سقوط و نهوض

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113

سقوط و نهوض

يقول البعض:
الإنسان يخطئ...
هذا أمر عادي، لأنه ليس إنسان لا يخطئ. الإنسان بطبيعته خاطئ ويخطئ، وليس من داع للاستغراب. أما الذي يدعو للعجب والاستغراب هو أن الإنسان الساقط في وحل الخطية يحبّ أن يتمرّغ فيها، ويبقى حيث هو، رغم يد الفادي الممدودة أبدًا لانتشاله. فمن يسقط في الخطية إنسان، ومن يتوب ويرجع عنها قديس. أما من يبقى حيث سقط، متمسكًا بخطيته مفتخرًا بها، فهو من مملكة الشيطان.

لم يمت يسوع المسيح على الصليب لمجرد محو خطية الإنسان المتعدي، بل وهب حياته الغالية عن جنسنا الساقط ليمنحنا القوة الإلهية التي بها نتسلح فلا نعود نخطئ. وبتعبير آخر، لا نعود نميل إلى الخطية...
فالمؤمن يخطئ ويعثر لا لأنه يحب أن يخطئ، بل لأنه إنسان وطبيعته خاطئة. فتدبير الفداء العجيب لا يقوم فقط على مسامحة الإنسان الخاطئ على تعدياته وخطاياه السالفة، بل يقوم أيضًا على منح القوة الإلهية للخاطئ الضعيف امام التحديات والتجارب التي تواجه وكذلك يعينه على بناء قلعة حصينة ضد هجمات إبليس لإيقاعه في الخطية .
وبكلمة أخرى يصير الإنسان الخاطئ المؤمن بيسوع المسيح فاديه - شريكًا في الطبيعة الإلهية بحيث لا يخطئ فيما بعد، وإن سقط في الخطية فإنه يقوم ليواصل الكفاح من جديد لأنه يحب فاديه ويكره الخطية التي كانت سببًا لموت المسيح على الصليب.

أيامنا القادمة كلها مجيدة وجديدة أذ أنتقلنا أو بقينا .. أما اليوم ، فلنبدأ من جديد مسيرتنا الظافرة للكفاح في دروب الكمال والبر والقداسة. ولننس سقطاتنا في الأيام التي مضت وكذلك في العام الماضي ومعها الأعوام السالفة ، ولنذكر على الدوام يد الرب القوية التي انتشلتنا وخلصتنا في كل مرة سقطنا، متمسكين أبدًا بالوعد الإلهي القائل:
" لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. "
(ميخا 8:7).

وفي عزمنا هذا على النهوض في كل مرة نسقط، سنجد أن وعد الله لنا سيتحقق، فهو لا ييأس منا عندما يرانا نخطئ...
لأنه بمحبته لنا وصبره علينا لا يرانا كما نحن الآن، بل يتطلع إلينا كما يمكن أن نكون، فهو لا يتخلى عنا لأنه يرانا في وحلة الخطية والنجاسة غارقين، بل يرانا ممسكين بيده الممدودة.
حين صرخ الرسول بولس متسائلاً في ساعة يأسه من طبيعته الخاطئة:
"وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ؟"
(رومية 24:7)،
أجاب عن تساؤله:
" أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي. "
(فيلبي 13:4).
فلنشكر الرب على إمدادات نعمته المخلصة، ولنتيقن أن اختبار الرسول بولس، اختبار الغلبة والانتصار على الخطية، يمكن أن يكون اختباري أنا، واختبارك أنت ..
لهذه الأيام الصعبة التي نعيش أيامها بصبر كثير ..
وَانْتِظَارِ مَا يَأْتِي عَلَى الْمَسْكُونَةِ،
لما يحدث من حولنا .. لكن ..
وبحسب إيماننا بالمسيح سيكون لنا.
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين
يسوع يحبك ..




 
أعلى