى نور الحياة الجديدة في المسيح يسوع ويمتلئ منه باستمرار ودوام فهو لم يدخل بعد في سرّ عمق كلمة الله ويمتلئ من الحياة التي فيها، لأن كلمة الله ليست علم ولا فكر ولا فلسفة ولا منطق، بل إشراقة نور النعمة، ونقله من الموت للحياة، ومن الظلمة للنور، ومن المحدود للا محدود... وعلينا أن لا نخلط الذهب بالتراب حينما نلوث الكلمة بدمجها بأفكارنا الشخصية وما نعتقده نحن فيها، لأننا بذلك سنقدم آخر غير الله ولن نُعلن مشيئته ولا إرادته الظاهرة فيها...
وعلينا أن نعي بل نُدرك أن الذي يشرح الكلمة وحده ويُعلن مجدها المخبوء فيها هو الروح القدس الذي يأخذ من المسيح الرب ويُعطينا، لذلك علينا أن نُدرك الآن ما وضع كلمة الله فينا، وما موقفنا منها، وكيف نعيشها ونُقدمها غذاء حي للآخرين يُشبع نفوسهم ويولد فيهم الرغبة والغيرة لكي يدخلوا معنا في سرّ الشركة مع الله الحي الظاهر فيها، ولا ينبغي أبداً أن نقدم كلمة الله الحي على أساس فلسفة علم، ولا حجة منطق، ولا دراسة شيقة، ولا بحث فكري عميق لإثبات أننا صح والآخر على خطأ، ولا جدل عقيم يسبب خصومات، لأن كلمة الله لا تصنع خصومة بل الإنسان الممتلئ كبرياء وتعالي والمندفع بأعصابه هو الذي يصنع خصومة وانشقاق ولا يستطيع أن يربح أحد للشركة معه ومع مسيح القيامة والحياة، لأن مثل هذا لم يدخل بعد في سرّ: [ مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ ]... وهبنا الله قوة إشراق نور الكلمة في قلوبنا آمين
 
التعديل الأخير:

واثقه فيك يارب

╬حبيبة البابا╬
عضو مبارك
إنضم
11 يوليو 2012
المشاركات
12,881
مستوى التفاعل
3,353
النقاط
0
الإقامة
قلــــب يســـــــوع
هكذا كل من يدخل في الكتاب المقدس كلمة الله النابضة بالحياة، وهو غير مفتوح الذهن باستنارة وله البصيرة الداخلية المفتوحة على الحق، فأنه يتوه فيها ليتفرع لأشياء ثانوية ليست بذات قيمة بعيدة تماماً عن القصد الإلهي، تجعله يغفل عن الكنز الثمين المذخر فيها لخلاص النفس والدخول في شركة مع الله الحي المُشرق بمجده الخاص على كل من يقترب إليه، لأنه مكتوب: [ لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ] (2كورنثوس 4: 6)

بطلب وبترجا ربنا يهبنا قوة وايمان وعيون وقلوب بصيرة
لكي نستمتع ونستفيد بأشراق نور الكلمة.

شكرا لحضرتك استاذي
وللموضوع الرائع
كعادة مواضيعك الجميله
ربنا يباركك ..
صلي من اجلي .
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
إلهنا القدوس الحي يهبنا الحواس الروحية المدربة
والذهن المفتوح على النور الإلهي البهي المُشرق في كلمته
ولنُصلي دائماً بعضنا لأجل بعض حتى نمتلئ من كل حكمة سماوية
ونحيا وفق دعوته لنا آمين
 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,236
مستوى التفاعل
1,704
النقاط
76
هو إشراقة نور الحياة في القلب بمعرفة مجد الله في وجه يسوع، لأن كل من لم يرى نور الحياة الجديدة في المسيح يسوع ويمتلئ منه باستمرار ودوام فهو لم يدخل بعد في سرّ عمق كلمة الله ويمتلئ من الحياة التي فيها، لأن كلمة الله ليست علم ولا فكر ولا فلسفة ولا منطق، بل إشراقة نور النعمة، ونقله من الموت للحياة، ومن الظلمة للنور، ومن المحدود للا محدود... وعلينا أن لا نخلط الذهب بالتراب حينما نلوث الكلمة بدمجها بأفكارنا الشخصية وما نعتقده نحن فيها، لأننا بذلك سنقدم آخر غير الله ولن نُعلن مشيئته ولا إرادته الظاهرة فيها...
اجمل ما قراته عن نعمة الروح القدس في قراءة لكتاب المقدس وكيف تقودنا نعمة الله لى ما يريده الله في حياتنا لتمميم ارادته فيها والمجد لله دائما وبدا امين
 

"خْرْيْسْتْوْفُوْرُوْسْ"

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
3 فبراير 2012
المشاركات
5,408
مستوى التفاعل
2,562
النقاط
113
الإقامة
"بْيْنَ كَفَيْكَ يْسُوْعْ"
18 مستنيرة عيون اذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين.

فلنصلي أن يهبنا ربنا يسوع المسيح عيون مُستنيره يمجد أشراقه فى أرواحنا لنغوص فى عمق كلمته ونحيا بها فاهمين من نقول وعارفين لما فهمنا بقيادة رةوةحة الله القدوس المحيي

شكراً للأرشاد الروحي الجميل ..


 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
وهبنا الله يا إخوتي عمق الإحساس العميق لكلمته فينا
حتى تتحول لحياة شخصية تظهر نور النعمة المُشرق في داخلنا آمين
 

حبيب يسوع

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 مايو 2007
المشاركات
15,458
مستوى التفاعل
1,956
النقاط
0
موضوع فى غاية الاهمية
الرب يباركك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
ويبارك حياتك أخي الحبيب
ولنُصلي دائماً لأجل بعضنا البعض دائماً
 

soul & life

روح وحياة
مشرف سابق
إنضم
28 نوفمبر 2011
المشاركات
10,525
مستوى التفاعل
2,999
النقاط
113
الإقامة
باريس الشرق
لأن كلمة الله لا تصنع خصومة بل الإنسان الممتلئ كبرياء وتعالي والمندفع بأعصابه هو الذي يصنع خصومة وانشقاق ولا يستطيع أن يربح أحد للشركة معه ومع مسيح القيامة والحياة، لأن مثل هذا لم يدخل بعد في سرّ: [ مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ ]... وهبنا الله قوة إشراق نور الكلمة في قلوبنا آمين


الموضوع كالعادة اكثر من رائع شكرا ليك استاذ ايمن
الجزئية دى بالاخص لمحتها بشكل قوى الايام الاخيرة الانسان مهما كان غيور على كتابه المقدس فيجب فى شرحه وتفسيره للكتاب المقدس ومحاورة الاخرين يجب ان يكون ممتلىء بالروح القدس وروح الله ساكنه فيه ازاى بقا بيفقد اعصابه ويتعصب
عمر العصبية ما كانت بتجمع بالعكس العصبية والغضب بيفرق ياريت كل الخدام والكهنة والمحاورين والمتكلمين بكلمات الكتاب يدركوا ما كتبته حضرتك فى سطورك الاخيرة
 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,235
النقاط
0
لأن كلمة الله لا تصنع خصومة بل الإنسان الممتلئ كبرياء وتعالي والمندفع بأعصابه هو الذي يصنع خصومة وانشقاق ولا يستطيع أن يربح أحد للشركة معه ومع مسيح القيامة والحياة، لأن مثل هذا لم يدخل بعد في سرّ: [ مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ ]... وهبنا الله قوة إشراق نور الكلمة في قلوبنا آمين

مهما كان مانواجهه من مشاكل ومضايقات فسوف نجد المعونه في كلمة الله .
إنها نافعة للتشجيع والتوجيه والتعليم والتأديب
إبدأ أسبوعك بكلمة من الله ترافقك طيلة أيام الأسبوع

شكرا استاذنا للتأملات الروحيه الرائعه
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
إلهنا الصالح يُعطي نعمة للجميع وخبرة الحياة المقدسة حسب قصده آمين
 

عبود عبده عبود

مفصول لمخالفة قوانين المنتدى
إنضم
14 يوليو 2010
المشاركات
16,645
مستوى التفاعل
4,598
النقاط
0
لأن كلمة الله لا تصنع خصومة بل الإنسان الممتلئ كبرياء وتعالي والمندفع بأعصابه هو الذي يصنع خصومة وانشقاق
وتخسر كل يوم صديق ...بدلاً من أن تربح كل يوم روحٌ مُحِبّة
وتتسبب فى إرهاق الكلمات عُسراً
للباحثين عن فهم أو إدراك
فقط أعطهم سُلطة ...وأنظر وأنتظر ماذا هُم فاعلون ؟
ستكشفهم المناصب...وتُعريهم التحكُمات..وتسقط الأقنعة

 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0

وتخسر كل يوم صديق ...بدلاً من أن تربح كل يوم روحٌ مُحِبّة
وتتسبب فى إرهاق الكلمات عُسراً
للباحثين عن فهم أو إدراك
فقط أعطهم سُلطة ...وأنظر وأنتظر ماذا هُم فاعلون ؟
ستكشفهم المناصب...وتُعريهم التحكُمات..وتسقط الأقنعة


كلامك صح يا غالي، لأن الكبرياء مرض يظهر
عرضه وقت الجلوس على الكراسي
 

ابن يسوعنا

انا ابنك وملكك
عضو مبارك
إنضم
25 يوليو 2013
المشاركات
7,874
مستوى التفاعل
1,839
النقاط
113
كلام في قمة الحكمة
تسلم ايدك
لنرتوي بالفهم والمعرفة
ومن مياة جارية لا يشوبها شي
الرب يباركك
لتعبك في وصول المعلومة الجيدة لاذهاننا
 

R.O.R.O

اسندنى فى ضعفى
عضو مبارك
إنضم
20 يونيو 2012
المشاركات
18,394
مستوى التفاعل
4,653
النقاط
113
الإقامة
حضن يسوع
استاذى الغالى حقيقى موضوع فى قمة الروعة والاهمية
تعيش وتمتعنا دايما وترشدنا بمواضيعك المهمة
ربنا يبارك تعب محبتك
 

+ماريا+

نحوك اعيننا
عضو مبارك
إنضم
22 أكتوبر 2012
المشاركات
5,471
مستوى التفاعل
2,038
النقاط
113
فى ناس كتير بتفسر الكتاب المقدس
لكن قليل جدا لما تلاقى حد انت فرحان بشرحه
وحاسس ان الروح القدس بيتكلم على لسانه
لانه فعلا بيكون مليان من اشراقة الروح القدس بداخله
وبالتالى فبيفيض على المستمعين له
رائع استاذى ربنا يباركك ويفرح قلبك
متميز كالعاده ربنا ينور بصيرتنا لكى نعرف مقاصد الله لنا
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
آمين يا سيدنا الرب هبنا قوة الاستنارة ومعرفة مجدك المخبوء في كلمتك
فاشرق علينا بنور وجهك فنستنير ونمتلئ سلام فنفرح ونعلن رجاء قلوبنا أمام الجميع بشهادة حياتنا آمين
 

سرجيوُس

لستم المتكلمين.
عضو مبارك
إنضم
8 أبريل 2011
المشاركات
3,442
مستوى التفاعل
425
النقاط
83
الإقامة
قلب يسوع المسيح
سمعت عن ذهبى الفم,وقيثارة الروح ولكن لم اسمع عن"موسيقى الروح"فاود ان اعطيك هذا اللقب(ليس مجاملة ولكن عن جدارة وحب)رغم فيه شوية حقد عليك:new6:


غجبنى كلامك جدا ,وتوقفت عن تلك الجملة,فكت هعترض عليها.

هكذا كل من يدخل في الكتاب المقدس كلمة الله النابضة بالحياة، وهو غير مفتوح الذهن باستنارة وله البصيرة الداخلية المفتوحة على الحق والحواس الروحية المُدربة وموهبة مقارنة الروحيات بالروحيات،
ولكن وجدت ردك على فى تلك الجملة,فالتزمت الصمت


..وعلينا أن نعي بل نُدرك أن الذي يشرح الكلمة وحده ويُعلن مجدها المخبوء فيها هو الروح القدس الذي يأخذ من المسيح الرب ويُعطينا،



وتحول سؤالى السابق الى امر هام وهو
لذلك علينا أن نُدرك الآن ما وضع كلمة الله فينا، وما موقفنا منها، وكيف نعيشها ونُقدمها غذاء حي للآخرين
كيف نُدرك الان هذا الامر؟؟
هل تتعامل النعمة معانا وقت القراءة؟؟وما السبب فى اننا فى بعض الاحيان نشعر باشتعال القلب وفى بعض الاحيان نشعر بالعكس؟

الرب معك,فانتظار الكثير من كتاباتك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0

كيف نُدرك الان هذا الامر؟؟
هل تتعامل النعمة معانا وقت القراءة؟؟ وما السبب فى اننا فى بعض الاحيان نشعر باشتعال القلب وفى بعض الاحيان نشعر بالعكس؟

الرب معك,فانتظار الكثير من كتاباتك

سلام لشخصك الحلو، النعمة تتعامل معنا بالطبع وقت القراءة، شرط إننا ندخل كلمة الله لا لكي نفهمها حسب فكرنا وتأملاتنا بل نفرغ قلبنا وعقلنا من كل فكرة مسبقة، أو حتى نسمح لأنفسنا بأن نحاول أن نفلسفها أو نضعها تحت سلطان عقلنا ونحاول أن نفهمها بقدراتنا الشخصية وحسب علمنا ومعلوماتنا...

فأننا ندخل لكلمة الله لكي أولاً تصير قوة تنقية لقلبنا، لأنها الدواء الفعال لمرض نفوسنا الخفي، مصلين أن يفتح ربنا يسوع ذهننا لنفهم كلمته حسب قصده هو لا حسب رأينا ولا دراستنا الشخصية، ونظل نصلي إلى أن ينعم علينا بإشراق نور الكلمة فينا، فتصير قوة في حياتنا الشخصية أولاً، فنحمل ثمرها فينا لأنها غُرست لتأتي بثمر نستطيع أن نقدمه للآخرين، ولذلك يقول الرسول: [ لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شرّ، فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة ان تخلص نفوسكم ] (يعقوب 1: 21)

أما من ناحية اشتعال القلب، فان حينما يغرس الله الكلمة فينا يبدأ القلب يشتعل بالغيرة المقدسة مع فرح، ثم يتحول لألم مثل مخاض الولادة، لأننا لن نتخلى عن طموحنا وكبرياء قلبنا الخفي ولا عن علمنا وفلسفاتنا ولا شهوات قلوبنا التي توبخنا عليه الكلمة بسهولة، لأن الكلمة كالسيف القاطع، تقطع وتبتر كل ما هو غريب عن التقوى والقداسة لنموت فنحيا إنساناً جديداً روحياً يتبع برّ الله بيسوع المسيح مخصلنا..

ونحن دائماً نحتاج ان نرعى الكلمة ونسقيها بالتوبة والصلاة بها وطلب قوتها فينا الدائمة، مع طاعتها كما هي في ذاتها كما وصلها لنا الروح القدس، لأن أن لم نحيا بها كما وصلت إلينا وهيئنا لها قلبنا بتفريغة من كل شهوة (اطرحوا كل نجاسة وكثرة شرّ) فأننا لن نستطيع أن نقبل بوداعة غرس الكلمة فينا، وبذلك نهرب من خلاص نفوسنا عملياً في واقع حياتنا المُعاشة، ومن هنا ينطفئ شغفنا لها ورغبتنا في أننا نسمع إليها ونصغي لأنها تحمل قوة خلاصنا وشفاء نفوسنا الحقيقي، فتُصبح لنا مثل كلمات اي كتاب نقرأه مُغجبين به ونخرج منه ما أعجبنا أو نعلم به الآخرين.. الخ؛ وبسبب ذلك يتوهم الكثيرين أنهم عارفي الحق ودارسي كلمة الله بعمق وصاروا أكفاء لتعليم الآخرين غير مدركين أن الإنجيل ضايع منهم...
 
أعلى