رسالة إلى مُرِّي النفس

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,235
النقاط
0
رسالة إلى مُرِّي النفس
احذر ملامة الضمير المؤدية إلى اليأس



sm120804.gif


ملامة الضمير تكون إيجابية وصالحة ومفيدة ومؤدِّية إلى ثبات الإيمان والخلاص إذا كانت في حضرة المسيح، أي في نور الفداء والخلاص الذي تمَّ للخاطئ، كل خاطئ. فأنت تلوم نفسك فقط على أساس أنك خاطئ مفدي، أي خاطئ مُخلَّص. فلا تَدَعْ الملامة تجرح صورة المسيح الذي فيك، المسيح المصلوب من أجلك.
انظر إلى ملامة يهوذا الإسخريوطي لنفسه لما تبيَّن أنه باع المسيح معلِّمه بثلاثين من الفضة! ماذا انتفع يهوذا من ملامة نفسه في غياب المسيح؟ يقول الكتاب إنه خنق نفسه (مت 5:27)!! هذه هي الملامة المخسِّرة والمُفسدة المؤدِّية إلى الهلاك، ملامة اليأس. ولكن انظر بالأَوْلى إلى ملامة بطرس الرسول لنفسه لما سمع صياح الديك، يقول الكتاب مبيِّناً صِدْق بطرس لنفسه: «فخرج إلى خارج وبكى بكاءً مُرًّا» (مت 75:26). ولكن كانت ملامة بطرس الباكية لما تذكَّر أنه باع سيده أمام جارية، ملامة طاهرة خالية من اليأس إذ كان المسيح قد عضده بالإيمان، يقول المسيح لبطرس: «طلبتُ من أجلك لكي لا يفنى إيمانك» (لو 32:22). فبطرس لام نفسه في نور الإيمان الذي عضده به المسيح، والنتيجة أن المسيح نفسه ظهر لبطرس وعضده.
وأنت أيها الحبيب قد سبق المسيح وعضدك بدمه وخطبك لنفسه كما يخطب الرجل عروساً لنفسه فيضع في إصبعها دبلة الخطوبة الذهبية في مقابل دبلة الخلاص التي لبسها المسيح على الصليب علامة على خطوبة كل خاطئ مات من أجله. فدبلة الخلاص التي في إصبعك أيها الخاطئ الآن هي عهد أبدي أنك مخطوب للمسيح بالرغم من كل ذنوبك. فكما إذا أخذ شاب يعاكس فتاة مخطوبة، فإنها تُشهر في وجهه دبلة شبكتها فيرتد عنها خاسراً؛ كذلك وبالفعل إذا ما أخذ الشيطان يُحارب نفسك بخطاياك السابقة، فلأن المسيح قد وهب لك دبلة الخلاص التي خطبك بها وصرتَ بها شريكاً له، فإنَّ الشيطان يرتد في الحال وتسقط شباكه المحبوكة بأفكار ملامة النفس من أجل خطايا كلها صارت مغفورة رغم أنف الشيطان.
والمعنى واضح، أننا محصَّنون ضد اليأس مهما كانت ملامة الضمير لأن خطايانا كلها قد غُفرت بعهد أبدي! هذا حق ثابت. فكل ملامة للضمير تكون في حضرة المسيح، أي في حضرة الفداء والخلاص الأبدي الذي نلناه، فهي ملامة صالحة ومفيدة ومُضافة إلى رصيد أعمالنا الصالحة.
وأية ملامة يرصدها لنا الشيطان بتعيير خطايا سابقة مهما كانت ثقيلة ويكون الضمير غائباً عنه صورة المسيح المصلوب، فهي ملامة شيطانية بعيدة عن حقنا الإلهي في الخلاص وتستحق أن تدوس عليها وترفضها بترفُّع الإنسان المفدي الذي لبس دبلة الخلاص الأبدي.
كلامي هذا هو منهج الخلاص الذي وُضع لنا. وقد وضعناه بين يديك ليكون منهج خلاصك ونوراً لطريقك، فلا تَستهِنْ به، ولا تَعُدْ تضع أُذنك في يد الشيطان لكي يدخل لك من باب ملامة النفس عن خطايا سابقة ويُصوِّر لك أنه لا خلاص ولا فداء لك، مع أن الخلاص والفداء هما لك ومن حقك الأبدي بعهد المسيح، وأما الهلاك فهو للشيطان وحده.
(مايو 2003)
الأب متى المسكين

 

خــلـيجي

New member
عضو
إنضم
7 أبريل 2014
المشاركات
77
مستوى التفاعل
28
النقاط
0
ندعوا الرب بأن يجعل ملامتنا لأنفسنا دائماً وابداً في حضرته ورحابه، وان يعضدنا كما عضد بطرس، آمبن.
شكراً لكِ اختي على هذه الكلمات الجميلة..
صلوا من اجلي..
 
أعلى