البابا شنودة يحول كلمته في الاحتفال بجلوسه إلي «كشف حساب.. ووصايا»
(يا حياتي كيف سرتي
ماذا أحكي لست أدري
كنت طفلا.. صرت كهلا
كيف مد الله عمري
كيف قاد الله خطي
كيف تولي الله أمري
إلي أن شاب شعري)
بهذه الأبيات الشعرية، بدأ البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية كلمته، التي جاءت أقرب إلي كشف حساب ووصايا للأقباط وسط أكثر من خمسين ألف قبطي، جاءوا بدافع الاطمئنان علي البابا لخوفهم من المجهول من بعده، أكثر من مجيئهم للاحتفال بعيد جلوس البابا الـ٣٦ علي الكرسي المرقسي أمس الأول داخل الكاتدرائية الأرثوذكسية بالعباسية.
بدأ البابا كلامه بشكره لله الذي حفظه ليخدم الأقباط حتي هذه اللحظة، كما شكر الأساقفة والكهنة الذين حضروا لتهنئته كما وجه الشكر لأطباء مستشفي السلام الذين قاموا علي رعايته وقال: «أول مرة في حياتي أكون في القاهرة ولا أحضر اجتماع الأربعاء، كما أنها المرة الأولي أيضا التي أبيت فيها داخل مستشفي داخل القطر المصري».
وأشار البابا إلي عدم توقعه أن يقف في يوم من الأيام أمام حشد كبير من الجماهير مثلما يحدث اليوم، فعندما دخل في الدير، كان ينوي ألا يعرفه أحد وترك الدير ودخل المغارة وكانت تمر الأسابيع لا يري فيها وجه إنسان، أما الآن فقد تغيرت حياته، وأصبح يعيش وسط الجماهير ومن أجلهم، وقال: «عندما تم تتويجي قيلت لي عبارة خطيرة جدا، وهي (استلم عرش الرعاية من يد المسيح الذي ائتمنك علي عرش رعيته ومن يدك يطلب دما)، وهي تعني أنني بعد أن كنت مسؤولا عن نفسي شعرت بالمسؤولية عن ملايين الناس.. يطالبني الرب بدمهم في النهاية».
وقام البابا بسرد إنجازاته وعرض ما قام به طوال فترة رئاسته الكنيسة القبطية قائلا: «نحن يا إخوتي لم نفعل شيئا، إنما كنا نتفرج علي عمل الله داخل الكنيسة، وأهم نقطة بالنسبة لي وللأساقفة وللكهنة، هي الشعور بالمسؤولية لأنهم جميعا مسؤولون معي عن كل فرد، لأنني يارب لا أستطيع أن أخدم هذه الملايين، ولكن بقدر طاقتي رسمت أساقفة كثيرين وصلوا إلي ما يقرب من ١١٠ أساقفة.
وأضاف: لم أكن أعتبر نفسي رئيسا للكنيسة وخلال الـ٣٦ عاما لم أستخدم السلطة الكهنوتية وأي كاهن يقول لا حل ولا بركة «تعني الحرمان من الجنة» يكون قد ضيع كل شيء، فالسلطة في يد الأسقف نار يمكن أن تأكله إذا استخدمها في الريح الخاطئة.
وأكد البابا شنودة أن كل من تم تقديمه للمحاكمات الكنسية من الأساقفة والكهنة كانوا مخطئين ووقفوا أمام المجلس الإكليركي وجيء بشهود وأخذوا فرصة للدفاع عن أنفسهم وعند الحكم عليهم كان كل فرد منهم مقتنعا من داخله بأنه مخطئ ومدان مشيرا إلي نشره وترسيخه مبدأ حق الشعب في اختيار راعيه.
وشدد شنودة علي اهتمامه بكل الشعب من العلمانيين والشباب والمرضي والصم والبكم وحتي من يقوموا بشتمنا وسبنا وقال: لعلكم لاحظتم أنني لم أقم بالرد علي بعض أولادنا المسيئين لنا في الجرائد، وقلت اتركوهم ينفسوا عن أنفسهم إضافة إلي أننا لو عشنا الحياة كلها مديحا نكون في خطر.
وطالب البابا الحاضرين من شعب الكنيسة في نهاية كلمته بأن يصلوا من أجله وأن يطلبوا من الله أن يغفر له خطاياه، وهو ما جعل الكثيرين يجهشون بالبكاء الذي كان تصاحبه هتافات مدوية لم تنقطع طوال كلمة البابا. من جهة أخري، قام العديد من الأساقفة بإلقاء الكلمات تعبيرا عن فرحتهم بهذه المناسبة، فقال الأنبا بيشوي مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدس إن شنودة هو حامي الإيمان المسيحي في العالم كله، بينما أشار الأنبا موسي، أسقف الشباب، إلي أن الروح القدس تعمل مع البابا طوال ٣٦ عاما حتي أصبحنا كنيسة حية، مضيفا أن الكنيسة بخير طوال ما البابا بخير.
كتب عمرو بيومي ١٦/١١/٢٠٠٧
(يا حياتي كيف سرتي
ماذا أحكي لست أدري
كنت طفلا.. صرت كهلا
كيف مد الله عمري
كيف قاد الله خطي
كيف تولي الله أمري
إلي أن شاب شعري)
بهذه الأبيات الشعرية، بدأ البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية كلمته، التي جاءت أقرب إلي كشف حساب ووصايا للأقباط وسط أكثر من خمسين ألف قبطي، جاءوا بدافع الاطمئنان علي البابا لخوفهم من المجهول من بعده، أكثر من مجيئهم للاحتفال بعيد جلوس البابا الـ٣٦ علي الكرسي المرقسي أمس الأول داخل الكاتدرائية الأرثوذكسية بالعباسية.
بدأ البابا كلامه بشكره لله الذي حفظه ليخدم الأقباط حتي هذه اللحظة، كما شكر الأساقفة والكهنة الذين حضروا لتهنئته كما وجه الشكر لأطباء مستشفي السلام الذين قاموا علي رعايته وقال: «أول مرة في حياتي أكون في القاهرة ولا أحضر اجتماع الأربعاء، كما أنها المرة الأولي أيضا التي أبيت فيها داخل مستشفي داخل القطر المصري».
وأشار البابا إلي عدم توقعه أن يقف في يوم من الأيام أمام حشد كبير من الجماهير مثلما يحدث اليوم، فعندما دخل في الدير، كان ينوي ألا يعرفه أحد وترك الدير ودخل المغارة وكانت تمر الأسابيع لا يري فيها وجه إنسان، أما الآن فقد تغيرت حياته، وأصبح يعيش وسط الجماهير ومن أجلهم، وقال: «عندما تم تتويجي قيلت لي عبارة خطيرة جدا، وهي (استلم عرش الرعاية من يد المسيح الذي ائتمنك علي عرش رعيته ومن يدك يطلب دما)، وهي تعني أنني بعد أن كنت مسؤولا عن نفسي شعرت بالمسؤولية عن ملايين الناس.. يطالبني الرب بدمهم في النهاية».
وقام البابا بسرد إنجازاته وعرض ما قام به طوال فترة رئاسته الكنيسة القبطية قائلا: «نحن يا إخوتي لم نفعل شيئا، إنما كنا نتفرج علي عمل الله داخل الكنيسة، وأهم نقطة بالنسبة لي وللأساقفة وللكهنة، هي الشعور بالمسؤولية لأنهم جميعا مسؤولون معي عن كل فرد، لأنني يارب لا أستطيع أن أخدم هذه الملايين، ولكن بقدر طاقتي رسمت أساقفة كثيرين وصلوا إلي ما يقرب من ١١٠ أساقفة.
وأضاف: لم أكن أعتبر نفسي رئيسا للكنيسة وخلال الـ٣٦ عاما لم أستخدم السلطة الكهنوتية وأي كاهن يقول لا حل ولا بركة «تعني الحرمان من الجنة» يكون قد ضيع كل شيء، فالسلطة في يد الأسقف نار يمكن أن تأكله إذا استخدمها في الريح الخاطئة.
وأكد البابا شنودة أن كل من تم تقديمه للمحاكمات الكنسية من الأساقفة والكهنة كانوا مخطئين ووقفوا أمام المجلس الإكليركي وجيء بشهود وأخذوا فرصة للدفاع عن أنفسهم وعند الحكم عليهم كان كل فرد منهم مقتنعا من داخله بأنه مخطئ ومدان مشيرا إلي نشره وترسيخه مبدأ حق الشعب في اختيار راعيه.
وشدد شنودة علي اهتمامه بكل الشعب من العلمانيين والشباب والمرضي والصم والبكم وحتي من يقوموا بشتمنا وسبنا وقال: لعلكم لاحظتم أنني لم أقم بالرد علي بعض أولادنا المسيئين لنا في الجرائد، وقلت اتركوهم ينفسوا عن أنفسهم إضافة إلي أننا لو عشنا الحياة كلها مديحا نكون في خطر.
وطالب البابا الحاضرين من شعب الكنيسة في نهاية كلمته بأن يصلوا من أجله وأن يطلبوا من الله أن يغفر له خطاياه، وهو ما جعل الكثيرين يجهشون بالبكاء الذي كان تصاحبه هتافات مدوية لم تنقطع طوال كلمة البابا. من جهة أخري، قام العديد من الأساقفة بإلقاء الكلمات تعبيرا عن فرحتهم بهذه المناسبة، فقال الأنبا بيشوي مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدس إن شنودة هو حامي الإيمان المسيحي في العالم كله، بينما أشار الأنبا موسي، أسقف الشباب، إلي أن الروح القدس تعمل مع البابا طوال ٣٦ عاما حتي أصبحنا كنيسة حية، مضيفا أن الكنيسة بخير طوال ما البابا بخير.
كتب عمرو بيومي ١٦/١١/٢٠٠٧
