المزمور 55 الخيانه و جزاء الامانه

++menooo++

حياتى لأسمك يا من فديتنى
عضو مبارك
إنضم
30 ديسمبر 2005
المشاركات
4,085
مستوى التفاعل
26
النقاط
0
الإقامة
قلوب أعضاء المنتدى
المزمور 55 الخيانه و جزاء الامانه

المزمور الخامس والخمسون
الخيانة وجزاء الأمانة
+ هذا المزمور يتكلم عن خيانة صديق قد خان عهود الصداقة ونكث وعودها وهو أخيتوفل الذى كان اليد اليمنى لأبشالوم فى ثورته ضد أبيه . ويرجح أن هذا المزمور والمزمور الحادى والأربعين يخصان ذلك الزمان الذى جرت فيه هذه الثورة ومدتها أربع سنوات .

1 – " أصغ يا الله إلى صلاتى ولا تتغاض عن تضرعى " .
+ يطلب النبى إصغاء الله إليه ويترجى أن لا يتغاض عنه ولا يشح بوجهه بل أن يسمع الله صلاته وأن يرى حالته ويرثى لها .
+ والقديس أثناسيوس يقول : إن هذه الطلبة كأنها قيلت من ربنا يسوع المسيح فيطلب النبى من أجل خلاص البشر ومغفرة الخطايا . لأنه قد تجسد وأخذ ما لنا من الطبيعيات وهو زهرة أو زروة الطبيعة البشرية وبكرها ويعلن معلما لنا أن نصلى هكذا ...
2 – " استمع لى واستجب لى . اتحير فى كربتى واضطرب " .
+ ( اتحير فى كربتى ) يقول أثناسيوس وأوسابيوس : إن هذا التحير هو من الأحزان . أما العلامة أوريجانوس فيقول إن التحير فى الكربة هو الضراعة ، لأنه فى الإصحاح الأول من سفر صموئيل الأول قالت حنة النبية ( لأنى من كثرة كربتى وغيظى قد تكلمت إلى الآن ) ( 1 صم 1 : 16 ) .
3 – " من صوت العدو من قبل ظلم الشرير . لأنهم يحيلون على إثما وبغضب يضطهدوننى "
+ إن الحيرة والأضطراب يملآن قلب النبى لذلك لا يدرى ماذا يفعل لأن الأعداء وقحين جسورين واضطهادهم له بشدة وغضب ، فيضعون فى طريقه العراقيل والفخاخ ويتهمونه بالأثم وبغضب يضطهدونه .
4 – " يمخض قلبى فى داخلى وأهوال الموت سقطت على "
+ هنا النبى يتألم كألم المخاض للوالدة إذ إنه يتوقع أهوال الموت آتية عليه بطرق عنيفة ومرعبة .

5 – " خوف ورعدة أتيا على وغشينى رعب "
+ من الناحية النبوية فهذه كانت دلالة على ما قد أحتمله ربنا يسوع المسيح من قساوة الشعب فإنه بعد صلاته وجد خائفا من الموت إذ قال ( ان نفسى حزينة حتى الموت ) ( مر 14 : 34 ) . وأيضا الجزع والحزن الذى أصابه عند تفكره بخطايانا .
أو قل بأن يكون ذبيحة خطية وهو الطهارة نفسها !!

6 – " فقلت ليت لى جناحا كالحمامة فأطير وأستريح "
+ تمنى النبى أن يكون له جناح الحمامة . وليست تلك الحمامة التى تسكن عندنا فى البيوت لكن كالحمامة التى تراءت على الأردن وقت عماد السيد المسيح ، تلك الحمامة التى تطرد كل ضعف وكل حزن وتفرح وتعزى وتريح .

7 – " هأنذا كنت أبعد هاربا وأبيت فى البرية . سلاه " .
+ ان داود المغبوط مرارا كثيرة – حذرا من أعدائه – كان يهرب إلى البرارى وهناك يجد راحة من المصائب ، وهكذا ربنا يسوع المسيح كان يذهب بإنفراد إلى الجبال ويهرب إلى البرارى من اليهود لأن ساعته لم تأت بعد .
+ البرية هى مكان الخلوة حيث عاش هناك يوحنا المعمدان .. وإيليا النبى النارى ... وهناك قضى بولس الرسول ثلاثة سنوات بعد الدعوة السماوية لخدمة الكرازة الرسولية .. فى البرية فقط أكل بنى إسرائيل المن خبز الملائكة .
+ وأيضا البرية هى قلب الكنيسة النابض ، كانت على مر العصور وستظل مصدر الإلهام والدفاع وقت الأنحرافات الإيمانية والهرطقات ، ومصدرا للتغزية والتقوية فى أوقات المحن والشدائد والتجارب .

8 – " كنت أسرع فى نجاتى من الريح العاصفة ومن النوء " .
9 – " أهلك يارب فرق ألسنتهم . لأنى قد رأيت ظلما وخصاما فى المدينة " .
+ لم يستمر داود بالهرو إلى البرية بأجنحة الحمامة والأستراحة من الشر الموجود فى المدينة ، بل انسابت أفكاره المتهيجة ضد أهل بلاطه المتقلبين لا سيما ضد رجل كان سابقا صديقا له وهو أخيتوفل وهو الآن حسب الظاهر أحد الأعوان الرئيسيين للثورة القادمة .

10 – " نهارا وليلا يحيطون بها على أسوارها وإثم ومشقة فى وسطها " .
+ هنا يوضح السبب الذى اضطره للهرب إلى البرية ليستريح لأن الجواسيس الذين أرسلهم أبشالوم فى جميع أسباط إسرائيل قائلا : [ إذا سمعتم صوت البوق فقولوا قد ملك أبشالوم فى حبرون ] ( 2 صم 15 : 10 ) لم يهتم أولا داود بهذا الأمر ولم يحتط له كما يجب حتى اضطر أخيرا أن يترك قصره ويهرب مع الهاربين . إذ وجد أن الأسوار محاطة وفى وسط المدينة عدم استقرار وتمرد وعصيان .
+ أما من الناحية النبوية فإن كل هذا قد حدث مع المسيح . نهارا كانوا قد اسلموه مقيدا إلى الوالى وفعلوا به أنواع العقوبات والصلب أما فى الليل وبعدما صلى فى وادى قدرون أحاطت به رؤساء الكهنة وكتبة الشعب والمشايخ وفى ليل ونهار الجمعة كانوا قائمين بلا ملل وظلما وأفكارا وأقوالا زائفة كانوا يشهدون بها على ذلك الملك العادل – كما صنعت جماعة المتمردين طاعة لأبشالوم – وخسروا بذلك الغنى الذى افتقر ليغنى الجميع !

11 – " مفاسد فى وسطها ولا يبرح من ساحتها ظلم وغش " .
+ المدينة التى كانت هادئة تظللها الراحة والسلام صارت سبب بلاء وألم ، يجب أن يهرب منها كل إنسان . وإن كان هذا فى عصر داود فى حربه مع إبنه أبشالوم فبالأولى فى عصر المسيح حينما حاربه رؤساء الكهنة إذ أنهم كانوا متكبرين ومحبين للفضة وأيضا مع يهوذا الخائن .

12 – " لأنه ليس عدو يعيرنى فأحتمل . ليس مبغضى تعظم على فأختبىء منه "
+ تألم كثيرا داود النبى حينما تحول الصديق إلى عدو وانقلب الرفيق إلى متآمر شرير ..
+ أما من الناحية النبوية فكأن المسيح له المجد يقول : ليس من الشعوب الغرباء الذين لم يسمعوا بإسمى ولم يروا كرامتى احتملت الآلام والصلب لكن من شعب صنعت فى وسطهم قوات وعملت آيات وعجائب .

13 – " بل أنت إنسان عديلى إلفى وصديقى "
+ هنا يذكر صديقه أنه لم يضعه موضع ملك مع عبيده بل موضع صاحب وصديق وأليف لكى يرجع إلى رشده ولا يخون صديقه الذى أحبه مثل نفسه .
+ فأليفنا وصديقنا ذاك الذى هو أعلى من الكل بلاهوته ، دعانا أصدقاءه وأحباءه من أجل تواضعه العظيم ، فلذلك لم يظهر نفسه كالسيد لما تجسد ولا كالرأس ولا كالملك ولا كالمدبر بل شابهنا فى الأكل والشرب والذبائح والقرابين ودعى إلى الولائم وشابهنا فى كل شىء ما عدا الخطية .
................... ........... ...............
21 – " أنعم من الزبدة فمه وقلبه قتال . ألين من الزيت كلماته وهى سيوف مسلولة " .
+ النبى يصف العدو فى هذا العدد بالنعومة فهو كالزبدة لا يظهر فيه شىء من القسوة أو الخشونة بل يتظاهر بكل ما توجبه الصداقة .
+ كثير من المرائين يتصفوا بهذه الصفة لجذب قلوب الشعب مثلما صنعت الحية مع حواء فإنها بكلام لين قد أغوتها .

22 – " ألقى على الرب همك فهو يعولك . لا يدع الصديق يتزعزع إلى الأبد " .
+ جميل إتيان هذا النص بعد النص السابق له حيث قال ألين من الزبدة كلماته وهى سيوف مسلولة . وكأنه يقول ألق على الرب همك وهو الذى يعولك وينقذك من السيوف المسلولة لأنه لا يدع الصديق يتزعزع .
+ ألق على الرب همك فهو يعولك . وقال الرب يسوع :
" لا تهتموا للغد " ( مت 6 : 25 – 34 ) والسبب فى هذه الثقة هو تأكدنا ويقيننا أن الله يهتم بنا .
+ + +
 
أعلى