بلع القائد 13 ريقه بصعوبة قائلاً: قلت هذا من أجل أن شرطة الدولة وبصاصيها قد اعتقلت خلال السنوات الماضية الكثير جداً من المواطنين, دون اتهام أو دليل أو حتى أذن من وكالة الحقانية, وهذا بفضل ومساعدة ودعم قانون الطوابق, وبالتأكيد لن تستطيع إبقائهم داخل المعتقلات والسجون بعدما رجعت القوانين المدنية.
أبتسم الرئيس قائلاً: وإذا ما ألغيت القرار الذي اتخذته وأرجعت قانون الطوابق للعمل به؟..أو لنقل بدقة أكثر, إذا وضعت ما هو أقوى من قوانين الطوابق هذا؟
رد القائد 13 بسرعة واندفاع: ستكون ضربة موجعة لنظام الحكم وستتحدث كل وكالات الأنباء الخارجية وتتهمنا بعدم المصداقية.
رد الرئيس: وإذا كان هناك سبب وجيه وظرف قهري طارئ للتراجع ؟
فكر القائد قليلاً ثم أجاب: إذا كان الظرف قهري, فلا جناح علينا, ولكن سيدي, ليس هناك ما يستدعي هذا التراجع, على الأقل خلال هذه الأيام.
رد الرئيس قائلاً: من قال لك هذا, هناك من سيستغل إلغاء قانون الطوابق وسيضرب أمن وسلامة الوطن.
فغر قائد الحرس فاه في رعب هاتف: من....من سيفعل ذلك سيدي الرئيس؟!
أشار الرئيس بإصبعه ناحية هاتفاً فيه بغموض رهيب: أنت...أنت من سيفعل هذا
قال هذا القول ثم أنفجر في الضحك بشدة.
رد القائد في خوف رهيب قائلا: أنا...أنا لا أفهم شيء, أنت تعلم سيدي مقدار
أمانتي في خدمة وطني, ولا أتصور نفسي خائن لها في يوم من الأيام.
أبتسم الرئيس هاتفاً: أنا أعلم هذا, ولأجل تفانيك معي وتأكدي من ولائك طلبتك الآن, من أجل مهمة خاصة.
قال الرئيس هذا القول ثم قام من خلف مكتبه ناظراً للنافذة وهو يفكر بضع ثوان ثم تسائل في غموض: هل رجالك على أتم الاستعداد للقيام بتلك المهمة الخاصة؟
قال هذا ثم التفت ناحية القائد 13 ناظراً له في دهاء..فأجاب القائد قائلاً :
نعم سيدي الرئيس..رجالي دائماً طوع نداء الوطن, أقصد نداء رئيسها, وعلى أتم الاستعداد.
رد الرئيس: إذاً أفهم جيداً لكل ما ستسمعه الآن..................
وبدء الموقف يزداد غموضاً
**************************
وقف شحاتانوف5437 داخل قفص الاتهام منتظراً قدوم قاضي العدالة التي سينظر قضيته, كانت الرؤية ضبابية أمام عينيه لا يستطيع أن يميز وجوه من يجلسون داخل القاعة, تلفت يبحث عن صديقه شحاتانوف5422 وهل هو قد حضر أم خاف من الحضور...حاول أن يدقق في كل الجالسين هناك, ولكنه بالنهاية تأكد أن صديقه الوحيد لم يأتي, فجأة دوى صوت حاجب المحكمة إيذانا بدخول القاضي.
دخل الرجل وأعتلى المنصة جالساً في سرعة عجيبة وهو يقذف المتهم بنظرات كلها تهديد بعظائم الأمور.
نظر شحاتانوف5437 بشدة لوجه القاضي ليتأكد مما يراه, فتلك السحنة ليست غريبة عنه, فهذا الجالس فوق المنصة لم يكن غير الرئيس, رئيس الدولة شخصياً, صعق شحاتانوف5437 بشدة, كيف يكون شحاتانوف1 هو ذاته قاضي المحكمة!!
أفاق من ذهوله بعدما تكلم القاضي أو الرئيس هاتفاً: القضية رقم مليون
قال هذا ثم نظر للمتهم هاتفاً بتهلل: مبروك ياشحاتانوف5437 لقد كنت أنت صاحب القضية رقم مليون وربحت جهاز تعذيب على أحدث طراز.
سكت ثوان ثم تجهم ثانياً مكملاً:
كما قلنا القضية رقم مليون لسنة 7007 ح المتهم فيها كل من شحاتانوف5437 وآخرون لاذوا بالفرار خارج البلاد.
نظر القاضي للمتهم قائلاً: لقد وكلت لك المحكمة حامي للدفاع عنك.
ثم التفت هاتفاً: ليتقدم أولاً وكيل الحقانية بالادعاء.
قام رجل أخر ليعتلي المنصة المواجهة للقفص, فهب شحاتانوف5437 واقفاً في ذهول من هذا الذي يحدث أمام عينيه, فرجل الحقانية لم يكن غير الرئيس أيضاً!!<ما هذا الجنون>
أشار الوكيل على المتهم صارخاً بكل قوة: نحن ننظر اليوم تلك القضية المعروفة بقضية جواسيس كستورستان, والمتهم فيها هذا المجرم..هذا الوغد..هذا الخسيس..هذا.....