مابين البساطة والسذاجة والجهل وتأثيرهم على حياة الإيمان والتعليم الصحيح

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
هناك فرق كبير جداً بين البساطة و( السذاجة والجهل ) !!!
السذاجة والجهل هي عمى البصيرة وهي ليست من القداسة، ولا من روح الله وعمله في داخل النفس !!!
وما يُقصد بالبساطة في هذه الأيام – للأسف الشديد – هو الجهل بشكل عام وتسطيح الأمور، وعدم معرفة الحقائق الإلهية في عمق البحث والفهم الروحي المُمَيِز للأمور بشكل خاص، في روح التقوى والصلاة ومعرفة الله حسب إعلانه هو عن نفسه !!
+ أيها الإخوة لا تكونوا أولادا في أذهانكم بل كونوا أولادا في الشر وأما في الأذهان فكونوا كاملين (1كورنثوس 14: 20).
+ من أخطر الأمور على كنيسة المسيح هو الجهل !!!
الجهل بالكتاب المقدس ووحدة آياته، وعدم تمييز الأمور المتخالفة بروح الإفراز والتدقيق والسعي المتواصل بالجهاد في الصلاة الدائمة والالتصاق بالرب يسوع في المخدع وشركة القديسين في النور...
وايضاً عدم تمييز الأرواح والسير وراء كلام الناس في خزعبلات جهل مروع يجلب العطب وعدم النمو السليم في الطريق الروحي...
وفي الواقع الروحي أن هذا الجهل الذي هو عينه عمى البصيرة يقودنا لمزالق خطرة وبُعد تام عن الله والكنيسة، فنكون فيها من جهة الشكل مقبولين، أما من جهة الجوهر فلا يوجد إلا فراغ وانعزال تام عن عمل الله الحقيقي، وأيضاً يقود الجهل بتصديق أي كلام يُقال أو اي معجزات تُكتب واستخراج منها تعليم مخالفة لكلمة الله الحية، وأيضاً يقودنا لتقديس الأشياء الترابية والغفلة عن حياة التقوى ببذل الذات وروح الاتضاع وتسليم الحياة كلها للمسيح الرب الذي هو مصدر الخيرات ونبع البركة ومصدر كل معرفة إلهيه حقيقية…
ومشكلة الجهل أنه يقود حتماً للتشدد وقلب ما هو ترابي كأنه مقدس والدفاع المستميت عنه، ويقود في النهاية للتعصب الأعمى وعدم تمييز الحق وعدم القدرة علي السلوك في معرفة الله كما قصدها المسيح بشخصه، وبالتالي يقود لهرطقات وكلمات ليست من روح المسيح والكنيسة التي هي جسده !!!
فأينما يوجد تعصب يوجد الانحياز لرأي الناس والتصلب والتشنج ورفض الآخر، بل ويصل الإنسان لرفض الحق كله بكل كبرياء وعناد قلب وإصرار على الرأي الأوحد الذي له معتقداً أن هذا هو الحق كله !!!
وحيثما يوجد تعصب وانحياز للناس، لا بد من وجود جهل بتعاليم المسيح، وطالما يوجد جهل بتعاليم المسيح لا يبقى سوى الانشقاقات والتحزب وأنا لبولس وأنا لأبلوس والانقسام والكبرياء والتعالي وفقدان البساطة التي في المسيح وسقوط قوة الإيمان ليصبح شكلاً لا جوهر !!!
واليوم – للأسف – نمجد الجهل والسذاجة ونسميها بساطة ونعظمها جداً، فمن يُعلِّم بيننا بالجهل وعدم المعرفة نسميها بساطة؛ ومن يلتزم بتسطيح الأمور والحياة التي بحسب الجهد الخاص والتأملات الشخصية التي بحسب الانفعالات الخاصة وحركات النفس التي لا تعرف المسيح حسب الحق، نعتبره قديس وله كل الحق في أن يعلم ويشجع على حياة الجهل وعدم المعرفة الحقيقية حسب حق المسيح المعلن في الكتاب المقدس وكتابات الآباء العظام …
وطبعاً الطامة الكبرى في أن نتخذه مرشداً ونخلع عليه روح القداسة، بل وقد يصل الأمر بأن يحيطه البعض بهالة خاصة ويَدَّعوا أن له معجزات وخوارق لا تعد ولا تحصى !!!
وللأسف بلغ التعليم والمعرفة عند البعض إلى مستوى مريع من الانهيار وكل من يعترض يقولون له “لا تدينوا لكي لا تدانوا”، غير عالمين أن الكنيسة أن لم تدين تعاليم أريوس ونسطور وغيرهما كانت ستبقى مشتركة في هرطقاتهم وأعمالهم الشريرة ولم تستند في دفاعها على القول لا تدينوا لكي لا تدانوا !!!
+ يقول لنا هوشع النبي، “قد هلك شعبي من عدم المعرفة لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكهن لي ولأنك نسيت شريعة إلهك أنسى أنا أيضا بنيك” (هوشع 4: 6)
من العجيب جداً في هذه الأيام أننا نفهم البساطة في الإيمان بشكل معكوس تماماً، لأن الحقيقة هي كلما كان الإنسان أكثر معرفة لله كشخص حي وحضور محيي كان أكثر بساطة واتضاع وانسحاق ووعي وإدراك بشكل واضح مملوءاً محبة من الروح القدس روح المعرفة والفهم والمشورة؛ بينما نجد الإنسان الساذج جاهل وليس له حكمة ونجده إنساناً سطحياً ومعقداً، وبقوده جهله في النهاية للكبرياء في أعماق قلبه من الداخل، فلا يقبل الحق ويتمسك باعتقاده المغلوط، ولا يُريد أن ينمو لا في معرفة ولا في الحق حسب الإنجيل، ويكون مكتفي بما عنده من فهم ومعرفة وبركة يحتفظ بها، ويحيا في اضطراب بل يصير في حالة من التغرب حتى عن نفسه ويدافع مستميتاً عن فكرة متمسكاً بشكل التقوى الخارجي، وليس له إلا أن يثبت ذاته مهما إن كانت على خطأ، بل ويستخدم كل الوسائل كي ما يثبت أنهُ على حق بكافة الطرق حتى لو اضطر أن يدعي معجزات ورؤى إلهيه، هذه التي يعززها له الشيطان الذي يستطيع ان يُغير صورته لشكل ملاك نور لكي يضل الإنسان عن الحق ويجعله يبتعد عن الله وأن يظن انه كامل أمام الله فيكتفي بما يدعوه بساطة بل ويُدَّعم الجهل وعدم المعرفة بحجة العثرة، فلا يبحث عن نقاوة قلبه لأن عنده معجزات وقوة البركة، وأحيانا كثيرة جداً ينفعل ويصبح في حالة من العصبية الشديدة والهياج على الآخرين إن اختلفوا معه أو صححوا له التعليم، بل يرفضهم تماماً ويقاومهم ويظهر أنهم أناس فاسدي الذهن غير مقبولين عند الله والناس !!!
ليتنا اليوم نُعيد النظر في مفاهيمنا، ونزيل منها الأعشاب المسممة الضارة ونطلب نعمة الاستنارة فنعيد فلاحة قلوبنا بكلمة الحق، ونتأصل في ربنا يسوع وعمق الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية التي تعلمنا من خلال عبادتها وفي عمق كلمات صلواتها وكتابات الآباء الأطهار الذي أساس كلامهم حياة التقوى وكلمة الله .
+ جربوا أنفسكم هل انتم في الإيمان، امتحنوا أنفسكم، أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم إن لم تكونوا مرفوضين (2كورنثوس 13: 5).
فلنتب الآن يا إخوتي ونحيا حياة التقوى، ونتشبع بكلمة الله، فنحيا بالتعمق في معرفة الحق لنثمر بالبر ثلاثين وستين ومائة. ولا ننسى قول الكتاب المقدس: “هلك شعبي من عدم المعرفة”
+ ملحوظة هامة جداً +
الإنسان ممكن يكون غير متعلم أو عارف لغة أو غير متبحر في البحث والمعرفة، ولكن له عمق العلاقة مع الله فيعطي له الله معرفة إلهية عميقة على مستوى الروح، فيستنير بالنعمة ولا يكون جاهلاً بطرق الله، ولا ننسى أن الأنبا أنطونيوس غير متعلم علم موسوعي، ولكن تعلم من الله ونال معرفة وحكمة عميقة ولنا أن نلقي نظرة على رسائله العميقة والمحببة جداً لكل نفس تريد أن تعرف الله بالروح والحق …
أقول لكم ما قاله القديس مقاريوس الكبير: [ أعرف أيها الإنسان سموك وكرامتك وشرفك عند الله، لكونك أخاً للمسيح، وصديقاً للملك، وعروساً للعريس السماوي، لأن كل من استطاع أن يعرف كرامة نفسه، فإنه يستطيع أن يعرف قوة وأسرار اللاهوت. وبذلك يمكنه أن ينسحق ويتضع أكثر، ففي ضوء قوة الله يرى الإنسان خطورة حالته الساقطة. وكما أنه (المسيح) عبر الآلام والصليب قبل أن يتمجد ويجلس عن يمين الآب، هكذا ينبغي لك أن تتألم معه. وتُصلب معه، وبذلك تصعد معه وتتحد بجسد المسيح، وتملك معه إلى الأبد في ذلك العالم، ” إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه ” (رومية 8: 17) ] ( عظة 27: 1 للقديس مقاريوس الكبير عن حالة النعمة وحرية الاختيار )
يا إخوتي كفوا عن تمجيد السذاجة وتأكيد الجهل بمعرفة الحق وتسموه قداسة، ولا يدفن أحد وزنته ويكف عن أن يُعلِّم بالحق، ويظهر الحقيقة كما عرفها من الله، لأن كل من يُمجد الجهل ويُدعم كل عدم معرفة حسب الحق، هو مُدان أمام الله الحي، لأنه أخذ الوزنة ودفنها، فليتنا نكف عن سلبيتنا الآن ونتب عن كل تدعيم وتثبيت الجهل في عدم معرفة... لأن من له الفرصة ان يعرف ولا يعرف فهو مُدان، وكل من له فرصة أن يُعلِّم ولا يُعلِّم بحجة العثرة فأنه عبد شرير لا يُريد ان يتاجر لحساب سيده.. كونوا معافين مملوئين من كل معرفة حسب الحق آمين
 

ابن يسوعنا

انا ابنك وملكك
عضو مبارك
إنضم
25 يوليو 2013
المشاركات
7,874
مستوى التفاعل
1,839
النقاط
113
الإنسان ممكن يكون غير متعلم أو عارف لغة أو غير متبحر في البحث والمعرفة، ولكن له عمق العلاقة مع الله فيعطي له الله معرفة إلهية عميقة على مستوى الروح، فيستنير بالنعمة ولا يكون جاهلاً بطرق الله،
ولا يدفن أحد وزنته ويكف عن أن يُعلِّم بالحق، ويظهر الحقيقة كما عرفها من الله، لأن كل من يُمجد الجهل ويُدعم كل عدم معرفة حسب الحق، هو مُدان أمام الله الحي،

بصراحة موضوع مبسط جدا
ورائع جدا جد
الرب يباركك يا استاذي الغالي
827763252.gif
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
ويبارك حياتك يا رب وصليلي كتير
 

القسيس محمد

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
6 يونيو 2008
المشاركات
4,488
مستوى التفاعل
241
النقاط
63
الإقامة
تحت صليب رب المجد
وحيثما يوجد تعصب وانحياز للناس، لا بد من وجود جهل بتعاليم المسيح، وطالما يوجد جهل بتعاليم المسيح لا يبقى سوى الانشقاقات والتحزب وأنا لبولس وأنا لأبلوس والانقسام والكبرياء والتعالي وفقدان البساطة التي في المسيح وسقوط قوة الإيمان ليصبح شكلاً لا جوهر !!!
اصبت العمق نشكر الرب من اجلك ومن اجل وجودك تعلمنا الرب يباركك ويمنحك سمو اكتر فى الفهم والاستنارة الروحية

 

rafaatbarsoum

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
3 أبريل 2010
المشاركات
861
مستوى التفاعل
58
النقاط
0
الإقامة
Birmingham Uk
Well don ayamonded.......! Long time i didn't hear from you ......! I think all Siclogical condetion we born with it and have some of fater Jinatec mayt je change for Beter By praying continualy .......!and have a regualy daily relation chep with God ......!he knew what we are needing and prepear our mind for it.....!well don
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
أشكركم جداً على تعليقكم يا إخوتي
ولنُصلي دائماً من أجل بعضنا البعض
النعمة معكم على الدوام آمين
 

حبيب يسوع

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 مايو 2007
المشاركات
15,458
مستوى التفاعل
1,956
النقاط
0
توضيح مهم لتعريف البساطة والسذاجة والجهل
يختلط على كثير من الناس هذه التعاريف
الرب يباركك
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,143
مستوى التفاعل
1,341
النقاط
0
السذاجة والجهل هي عمى البصيرة وهي ليست من القداسة، ولا من روح الله وعمله في داخل النفس !!

موضوع مهم
تسلم ايديك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
ربنا يخليكم وصلولي كتير جداً
النعمة معكم آمين
 
أعلى