ارميا ثابت
New member
- إنضم
- 22 نوفمبر 2007
- المشاركات
- 44
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
بأسم الاب و الابن و الروح القدس اله واحد امين
سوف نبدأحديثنا عن الهدوء بجمال الهدوء و ثمرة
تاريخ الهدوء:
الهدوء هوالاصل فى هذا الكون،و هو الاصل قبل خلق الكون ايضا.
كان الله وحده منذ الازل فى هدوء كامل.
ملايين السنوات مرت، بل ما هو اكثر، بل قبل ان يوجد الزمن،
و قبل ان تعرف مقاييسه...و الهدوء هو الاصل..
و اخذ الله يعمل فى هدوء.و كان عمله الاول هو الخلق.
فى هدوء كامل خلق الله كل شىء ، و تمت قصة الخلق فى هدوء.
خلق الله الكون و عاش الكون فى هدوء.
و كمثال ذلك كانت الاجرام السمائيه تتحرك فى الفلك ،
بكل نظام و دقه و بكل هدوء بدون اضطراب...
نهار يعقبه ليل ، و ليل يعقبه نهار.لا ضجيج و لا صراع...
اذن...متى بدأ الكون يفقد هدوئه ؟؟
كان ذلك بعد ان خلق الله مخلوقات عاقلة ، ذات ارادة حرة..
مرت على هذه الكائنات العاقله فترة و هى هادئة :
ليس من يتشاجر و لا من يتخاصم ، و لا من يحتج ،
و لا من يخالف ، و لا من يعصى . و ليس من يثير مشكله او اضطراب
باى صورة من الصور.
ثم كان اول فقدان للهدوء بسبب الشيطان...
فقد الشيطان هدوء قلبه فى الداخل ، حينما دخله فكر الكبرياء .
انها رغبه دخلت الى قلبه ، ان يصير مثل الله .
و هذه الرغبة عكرت القلب كله ، فقد هدوئه و لم يكتفى بهذا ،
بل قاد ثوره فى السماء ، و اسقط معه مجموعة من الملائكة من رتب متنوعة
، نتيجة حرية الاراده التى اساء استخدامها.
و طرد الشيطان و ملائكته من السماء . و بقيت السماء هادئة...
و من جهة البشرية ، عاش ادم اولا فى هدوء ، و هو فى الجنة...
حتى الوحوش كانت تحيا معه فى هدوء...لا عداوة بينه و بينها و لا عراك.
هى لا تفترسه و لا حتى تهجم عليه...
و لا هو يصيدها او يطاردها ، و لا هو يخافها...
بل تجمعه معها رابطة من الالفه و المعيشه المشتركه الهادئة.
و بنفس الوضع كانت الحيوانات و الوحوش مع ابينا نوح فى الفلك...
الحيوانات المفترسه لم تكن مفترسه فى ايام ادم.
لم يكن الافتراس قد دخل بعد الى العالم ، اذ كان العالم لا يزال يحتفظ بهدوئه.
و كانت الوحوش فى ذلك الحين تاكل العشب.
ما كانت تفترس حيوانات اضعف منها و لا كائنا غيرها مثل ادم.
لم تكن فيها الوحشيه التى دعيت بها وحوشا.كانت هادئة ، و كان الانسان ايضا هادئا...
و العجيب ان الانسان فقد هدوئة و هو لا يزال فى الجنة.و ذلك بعد ان اخطأ...
لما اخطأ خاف و اختبأ وراء الاشجار...و لما اخطأ خجل ،
و خاط له من اوراق التين ما يستر عريه.
و طرد الله ادم و حواء من الجنة.
ثم كانت خطية قايين لما فقد هدوئه القلبى بسبب حسده لاخيه هابيل.
و تطورت مشاعره الداخليه الى انه قام على اخيه و قتله.
و لما قتل قايين اخاه فقد هدوئه الى الابد ، عاش تائها هاربا فى الارض..
خائفا من الله و الناس...
بدأت تعصب به الامراض النفسية من خوف و قلق و اضطراب.
و كان عينة لهذه الامراض و مقدمة لدخولها الطبيعه البشرية.
و ذاد على خوف قايين من الله خوفه من الناس ،
و ايضا صيحته المرة (ذنبى اعظم من ان يحتمل...فيكون كل من و جدنى يقتلنى)..
و كان قتل قايين لهابيل مقدمة للحروب التى اجتاحت الارض فيما بعد ،
و معها فقد العالم هدوئة..
( لامك ) الذى من نسل قايين ، كان قاتلا ايضا.و قد اعترف بذلك لزوجتيه.
و قال : (انه ينتقم لقايين سبعة اضعاف ، و اما للامك فسبعة و سبعين ).
و هكذا دخل الانتقام الى الارض. و امتلا العالم شرا ، و فقد هدوئة.
ووجد فى الارض طغاة و جبابرة ،
و اغرق الله العالم الصاخب بالطوفان..
و بعد الطوفان ولد نمرود ، الذى ابتدأ ان يكون جبارا فى الارض.
و تفرقت الشعوب فى الارض بعد برج بابل . و قامت النزاعات بين الامم.
فسدت الطبيعه البشرية و فقدت هدوئها.
و شجع على ذلك التنافس و التنازع بين الناس.
حتى انه بسبب تخاصم الرعاة على الارض المعشبه،
نسمع عن رجلين قديسين هما ابرام و لوط انه
(لم تحتملهما الارض ان يسكنا معا).
انها قصة ماساة تحول بها الانسان من عمق الهدوء الى اللاهدوء..
فما هو الهدوء ؟ و ما هى عناصره ؟ و ما نتائجه ؟
و ما الفضائل التى ترتبط بالهدوء ؟ و تفقد بفقده ؟
و كيف يمكن للانسان ان يحصل على الهدوء ، و يستمر فيه ؟
هذا و غيره ما نود ان نعرض له فى هذا الكتاب الصغير...فى الغد ان اراد الرب و عشنا.
سوف نبدأحديثنا عن الهدوء بجمال الهدوء و ثمرة
تاريخ الهدوء:
الهدوء هوالاصل فى هذا الكون،و هو الاصل قبل خلق الكون ايضا.
كان الله وحده منذ الازل فى هدوء كامل.
ملايين السنوات مرت، بل ما هو اكثر، بل قبل ان يوجد الزمن،
و قبل ان تعرف مقاييسه...و الهدوء هو الاصل..
و اخذ الله يعمل فى هدوء.و كان عمله الاول هو الخلق.
فى هدوء كامل خلق الله كل شىء ، و تمت قصة الخلق فى هدوء.
خلق الله الكون و عاش الكون فى هدوء.
و كمثال ذلك كانت الاجرام السمائيه تتحرك فى الفلك ،
بكل نظام و دقه و بكل هدوء بدون اضطراب...
نهار يعقبه ليل ، و ليل يعقبه نهار.لا ضجيج و لا صراع...
اذن...متى بدأ الكون يفقد هدوئه ؟؟
كان ذلك بعد ان خلق الله مخلوقات عاقلة ، ذات ارادة حرة..
مرت على هذه الكائنات العاقله فترة و هى هادئة :
ليس من يتشاجر و لا من يتخاصم ، و لا من يحتج ،
و لا من يخالف ، و لا من يعصى . و ليس من يثير مشكله او اضطراب
باى صورة من الصور.
ثم كان اول فقدان للهدوء بسبب الشيطان...
فقد الشيطان هدوء قلبه فى الداخل ، حينما دخله فكر الكبرياء .
انها رغبه دخلت الى قلبه ، ان يصير مثل الله .
و هذه الرغبة عكرت القلب كله ، فقد هدوئه و لم يكتفى بهذا ،
بل قاد ثوره فى السماء ، و اسقط معه مجموعة من الملائكة من رتب متنوعة
، نتيجة حرية الاراده التى اساء استخدامها.
و طرد الشيطان و ملائكته من السماء . و بقيت السماء هادئة...
و من جهة البشرية ، عاش ادم اولا فى هدوء ، و هو فى الجنة...
حتى الوحوش كانت تحيا معه فى هدوء...لا عداوة بينه و بينها و لا عراك.
هى لا تفترسه و لا حتى تهجم عليه...
و لا هو يصيدها او يطاردها ، و لا هو يخافها...
بل تجمعه معها رابطة من الالفه و المعيشه المشتركه الهادئة.
و بنفس الوضع كانت الحيوانات و الوحوش مع ابينا نوح فى الفلك...
الحيوانات المفترسه لم تكن مفترسه فى ايام ادم.
لم يكن الافتراس قد دخل بعد الى العالم ، اذ كان العالم لا يزال يحتفظ بهدوئه.
و كانت الوحوش فى ذلك الحين تاكل العشب.
ما كانت تفترس حيوانات اضعف منها و لا كائنا غيرها مثل ادم.
لم تكن فيها الوحشيه التى دعيت بها وحوشا.كانت هادئة ، و كان الانسان ايضا هادئا...
و العجيب ان الانسان فقد هدوئة و هو لا يزال فى الجنة.و ذلك بعد ان اخطأ...
لما اخطأ خاف و اختبأ وراء الاشجار...و لما اخطأ خجل ،
و خاط له من اوراق التين ما يستر عريه.
و طرد الله ادم و حواء من الجنة.
ثم كانت خطية قايين لما فقد هدوئه القلبى بسبب حسده لاخيه هابيل.
و تطورت مشاعره الداخليه الى انه قام على اخيه و قتله.
و لما قتل قايين اخاه فقد هدوئه الى الابد ، عاش تائها هاربا فى الارض..
خائفا من الله و الناس...
بدأت تعصب به الامراض النفسية من خوف و قلق و اضطراب.
و كان عينة لهذه الامراض و مقدمة لدخولها الطبيعه البشرية.
و ذاد على خوف قايين من الله خوفه من الناس ،
و ايضا صيحته المرة (ذنبى اعظم من ان يحتمل...فيكون كل من و جدنى يقتلنى)..
و كان قتل قايين لهابيل مقدمة للحروب التى اجتاحت الارض فيما بعد ،
و معها فقد العالم هدوئة..
( لامك ) الذى من نسل قايين ، كان قاتلا ايضا.و قد اعترف بذلك لزوجتيه.
و قال : (انه ينتقم لقايين سبعة اضعاف ، و اما للامك فسبعة و سبعين ).
و هكذا دخل الانتقام الى الارض. و امتلا العالم شرا ، و فقد هدوئة.
ووجد فى الارض طغاة و جبابرة ،
و اغرق الله العالم الصاخب بالطوفان..
و بعد الطوفان ولد نمرود ، الذى ابتدأ ان يكون جبارا فى الارض.
و تفرقت الشعوب فى الارض بعد برج بابل . و قامت النزاعات بين الامم.
فسدت الطبيعه البشرية و فقدت هدوئها.
و شجع على ذلك التنافس و التنازع بين الناس.
حتى انه بسبب تخاصم الرعاة على الارض المعشبه،
نسمع عن رجلين قديسين هما ابرام و لوط انه
(لم تحتملهما الارض ان يسكنا معا).
انها قصة ماساة تحول بها الانسان من عمق الهدوء الى اللاهدوء..
فما هو الهدوء ؟ و ما هى عناصره ؟ و ما نتائجه ؟
و ما الفضائل التى ترتبط بالهدوء ؟ و تفقد بفقده ؟
و كيف يمكن للانسان ان يحصل على الهدوء ، و يستمر فيه ؟
هذا و غيره ما نود ان نعرض له فى هذا الكتاب الصغير...فى الغد ان اراد الرب و عشنا.