باب القلاية

حبيب يسوع

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 مايو 2007
المشاركات
15,458
مستوى التفاعل
1,956
النقاط
0


باب القلاية


ذكر ساويرس بن المقفع ص246 فى تاريخ البطاركه قائلا: ( انتم عارفين بأهل الأسكندريه أنهم إفتكروا فكرا رديا فى تلك الأيام خارجا عن قوانين الكنيسه وكان بفسطاط مصر رجل ذو مال ومعه الكثير من الذهب والفضه والأثاث وكان صاحب ديوان السلطان إسمه إسحق السيد إبن اندونه ونظر أهل إسكندريه الى مركزه فى العالم وغناه فكتبوا خطابا بترشيحه وكان هذا الرجل علمانيا ومتزوجا وأيدهم بعض الأساقفه الذين منهم زكريا أسقف أوسيم وتادرس أسقف مصر ودفعوه ليكتب خطابا الى الأسكندريه وكهنتها يعدهم فيه أن يبنى لهم الكنائس التى إنهدمت ويرمم الكنائس من ماله الخاص ووعدهم بأشياء كثيره أخرىفأنخدع الكهنه وضعاف النفوس من الشعب إذا صار بطريركا

وقف ميخائيل أسقف بلبيس وميخائيل أسقف صا ويوحنا أسقف ببا وكثير من الشعب فجمعوا مجمعا وتوجهوا إلى الإسكندريه وقالوا للإسكندريين: " لماذا تركتم مخافه الله ؟ لماذا خالفتم قوانين الآباء ورشحتم رجل علمانى متزوج بإمرأه لتجلسوه على كرسى مار مرقس الإنجيلى وكنتم على عكس ما قررته العاده والقوانين" فسكتوا ولم يجاوبوهم ورجحت كفه الديموقراطيه فى النقاش الذى دار حول إنتخاب البطريرك ، وعندما إتفقوا جميعا على إنتخاب رجلا وهب حياته كلها فى خدمه الله إقترح البعض القس يوساب من دير ابى مقار وكان الوالى اسكندرية وإسمه عبدالله بن يزيد قد أخذ هدايا من إسحق الرجل الغنى فعارض الأساقفه فى ترشيح يوساب للبطريركيه لأن إسحق وعد الوالى بإعطائه 1000 دينار عندما يقع عليه الإختيار ليصبح بطريركا0 ثم قال لهم إذا أردتم موافقتى أعطونى ما وعدنى به إسحق وهكذا نجد ان اعمال بعض الأقباط الخاطئه تنعكس بالضرر على الكنيسه وظل الآباء يتوسلوا الى الوالى وهو يرفض طالبا منهم المال ولما ذهب رجائهم عبثا افهموه أنهم حسب القوانين المدنيه فإنهم ليسوا تحت سلطانه بل أن والى مصر هو الأحق بهذه الموافقه وأوضحوا له أنه إذا لم يوافق فسيذهبوا الى والى مصر0 فلما رأى تصميمهم أذن لهم برسامته ويقول ابن المقفع ص247 "

وبينما هم سائرون قالوا إن كان الله يختار تقدمه هذا الإنسان فإننا نجد باب قلايته مفتوحا فلما وصلوا الى الدير ووصلوا الى باب قلايته فوجدوه واقفا وقد خرج ليغلق الباب وراء تلاميذه حيث خرجوا ليملئوا الجرار(اوعيه من الفخار) بالماء وقالوا قد تمت اليوم علامه الله لنا وقد سهل الله طريقنا ونحن الآن آمنا ان الله قد إختار هذا الإ نسان 0ولما نظرهم سجدلله وسلم عليهم وأدخلهم قلايته فلما صاروا فى الداخل وأحاطوه وطرحوا القيد الحديد فى رجليه وقالوا له أنت بالحقيقه مستحق للبطريركيه فبدأ يبكى بكاءا عظيما ويقول ما هو ربح رجل غير مستحق يدخل تحت هذا النير العظيم ؟وكان ذلك فى عيد الملاك ميخائيل 12 من هاتور فأخذوا الاسرار المقدسه وباركه آباء الدير وودعوه وسمع الأساقفه وكهنه الأسكندريه وهم فى طريق العوده الى الإسكندريه صوتا من السماء يقول " الله يصحبك يا يوساب ويقويك لتصبر على البلايا التى تحل بك وبها تنال إكليل الحياه"وفى الإسكندريه أجريت المراسيم الدينيه ليصبح يوساب البابا رقم 52 فى 21 هاتور سنه 548 ش 837م كانت السنه الأولى ليوساب سنه هادئه وكان بحقا رجل الله المستحق الرسامة الذى عمل معجزات ولالهنا كل مجد وكرامة الى الابد امين


 
أعلى