من يقول الناس إني أنا؟

مينا إيليا

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
30 ديسمبر 2011
المشاركات
221
مستوى التفاعل
57
النقاط
0
من يقول الناس إني أنا؟
(مت13:16)

في هذه الأية يتقدم ويسأل السيد المسيح التلاميذ عن رأي الناس عنه وفيه وأيضاً رأي تلاميذه.
فالمسيح كان يعلم أن هناك أختلاف بين الناس عن من هو المسيح حيث قالوا:
1- يوحنا (نبي)
2- إيليا (نبي)
3- إرميا (نبي)
4- أحد الأنبياء
أما عند التلاميذ فبادر بطرس وأجاب "انت هو المسيح ابن الله الحي"
ولكن ليس جواب بطرس أحتكاراً له أو لتلاميذ المسيح أنفسهم بل أعلنها السيد المسيح لبطرس إن هذا الأعلان وهذه الشهادة ليست من عندك ولكن "من ابي الذي في السموات"
"فأجاب يسوع وقال له: طوبي لك يا سمعان بن يونا، إن لحماً ودماً لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السموات" (متي17:16).
إذاً فهو إعلان إلهي من الآب علي لسان بطرس، وهذا الإعلان لا يقبل الجدال أو النقاش.
حيث كل من أمن بالسيد المسيح وإنه ابن الله الحي أي بتجسده وموته وقيامته وثالوثه فهو يستحق الطوبي التي أستحقها بطرس.
فلماذا الخلاف إذاً علي طقوس وصلوات وترانيم وتسابيح ورقص واسرار وتاريخ وعقيدة........ ألخ
أليست العقيدة هي صخرة الإيمان وهي رأس الزاوية وهي المسيح!!!!!
فبطرس أستُعلن عن حجر الأساس واللاهوت والإيمان في هذه الاية:
"أنت هو المسيح ابن الله الحي"
أسمع البعض قدي يقول إن هذه الترانيم غير أرثوذكسية وغير أصيلة وهناك رقص وأغاني...... ألخ
أين الاكرام أين الخشوع في الصلاة؟
واسمع البعض الأخر يقول لماذا يقيدون روحهم؟ لماذا لا يطلقون عنان مشاعرهم تجاه الرب؟ لماذا الشكلية؟ لماذا الطقس؟ ........ ألخ
أراك تحكم علي شكل العبادة وليس اصل العبادة
أراك تدين غيرك علي طريقته التي لا تناسبك
أراك تريد أن تجبره أن يكون مثلك؛ ولكن لماذا لا تريد أن تكون أنت مثله
لماذا هو وليس انت؟
لماذا هو الخطأ وأنا الصحيح؟
لماذا لاتخرج الخشبة التي في عينك أولاً؟
فالعبادة في الكتاب المقدس متنوعة:
1- (تسبيح) "فلنقدم به في كل حين الله ذبيحة التسبيح، أي ثمر شفاة معترفة باسمه." (عبرانيين15:13).
2- (الرقص) "ليسبحوا اسمه برقص. بدُف وعود ليرنموا له" (مز3:149).
3- (ترانيم) "أحمدو الرب حسب بره، وأرنم لأسم الرب العلي" (مز17:7).
4- (الغناء) "وغنوا بالتسبيح والحمد للرب" (عزرا11:3).
5- "سبحوه بصوت الصور، سبحوه برباب وعود، سبحوه بدف ورقص، سبحوه بأوتار ومزمار، سبحوه بسنوج التصويت، سبحوه بصنوج الهُتاف. كل نسمة فلتسبح الرب. (مز3:150-6)
6- "وبارك عزرا الرب الإله العظيم، وأجاب جميع الشعب "أمين، أمين" افعين أيديهم وحزوا وسجدوا للرب علي وجوههم إلي الأرض" (نحميا 6:8).



ملاحظات:
• "يساوي الكثيرون اليوم بين الثائر العاطفي بالموسيقي، والتأثر بالروح، لكنهما ليس نفس الشيء. فالعبادة الحقيقية تحدث عندما تستجيب روحك لله، وليس لبعض النغمات الموسيقية. بل أن بعض الترانيم العاطفية – التي تغوص في أعماق النفس – تُعيق العبادة، حيث أنها تبعد الأضواء عن الله وتُركزها علي مشاعرنا، إن أكبر مصدر للتشتيت أثناء العبادة هو نفسك – أهتماماتك، مخاوفك ما يظنه الأخرون عنك." (من كتاب الحياة المنطلقة نحو الهدف – إيرك وارين)
وعلي الجانب الأخر:
• "يُلاحظ كثير من المسيحيين يبدون محصورين في نطاق ضيق للعبادة مما يجعلها أمراً روتينياً لا يُشبع القلب ولا يروي ظمأ النفس. فبدلاً من أن تكون لهم علاقة صداقة حية مع الله نجدهم يفرضون علي أنفسهم قوالب تعبُدية جامدة لا تلائم الطريقة المتفردة التي شكلهم الله بها" (من كتاب الحياة المنطلقة نحو الهدف – إيرك وارين)
• "يختلف المسيحيون في أحيان كثيرة حول الطريقة الأكثر لياقة وأصالة في التعبير عن تسبيحهم لله، لكن تلك المجادلات لا تعكس عادة سوي اختلافات الشخصية والثقافة. لقد ذكر الكتاب المقدس عدة أشمال للتسبيح، من بينها الأعتراف، والترنيم، والهتاف، والوقوف في هيبة، والركوع، والرقص، والتهليل، والشهادة، والعزف بالآلات الموسيقية، ورفع الأيدي. إن أفضل أسلوب للعبادة هو ذلك الذي يمثل محبتك لله بأكثر أصالة تبعاً لخلفيتك وشخصيتك التي أعطاك الله إياها" (من كتاب الحياة المنطلقة نحو الهدف – إيرك وارين)

قد أسمع البعض يقول: يعني أنت تارك جميع المصادر من أباء الكنيسة وقديسيها ومقتبس من إيرك وراين
الاجابة هي أني أعرض أفكار وردت في هذا الكتاب وجدت أنها سوف تفيد البعض وتفيد في الموضوع.
إذاً فعندما تتم العبادة في كلا الفريقين بالروح تكون صحيحة. "لأن الله يطلب الساجدين له بالروح والحق"
• ولمعرفة العبادة بالروح أم لا. تحتاج إلي فضيلة التمييز وأقترح قراءة الرسالة الحادية عشر للقديس أنطونيوس و (رسالة يوحنا الأولي1:4-6)

وأيضاً الاختلاف يجمع وليس يفرق فكل منا محتاج إلي الآخر لتكميل جسد المسيح المعتل.
ونحن الأن نسمع ما قاله الله في سفر الرؤيا إلي كنيسة لاودوكية صارخاً لكل كنيسة تعتقد أنها علي صواب وإنها صاحبة العقيدة والإيمان المستقيم والطريقة المعينة في العبادة ونحكم علي الشكل وليس المضمون. قائلاً:
"لأنك تقول إني أنا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلي شيء، ولست تعلم أنك انت الشقي والبائس وفقير وأعمي وعريان........" (رؤ17:3)
وفي ختام هذا الاصحاح يضع الله الصخرة والطريق والباب الوحيد لهذا المرض وهو:
"هأنذا واقف علي الباب واقرع، إن سمع احد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه واتعشي معه وهو معي" (رؤ20:3)

والباب هو المسيح، الصخرة، رأس الزاوية


 
أعلى