العلاقة بين الكنيستين المصرية والأثيوبية

الملك العقرب

++ ملك كل ارض العقارب ++
عضو مبارك
إنضم
28 أكتوبر 2006
المشاركات
4,722
مستوى التفاعل
25
النقاط
0
الإقامة
مصر القبطية
العلاقة بين الكنيستين المصرية والأثيوبية

pope_cyril_empiror.JPG
نقلا عن: قنشرين مرسلها: د.فيليب حردو

27 توت 1724 للشهداء - 8 أكتوبر 2007 ميلادية

تعود العلاقة بين الكنيستين المصرية و الأثيوبية الى النصف الأول من القرن الرابع الميلادى حين قام بابا الاسكندرية أثناسيوس الرسولي بسيامة اول اسقف لاثيوبيا وهو الانبا سلامه في عام 330م . ومنذ ذلك الحين جرى التقليد ان يكون رأس الكنيسة الاثيوبية هو اسقفا مصريا يرسله بابا الاسكندرية وبذلك تعتبر كنيسة الاسكندرية الكنيسة الام لكنيسة اثيوبيا التى اصبحت بذلك جزءا من كرازة مار مرقس الرسول و استمرت كنيسة الاسكندرية في سيامه وارسال مطران كرسي اثيوبيا حتي عام 1959 حين توجت كنيسة الاسكندرية الانبا باسيليوس كاول بطريرك اثيوبي للكنيسة الاثيوبيةبعد مراحل من المفاوضات بين الكنيستين استمرت من عام 1941 الي عام 1959م . وخلال تلك الفترة الطويلة من الزمن لعب اساقفة الاقباط دورا مهما في اثيوبيا في تنظيم الكنيسة ورعايتها وفي تشكيل تقاليد الكنيسة الاحتفالية والتعبدية.

يقول د. أنطون يعقوب أحد الذين عملوا و عاشوا في اثيوبيا بداية من عام 1944م , و شغل منصب مدير كلية سلاسي للاهوت فيها في الفترة من 1997 و حتى 2000م "
الكنيسة الاثيوبية ما هى الا كنيسة قبطية مزروعة في اثيوبيا فخلال عمر الكنيسة الاثيوبية خلال ستة عشر قرنا منذ دخول المسيحية لها على يد المصري فرمنتيوس , و هي تستمد طقوسها و تقاليدها و أعيادها من الكنيسة المصرية , حتى ان التقويم الأثيوبي نفسه هو هو التقويم القبطى , و الاحتفال الرسمي الكبير براس السنة في اثيوبيا هو إحتفال برأس السنة القبطية" ومنذ تاسيس ابيارشية اكسوم صار التقليد في اثيوبيا ان يشغل رئيس كنيستهم مطران قبطي يحصل علي الجنسية الاثيوبية بمجرد وصوله, ويظل بها لا يرحل حتي نياحته.

وكان في كثير من الأحيان الذى يختار المطران الجديد هم الاثيوبين انفسهم الذى استقر عدد منهم في الاديرة المصرية ,وما ان يصل المطران الجديد الا وتقام الاحتفالات الشعبية ويستقبله الامبراطور و ما ان يتنيح المطران حتي يسارع الاباطرة الاثيوبين بالرسائل والبعثات والهدايا الى بابا مصر في طلب مطران جديد, لانه كان بالنسبة لهم مصدر الالهام و البركة.


ولقد تعاقب كل رئاسة الكنيسة الاثيوبية مئه واحد عشر مطرانا قبطيا تميز بعضهم وكانت رسامتهم فى الاسكندرية / القاهرة حدثا فريدا في الكنيسة يتم فى احتفالات كبيرة و فى جو من الفرح العام . وكان استقبالهم فى وطنهم الجديد لايقل روعة, بيدأ رسميا وشعبيا من وقت وصولهم البلاد حتي يصلوا الى مشارف العاصمة فى موكب ضخم من اليشر ليجدوا الامبرطور واسرتة وحرسه ورجال الدولة في استقبالهم
وكان المطران القبطى يحظى بتبجيل فائق من جميع افراد الشعب باعتبارة راعيهم ومعلمهم الاول ورئيس الكنيسة وكان يعتبر الرجل الثاني بعد الامبراطور وهو الرئيس الاعلى والفعلي لكنيسة وله مطلق الحرية للعمل دون الرجوع الي البابا وقد اضيفت الى مهام المطران القبطي رسميا اواخر القرن الثالث عشر تتويج الملوك واضفاء الشرعية عليهم .....


وقد اضفى هذا اهمية و نفوذ كبير للمطران القبطي مما جعله ضرورة من ضرورات الحكم ومصدرا من مصادر استقرار البلاد.
وكان الولاء الاثيوبي لكرسى الاسكندرية ومطرانهم القبطي مثار لدهشة الكنائس الاخرى و كتب عنه الغربيون باعتباره
لغزا يحتاج الى تفسير فحتى فى ظل الحرب المصرية الاثيوبية فى عهد اسماعيل باشا لم يتاثر ولاء الكنيسة الاثيوبية للمطران القبطي.


وخلال هذه الحقبة التاريخية الطويلة نقلت الكنيسة القبطية تراثها الى اثيوبيا وجعلت منها كنبسة قبطية مازال يشار اليها بهذا الاسم حتي الان فى الاوساط الاجنبية.


وخلال حقبة الاربعينات سافر الى اثيوبيا عدد من الاقباط الذين عملوا بها سنوات عدة في مجالات الزراعة والمحاسبة وبعض الوزارت واطباء ومهندسون وفنيون في شركة الطيران الوطنية.


وكان الحج الي الاراضى المقدسة في فلسطين والى اديرة مصر وكنائسها مشيا علي الاقدام جزءا من عبادة الرهبان ونسكهم يحتملون في سبيله متاعب ومصاعب ومخاطر جمة .


وكانت العادة ان يتوجه الحجاج الاثيوبين في قوافل عقب الاحتفال بعيد الغطاس فيعبرون الصحراء غربا الي النوبة في وادى النيل حيث يزرون اديرتها وكنائسها ثم يتوقفون طويلا في جبل قسقام حيت الدير المحرق الذى يعتبر عندهم اقدس المزارات فى مصر وكان لهم فيه كنيسه باسم كنيسة تكلا هيمانوت الحبشى . حيث كان الحجاج يقضون فترة راحتهم فى الدير المحرق وبالقرب منه وتستمر رحلتهم مرورا بحصن بابليون وكنائس مصر القديمة ثم المطرية حيث بئر مريم واشتهرت كنيسة مارجرجس بحارة زويلة كمحطة اخرى لراحتهم. ومع تزايد مخاطر الطريق اوقفت القوافل.


وهناك العديد من الرهبان الاثيوبين الذين استقروا في اديرة مصر وكان اشهرهم الاب عبد المسيح الحبشى وتكلا هيمانوب الحبشى .

كانت نقطة التحول في العلاقات والمطالبة بالاستقلال عام 1926 عقب وفاة الانبا متاؤس مطران اثيوبيا القبطي الذي استمر قرابه ال40 عام فى الخدمة واجتمعت بين ايدية سلطة لم تجتمع لغيره من المطارنة الاقباط , وكانت له مكانة كبيرة في اثيوبيا وبدات مفاوضات استقلال الكنيسة الاثيوبية عن الكنيسة القبطية بداية من سنه 1941 حتى سنه1959 م حين قام البابا كيرلس السادس برسامة اول مطران اثيوبي لكرسى اثيوبيا وهو الانبا باسليوس .

وقطع التواصل بين الكنيستين قيام الحكم الشيوعي عام 1974 بعد الانقلاب العسكرى بقيادة منجستو ضد الامبراطور هايل سلاسي الاول الذى تم قتله كما تم القاء القبض على المطران الانبا ثاوفيليس حين عجز النظام الجديد عن احتواءه وضمان ولاءه وانتهى الامر باعدامه في 14/7/1979 وتعرضت الكنيسة في اثيوبيا الي هجوم شرس من الشيوعية حتى انتهى الامر بسقوطها عام1991 وبعد سقوط النظام تم انتخاب اسقف اثيوبى جديد للكنيسة وهو الانبا بولوس.

ثم بدأت الاتصالات لاستعادة العلاقات بين الكنيستين , و في عام 1993 زار مصر وفد اثيوبي لهذا الغرض , وتم بالفعل عقد برتوكول ينظم العلاقة بين الكنيستين عام1994 الا ان العلاقات توترت بين الكنيستين عقب سيامة خمسه اساقفه اريترين فى عام 1994 ومما ادى الى توتر العلاقة بين الكنيستين بسبب حساسية العلاقة بين اثيوبيا واريتريا بسبب الحرب التى دارت بينهما وانفصال اريتريا عن اثيوبيا ورغبة اثيوبيا في ان تظل الكنيسة الاريتريا تابعة لها. ومؤخرا ( ابريل 2004 ) زار قداسة البابا شنودة الثالث اريتريا لتنصيب بطريرك جديدلها لاريتريا عام 1999 ليكون اول بطريرك لها بعد الاستقلال, وهو ما جعل العلاقات تتوتر بين الكنيستين القبطية والاثيوبية.
 
أعلى